آخر تحديث: 25 يونيو 2025 - 9:14 ص بقلم: سعد الكناني الدول القوية هي التي تملك الخيارات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستخبارية والعلمية والجيو استراتيجية ولها القدرة على صنع التحالفات الدولية وتستخدم كل الأدوات الناعمة والخشنة لتثبيت نفوذها لضمان مصالحها، اما الدول الضعيفة ليس أمامها سوى خيار واحد هو الإذعان.

في هذا المقال نسلط الضوء على إيران من باب ” أعرف عدوك” كدولة قوية إقليمياً خياراتها من منظور فكري. فهي ليست فقط لاعباً سياسياً أو طائفياً، بل مشروع فكري- تاريخي له سرديته الخاصة مقابل السردية العربية. ترى نفسها منذ (1979) ثورة خميني، كدولة ليست وطنية، بل أممية شيعية. تستمد هذا الخيار من فكر الولي الفقيه، الذي يربط بين الدين والسياسة بشكل عضوي. ودولة إيران ليست فقط لحكم شعبها، بل لتمهيد الطريق لـ “ظهور الإمام المهدي الغائب ” محور المشروع الإيراني التوسعي، وتُبرر تدخلها في اليمن، العراق، لبنان، سوريا، بأنه جزء من “مهمة ربانية”!. إن الأفاعي وإن لانت ملامسها …عند التقلب في أنيابها العطبُ (عنترة بن شداد). إيران جمعت بين الدولة والميليشيات وهذا يجعلها تتجاوز منطق الدولة القومية الكلاسيكية إلى منطق “الدولة الرسالية”. وتُقدّم نفسها كقوة مناهِضة للهيمنة الغربية، خاصة الأمريكية والإسرائيلية. وهذا الموقف ليس سياسياً فقط، بل يقوم على فكر الثورة الدائمة على طريقة (لينين وغيفارا) لكنه بمرجعية دينية شيعية. وفق شعارها المزعوم ” كلا كلا أمريكا كلا كلا إسرائيل”. حتى حربها مع إسرائيل الذي انتهى بوقف إطلاق النار يوم (24/6/2025) بطلب منها جاء لحماية نظامها رغم الخسائر الذي تعرضت له، وستوافق على كل شروط ترامب من أجل المضي في مشروعها الطائفي وإدارة الفوضى في المنطقة إنطلاقاً من العراق القلب النابض لهذا المشروع الخبيث. إذن إيران تملك خيار الفوضى تدير أزمات لا تحلّها، وهي تتعامل مع جيرانها العرب بعضلاتها وليس بعقلها كجزء من استراتيجيتها للنفوذ كما في حالة العراق من خلال تشكيل ميليشيات وأحزاب وبرلمان وحكومات تابعة لها ولائيا وتنظيميا. و”إدارة الفوضى” التي تملكها إيران، تماماً كما تفعل القوى الغربية. وهو منبثق من فكر استراتيجي براغماتي مرتبط بـ “حماية المشروع العقائدي”. وهي لا تكتفي بالسلاح والميليشيات، بل تبني مؤسسات تعليمية، إعلامية، دينية في الدول التي تتواجد فيها. كما في العراق ولبنان وسوريا واليمن، تنشئ مدارس وحوزات وقنوات ومحطات فكرية. وتُصدّر “الهوية الشيعية الإيرانية” كبديل عن الهويات الوطنية العربية. اي بناء “أمة إيرانية عقائدية” داخل دول متعددة الجنسيات، على حساب الهويات الأصلية. إيران تقدم نفسها “المركز الشرعي الوحيد” للتشيّع في العالم. وهذا إلغاء ضمني للتشيع العربي، واستبداله بنموذج سياسي- ثوري مصدره قم. وتُوظف التاريخ الذي صنعته (كربلاء، الحسين، المهدي) في خطاب سياسي تعبوي دائم. وهذا ما يجعل مشروعها تصادمياً، طويل الأمد، وعقائدي بامتياز. الدولة القوية، ليست التي تملك جيشاً وسلاحاً، بل التي تحتكر استخدام القوة الشرعية داخل حدودها. وتمتلك قراراً سيادياً مستقلاً. وتفرض سيادة القانون على الجميع. وتبني مؤسسات قادرة على أداء وظائفها دون ارتهان للولاءات الفرعية (الطائفية، الحزبية، العشائرية). وتمتلك رؤية استراتيجية للمستقبل. السؤال: هل العراق حاليا يمتلك ذلك”؟، وهو يفقد السيطرة على جزء من أراضيه ويعاني من تفكك اجتماعي ومؤسساتي وقراراته مرتهنة بإيران وغيرها، ودوائر الدولة واقعة ضمن المحاصصة الطائفية والحزبية والفساد لا من خلال الكفاءة وإيرادات الدولة 90% من بيع النفط. علما ان العراق يملك موارد طبيعية هائلة وشعب حي مثقف، وطاقات بشرية عالية رغم الظروف. وجيش نظامي يتحسن تدريجياً. وحضور دولي مهم كعضو في منظمة أوبك، وله ثقل في ملفات المنطقة. لكن رغم ذلك يعتبر العراق حاليا من الدول الهشة رغم امتلاكه مقومات القوة، والخلل الرئيسي يكمن في النظام السياسي الطائفي التحاصصي، لذلك يعتبر العراق حاليا “دولة مع وقف التنفيذ” دولة بموارد عظيمة، لكن بإرادة سياسية مشلولة، ومؤسسات مخترقة. ولذلك العراق لا يمتلك خيارات الدولة القوية، وإذا يريد ان يصبح كذلك عليه تفكيك جذور الهشاشة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: إذ تستعيد هذه الخطوة نهج المؤتمرات التي سعت لتقسيم سوريا قبل الاستقلال فإن الحكومة السورية تؤكد أن الشعب السوري الذي أفشل تلك المخططات وأقام دولة الاستقلال سيُفشل اليوم هذه المشاريع مجدداً ماضياً بثقة نحو بناء ا

2025-08-09Zeinaسابق مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: المؤتمر يمثّل تهرّباً من تنفيذ استحقاقات وقف إطلاق النار ودمج المؤسسات واستمراراً في خرق الاتفاق وهو في الوقت ذاته غطاء لسياسات التغيير الديمغرافي الممنهج ضد العرب السوريين تنفذها تيارات كردية متطرفة تتلقى تعليماتها من قنديل انظر ايضاًمصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: المؤتمر يمثّل تهرّباً من تنفيذ استحقاقات وقف إطلاق النار ودمج المؤسسات واستمراراً في خرق الاتفاق وهو في الوقت ذاته غطاء لسياسات التغيير الديمغرافي الممنهج ضد العرب السوريين تنفذها تيارات كردية متطرفة تتلقى تعليماتها من قنديل

آخر الأخبار 2025-08-09مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: تؤكد الحكومة السورية على أن حق المواطنين في التجمع السلمي والحوار البنّاء سواء على مستوى مناطقهم أو على المستوى الوطني هو حق مصون تضمنه الدولة وتشجّع عليه شريطة أن يكون في إطار المشروع الوطني الجامع الذي يلتف حول وحدة سوريا أرضاً وشعباً وسيادة 2025-08-09أذربيجان وأرمينيا توقعان اتفاق سلام تاريخياً برعاية أميركية 2025-08-08وزير الطاقة: إعادة هيكلة قطاع الطاقة في سوريا وإطلاق شركات قابضة لتعزيز الإنتاج 2025-08-08الأمم المتحدة تدعو إسرائيل إلى وقف خطتها للاستيلاء على غزة 2025-08-08“موتوريكس” يجمع أحدث الابتكارات في قطاع السيارات والذكاء الاصطناعي في سوريا 2025-08-08نحو مؤسسات أكثر كفاءة… دورة لتعزيز الأداء المؤسسي في القطاع العام 2025-08-08عودة منشد الثورة عبد الرحمن فرهود بفعالية جماهيرية في حماة 2025-08-08وزارة الطاقة السورية: 5 ساعات كهرباء إضافية مع بداية الأسبوع المقبل 2025-08-08اليابان: إجلاء 360 ألف شخص من منازلهم واضطراب حركة النقل بسبب الأمطار الغزيرة 2025-08-08اتفاقيات اقتصادية سورية – تركية تعمق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين

صور من سورية منوعات الصين تنجح باختبار هبوط وإقلاع مركبة فضائية مأهولة على سطح القمر 2025-08-08 مرصد كوبرنيكوس للتغير المناخي: العالم يسجل ثالث أكثر شهور تموز حرارة على الأرض 2025-08-07
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • لاريجاني يوقّع اتفاقاً أمنياً مع العراق ويستعد لجولة مباحثات في لبنان
  • جعجع: لماذا يُصرّ النظام الحالي في إيران على تخريب العلاقات مع لبنان؟
  • رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران يزور العراق ولبنان
  • الحواط: خلّوا إيران في إيران
  • انفجار صور.. الشرارة التي قد تشعل بركان لبنان.. .!!
  • نحو ثلاثة ملايين زائر دخلوا العراق من إيران
  • إيران:حشدنا الشعبي أصبح أكثر قوة وتماسكا مع باقي فصائل المقاومة في المنطقة
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: إذ تستعيد هذه الخطوة نهج المؤتمرات التي سعت لتقسيم سوريا قبل الاستقلال فإن الحكومة السورية تؤكد أن الشعب السوري الذي أفشل تلك المخططات وأقام دولة الاستقلال سيُفشل اليوم هذه المشاريع مجدداً ماضياً بثقة نحو بناء ا
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: هذا المؤتمر خرق للاستحقاقات التي باشرت الحكومة السورية في تنفيذها بما في ذلك تشكيل هيئة العدالة الانتقالية وبدء أعمالها، ومسار الحوار الوطني الذي أطلقته الحكومة السورية في شباط الماضي والمستمر حتى إيصال البلاد إ
  • الرئيس الإيراني: لاعتداءات التي تعرضت لها إيران لم تكن هجمات صهيونية