هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل لا شيء؟
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
أثار فوز فريق بايرن ميونيخ الألماني على أوكلاند سيتي النيوزيلاندي بنتيجة 10 أهداف مقابل لا شيء جدلاً في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. فهي أثقل نتيجة في تاريخ كأس العالم للأندية. ولكنها في الواقع ليست الأكبر في مباريات كرة القدم كلها.
فهناك مباريات كان الفوز فيها بفارق أكبر بكثير. ووصل في بعضها إلى 20 هدفاً.
يُعرف عن الصحفي الفرنسي المتخصص في كرة القدم، إيمانويل غامبارديلا، قوله بعد فوز السويد على كوبا بنتيجة 8 مقابل صفر في نهائيات كأس العالم 1938: “كل نتيجة في مباراة كرة القدم أكبر من 5 أهداف، ما هي إلا إحصائيات”. بمعنى أنها ليست مباراة في كرة القدم.
لم يكن غريباً ولا مفاجئاً أن تنتهي مباراة بايرن ميونيخ أمام أوكلاند سيتي بفوز الفريق الألماني بتلك النتيجة الساحقة. فهي مباراة لم يكن لها أن تجرى أصلاً، بحسب الكثير من النقاد.
فلا يُتوقع أن يصمد فريق من الهواة، يلعبون كرة القدم في وقت الفراغ، أمام واحد من أقوى الأندية مالياً وفنياً على الكرة الأرضية. ويضم أكبر النجوم في العالم. فالتنافس بينهما مثل إجراء منازلة بين ملاكم من الوزن الثقيل وآخر من وزن الريشة.
ولو نظرنا إلى القيمة السوقية للاعبين في الفريقين لتبيّن لنا الفارق المهول. فنادي أوكلاند سيتي يضم في تشكيلته الموسعة 36 لاعباً، من الهواة، يعملون في النهار ويلعبون في الليل، وبعضهم عاطلون عن العمل. لا تتجاوز قيمتهم السوقية الإجمالية 4.8 مليون يورو.
أما نادي بايرن ميونيخ فيضم 81 لاعباً محترفاً، القيمة السوقية للاعب واحد منهم، هو مايكل أوليسي، 100 مليون يورو. ولا يتلقى لاعبو أوكلاند سيتي أي راتب مقابل اللعب لفريقهم. أما راتب هدّاف بايرن ميونيخ، هاري كين، فهو 25 مليون يورو في السنة.
وعليه فإن نتيجة 10 مقابل لا شيء تعكس الفارق في الإمكانيات والمستوى بين الفريقين. ولا عيب في الهزيمة الثقيلة بالنسبة لهواة جاءوا إلى المنافسة بحكم التقسيمات الجغرافية لا غير. بل هناك من يعيب على الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تغليب الجانب المالي والاستعراضي على الجوانب الإنسانية.
ومباريات كرة القدم معروفة بقلة الأهداف فيها مقارنة بمباريات كرة اليد أو الكرة الطائرة مثلاً. وإذا تجاوزت النتيجة فارق 3 أهداف وصفها المعلقون وكتبت عنها التقارير الإعلامية أنها ثقيلة أو قاسية. فما بالك إذا وصل الفارق إلى 10 أهداف أو أكثر. هنا توصف النتيجة بأنها مهينة.
ولكن
تاريخ كرة القدم سجّل في دفاتره مباريات خرجت نتائجها عن المألوف، وأخرى دخلت كتاب غينيس للأرقام القياسية.
ففي عام 2002، جرت مباراة في دوري الدرجة الأولى في مدغشقر بين فريقي إديما وإيميرن. ودخلت نتيجتها كتاب غينيس للأرقام القياسية. وكتبت صفحة مخجلة في تاريخ كرة القدم.
كان فريق إيميرن بطل الدوري في 2001. ولكنه لم يتمكن من الحفاظ على اللقب في 2002 بسبب ضربة جزاء احتسبها الحكم ضده في المباراة ما قبل الأخيرة.
وقرر اللاعبون في المباراة الأخيرة أمام فريق أديما أن يعبروا عن احتجاجهم على قرار الحكم بطريقة عجيبة غريبة، لم تعرفها ملاعب كرة القدم من قبل ولا من بعد.
بعدما صفر الحكم بداية المباراة أخذ لاعبو فريق إيميرن يمررون الكرة فيما بينهم ثم يسددون في مرماهم. وتوالت الأهداف إلى أن بلغت 149 هدفا، سجلها كلها لاعبو إيميرن في مرماهم. وانتهت المباراة بنتيجة 149 هدفاً مقابل لا شيء.
وإذا كانت نتيجة مباراة دوري مدغشقر سجلت في ظروف استثنائية، فإن أعلى فارق في الأهداف في مباراة جرت في ظروف طبيعية، يحتفظ به الدوري الاسكتلندي منذ 1885. وفاز في تلك المباراة فريق أربروث بنتيجة 36 هدفاً مقابل صفر على فريق بون أكورد.
ولم تقتصر النتائج الثقيلة في مباريات كرة القدم على الدوريات الضعيفة فنياً ومالياً مثل مدغشقر فحسب، بل إنها موجودة أيضاً في المباريات الدولية. ولا أدل على ذلك من مباريات كأس العالم، أكبر منافسة كروية على وجه الأرض.
ففي نهائيات كأس العالم 1982 فاز منتخب المجر على منتخب السلفادور في دور المجموعات بـ10 أهداف مقابل هدف واحد. وفاز المجر أيضاً قبلها بعقود على كوريا الجنوبية بـ 9 أهداف مقابل صفر في الدور الأول من نهائيات كأس العالم 1954.
وفي نهائيات كأس العالم 1974، كان فريق زائير (الكونغو حاليا) أول منتخب من أفريقيا جنوب الصحراء يتأهل إلى المنافسة الكروية الكبرى. وعلى الرغم من الفنيات الباهرة، التي أظهرها لاعبوه فإنه انهزم في جميع المباريات، إحداها بنتيجة 9 مقابل صفر أمام يوغوسلافيا سابقاً.
وفاز المنتخب الألماني على نظيره السعودي بنتيجة 8 أهداف مقابل صفر في نهائيات كأس العالم 2002. وفي نهائيات كأس العالم 2010 فاز منتخب البرتغال على كوريا الشمالية بنتيجة 7 أهداف مقابل صفر. وفازت إسبانيا بنتيجة 7 أهداف مقابل صفر أيضاً على كوستاريكا في كأس العالم 2022.
وللتأهل لنهائيات كأس العالم 1934، فاز منتخب مصر في القاهرة على منتخب فلسطين بنتجية 7 أهداف مقابل هدف واحد.
وفي تصفيات كأس أمم آسيا عام 2000 فاز منتخب الكويت على منتخب بوتان بنتيجة 20 هدف مقابل صفر. وفي التصفيات نفسها، انهزم منتخب غوام، وهي جزيرة في المحيط الهادي، أمام إيران وأمام الصين أيضاً بنتيجة 19 هدفاً مقابل صفر، في كل مباراة منهما.
وفاز المنتخب الجزائري في دورة عربية أفريقية أقميت في 1973 في ليبيا على منتخب اليمن الجنوبي سابقاً بنتيجة 15 هدفاً مقابل هدف واحد. وسجل فيها مهاجم المنتخب الجزائري، ناصر آكلي، ستة أهداف كاملة. وهو أكبر عدد من الأهداف يسجله لاعب جزائري في مباراة دولية واحدة.
وسجلت دورات كأس العالم للأندية نتائج غير معتادة وأخرى ثقيلة نظراً لفارق المستوى الفني والمالي بين أندية القارات المختلفة، وحتى بين مختلف الدول، في القارة الواحدة.
ففي دورة 2021، سحق نادي الهلال السعودي نظيره الإماراتي الجزيرة بنتيجة 6 أهداف مقابل هدف واحد. وفي 2019، فاز الترجي التونسي على السد القطري بنتيجة 6 أهداف مقابل هدفين. وفاز نادي مونتيري المكسيكي على الأهلي السعودي بنتيجة 5 مقابل 1 في دورة 2013.
ولكن أكبر هزيمة من الناحية المعنوية في تاريخ كرة القدم الحديث ربما هي تلك التي تلقاها منتخب البرازيل في ملعبه أمام منتخب ألمانيا. فقد أحرجت المايكنات الألمانية وأهانت نجوم السامبا، عندما أخرجتهم من نصف نهائي كأس العالم بنتيجة 7 أهداف مقابل هدف واحد.
أحمد روابة – بي بي سي عربي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی نهائیات کأس العالم أهداف مقابل هدف واحد بایرن میونیخ أوکلاند سیتی مقابل لا شیء مباریات کرة على منتخب کرة القدم فاز منتخب
إقرأ أيضاً:
فيفا يعلن عن بيع حوالي 1,5 مليون تذكرة لكأس العالم للأندية
واشنطن «د.ب.أ»: أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عبر موقعه الرسمي الإلكتروني على شبكة الإنترنت عن بيع 1,5 مليون تذكرة لمباريات كأس العالم للأندية التي انطلقت فجر الأحد الماضي بتعادل سلبي بين الأهلي المصري وإنتر ميامي الأمريكي ضمن منافسات المجموعة الأولى.
وتقام بطولة كأس العالم للأندية لأول مرة بمشاركة 32 فريقا، بعدما كانت تقام بين أبطال القارات الست وبطل الدوري في البلد المنظم بشكل سنوي، بينما ستقام البطولة بنظامها الجديد كل أربع سنوات.
وقال جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم: "هذا بالتحديد هو سبب تنظيم كأس العالم للأندية، إذ نسعى إلى توفير منصة عالمية لكتابة الملاحم، وبروز الأبطال، وليشعر مشجعو كرة القدم بأنهم جزء من شيء أكبر".
وأضاف إنفانتينو: "لذلك، يعتز فيفا بالبيئة الفريدة والمتعددة الثقافات وبالدعم التي تلقاه هذه البطولة الجديدة، والفضل يعود إلى كل واحد من المشجعين الذين شاركوا بأصواتهم وشغفهم وحضورهم".
وأقيمت مباراة الأهلي وإنتر ميامي وسط حضور 60927 متفرجا في المدرجات، وفي اليوم التالي، تواجد 80619 مشجعا في مدرجات ملعب روز بول في لوس أنجليس لمتابعة مباراة باريس سان جيرمان الفرنسي وأتلتيكو مدريد الإسباني.
وأوضح فيفا في بيانه: "بيعت التذاكر في أكثر من 130 دولة حول العالم، ولكن حصة الأسد كانت من نصيب الولايات المتحدة الأمريكية، يليها كل من البرازيل والأرجنتين والمكسيك وكندا وفرنسا واليابان وألمانيا والمملكة المتحدة والبرتغال".
وأشار إلى أنه "من ضمن المباريات المتبقية في دور المجموعات، تميزت أربع منها بعدد التذاكر المباعة وهي مباراة ريال مدريد ضد باتشوكا، والهلال ضد سالزبورج، واللقاء المرتقب بين بايرن ميونخ ضد بوكا جونيورز الأرجنتيني في ميامي، ومباراة فلامينجو وتشيلسي الإنجليزي في فيلادلفيا، ويتوقع أن تجذب كل واحدة من هذه المباريات أكثر من 50 ألف مشجع".
ويشارك في البطولة فرق من 20 دولة ولاعبون من 81 دولة، ما يجعلها البطولة الأكثر شمولا في تاريخ فيفا، وتختتم منافساتها بعد 63 مباراة بإقامة النهائي يوم 14 يوليو على ملعب ميتلايف في نيويورك، نيو جيرسي.
وسيتبرع فيفا بدولار أمريكي من ثمن كل تذكرة، في إطار المبادرة لجمع 100 مليون دولار لصندوق التعليم (فيفا جلوبال سيتيزن) الذي أطلقه جياني إنفانتينو في أبريل 2025 بالاشتراك مع هيو إيفانز، المدير التنفيذي في جلوبال سيتيزن، ويسعى هذا الصندوق إلى تحسين إمكانية الوصول إلى التعليم العالي الجودة وكرة القدم للأطفال حول العالم.