ترامب يكشف تفاصيل «التحذير الإيراني» .. إشادة نادرة وسط هدنة هشة وحرب نووية مؤجلة
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
في مشهد بدا غريبًا على سياق التصعيد العسكري، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليعلن، في نبرة غير معتادة، إشادته بـ«التحذير الإيراني» الذي سبق الهجوم الصاروخي على قاعدة العديد الأمريكية في قطر. وجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد فقط من الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بوساطة أمريكية. هذا الموقف يفتح أبوابًا عديدة للتساؤلات حول مدى جدية الهدنة، وحدود التفاهمات بين القوى الكبرى، وخفايا الحرب الخفية على البرنامج النووي الإيراني.
خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة الناتو في لاهاي، وصف ترامب الموقف الإيراني قبيل قصف قاعدة العديد بـ"اللطف"، قائلاً:"لقد حذرونا مسبقًا، بل وسألوا إن كانت الساعة الواحدة مناسبة؟!".
وبحسب ترامب، أطلقت إيران 14 صاروخًا عالي الدقة باتجاه القاعدة، إلا أن "أنظمة الدفاع الأمريكية تمكنت من اعتراضها جميعًا"، مشيرًا إلى أن القاعدة كانت قد أخليت بالكامل عدا بعض عناصر المدفعية، وهو ما حال دون وقوع إصابات.
ترامب أكد أيضًا أن الحوار مع إيران سيُستأنف خلال الأسبوع المقبل، في محاولة لإعادة فتح قنوات الدبلوماسية التي أغلقتها الحرب الأخيرة التي دامت 12 يومًا.
تحليل الخبير: قدرة إيران على الترميم والاستمرارمن جانبه، قال الباحث في الشؤون الإيرانية هاني سليمان إن المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان تعرضت بالفعل إلى "تدمير كبير"، لكنه أشار إلى أن المسألة لا تتعلق فقط بحجم الدمار، بل بقدرة إيران على مواصلة برنامجها النووي رغم ذلك.
وأوضح سليمان أن إيران ما زالت تمتلك كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وقد تم نقلها من منشآت فوردو إلى "أماكن غير معلومة"، ما يعزز فرضية استمرار النشاط النووي خارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف أن بعض التقديرات الاستخباراتية تشير إلى إمكانية إعادة ترميم المنشآت المتضررة خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر، مما يعكس هشاشة تأثير الضربة على المدى الطويل، رغم الصدمة الأولية.
نوايا مستقبلية وتحذير من التصعيد السري
يرى سليمان أن إيران لن تتوقف عن تطوير قدراتها النووية، بل إنها قد تتجه نحو نهج أكثر سرية واستقلالاً، بعيداً عن أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويشير إلى إمكانية لجوء طهران إلى منشآت غير معلن عنها أو توسيع قدراتها في مواقع جديدة يصعب تتبعها.
ويتوقع سليمان أن تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل صعوبات متزايدة في تعقب البرنامج النووي الإيراني، ما لم تُعَد صياغة قواعد جديدة للمفاوضات أو يتم وضع استراتيجيات رقابة فعالة تتماشى مع الديناميكية الجديدة التي قد تتبناها طهران.
فيما يبدو أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل قد وضع حدًا مبدئيًا للمواجهات المباشرة، إلا أن التصريحات الأمريكية، والتحليلات الأمنية، تشير إلى أن اللعبة لم تنتهِ بعد. فإيران تسعى لتعديل قواعد الاشتباك، والولايات المتحدة تراقب بحذر، وإسرائيل تتأهب لأي خرق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب إيران إسرائيل قطر المنشآت النووية
إقرأ أيضاً:
استبعاد أسماء بارزة.. تفاصيل صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل
كشفت مصادر إسرائيلية لموقع «والا» عن تفاصيل جديدة تتعلق بالكشف النهائي للأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى المبرمة مؤخرًا مع حركة حماس، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبحسب المصادر، فإن القائمة النهائية تتضمن 195 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالسجن المؤبد، منهم 60 فقط ينتمون لحركة حماس، في حين ينتمي الباقون لفصائل وتنظيمات فلسطينية أخرى.
إسرائيل تبدأ نقل الأسرى الفلسطينيين تمهيدًا للإفراج عنهموذكرت «يديعوت أحرونوت» أن مصلحة السجون الإسرائيلية بدأت بنقل الأسرى الأمنيين الفلسطينيين من 5 سجون مختلفة إلى مرافق الإفراج الخاصة، تمهيدًا لتنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن قوات من وحدة «نحشون» الأمنية بدأت بنقل الأسرى الأمنيين المشمولين بالاتفاق من سجون مختلفة إلى سجني «كتسيعوت» و«عوفر»، حيث سيتم توزيعهم حسب وجهة الإفراج.
وتم نقل الأسرى المقرر ترحيلهم إلى غزة أو إلى الخارج عبر معبر رفح إلى سجن كتسيعوت في صحراء النقب، فيما نُقل الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم إلى الضفة الغربية إلى سجن عوفر استعدادًا لتسليمهم عبر جهات فلسطينية ودولية.
وتشمل الصفقة إطلاق سراح نحو 250 أسيرًا محكومين بالمؤبد، إلى جانب 1700 معتقل من غزة تم احتجازهم عقب بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر 2023، مقابل إفراج حركة حماس عن 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء خلال 72 ساعة من بدء وقف إطلاق النار.
كما تتضمن بنود الاتفاق إنشاء آلية مشتركة تضم ممثلين عن قطر ومصر وتركيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتسلّم كافة المعلومات المتعلقة بمصير القتلى من الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.
الشاباك يستبعد أسماء بارزة من قائمة الإفراج بينهم البرغوثي وسعداتوكشف موقع «والا» أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» اعترض على نحو 100 اسم من قائمة الأسرى المقترحين، واستبعد 25 أسيرًا من القادة الفلسطينيين البارزين، بزعم أنهم يشكلون خطرًا أمنيًا مستمرًا.
وقال الموقع إن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل إعادة 48 رهينة، منهم 20 لا يزالون على قيد الحياة، هو الأقل منذ عقود.
ويتضمن التسريب أن القائمة النهائية للأسرى تضم 195 سجينًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد (خطة ترامب نصت على 250 سجينا بالمؤبد)، منهم 60 فقط من عناصر الحركة. وللمقارنة، أُطلق سراح 450 عنصرًا في صفقة شاليط.
ويُظهر تحليل البيانات أن نسبة إطلاق سراح الأسرى منخفضة مقارنةً بالصفقات السابقة:
صفقة جبريل (1985) - تم تبادل ثلاثة جنود أحياء من الجيش مقابل 1151 سجينًا، منهم 380 سجينًا مؤبدًا.
صفقة مع الحزب اللبناني (2004) - تم تبادل ثلاث جثث مقابل 436 سجينًا.
صفقة شاليط (2011) - تم تبادل 1027 سجينًا (من بينهم 450 عنصرًا من الحركة) و 279 سجينًا مؤبدًا مقابل جندي إسرائيلي حي.
لم تشمل القائمة السجناء الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، وهو بند آخر في المفاوضات بشأن القوائم أصر عليه الشاباك.
ونقل موقع "والا" عن مصادر مشاركة في المفاوضات أن الحركة مارست ضغوطاً لإطلاق سراح سجناء لم يحكم عليهم بعد، أو سجناء سابقين تم إعادة اعتقالهم مؤخراً، لكن الشاباك أصر على قائمته.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن فريق الشاباك في المفاوضات، بقيادة نائبين سابقين لرئيس الشاباك، نجح في تطويع فريق الحركة التفاوضي، ويُظهر تحليل البيانات أن نسبة إطلاق سراح الأسرى منخفضة مقارنةً بالصفقات السابقة:
ورغم مطالبات حركة حماس المتكررة خلال المفاوضات، فإن القائمة النهائية خلت من عدد من الأسماء البارزة، أبرزهم مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وحسن سلامة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مصلحة السجون تلقت أوامر من المستوى السياسي بالإفراج عن أسرى أمنيين ضمن المرحلة الأولى من الصفقة، فيما تحفظت تل أبيب على أسماء كبيرة كانت قد طالبت بها حركة حماس.
وأشارت تقارير إلى أن الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم إلى الضفة الغربية نقلوا إلى سجن عوفر، في حين جرى نقل من تقرر إبعادهم إلى غزة أو الخارج إلى سجن كتسيعوت.
الصليب الأحمر يستعد لإجراء الفحوص الطبية قبل إطلاق سراح الأسرىوأعلن الصليب الأحمر الدولي أنه يجهز فرقه للدخول إلى السجون المعنية، لإجراء الفحوص الطبية اللازمة للأسرى قبيل إطلاق سراحهم.
ومن المنتظر أن تفرج حماس عن الـ20 محتجزًا الإسرائيليين الأحياء دفعة واحدة، بعد 72 ساعة من بدء وقف إطلاق النار، في حين تشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود 48 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، من بينهم 20 على قيد الحياة.
اقرأ أيضاًالجدول الزمني لتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة.. «انسحاب إسرائيل مقابل الأسرى»
بعد اتفاق شرم الشيخ.. كم عدد الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم من سجون إسرائيل؟
عاجل | ترامب يكشف موعد تسليم الأسرى الإسرائيليين في غزة بالكامل