مهندس صفقة شاليط: نتنياهو يستغل الحرب على غزة للحفاظ على ائتلافه السياسي
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
إسرائيل – غرشون باسكين، الناشط اليساري الذي يعد أحد مهندسي صفقة الإفراج عن جلعاد شاليط من أسر الفصائل الفلسطينية عام 2011، قال إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستغل الحرب على غزة للحفاظ على ائتلافه.
وفي مقابلة مع صحيفة “معاريف”وجه باسكين انتقادات شديدة لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مشيرا إلى وجود بديل سياسي، داعيا إلى تدخل أمريكي فوري.
وقال باسكين إن استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة أمر غير ضروري بل وخطير، متسائلا: “قتل سبعة جنود إسرائيليين آخرين في غزة من أجل ماذا؟ طالما هناك جنود إسرائيليون على الأرض، فإن الفصائل الفلسطينية ستظل تملك أهدافا لضربها”.
وأوضح أن الفصائل الفلسطينية قد تم تفكيكها، ولم يعد لديها جيش، كما أن قدرتها على تجديد إمدادات السلاح لم تعد قائمة. ولم تعد قادرة على الحكم في غزة، حيث أن سكان القطاع لا يريدونها هناك. لكن طالما بقي الجنود الإسرائيليون، فإن المقاتلين المتبقين سيواصلون محاولاتهم لقتلهم”.
وأشار إلى أن الكلفة البشرية للقتال باتت باهظة وغير مبررة، قائلا: “تواصل إسرائيل قتل نحو مئة فلسطيني في غزة يوميا، معظمهم ليسوا مقاتلين ولا أعضاء في الفصائل الفلسطينية ، بل هم مدنيون أبرياء يكافحون للبقاء على قيد الحياة. فسكان غزة يخوضون يوميا معركة من أجل الحصول على زجاجة الماء التالية أو الوجبة القادمة”.
وحمل باسكين الحكومة الإسرائيلية المسؤولية السياسية عن استمرار الحرب، قائلا: “الحرب في غزة باتت منذ زمن وسيلة لإنقاذ المسيرة السياسية لبنيامين نتنياهو وللحفاظ على ائتلافه الحاكم إنها حرب من أجل بقاء الائتلاف!”.
وأضاف: “نتنياهو كسب دعما شعبيا من الحرب مع إيران، لكني أعتقد أن ذلك لن يدوم، فإخفاقاته وإخفاقات حكومته ستطفو مجددا على السطح، والجمهور لن ينسى ما حدث في السابع من أكتوبر ومن كان في موقع القيادة حينها”.
وتحدث باسكين عن المستجدات الإقليمية، مشيرا إلى أن “ما حدث بالأمس يظهر مدى اعتماد إسرائيل المطلق على الولايات المتحدة، حين أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نتنياهو بأن يأمر الطائرات الحربية بالعودة قبل شن غارة إضافية على إيران. لقد أمر ترامب بإنهاء الحرب، ونتنياهو امتثل فورا”.
وأكد باسكين أن الضغط الأمريكي يجب أن يمارس أيضا في غزة، موضحا: “بإمكان ترامب أن يجبر نتنياهو على إنهاء الحرب في القطاع. فحماس مستعدة لصفقة تطلق فيها سراح جميع المخطوفين الإسرائيليين الخمسين مقابل إنهاء الحرب. الفصائل الفلسطينية على استعداد للتخلي عن الحكم في غزة – وقد أبلغوني بذلك كتابة، بالعربية والإنجليزية، منذ سبتمبر 2024”.
وأشار إلى وجود مسار سياسي قابل للتنفيذ بدعم من الدول العربية، قائلا: “من سيتولى الحكم في غزة من الجانب الفلسطيني سيضطر إلى نزع سلاح الفصائل الفلسطينية ، لأنه لن يتم تقديم أي دعم مالي لإعادة إعمار القطاع إذا استمرت الفصائل الفلسطينية في تشكيل تهديد عسكري. بعض الدول العربية أبدت استعدادها لإرسال قوات إلى غزة لمساعدة الحكومة الفلسطينية الجديدة على فرض النظام، بشرط أن تنسحب إسرائيل، وتنتهي الحرب رسميا، وألا تبقى الفصائل الفلسطينية في الحكم. هذا هو السيناريو الوحيد الممكن لليوم التالي”.
وختم باسكين بدعوة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي، قال فيها: “فلماذا ننتظر؟ الرئيس ترامب، افعل ما يجب فعله الآن، لا تنتظر حتى يوم آخر. التحرك الآن سيمنع سقوط المزيد من الضحايا من سكان غزة ومن الإسرائيليين”.
المصدر: “معاريف”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الفصائل الفلسطینیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
سمير عمر: يجب أن تتجاوز الفصائل الفلسطينية مصالحها الحزبية الضيقة من أجل حركة تحرر وطني حقيقية
أجاب الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على سؤال الإعلامي أحمد أبو زيد "إذا كانت الحركة أدركت أن هناك هامش واقعية يمكن أن تتحرك فيه بعيدا عن الرومانسية الثورية وحمل السلاح، وقالت لمصر والوسطاء مبكرا للغاية إنها تقبل ألا تكون شريكا في إدارة المرحلة الانتقالية أو أن تكون جزءً من إدارة قطاع غزة.. كيف ترى الأمر؟".
وقال سمير عمر في لقاء مع الإعلامي أحمد أبو زيد، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "الحركة لم تقل ذلك بوضوح، بل ناورت، وتحدثت عن استعدادها لقبول ذلك، وكان هناك دائما مساحة للأخذ والرد في هذا السياق، والقضية الأساسية هي أن تدرك الفصائل الفلسطينية أن مصلحة الشعب الفلسطيني هي الأهم وأن يدرك القائمون على الفصائل الفلسطينية بتنوع وتعدد برامجها السياسية أن المصلحة العليا للشعب الفلسطيني أهم ومقدمة على المصلحة الفصائلية".
وتابع، أنّه -شخصيا- كان شاهدا على ربع قرن من الحوارات الفلسطينية- الفلسطينية، فعندما كانت تقترب من لحظة التوافق والتوحد كان هناك من يضع العراقيل أمامها، وكان هناك من "يضع العصا في الدواليب"، مشيرًا، إلى أنه لا يبرئ إسرائيل في هذا الصدد من أنها سعت إلى تكريس الانقسام ودعم الأفكار الانقسامية بين غزة والضفة.
وواصل: "أيضا، في مذكرات القادة الفلسطينية، تجد أن هناك من يرى وجود جواسيس تابعين لإسرائيل داخل صفوف الفصائل الفلسطينية، مشددًا، على أهمية اللُحمة الوطنية يتجاوز فيها الفلسطينيون خلافاتهم وتتجاوز فيها الفصائل الفلسطينية مصالحها الحزبية الضيقة من أجل حركة تحرر وطني حقيقية قائمة على حقوق الشعب الفلسطيني.