شهدت الإدارة الأمريكية حالة من التباين في التقديرات الرسمية بشأن نتائج الغارات الجوية التي أمر بها الرئيس السابق دونالد ترامب ضد منشآت نووية إيرانية، في عملية وُصفت بالأوسع نطاقًا منذ سنوات، وأثارت جدلًا سياسيًا وأمنيًا واسعًا داخل المؤسسات الأمريكية.

CIA: البرنامج النووي الإيراني تعرض لضرر بالغ وعدة منشآت دُمرت بالكامل

أعلن جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، أن الوكالة تمتلك معلومات استخباراتية موثوقة تؤكد أن البرنامج النووي الإيراني قد "تضرر بشدة" بفعل القصف الجوي الأمريكي، وأن "العديد من المواقع الرئيسية تم تدميرها"، مشيرًا إلى أن هذه الأضرار ستتطلب سنوات لإعادة البناء.

إيران تفتح المجال الجوي للنصف الشرقي من البلاد للرحلات الداخلية والدولية عاجل- ترامب يصف New York Times وCNN وNBC بـ“القمامة والحثالة” بعد تقارير تأكيد عدم تدمير نووي إيران

وأكد راتكليف عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن هذه المعلومات تم جمعها من "مصدر/طريقة موثوقة ودقيقة تاريخيًا"، موضحًا أن ما تداولته بعض وسائل الإعلام من تقييمات أخرى أقل تأثيرًا غير دقيق، ويعتمد على تقارير "غير قانونية" أو "ناقصة".

 

البنتاجون: تأثير الضربات مؤقت.. وتأخير البرنامج الإيراني لبضعة أشهر فقط

في المقابل، أصدرت وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقييمًا أوليًا مخالفًا، ذكرت فيه أن الضربات الجوية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية قد أخرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، وهو تأثير أقل بكثير مما أعلنه ترامب عقب تنفيذ العملية.

وأشار التقييم إلى أن الأضرار لم تكن كافية لتعطيل البرنامج بشكل دائم، وأن إيران لا تزال تحتفظ ببعض مكونات البرنامج الأساسية، بما في ذلك أجزاء من أجهزة الطرد المركزي، التي لم يتم تدميرها أو حتى رصدها في المواقع المستهدفة.

ترامب يرفض تقييم البنتاجون.. ويصر على تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل

وقبل صدور بيان راتكليف، هاجم الرئيس السابق دونالد ترامب تقييم وكالة الاستخبارات الدفاعية ووصفه بأنه "ضعيف الثقة" وغير حاسم، مؤكدًا أن جميع المنشآت النووية الإيرانية قد تم تدميرها، مشددًا على أن العملية "أجهزت بالكامل على البرنامج النووي لطهران".

كما أدان ترامب ونواب جمهوريون مقربون منه تسريب تقارير البنتاجون لوسائل الإعلام، متهمينها بـ "تقويض الموقف الأمريكي وتشويه إنجازات العملية العسكرية".

 

الديمقراطيون: البيت الأبيض يضخم النتائج والحقائق لم تُحسم بعد

وفي سياق متصل، وجه نواب الحزب الديمقراطي في الكونغرس انتقادات شديدة للرئيس السابق ترامب، متهمين إدارته بـ المبالغة في تقدير نتائج الضربات العسكرية بهدف تحقيق مكاسب سياسية، وسط غياب تقييم دقيق ونهائي لما تم إنجازه فعليًا على الأرض.

وأشار النواب إلى أن التقارير الاستخباراتية لا تزال غير مكتملة، وأن هناك أسئلة مفتوحة حول مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب ومدى الضرر الفعلي لأجهزة الطرد المركزي الحديثة التي لم يُعثر عليها في المواقع التي تعرضت للقصف.

تولسي جابارد تدعم تقييم CIA وتشير إلى دمار واسع النطاق

من جانبها، أكدت تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، في وقت سابق من اليوم، صحة تقييم وكالة الاستخبارات المركزية، مشيرة إلى أن معلومات موثقة تؤكد أن البرنامج النووي الإيراني تعرض لأضرار كبيرة، تتطلب سنوات لإعادة تأهيله.

وأوضحت أن التحليلات المستندة إلى صور الأقمار الصناعية، وشهادات ميدانية، تشير إلى أن عدة منشآت أساسية خرجت عن الخدمة بالكامل، ما سيؤثر على قدرة إيران على استئناف التخصيب في المستقبل القريب.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: إيران النووي البنتاجون ترامب برنامج إيران النووي وكالة الاستخبارات الدفاعية قصف نووي اليورانيوم الإيراني الطرد المركزي الغارات الامريكية تقييم استخباراتي البرنامج النووی الإیرانی وکالة الاستخبارات إلى أن

إقرأ أيضاً:

تحليل لـCNN.. ما وراء خطة نتنياهو بشأن غزة التي لا ترضي أحدًا

تحليل بقلم تال شاليف مراسل شبكة CNN في تل أبيب

(CNN)-- بعد مرور ما يقرب من عامين على حرب غزة، صوّت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على توسع عسكري جديد، حيث مقترح خطة السيطرة على مدينة غزة. هذه الخطة، التي بادر بها ودفع بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه، تكشف، بلا شك، عن مناوراته السياسية الداخلية أكثر مما تكشف عن أي استراتيجية عسكرية مدروسة جيدًا.

تم اعتماد الخطة رغم الاعتراض الشديد من القيادة العسكرية الإسرائيلية والتحذيرات الخطيرة من أنها قد تُفاقم الأزمة الإنسانية وتُعرّض الخمسين رهينة المتبقين في غزة للخطر. يأتي هذا التوسع الكبير في الحرب أيضًا على خلفية تراجع كبير في الدعم العالمي لإسرائيل، وتراجع في التأييد الشعبي الداخلي لاستمرار الحرب.

ومع ذلك، دفع نتنياهو بخطته قدمًا، لما لها من فائدة واحدة على الأقل غير مُعلنة: إنها تمنحه وقتًا للكفاح من أجل بقائه السياسي. ومع شركائه الحاليين في الائتلاف اليميني المتطرف، فإن هذا يعني إطالة أمد الحرب. مرارًا وتكرارًا، أحبط حلفاء نتنياهو، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، التقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار وأجهضوه، مهددين بانهيار حكومته إذا انتهت الحرب.

في الواقع، لا ترقى خطة نتنياهو لمحاصرة مدينة غزة إلى مستوى مطالب شركائه في الائتلاف: إذ يدفع بن غفير وسموتريتش باتجاه احتلال كامل للقطاع المحاصر كخطوة أولى لإعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة، وفي نهاية المطاف ضمها. كما أنها أقل مما روّج له نتنياهو نفسه قبل الاجتماع.

مقالات مشابهة

  • ما سبب التناقض الإيراني حيال ممر ترامب؟ خبراء يجيبون
  • غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات
  • تلغراف: هكذا تسعى أوكرانيا لاختراق أسطول روسيا النووي
  • أرمينيا وأذربيجان.. فتح صفحة جديدة بالعلاقات تعزز الأمن الإقليمي
  • حركة الوفاق:تقييم الوزراء دعاية انتخابية والسوداني غير جدي في الإصلاح
  • أكدت أن النووي «حق أصيل».. إيران: التفاوض مع واشنطن ليس تراجعاً
  • من صنع القنبلة النووية هو «الخوف».. والثقة فقط هي التي تضمن عدم استخدامها ثانية
  • تحليل لـCNN.. ما وراء خطة نتنياهو بشأن غزة التي لا ترضي أحدًا
  • ناغازاكي تُحيي الذكرى الثمانين للقصف النووي وتنادي بعالم خالٍ من الأسلحة النووية
  • مدير إدارة الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية: المعيار الحقيقي للوحدة هو الأفعال التي تتجسد على أرض الواقع