ما أوراق قوة إسرائيل وإيران بعد الحرب؟ وما احتمالية تجددها؟
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
تتضارب التقييمات في طهران وواشنطن وتل أبيب لنتائج الحرب، وسط تساؤلات بشأن إستراتيجية إيران إزاء الولايات المتحدة وإسرائيل، فضلا عن الأوراق التي يمكن أن تلجأ إليها الأطراف المختلفة إزاء الصراع المجمد.
ونقلت صحيفة تلغراف البريطانية عن مسؤولين أوروبيين قولهم إن حكومات أوروبية تلقت تقييمات استخبارية أولية تفيد بأن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب "لا يزال سليما"، رغم الضربات الأميركية لمفاعلاتها النووية.
وأضافت الصحيفة أن واشنطن لم تقدم معلومات استخبارية حاسمة لحلفائها الأوروبيين بشأن القدرات النووية الإيرانية المتبقية، وأنها تمسكت بعدم الكشف عن توجهاتها المستقبلية إزاء طهران.
اتفاق أم هدنة؟وفي هذا السياق، يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن تل أبيب لم تضع إسقاط النظام الإيراني هدفا للحرب، لكنها عولت أن تُحدث ضرباتها "ديناميكية تؤدي إلى تفككه من الداخل".
وأعرب مصطفى عن قناعته -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- بأن الحرب كانت حسب الجدول الزمني الإسرائيلي، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت تريد حربا قصيرة لكن حاسمة، بعدما حققت هدفي تدمير المشروع النووي الإيراني، وإضعاف القدرات الصاروخية الإيرانية.
بدوره، وصف رئيس مؤسسة المصلحة الوطنية في واشنطن خالد صفوري ما حدث بأنه "اتفاق الحاجة والضرورة"، وجاء مفاجئا في وقت كان يتوعد فيه الإسرائيليون بحرب طويلة.
ووفق صفوري، فإن كلا الطرفين ادعيا الانتصار، إذ ضربت إسرائيل البرنامج النووي الإيراني، لكنه لا يزال باقيا ومن الصعب تدميره بشكل كامل، وهو ما يعد في صالح إيران.
وأعرب عن قناعته بأن إسرائيل "هي من سربت بأن برنامج إيران النووي لم يتضرر بشكل كامل"، مشيرا إلى أن ترامب أرضى جميع الأطراف بقصفه المنشآت النووية الإيرانية من دون الانخراط بحرب جديدة.
إعلان
من جانبه، وصف مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز ما حدث بأنه هدنة غامضة وليس اتفاقا، وقد يبنى عليها اتفاق وفقا لنتائج طاولة المفاوضات السياسية بين واشنطن وطهران.
وأشار فايز إلى أن عملية الإخراج في إيران بشأن الحرب الأخيرة "تقدم سردية سياسية وعسكرية أشبه بالانتصار"، خاصة أن النظام لم يسقط ولا تزال أركانه موجودة.
وفي هذا الإطار، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن بلاده حققت انتصارا على "الكيان الصهيوني الزائف"، ووجهت "صفعة قاسية" للولايات المتحدة الأميركية التي لم تحقق أي إنجاز من هذه الحرب.
بدوره، يقول الخبير العسكري أحمد الشريفي إن لا أحد يدعي الهزيمة في الحروب الأيديولوجية والعقائدية، مؤكدا أن "لا رابح في الحروب، ومن الطبيعي أن يدعي كل طرف الانتصار".
وأشار إلى أن إسرائيل وإيران حققت بعض الأهداف، إذ كانت الأولى تدفع نحو تقييد واحتواء البرنامج النووي، في حين أحدثت إيران خللا في قدرة الردع الإسرائيلية.
وأعرب الشريفي عن قناعته بأن الرابح هي الدول الكبيرة التي تتصارع لإيجاد منافذ بحرية ومسالك برية بشأن التجارة والطاقة.
ماذا بعد؟
وبشأن الخطوات المقبلة، فإن الصراع الإسرائيلي مع إيران لم ينتهِ -وفق مصطفى- واصفا ما حدث بأنه أهم جولة في تاريخ هذا الصراع، إذ ستستمر إسرائيل بـ"حرب الظل" مع إيران.
وتدرك إسرائيل أن إيران لديها القدرة على إعادة برنامجها النووي، لذلك تريد -حسب مصطفى- أن يتضمن أي اتفاق محتمل بين واشنطن وطهران "تثبيت عدم قدرة إيران على إعادة بناء البرنامج النووي، وكذلك قدراتها الصاروخية".
أما صفوري، فقال إن واشنطن تريد "بدء مفاوضات مع إيران منصبة نحو إنهاء برنامجها النووي"، خاصة في ظل قدرة طهران وخبرتها المعرفية على إعادته.
وتؤيد الولايات المتحدة هذا التوجه -وفق صفوري- لأنها تخشى فوضى عارمة من إسقاط النظام الإيراني، وهو الخلاف الأساسي مع إسرائيل.
وضمن المشهد ذاته، هناك من يعتقد في إيران -حسب فايز- أن الحرب قد تتجدد انطلاقا من أن البرنامج النووي "لم يحذف، إذ تم ضرب 30% من الشق الحيوي فيه".
وأمس الأربعاء، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في لاهاي إن إسرائيل وإيران منهكتان، لكن الصراع بينهما قد يتجدد.
أوراق إسرائيل وإيران
وبشأن المكاسب التي حققتها تل أبيب، قال مصطفى إن إسرائيل تعتقد أنها فتحت خط مواجهة مستقبلية من خلال الحرية الجوية في الداخل الإيراني، مؤكدا أنها "لن تتوقف حتى تحقيق هدفها الإستراتيجي بإسقاط النظام الإيراني".
وأشار إلى أن تل أبيب كسرت خطوطا حمراء، إذ باتت قادرة على تنفيذ هجمات داخل إيران، مما يحولها إلى جبهة مفتوحة "عندما تشعر بأن هناك تهديدا ضدها".
لكن إيران تريد صنع أوراق تفاوضية جديدة بشأن علاقتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وموقفها من معاهدة حظر الانتشار النووي، وكذلك المفتشين الدوليين، حسب مدير مكتب الجزيرة بطهران.
ووفق فايز، فإن هذه الالتزامات كبلت إيران في اتفاق 2015، لذلك تريد "العودة إلى الخلف والبدء من جديد"، معربا عن قناعته بأن دخول الأميركيين وقصف منشآتها النووية يعد سابقة في تاريخ العلاقة بين طهران وواشنطن.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البرنامج النووی إسرائیل وإیران إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترحيب عربي بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
رحبت عدة دول عربية اليوم الثلاثاء بإعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد إثني عشر يوما من التصعيد.
ورحبت المملكة العربية السعودية، بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التوصل إلى صيغة اتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي التصعيد في المنطقة، وثمنت الجهود المبذولة لخفض التصعيد.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها اليوم، “تتطلع المملكة أن تشهد الفترة المقبلة التزاما من جميع الأطراف بالتهدئة والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها، وأن يسهم هذا الاتفاق في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، وتجنيبها مخاطر استمرار التصعيد”.
وأضافت الوزارة أن “المملكة تجدد موقفها الثابت في دعم انتهاج الحوار والوسائل الدبلوماسية سبيلا لتسوية الخلافات والنزاعات الإقليمية، انطلاقا من مبدأ احترام سيادة الدول وترسيخ الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار في المنطقة والعالم”.
كما رحبت جمهورية مصر العربية بالاتفاق ، مشددة على كونه تطورا جوهريا نحو احتواء التصعيد الخطير الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة، ومن شأنه أن يشكل نقطة تحول هامة نحو إنهاء المواجهة العسكرية بين البلدين واستعادة الهدوء بالمنطقة.
وأعتبرت مصر، في بيان لوزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن هذه الخطوة تمثل فرصة حقيقية لوقف دائرة التصعيد والهجمات المتبادلة، وتهيئة البيئة المواتية لاستئناف الجهود السياسية والدبلوماسية، ودعت الطرفين الإسرائيلي والإيراني الى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال هذه المرحلة الدقيقة، واتخاذ الإجراءات التى تسهم فى تحقيق التهدئة وخفض التصعيد، بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها.
كما أكدت استمرارها في بذل جهودها الدبلوماسية، بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لتثبيت وقف إطلاق النار ودعم مسار التهدئة، وصول ا إلى تسوية شاملة ومستدامة للأزمات التي تهدد استقرار المنطقة.
وجددت مصر التأكيد على أن القضية الفلسطينية تظل لب الصراع فى المنطقة وأن تسويتها بشكل عادل وشامل وتحقيق التطلعات الشرعية للشعب الفلسطينى يعد البديل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار المستدام فى المنطقة والعالم من خلال إقامة الدولة المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبها رحبت دولة الإمارات بالإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودولة إسرائيل، معربة عن أملها في أن ي شكل هذا التطور خطوة نحو خفض التصعيد وتهيئة بيئة داعمة للاستقرار الإقليمي.
وثم نت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها الجهود الدبلوماسية التي بذلها دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، والدور البناء الذي اضطلع به الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في تيسير الوصول إلى هذا الاتفاق، مؤكدة أهمية استمرار التنسيق الفاعل لمنع المزيد من التصعيد، وتفادي تداعياته الإنسانية والأمنية في المنطقة.
وأكدت دولة الإمارات موقفها الثابت الداعي إلى ضرورة ضبط النفس وتغليب الحلول السياسية والحوار، وتجنيب المنطقة المزيد من الصراعات التي تعرقل فرص التنمية وتهدد أمن شعوبها، مجددة التزامها بالعمل مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل إرساء دعائم السلام وتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.
وفي رام الله رحبت الرئاسة الفلسطينية بالاتفاق ، وثمنت الجهود المبذولة لخفض التصعيد ، مشيرة الى أنه يشكل خطوة هامة على طريق تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، عبر الدبلوماسية وإنهاء النزاعات وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي.
وأضافت “نطالب باستكمال هذه الخطوة، عبر تحقيق وقف لإطلاق النار يشمل قطاع غزة، لرفع المعاناة عن شعبنا ووقف عمليات القتل والتجويع، بما يحقق الأمن والاستقرار الشاملين في المنطقة، باعتبار أن حل القضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية هو الذي يؤدي إلى سلام دائم وحقيقي ومستقر”. بدورها رح بت المملكة الاردنية بإعلان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مؤكدا أن من شأن ذلك خفض التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، في تصريح صحفي بهذا الخصوص، إن المملكة تؤكد على ضرورة الالتزام بالاتفاق “حماية للمنطقة من تبعات المزيد من التدهور، واعتماد الحوار والدبلوماسية سبيلا للتعامل مع كل الأزمات وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وشدد على أن التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية عبر تنفيذ حل الدولتين هو مفتاح الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة وإنهاء العدوان الإسرائيلي والكارثة الإنسانية التي يتسب ب بها، وإطلاق حراك سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
من جانبها أعربت مملكة البحرين عن ترحيبها بإعلان الرئيس الأمريكي عن التوصل إلى اتفاق وقف كامل وشامل لإطلاق النار بين ايران وإسرائيل، معتبرة إياه تطورا إيجابيا من شأنه وقف الحرب، بما يؤدي إلى السلام والاستقرار الإقليميين.
وجددت وزارة الخارجية البحرنية موقف مملكة البحرين الثابت والداعي إلى تجنب التصعيد وتسوية جميع الخلافات والنزاعات عبر الحوار والسبل السلمية، والإسراع في استئناف المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني، بما يعزز الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة والعالم، معربة عن الأمل بأن تلتزم جميع الأطراف بمضمون هذا الاتفاق.
وكان الرئيس الامريكي دونالد ترمب، قد أعلن في منشور على منصة “تروث سوشيال” فجر الثلاثاء، أن إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار. وقال إنه “تم الاتفاق بشكل تام بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار شامل وكامل… لمدة 12 ساعة، وعندها ستعد الحرب منتهية!”.
وفي وقت لاحق، أعلن الرئيس الأميركي أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل دخل حيز التنفيذ، داعيا الجانبين إلى عدم انتهاك الاتفاق.