وسط المدافع ورائحة الموت، تعيش أيام غزة ثقيلة ومثقلة بالدماء، على وقع حرب دامية اندلعت عقب الهجوم الذي نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023. 

ومنذ ذلك الحين، لا تزال دوامة العنف مستمرة، حيث يتفاقم الدمار وتتزايد أعداد الضحايا يوما بعد يوم، قتلا بالقصف أو خوفا أو جوعا.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى: "بينما يشغل التصعيد المتصاعد بين إيران وإسرائيل أنظار العالم، وتتصاعد التحذيرات من اندلاع حرب إقليمية كبرى، ترتكب في غزة جريمة إبادة جماعية بصمت مروع، وهذه الجريمة لا تتوقف، بل تتفاقم يوما بعد يوم، مستفيدة من انشغال العالم وتجاهل الإعلام الدولي المتزايد".

وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن في غزة، الجوع ينهش أجساد الأطفال والنساء وكبار السن، وسط انهيار شامل للمنظومة الصحية.  

وأشار أبو لحية: "المستشفيات القليلة التي ما زالت قائمة، أصبحت عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الرعاية، إما بسبب تعرضها للقصف أو بسبب نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية آلاف الجرحى، بينهم أطفال فقدوا أطرافهم، تركوا يواجهون الموت البطيء، بعد منعهم من السفر لتلقي العلاج". 

وتابع: "وفي موازاة هذا الواقع المأساوي، تتواصل سياسات التهجير القسري الممنهج، تجبر العائلات على التنقل من منطقة إلى أخرى، في مشهد يشبه الترحيل الجماعي المنظم، وما إن تعلن منطقة ما "آمنة"، حتى تتحول لاحقا إلى هدف مباشر للقصف، لتبقى العائلات الفلسطينية دون مأوى، ودون أي شعور بالأمان".

وفي السياق نفسه، أعلن الدفاع المدني في غزة، أمس الثلاثاء، مقتل 51 شخصا منذ ساعات الفجر بنيران الجيش الإسرائيلي، معظمهم سقطوا قرب مركزين لتوزيع المساعدات في وسط وجنوب القطاع المنهك.

 وأوضح مستشفى العودة أنه استقبل ما لا يقل عن 21 قتيلا ونحو 150 جريحا، بينهم 62 إصابة خطرة، نتيجة نيران إسرائيلية استهدفت المدنيين قرب جسر وادي غزة.

من جانبه، رصد الجيش الإسرائيلي تجمع للمواطنين في منطقة قريبة من قواته العاملة في ممر نتساريم وسط القطاع، مشيرا إلى تلقيه تقارير أولية عن إصابات بنيرانه، وأن التفاصيل لا تزال قيد المراجعة.

وشهادات الناجين رسمت صورة مروعة. يقول ربحي القصاص، أحد الناجين: "تجمعنا قرابة 50 ألف شخص قرب مفترق نتساريم.. خدعنا الإسرائيليون بدعوتنا للدخول إلى مركز توزيع الغذاء، ثم أطلقوا النار علينا بشكل عشوائي.. الشوارع امتلأت بالجرحى والقتلى فقط من أجل لقمة العيش".

وتابع متسائلا: "إلى متى سيبقى الناس على هذا الحال؟ نريد حلا لهؤلاء الضحايا الذين يموتون بلا سبب".

 وأكدوا أخرين، أن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص والقذائف المدفعية، بالتزامن مع هجمات بالطائرات المسيرة، مستهدفا الحشود التي كانت تنتظر المساعدات عند مفترق نتساريم.

كارثة إنسانية تتفاقم في غزة: آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذيةبن جفير: يجب أن نعطي سكان غزة تاريخا محددا لتسليم المحتجزين غزة خارج الحسابات 

في ظل الحديث الدولي عن جهود للتهدئة بين إسرائيل وإيران، عبر فلسطينيون عن أمنيتهم أن تنعكس هذه الهدنة على غزة أيضا، لكن واقع الحال يقول غير ذلك. فبدلا من بوادر التهدئة، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات في عدة مناطق من شمال القطاع تدعو السكان إلى مغادرة منازلهم والتوجه جنوبا، ما اعتبر تمهيدا لتجدد العمليات العسكرية.

والجيش الإسرائيلي حذر السكان قائلا: "العودة إلى مناطق القتال تمثل خطرا على حياتكم"، في مؤشر واضح على نوايا التصعيد.

في المقابل، كشفت مصادر مقربة من حركة حماس لوكالة رويترز عن وجود جهود جديدة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وأكدت حماس أنها منفتحة على أي مبادرات تؤدي إلى إنهاء الحرب وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وهو مطلب ترفضه تل أبيب.

وأبدت الحركة استعدادها لإطلاق سراح الرهائن المتبقين كجزء من اتفاق شامل، في حين تصر إسرائيل على أن أي نهاية للحرب يجب أن تشمل نزع سلاح حماس وتفكيك بنيتها العسكرية، وهو ما ترفضه الحركة بشكل قاطع.

ووفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، فقد أدت الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 56 ألف فلسطيني، ونزوح شبه كامل لسكان القطاع، وسط تفش مروع للجوع والانهيار الكامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية.

3 شهداء في قصف إسرائيلي على محطة وقود شرق غزةالقاهرة الإخبارية: 18741 طفلا في غزة يتلقون العلاج من سوء التغذية طباعة شارك غزة إبادة جماعية قطاع غزة الاحتلال الولايات المتحدة المساعدات الإنسانية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة إبادة جماعية قطاع غزة الاحتلال الولايات المتحدة المساعدات الإنسانية الجیش الإسرائیلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأغذية العالمي: الجوع في غزة وصل أعلى المستويات

غزة - صفا أكد برنامج الأغذية العالمي أن الجوع وسوء التغذية في غزة وصلا إلى أعلى مستوياتهما على الإطلاق. ولفت البرنامج في بيان يوم الاثنين، إلى أن أكثر من ثلث سكان القطاع لا يأكلون لأيام، في حين يعيش نصف مليون شخص على شفا المجاعة. ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، يوم الاثنين، تسجيل مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، 5 حالات وفاة، نتيجة سوء التغذية، من بينهم طفل. وأشارت الصحة في بيان مقتضب، إلى أن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 222 شهيدًا، من بينهم 101 طفل. ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق "إسرائيل" جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين. 

مقالات مشابهة

  • شهداء الجزيرة في غزة.. أصوات وعيون اغتالتها إسرائيل للتعتيم على الإبادة
  • الأغذية العالمي: الجوع في غزة وصل أعلى المستويات
  • الجيش الإسرائيلي يجري تقييماً شاملاً لجاهزيته على جميع الجبهات
  • الجيش الإسرائيلي يؤكد استهداف الصحفي أنس الشريف ويتهمه بقيادة خلية حماسية
  • تسريب حكومي يكشف: إسرائيل اختارت تجويع غزّة كسلاح لكسر الهدنة
  • مقتل وإصابة العشرات بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يقر باستهداف الصحفي أنس الشريف في غزة
  • استشهاد 37 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة معظمهم من منتظري المساعدات
  • وفاة 100 طفل في غزة جراء التجويع الإسرائيلي
  • قد تمتد لستة أشهر.. تفاصيل خطة الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على مدينة غزة