صدى البلد:
2025-12-01@10:25:23 GMT

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الأمنيات

تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT

الرغبة، والطموح، والتمني في بلوغ الأفضل، أو ما تتوق إليه النفس إذا ما كان مشروعًا، ولا ينفصل عن الواقع؛ فتلك أمور حميدة، تشحذ الهمم؛ كي تعلو الهمة، وتنشط الأذهان، وتترجم إرادتنا في صورة أفعال، تحاول أن تحقق أمانينا، التي نتطلع إليها، بل، تحفزنا على تكرار المحاولة في إطار من التخطيط، والتنظيم، والتنفيذ، والمثابرة، والمتابعة، وتقييم ما توصلنا إليه؛ لنزيل العثرات، ونستكمل المسيرة، ونؤكد أن عزيمتنا، وإيجابية النفس لدينا قادرة الدفع بنا دومًا إلى الأمام؛ لنسجل أهدافًا مستحقة.

تعالوا بنا نتفق على أمر مهم؛ ألا وهو أن التمني المشروع، إذا ما أردنا ترجمته إلى واقع، وجعلناه هدفًا إجرائيًا؛ فإن ذلك يتطلب منا بصورة واضحة أن نتبنى سيناريوهات، تحمل خطة مرنة تقبل التعديل، والإضافة في مراحل؛ كي نستثمر ما قد يتواتر لدى أذهاننا من أفكار ملهمة بأن نترجمها إلى آليات، أو خطوات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وهنا تبدأ الرحلة في إطار جهود مكثفة تجعلنا نستمتع بما نحققه من مراحل، أو خُطوات، ولو بسيطة.

لكن ما نخشاه أن نترك ما نتمنى حدوثه  أو تحقيقه لعالم الصدفة، الذي يدفع لنا من بنك الحظ ما تتوق إليه أنفسنا؛ فقد أرى أنه ضرب من وهم الخيال  يؤدي بنا إلى منطقة ضبابية، قد تورث في نفوسنا سلبية تؤثر حتمًا على ما قد نتطلع إلى في مستقبلنا القريب، أو البعيد، بل، تضعف لدينا جموح النزال في ساحة المعركة، التي نثبت فيها الذات، ونستطيع أن نؤكد مقدرتنا على تحقيق ما نصبوا إليه؛ لذا يتوجب علينا أن ندرك ماهية التمني وفق الفلسفة، التي ينبثق منها، والتي ينبغي أن تقوم على الربط الوظيفي بين الواقع، وأمنياتنا وتطلعاتنا الإيجابية.

رُبّ سائل يسأل، هل هناك ميزان، أو ضابط للأمنيات، التي تلوح في وجدانياتنا؟، نقول بلسان مبين نعم؛ فقد أوضحنا أن ما نضعه من خطط نسير على خطاها، يتوجب أن تتصف بالمرونة، التي تمنحنا حرية الاختيار، وتجعلنا نراعي مستجدات المتغيرات، التي تطرأ على ساحتنا الخاصة؛ ومن ثم تتنامى مقدرتنا على تجاوز التحديات، أو الصعوبات، التي قد تقف حجر عثرة أمام مسيرتنا نحو أمانينا المشروعة، وهنا نحاول أن نميز منذ البداية بين الطريق الصحيح، والأخر المعوّج؛ فنتجنب الغور في سكة الظلام؛ لنخرج في نهاية المطاف مجبوريّ الخاطر.

الأمر لم ينته عند هذا الحد؛ فهناك حسابات خاصة ندرك من خلالها ما إذا كانت أمنياتنا في إطار الممكن، أم في طور غير الممكن، أو ما نسميه أحيانًا بالمستحيل، وهذا يؤكد الفلسفة، التي ننادي بها، وهي هدوء الخيال؛ كي لا يجنح بنا إلى آفاق بعيدة المنال؛ فكل ما علينا أن نربط بين الأمنية، ومقومات تحقيقها في ساحة الواقع؛ ومن ثم نستطيع أن ندشن سقفًا زمنيًا، يتسم بالمرونة، ونحاول بصدق العزيمة، وإخلاص النوايا، وبذل الجهود، وإتقان الممارسة أن نبدأ المسيرة، التي أزعم أنها ستكلل بالنجاح بمشيئة الله تعالى.

نؤكد أن الأمنيات، التي تكبر في نفوسنا، وتنمو في خيالنا الخصب، وتأخذ مساحة في أذهاننا، تعد ضرورة في توجيه ميولنا، بل، ترتبط بها في كثير من الأحيان، وهذا ما يدفعنا نحو التجربة، ويجعلنا نكتسب مهارات نوعية تضيف إلى رصيد خبراتنا، ناهيك عن سبر غور احتياجاتنا، التي تتغير وفق تدفق الأحداث الجارية، التي تحيط بنا، سواءً داخل الإطار الاجتماعي البسيط، أو الكبير، وهذا ما يولد لدينا قوة الثبات، والصبر، والمثابرة، والمغامرة، التي نتحمل مسئولية نتاجها، وفي كثير من الأحيان تفتح لنا أبوابًا من الابتكار، لم تكن في واحة الحسبان.

يصعب أن نتجادل حول ثمرة الأمنية، التي تذيب الفتور، وتحفز الرغبة، وتعلى من مقدار الجهد الصادق؛ لتدفعنا نحو استدامة العطاء؛ فتتبدل مسارات حب الذات، إلى تحقيق غايات نبيلة، يستفيد منها الجميع، فيعم الخير بفضل أفكار منتجة تتدفق من وجدان راقٍ، صافٍ، لا يسمح للأنانية أن تحوز جزءًا منه، وهذا ما يجعل أصحاب الأمنيات المشروعة يمتلكون المقدرة على التواصل، وتقوية الروابط في إطار ما تحث عليه الإنسانية، كما تزداد لديهم روح التفاؤل، والوفاء بما ينعكس إيجابًا على تعزيز الهوية الوطنية، ويجعلنا دومًا في رباط مواثيق المحبة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

طباعة شارك الرغبة الطموح التمني

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرغبة الطموح التمني فی إطار

إقرأ أيضاً:

د. حسن محمد صالح يكتب: صدمة ثانية تتعرض لها ثمود

كانت صدمة ثمود بنت تقدم القحاطية كبيرة عندما لم تجد الحركة الإسلامية السودانية ضمن المجموعات التي قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصنيفها منظمات إرهابية أجنبية، وقد شمل تصنيف ترامب الإخوان المسلمون في مصر ولبنان.

الصدمة كانت كبيرة بعد الترويج الإعلامي والسياسي من قبل ما يسمى بالمعارضة بأن الحركة الإسلامية في السودان هي جماعة الإخوان المسلمون، وطالبوا الأمريكان بتصنيف الحركة منظمة إرهابية.

هذا إن دل إنما يدل على عدم ثقتهم في أنفسهم، فهم يروجون لهذه التهمة في كتاباتهم واجتماعاتهم ويودون أن تفعل الإدارة الأمريكية الشيء نفسه، لأن ما عندهم ينفد وما عند الأمريكان باقٍ حسب عقولهم المريضة.

على كل حال ليست هذه هي الصدمة الأولى لقحط، ولكنهم قطيع لا يعتبر من المواقف ولا يتعظ ولا هم يذكرون.

عقب سقوط الإنقاذ مباشرة اجتمعت قحط مع الأمريكين وطلبوا منهم تصنيف المؤتمر الوطني منظمة إرهابية أجنبية ومنعه من ممارسة العمل السياسي في السودان.
كان رد الأمريكيين عليهم: نحن نعرف المؤتمر الوطني أكثر منكم، وعليكم أن لا تتحدثوا معنا في هذا الأمر، فسقط في أيديهم وكأنما فوق رؤوسهم الطير. أحد الظرفاء قال: قال لهم الأمريكان أشربوا (مريستكم) دي قوموا أمشوا.

كلمة مريسة اصطلاح على نوع الخمر الذي قدموه إليهم، وحتى لا يستبد بهم السكر ويهرفوا في كل شيء أمروهم بالانصراف.

فهل بعد هذه الصفعة تعيدون الكرة وتنسون أنكم داعمون لمليشيا آل دقلو وأبو ظبي الإرهابية ودماء أهل الفاشر التي سالت أنهاراً في الرمال لم تجف، وهي تُرى بضم التاء عبر الأقمار الصناعية، وقد شاهد العالم فظائعكم وإرهابكم.

د. حسن محمد صالح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/01 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة عشوائية و غياب2025/11/30 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (كوشة العالم واللغة)2025/11/30 إبراهيم شقلاوي يكتب: أمن المعلومات واستراتيجية إعادة البناء2025/11/30 وزير الخير اسم يستحقه وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية2025/11/28 معهد واشنطن للسودان الجديد الذي يرأسه نصر الدين عبد الباري2025/11/28 ثار لغط كثير حول فقرة في مقال البرهان في وول ستريت جورنال2025/11/28شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات ليست هدنة بل مشروع إنقاذ للمليشيا 2025/11/28

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • وفيات اليوم الاثنين 1-12-2025 في الأردن وإنا لله وإنا إليه راجعون
  • د. حسن محمد صالح يكتب: صدمة ثانية تتعرض لها ثمود
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: فطرتي
  • عمرو يوسف يكشف حقيقة تجاهله لدينا الشربيني في العرض الخاص لـ"درويش"
  • بين حصار لا ينتهي وموت بطيء .. الحقيقة التي يحاول العالم تجاهلها في غزة
  • معاريف: هذه أوراق نتنياهو التي أفلتت من جعبته قبل الانتخابات
  • رجوع عصام صاصا وزوجته جهاد أحمد بعد أسبوعين طلاق.. تفاصيل
  • قناة تنقل مباراة الأهلي والجيش الملكي.. بث مباشر الآن
  • مش تمثيل.. التضامن تستجيب لـكارثة طبيعية بـ 4 إجراءات على أرض الواقع
  • «الثقافي العربي» يناقش «فضاءات المسرح العربي: قاسم محمد نموذجاً»