دييغو غارسيا قاعدة عسكرية أميركية هجرت بريطانيا من أجلها سكان جزيرة
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
قاعدة عسكرية وإستراتيجية أميركية بريطانية، تقع في جزيرة دييغو غارسيا بقلب المحيط الهندي، وهي من أهم القواعد العسكرية الأميركية خارج حدود الولايات المتحدة. بدأت أشغال بنائها عام 1971.
وهي نقطة انطلاق رئيسية للعمليات الجوية والعسكرية في الشرق الأوسط ، وتستخدم لتشغيل قاذفات "بي ـ2" وطائرات التزود بالوقود وطائرات المراقبة الجوية ودعم الأساطيل البحرية.
تقع القاعدة الأميركية في جزيرة دييغو غارسيا بقلب المحيط الهندي، كبرى جزر أرخبيل تشاغوس الـ55 الذي تديره المملكة المتحدة، وهو جزء من "إقليم المحيط الهندي البريطاني".
وتتخذ جزيرة ديغو غارسيا شكل الهلال وتحيط بها جزيرة "لاغون" الشاطئية وتشرف على 3 قارات هي آسيا وأفريقيا وأستراليا، كما أنها تعد مركز تحكم في مداخل أهم الممرات البحرية مثل مضيق هرمز ومضيق باب المندب ومضيق ملقا الممتد على مسافة 805 كيلومترات.
وتعتبر القاعدة نقطة ارتكاز حيوية وسط المحيط، فهي تمنح القوى الغربية القدرة على إعادة الانتشار السريع في حالات الطوارئ، ومرونة في دعم العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشرق أفريقيا.
وتقدر مساحة جزيرة دييغو غارسيا بـ60 كيلومترا مربعا، أما مساحة القاعدة العسكرية لوحدها فهي 44 كيلومترا مربعا.
كانت هذه الجزيرة جزءا من مستعمرة موريشيوس البريطانية، وكان يعيش فيها سكان محليون يعرفون باسم "شعب تشاغوس".
وفي عام 1965 فصلت بريطانيا أرخبيل تشاغوس وسيطرت عليه قبل استقلال موريشيوس، كما أبرمت اتفاقية مع الولايات المتحدة عام 1966 سمحت لها ببناء قاعدة عسكرية.
وبعد عقد الاتفاقية وإتمامها، هجرت بريطانيا سكان الجزيرة قسرا بين عامي 1968 و1973 إلى موريشيوس وسيشل من أجل إخلائها وبنائها وتجهيزها للجيش الأميركي.
وتوصلت بريطانيا وموريشيوس في مايو/أيار 2025 إلى اتفاق ينص على نقل سيادة أرخبيل تشاغوس من بريطانيا إلى جزر موريشيوس.
كما نص الاتفاق على تأجير القاعدة للمملكة المتحدة بمبلغ يناهز 140 مليون دولار سنويا، إضافة إلى مشاريع تنموية تصل قيمتها الإجمالية إلى حوالي 5 مليارات دولار.
إعلانوتحتوي هذه القاعدة على مدرج طوله حوالي 3659 مترا، يسمح بهبوط طائرات "بي- 2 " و"بي- 52″ الضخمة، ويمكن أن تقلع منه 19 طائرة دفعة واحدة، كما ترسو في مينائها حاملات الطائرات.
كما تضم ميناء ومرافق دعم للسفن الحربية، ومركز اتصالات، وتُستخدم مخزنا للإمدادات العسكرية والذخيرة والوقود.
وفي قاعدة دييغو غرسيا مخازن للقنابل الخارقة للتحصينات ويبلغ وزنها 13.6 طنا، وطولها حوالي 6 أمتار، وتتميز بالدقة العالية.
حروب استخدمت فيها هذه القاعدةاستخدمت هذه القاعدة العسكرية منصة لانطلاق طائرات شاركت في تنفيذ عمليات عسكرية وحروب سابقة أبرزها:
حرب الخليج الأولى (1980ـ 1988)وتعرف أيضا باسم الحرب العراقية الإيرانية ، وقد اندلعت بين إيران والعراق في سبتمبر/أيلول 1980 واستمرت حتى أغسطس/آب 1988.
واندلعت تلك الحرب لأسباب عدة، على رأسها الدعاية الإيرانية القائمة على تصدير ثورتها، واشتداد الخلاف بين بغداد وطهران حول ترسيم الحدود، خاصة في منطقة شط العرب المطلة على الخليج العربي الغني بالنفط.
حرب الخليج الثانية (1990ـ1991)وبعد خروج العراق شبه منتصر من الحرب العراقية الإيرانية، تخوفت الولايات المتحدة من سياسته في المنطقة، ومن إمكانية حصوله على سلاح متطور يهدد تدفق النفط وأمن إسرائيل.
وفي قمة جامعة الدول العربية الاستثنائية التي عقدت في بغداد بتاريخ 28 مايو/أيار 1990 اتهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت بسرقة نفط حقل الرملة العراقي على الحدود بين البلدين، مما أدى إلى التصعيد.
وفي 2 أغسطس/آب 1990 اخترق الجيش العراقي الحدود من 4 محاور ودخل إلى الكويت. وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لبحث هذا الغزو وأصدر قرارا طالب فيه العراق بسحب قواته.
وبعد مهلة لم يستجب فيها النظام العرقي، نفذت الولايات المتحدة وحلفاؤها عملية عسكرية ضد العراق سمتها عاصفة الصحراء، وكانت "دييغو غارسيا" إحدى القواعد التي شاركت في تلك الحرب.
فقد انطلقت منها طائرات "بي-52" ونفذت أكثر من 200 عملية قصف استهدفت المؤسسات العسكرية العراقية، كما استخدمت البحرية الأميركية الميناء العسكري في الجزيرة لنقل الإمدادات والعتاد الثقيل إلى منطقة الخليج.
حرب أفغانستان (2001ـ2021)بدأت الحرب على أفغانستان بعد مضي شهر واحد على هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، إذ اتهمت هذه الأخيرة تنظيم القاعدة بتنفيذ الهجمات، وطالبت حركة طالبان بتسليم قياداته التي آوت إلى أفغانستان، وبعدما رفضت الحركة شنت أميركا وحلفاؤها الحرب عليها.
وكانت "دييغو غارسيا" إحدى أهم القواعد التي استخدمت لشن هجمات ضد طالبان والقاعدة، وأسهمت في نقل أكثر من 65% من إجمالي القنابل التي استهدفت أفغانستان في تلك الفترة.
الهجمات على اليمن 2025كما استعملت الولايات المتحدة قاعدة دييغو غارسيا في تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد جماعة الحوثيين في اليمن في مارس/آذار 2025.
وقد أرسلت القاذفات "بي-2" من القاعدة باتجاه مراكز قيادية ومنشآت نفطية ومخازن أسلحة، وكذا منصات إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة.
جدل دولي وتهديداتأثارت هذه القاعدة العسكرية جدلا دوليا واسعا على مر السنوات الماضية، لاسيما بشأن استخداماتها السرية. كما أنه بعد استيلاء بريطانيا على الأرخبيل وتهجير سكانه قسرا، اتهمتها منظمات دولية بانتهاك حقوق الإنسان والتطهير العرقي.
إعلانوقد أصدرت محكمة العدل الدولية رأيا استشاريا عام 2019 أكدت فيه أن عملية ترحيل السكان غير قانونية وطالبت بريطانيا بإنهاء إدارتها لأرخبيل تشاغوس والتنازل عن السيادة.
وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة العام نفسه قرارا بأغلبية ساحقة، يطالب بريطانيا بإعادة أرخبيل تشاغوس إلى موريشيوس بدون شروط، معتبرة استمرار احتلاله انتهاكا للقانون الدولي.
وفي مارس/آذار 2025 هددت إيران بمهاجمة القاعدة العسكرية الأميركية بالمنطقة، في حال شنت منها الولايات المتحدة هجمات على الأراضي الإيرانية.
وجاء هذا التهديد ردا على تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب توعد فيه باستهداف طهران في حال لم تسارع إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القاعدة العسکریة الولایات المتحدة دییغو غارسیا هذه القاعدة
إقرأ أيضاً:
أقمار صناعية تظهر آثار استهداف إيراني لقاعدة عسكرية إسرائيلية بتل أبيب
أظهرت صور أقمار صناعية آثار سقوط عدد من الصواريخ الإيرانية داخل قاعدة تدريب تابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، وذلك ضمن نطاق قاعدة غليلوت ومحيط مقر الموساد في منطقة رامات هشارون بتل أبيب.
وتُبيّن الصور الملتقطة بتاريخ 17 يونيو/حزيران آثار سقوط صاروخين على الأقل داخل قاعدة التدريب، حيث أصاب أحدهما مركزا لوجيستيا تابعا لـ(أمان)، فيما تظهر حفرة وحرائق ناتجة عن سقوط صاروخ آخر لا يبعد سوى بضع مئات من الأمتار عن مقر الموساد.
وتضم هذه المنطقة أساسا قاعدة غليلوت العسكرية التي تحتوي على مقر الوحدة 8200 وشعبة أمان.
وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو وثق لحظة سقوط صواريخ إيرانية داخل هذه المنطقة، حيث أظهر الفيديو وقوع 4 انفجارات في مناطق مختلفة بمحيط القاعدة الإسرائيلية ومقر الموساد.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أكد استهداف مركز الاستخبارات العسكرية للجيش الإسرائيلي (أمان)، ومركز تخطيط عمليات الاغتيال في تل أبيب.