اتهامات إسرائيلية للحكومة.. لماذا أخفى نتنياهو تنازلات صفقة تبادل الأسرى؟
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
بينما دخلت صفقة تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال الى حيز التنفيذ، فقد بدأت تخرج تسريبات داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي تفيد بأن الحكومة قدمت تنازلات كثيرة للحركة، وتراجعت عما أعلنه رئيس الوزراء من شروطٍ أساسية خمسة لإنهاء الحرب، وتعني عملياً استسلام حماس الكامل، لكن الواقع يقول إنها لم تسلم سلاحها، ولم تفرغ غزة من مقاتليها، مما يطرح الأسئلة عن التخلي عن هذه المطالب.
وذكر الخبير الأمني الاستخباري رونين بيرغمان أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ظهر أمام الكاميرا في منتصف آب / أغسطس الماضي، ورفع يده، وحركها للأمام نحو الكاميرا مرتين، للتأكيد على خمسة مبادئ لوقف الحرب في غزة، وكانت هذه المرة الرابعة خلال أسبوع واحد التي كررت فيها حكومته هذه المبادئ، دون أن تشمل البيانات الصحفية، أو الأبواق، أو كل ما يخدمه من قوة هائلة، وقبل ثلاثة أيام، ومن زاوية مختلفة قليلاً، قال إن "الحكومة اتخذت قرارًا حاسمًا بهزيمة حماس".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أنه "بعد عملية "مركبات جدعون" الأولى، "أوعزت الحكومة للجيش بالانتقال للمرحلة الحاسمة، ويبدو أن نتنياهو لم يدخر جهدًا للضغط على حماس، والتأكيد على عزمه الجاد على غزو غزة، ووضع خمسة شروط، اعتبرها شرطًا أساسيًا لإنجاز اتفاق شامل، وهي في جوهرها تعني استسلام حماس الكامل، رغم تشكيك الخبراء في حينه بشدة في إمكانية حدوث شيء كهذا، مما يعني أن الخيار الثاني هو التقدم نحو مدينة غزة، بكل ما يعنيه ذلك".
وأوضح أن "نتنياهو والمتحدثين باسمه يزعمون الآن أن الضغط العسكري لم يكن وحده ما دفع حماس للموافقة على الصفقة، بل جاء نتيجة مناورة عسكرية وسياسية ماكرة خطط لها وقادها بمساعدة الرئيس ترامب، ولكن إذا كان كل هذا الخبر حقيقيًا، فكيف لم تتحقق أربعة من الشروط الخمسة التي وضعها بنفسه، فحماس اليوم ليست منزوعة السلاح، والقطاع كذلك، والجيش لا يملك سيطرة أمنية كاملة على أكمله، وليس هناك وعد بتشكيل حكومة مدنية بديلة عنها، بل إن هناك مبدأ أساسي يقضي بوجود السلطة الفلسطينية".
ونقل عن مصدر أمني رفيع، إن "من حق الجمهور الحصول على إجابات صادقة على الأسئلة المتبقية، ويبدو أن الحكومة تواجه صعوبةً في الإجابة عليها، أولها يتعلق بالماضي، ولماذا تأخر الاتفاق كثيرًا، وهل نتنياهو مُحقٌّ في ادعائه بأنه لم يكن ممكنا توقيع الاتفاق مبكرًا لأن حماس لم توافق على الشروط التي تم الاتفاق عليها الآن".
وأشار أن "السؤال الثاني يتعلق بالحاضر، فلماذا يُسوّق الاتفاق على أنه نجاحٌ كامل في حين أن هناك تنازلاتٍ عميقةً جدًا فيه، ولماذا تُخفى الاتفاقات مرةً أخرى عن الجمهور، وثالثها يتعلق بالمستقبل، ولماذا يدّعي نتنياهو وممثلوه أن كل شيء قد تحقق، بينما في الواقع، لا يزال الكثير مفتوحًا، ولم يتم الاتفاق على الكثير".
وأضاف أنه "بينما يعلن ترامب انتهاء الحرب في قطاع غزة، وتتوقف جميع العمليات العسكرية، بما فيها القصف الجوي والمدفعي وعمليات الهجوم، فقد غاب أي أثر لهذه المفردات عن قرار الحكومة المنشور، كما تتضح الاختلافات في المصطلحات بين "الانسحاب" و"إعادة الانتشار"، فالأولى تعني تحركًا دائمًا، بينما تحافظ الثانية على مرونة عملياتية، وتُشدد على الطابع المؤقت لتغيير المواقع العسكرية".
وأكد أن "هذه الاختلافات تنطبق أيضا على خرائط الانسحاب الدقيقة، والآلية الدولية ومتعددة الجنسيات التي سيتم إنشاؤها لمراقبة تنفيذ الاتفاقات، وإجراء تحقيق شامل في الجثث التي تقول حماس إنها لا تستطيع تحديد مكانها".
وأوضح أن "الطريقة الوحيدة لتفسير هذا التحول من أوهام النصر الكامل الذي لم ولن يتحقق، إلى تنازل شبه كامل أمام الواقع، هي شن حملة سريعة وقوية تهدف لإقناع الرأي العام بأن حماس قبلت بجميع مطالب نتنياهو، وأنه وترامب خططا لها".
واستدرك بالقول إن "المشكلة الوحيدة أمام الحكومة أن حماس لم توافق على شروطها الخمسة، لا في الاتفاقية الإنجليزية التي وقعها الاحتلال والولايات المتحدة والدول الوسيطة، ولا في نسختها العربية التي وقعتها الحركة، لا يوجد التزام من هذا القبيل، تمامًا كما لا يوجد التزام بخروج قيادتها من غزة، أو حلّها، أو جمع سلاحها، أو نزع سلاح القطاع، أو استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية على المنطقة بأكملها".
تشير هذه القراءة النقدية الموجهة الى حكومة الاحتلال أنها وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار مرغمة عليه، لأنه لم يتبقَّ أمامها سوى خيارين، أحدهما أسوأ من الآخر: إما أن يستبعد نتنياهو أمورًا كررها مرارًا وتكرارًا أنها ضرورية لأمن الدولة، أو أنها ليست كذلك، ويطرحها، كالدخان السام المتصاعد من الآلة، ليضمن عدم التوصل إلى اتفاق واستمرار الحرب، وفي الحالتين يبدو أن الحكومة خدعت رأيها العام الداخلي، الذي سيكتشف مع مرور الوقت أن تلك المبادئ التي أعلنتها لم تكن سوى سراب أجوف لاستمرار حرب الإبادة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حماس الاحتلال غزة نتنياهو حماس غزة نتنياهو الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
اتفاق غزة.. موعد تبادل الأسرى لا يزال غير محسوم.. وحماس تؤكد: نزع السلاح غير وارد
رغم مرور أكثر من 24 ساعة على بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا يزال موعد تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس غير محدد بشكل رسمي، وسط تقديرات إسرائيلية بأن العملية قد تبدأ صباح الاثنين، بينما تبقى احتمالات المفاجأة واردة.
وتشير تقديرات أمنية إسرائيلية إلى أن حماس قد تعمد إلى تسريع تنفيذ الصفقة، ربما يوم الأحد، لتفادي تزامنها مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل، أو لإنهائها قبل وصوله.
حماس: نزع السلاح "غير وارد"
في تصريحات بارزة، أكد مسؤول في حركة حماس، أن نزع سلاح الحركة وهو أحد البنود المحورية في الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب "أمر غير مطروح للنقاش أو التفاوض". وقال لوكالة "فرانس برس" إن تسليم السلاح "غير وارد على الإطلاق".
الاستعدادات اللوجستية والجدل حول قوائم الأسرى
وفقا للاتفاق المبرم، من المتوقع أن يتم تسليم الأسرى الأحياء دفعة واحدة إلى الصليب الأحمر، في خطوة تختلف عن الصفقات السابقة التي نفذت على مراحل. أما الجثث فستسلم لاحقًا، بعد جمعها في نقطة محددة.
وترجح مصادر إسرائيلية أن حماس تحتاج لبعض الوقت لإنهاء الاستعدادات اللوجستية لنقل الأسرى من أماكن احتجازهم إلى موقع التسليم.
وفي الجانب الفلسطيني، بدأت تظهر احتجاجات داخل حماس، مع اعتراض بعض مسؤوليها على أن من بين 250 أسيرا سيفرج عنهم، فقط 195 محكومون بأحكام مؤبدة، معتبرين أن الصفقة لم تلب التوقعات.
لكن إسرائيل أكدت أن قائمة الأسرى تم الاتفاق عليها مسبقًا مع الوسطاء وصادقت عليها الحكومة، وبالتالي لا يمكن تعديلها.
خلافات حول الأسماء وإمكانية التأجيل
نقل موقع "بي بي سي" عن مسؤول فلسطيني أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف طلب منه طرح مسألة الإفراج عن سبعة أسرى بارزين، من بينهم أحمد سعدات ومروان البرغوثي، غير أن إسرائيل رفضت ذلك بشكل قاطع.
ورغم بقاء بعض الخلافات حول الأسماء، ترى مصادر فلسطينية أن حماس "لا تملك خيارًا" سوى الالتزام بما تم الاتفاق عليه.
وفي المقابل، ظهرت دعوات داخل الحركة تطالب بـ"تفجير الاتفاق"، لكن هذا السيناريو لا يعد مرجحًا في الوقت الراهن.
اتصالات من داخل السجون واستعدادات إسرائيلية
قالت عائلات فلسطينية إن أبناءها الأسرى تواصلوا معهم من داخل السجون الإسرائيلية، وأبلغوهم بأن أسماءهم وردت ضمن قائمة المفرج عنهم.
وتشير التقديرات إلى أن التغيير الوحيد المحتمل هو رفض بعض الأسرى المبعدين إطلاق سراحهم، كما حدث في صفقات سابقة، وفي هذه الحالة سيتم استبدالهم بأسماء بديلة تمت الموافقة عليها مسبقًا.
فريق دولي للبحث عن جثامين الأسرى
في إسرائيل، بدأت التحضيرات لاستقبال 20 أسيرًا على قيد الحياة، يتوقع أن تكون حالات بعضهم الصحية معقدة بعد عامين من الأسر، حيث سيتم نقلهم مباشرة إلى المستشفيات بمرافقة فرق طبية ميدانية.
كما ستباشر فرَق دولية تضم ممثلين عن الولايات المتحدة، مصر، تركيا، قطر وإسرائيل مهمة البحث عن جثث الأسرى القتلى، باستخدام معلومات استخباراتية دقيقة.
عودة النازحين ومطالب إنسانية
في غزة، أعلن الدفاع المدني أن أكثر من 500 ألف نازح فلسطيني عادوا إلى شمال القطاع منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن العودة جرت خلال اليومين الماضيين.
من جانبها، طالبت منظمات إنسانية إسرائيل بفتح معابر إضافية لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وجود أمريكي وتنسيق إقليمي
وصل نحو 200 جندي أمريكي إلى إسرائيل ضمن الاستعدادات لتنفيذ الاتفاق، وسيتولون مهام الدعم والتنسيق من مركز سيتم إنشاؤه داخل إسرائيل، يتعامل مع القضايا المرتبطة بقطاع غزة حتى تشكيل حكومة دائمة هناك.
وفي سياق التحركات الدبلوماسية، من المتوقع أن يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصر يوم الاثنين، بعد زيارته لإسرائيل، حيث سيشارك في حفل رمزي لتوقيع الاتفاق في مصر، بحضور عدد من الزعماء الأوروبيين، في حين لم توجه الدعوة لأي مسؤول إسرائيلي لحضور هذا الحدث.