ركزت صحف عالمية اهتمامها على تبعات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد حرب استمرت 12 يوما تخللها قصف متبادل غير مسبوق، وتداعيات ذلك على منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن الحرب بين إسرائيل وإيران ستغيّر الشرق الأوسط لكن ليس في الاتجاه المأمول.

وتشهد المنطقة إعادة ترتيب وصفتها الصحيفة بالدراماتيكية، لكن في اتجاه غير الذي فكّر فيه قادة المنطقة والإدارة الأميركية قبل أقل من سنتين.

ولفتت الصحيفة إلى أن من عيوب هذا التحول أنه يكرس القوة الإسرائيلية، ويُقوض الجهود الهادفة لإقناع دول عربية بالتطبيع معها.

بدورها، قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الحرب بين إسرائيل وإيران شجعت الوسطاء وعائلات الأسرى الإسرائيليين على الدفع نحو صفقة جديدة.

وتساءلت عما إذا كان الزخم الجديد سيُترجم إلى اتفاق مع حركة حماس يعتمد إلى حد كبير على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه ضغوطا داخلية متضاربة لإنهاء الحرب في غزة أو تصعيدها.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مقالا لكل من عامي أيالون مدير الشاباك السابق، وجلعاد شير مدير مكتب إيهود باراك (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) والناشط الاجتماعي أورني بتروشكا، قالوا فيه إنّ مأساة إسرائيل اليوم أن قادتها لا يرون سوى الأهداف الحربية.

وحسب المقال، فإن الوقت مناسب الآن للانتقال من العمليات العسكرية إلى الحكمة السياسية، مشيرا إلى أن إسرائيل راهنت على قدرتها على تشكيل الشرق الأوسط متجاوزة القضية الفلسطينية بعد اتفاقات أبراهام للتطبيع، لكن هذا الوهم تبدد في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبدورها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رهان إسرائيل على مجموعات مارقة داخل غزة، مثل مليشيا ياسر أبو شباب، باء بالفشل.

إعلان

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه المليشيا لم تستطع التحرك خارج رفح (جنوبي قطاع غزة) رغم الدعم الذي تتلقاه من إسرائيل، كما أنها تواجه انعدام ثقة عميقا.

ولفتت إلى أن الاتهامات بسرقة المساعدات الإنسانية، والخوف من حركة حماس، ورفض العشائر القوية، كلها تعوق تأثير هذه المليشيا على الأرض.

ومن جانب آخر، تناولت صحيفة لوموند الفرنسية ما سمته تردد الأوروبيين في محاسبة إسرائيل بجدية على أفعالها في غزة والضفة الغربية.

ولفتت الصحيفة إلى أن أعضاء الاتحاد الأوروبي لم يتفقوا على تعليق محتمل لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل، واختاروا تأجيل القرار حتى منتصف الشهر المقبل.

ومن جانب آخر، ذكرت مجلة إيكونوميست البريطانية أن عوامل عدة دفعت الحكومات الغربية إلى جعل القوة العسكرية أولوية وتسخير أموال طائلة لذلك.

وأرجعت المجلة ذلك إلى حروب أوكرانيا والشرق الأوسط والخطر الصيني المفترض على تايوان، إضافة إلى ما وصفته بالنهج المتهور للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ومن شأن هذا الإنفاق الكبير أن يُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي نظرا لما يسببه من ضغط على موازنات الدول، وفي المقابل يسعى السياسيون لإقناع الناخبين بجدوى هذا الإنفاق، وفق المجلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إسرائیل وإیران إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد إعلان ترامب نهاية الحرب.. كيف يمكن أن تُغير 14 قنبلة الشرق الأوسط؟

تناول تقرير في مجلة "الإيكونوميست" إعلان ترامب وقف الحرب بين إسرائيل وإيران بعد غارات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية، واصفًا إياها بـ"حرب الأيام الـ12". ورغم إعلان وقف إطلاق النار، يبقى مستقبل البرنامج النووي الإيراني، واستقرار الشرق الأوسط، والتزام الأطراف بالهدنة، محل شك وترقّب.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، أن الرئيس دونالد ترامب أراد للعالم أن يصدّق أنه "جاء وقصف وأنهى الحرب". فبعد يومين فقط من قيام قاذفات أمريكية شبحية بضرب منشآت نووية إيرانية مدفونة بعمق، أعلن ترامب عن وقف "كامل وتام" لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وكتب على منصة "تروث": "أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما الصبر والشجاعة والذكاء لإنهاء ما يجب أن يُسمى بـ"حرب الاثني عشر يوما"".

وأضافت المجلة أن تقارير أفادت أن ترامب حصل أولاً على موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار، وأرسل المقترح إلى إيران عبر قطر، بحيث توقف إيران الهجمات أولًا، ثم إسرائيل بعد 12 ساعة. ورغم نفي إيران وجود اتفاق رسمي، أعلنت استعدادها للتوقف إذا فعلت إسرائيل، لكن مع انتهاء المهلة، قُتل ثلاثة إسرائيليين بصواريخ إيرانية، في ما يُرجح أنه هجوم أخير رمزي.



وجاء الإعلان الأخير ضمن سلسلة تطورات مفاجئة منذ أن شنت إسرائيل هجومًا مفاجئًا على إيران في 13 حزيران/ يونيو، استهدفت فيه الدفاعات الجوية الإيرانية، واغتالت علماء نوويين وقادة عسكريين، وبدأت بتدمير برنامج نووي متشعب.

وفي 22 حزيران/ يونيو، تدخلت الولايات المتحدة عبر عملية "مطرقة منتصف الليل"؛ حيث أسقطت قاذفات بي-2 أربعة عشر قنبلة خارقة للتحصينات على مواقع تخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو، بينما ضربت نحو ثلاثين صاروخ توماهوك منشآت نووية في أصفهان.

وبينت المجلة أن إيران ردّت في اليوم التالي بهجوم رمزي، إذ أطلقت 14 صاروخًا، بعدد القنابل الأمريكية، على قاعدة العديد الجوية في قطر. وقد تم اعتراض جميع الصواريخ باستثناء واحد، ولم يُصب أحد بأذى بفضل التحذير المسبق الذي أرسلته إيران، بحسب ما أعلن الرئيس الأمريكي. وبعد ذلك بساعتين، أعلن ترامب وقف إطلاق النار.

وطرحت المجلة ثلاثة تساؤلات رئيسية:
هل يمكن للهدنة أن تصمد؟
هل سيكون هناك اتفاق دبلوماسي لاحق للحد من البرنامج النووي الإيراني؟
هل سيصبح الشرق الأوسط أكثر استقرارًا بعد هذه الحرب؟


وأشارت المجلة إلى أن إيران وإسرائيل لم تؤكدا رسميًا وقف القتال، لكن كليهما لديه دوافع للتهدئة. فالنظام الإيراني، رغم شعاراته المعادية لأمريكا، تجنب لعقود المواجهة المباشرة مفضلًا الاعتماد على الميليشيات والدبلوماسية. ومع ضعف حلفائه في المنطقة وتراجع شعبيته ودخول واشنطن على خط المواجهة، فقد يفضّل الآن احتواء الخسائر.

أما بالنسبة لإسرائيل، فمن غير المرجح أن يخالف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب بعد إشادته بتدخله العسكري الحاسم، خاصة أن مصادر عسكرية إسرائيلية ترى أن معظم الأهداف قد تم تدميرها.



واعتبر بعضهم أن إسرائيل قد تعلن النصر وتوقف هجماتها حتى دون اتفاق رسمي، إذ يرى نتنياهو أن ما تحقق يمثل انتصارًا تاريخيًا. ومن جانبه، يسعى ترامب لإنهاء الحرب بسرعة لتأكيد وعده بعدم توريط أمريكا في "حروب أبدية" كتلك التي خاضتها في العراق وأفغانستان.

وأفادت المجلة أن إيران، رغم الضربات، لن تتخلى عن معرفتها النووية، وقد يسعى المرشد الأعلى لاستئناف البرنامج سرًا لضمان بقاء النظام، مؤكدًا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجهل مكان 400 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمائة.

وتابعت، "إذا كانت إيران قد أخفت أجهزة الطرد المركزي للتخصيب، فيمكنها صنع مواد انشطارية صالحة للاستخدام في الأسلحة بسرعة نسبية، وهذه الكمية تكفي لصنع 10 قنابل".

وقالت المجلة إن الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس أوباما سنة 2015 منح إيران برنامج تخصيب محدودًا تحت رقابة دولية، بهدف منعها من الحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة لمدة سنة تقريبًا. لكن ترامب انسحب من الاتفاقية في ولايته الأولى، وقُبيل الهجوم الإسرائيلي، كانت إيران على بُعد أيام أو أسابيع من "الاختراق النووي"، وسط تقارير استخباراتية تفيد بأنها بدأت العمل على تسريع تصنيع رأس نووي يصلح للصواريخ.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس ترامب طالب في مفاوضاته الأخيرة مع إيران باتفاق يقترب من "صفر تخصيب"، مشيرةً إلى أن مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، اقترح صفقة تحفظ ماء الوجه تتيح لإيران تخصيب اليورانيوم ضمن اتحاد إقليمي خارج أراضيها. وليس من الواضح إذا كان هذا الاتفاق لا يزال مطروحًا على الطاولة، أو ما إذا كانت إيران أو إسرائيل ستوافقان عليه.

ولفتت الصحيفة إلى أن استقرار المنطقة يظل موضع شك ما دام النظام الثوري في طهران قائمًا. فإذا كشفت إسرائيل برنامجًا نوويًا سريًا، فقد تتحرك مجددًا حتى دون دعم أمريكي، وستطالب أيضًا بقيود على تسليح إيران ودعمها للميليشيات بعد سنة من المواجهات مع حلفائها ووكلائها في المنطقة.

وتابعت الصحيفة أن بعض الأوساط في إسرائيل وأمريكا يعتقدون أن استقرار المنطقة يتطلب سقوط خامنئي. فإسرائيل استهدفت سجن إيفين ومقر الباسيج لتقويض أدوات القمع، لكن دعواتها للانتفاضة لم تلقَ استجابة وسط القصف. ولكن إذا توقفت الحرب، فقد تظهر ردود فعل داخلية ضد النظام. وحتى ذلك الحين، سيزيد اعتماد إسرائيل وحلفاؤها العرب على الدعم الأمريكي بضمان أمن المنطقة.

واختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن عملية "مطرقة منتصف الليل" أبرزت الدور الحاسم للولايات المتحدة في النزاع، رغم تنامي الدعوات داخل إدارة ترامب للحد من تدخلها العالمي والتركيز على مواجهة الصين، مشددة على أن التدخل العسكري والهدنة المعلنة لا يشكلان حتى الآن سلامًا دائمًا في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الهند وإيران تبحثان تطورات المنطقة بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • ضياء رشوان: الشرق الأوسط لا يُدار بالخوف.. وإيران ومصر دول كبرى لا يمكن تهميشها
  • ماذا يريد نتنياهو من «مشروع تغيير الشرق الأوسط» ؟
  • مدبولي: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل منع انجراف المنطقة نحو حرب عالمية
  • صحيفة قبرصية تكشف عن موجة نزوح استيطاني إلى الجزيرة عقب هجمات إيران على “إسرائيل”
  • هل يصمد وقف إطلاق النار الهشّ بين إسرائيل وإيران؟
  • إسرائيل: نتيجة الهجمات الأميركية على منشأة فوردو "ليست جيدة حقا"
  • قطر: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران أنتج زخما لاستئناف محادثات غزة
  • بعد إعلان ترامب نهاية الحرب.. كيف يمكن أن تُغير 14 قنبلة الشرق الأوسط؟