في مشهد دبلوماسي متسارع، تتجه أنظار العالم إلى سبتمبر المقبل، حيث يُنتظر أن تتبلور رسميًا موجة غير مسبوقة من اعترافات الدول الغربية بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذه الخطوة، التي وصفها محللون بأنها "زلزال سياسي"، قد تغيّر معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنها في الوقت نفسه تفتح الباب أمام ردود فعل إسرائيلية أكثر شراسة، خصوصًا في غزة.

تحول سياسي يضيق الخناق على تل أبيب

يرى اللواء محمد حمد، الخبير الاستراتيجي، أن دخول دول ثقيلة الوزن مثل فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا إلى دائرة الاعتراف بفلسطين، يعني أن إسرائيل تخسر تدريجيًا أحد أهم أسلحتها.. الغطاء السياسي الغربي. ويضيف أن هذا التحول سيضع حكومة نتنياهو أمام ضغوط متزايدة لوقف العدوان على غزة، والجلوس إلى طاولة المفاوضات نحو حل الدولتين. لكن، وكما جرت العادة، ستحاول تل أبيب التحايل لإفراغ هذه الاعترافات من مضمونها الفعلي.

خطة إسرائيل.. تكتيك مزدوج لامتصاص الصدمة

يتوقع حمد أن ترد إسرائيل بخطة ذات مسارين:

تصعيد ميداني محدود في غزة لإرسال رسالة بأن "الواقع على الأرض" لا تحدده قرارات الأمم المتحدة.

تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية لفرض أمر واقع يمنع قيام دولة فلسطينية موحدة جغرافيًا.

محاولة فصل غزة عن المشهد السياسي الفلسطيني عبر الدفع نحو إدارة محلية أو إقليمية بديلة، مع إحكام الحصار الاقتصادي والأمني.

غزة.. قلب المعركة الساخن

غزة، كما يؤكد حمد، ستظل محور الصراع. فإسرائيل تدرك أن أي اعتراف دولي بدولة فلسطينية دون السيطرة الكاملة على القطاع، يعني نشوء كيان سياسي خارج شروطها الأمنية. لذلك، قد تشهد المرحلة المقبلة عمليات عسكرية أوسع أو إعادة احتلال جزئي لمناطق استراتيجية داخل غزة.

فرصة فلسطينية محفوفة بالمخاطر

من الجانب الفلسطيني، يرى حمد أن هذه الاعترافات تمثل فرصة تاريخية لتعزيز الموقف السياسي، لكنها قد تتحول إلى فخ إذا لم تُحسن إدارتها. فبعض الدول المعترفة، مثل كندا وبريطانيا، قد تضع شروطًا مسبقة، أبرزها إقصاء حماس ونزع سلاح الفصائل، ما قد يثير خلافات داخلية تهدد وحدة الصف.

بين الأمل والاختبار الأصعب

الاعترافات الدولية بفلسطين ليست نهاية المعركة، بل بداية مرحلة أكثر تعقيدًا. إسرائيل ستقاتل لإفراغها من أي تأثير حقيقي، بينما سيُختبر ذكاء القيادة الفلسطينية في الحفاظ على الوحدة الوطنية واستثمار هذه اللحظة التاريخية دون الوقوع في فخاخ الضغوط السياسية والأمنية. المعركة انتقلت من الميدان العسكري إلى الحلبة الدبلوماسية، لكن النتيجة النهائية لا تزال في طور الكتابة.

طباعة شارك إسرائيل الأرض غزة تل أبيب فلسطين كندا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل الأرض غزة تل أبيب فلسطين كندا

إقرأ أيضاً:

اقتحامات بالضفة وإدانات فلسطينية لقرار إسرائيل بناء وحدات استيطانية

حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، منزلا داخل البلدة القديمة من مدينة نابلس بالضفة الغربية، في حين أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مصادقة إسرائيل على بناء مئات الوحدات الاستيطانية.

وأفادت مصادر أمنية ومحلية -وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)- بأن قوات خاصة إسرائيلية تسللت إلى حي القيسارية داخل البلدة القديمة بنابلس وحاصرت منزلا هناك، أعقب ذلك اقتحام آليات الاحتلال للبلدة ومحيطها.

وذكرت الوكالة أن مستوطنين أقدموا الليلة الماضية على تخريب غرفة زراعية في بلدة كفر الديك غرب سلفيت.

ونقلت عن مصادر محلية أن المستوطنين اقتحموا منطقة "الوجه الشامي" غرب البلدة، واعتدوا على الغرفة الزراعية عبر تكسير أبوابها وإتلاف محتوياتها.

وأوضحت المصادر أنه هذا الاعتداء هو الثالث على الغرفة من قبل المستوطنين، حيث يعاد ترميمها في كل مرة.

وتتعرض بلدة كفر الديك لاعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين، تشمل تجريف الأراضي وتخريب المنشآت الزراعية، ضمن محاولات توسيع المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين، وفقا للوكالة.

#متابعة | انتشار لقوات الاحتلال بحوش الجبالية "حارة قيسارية" وسط مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بعد تسلل قوة خاصة pic.twitter.com/SDxSG1P06e

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 11, 2025

اقتحام قرية دير إبزيع

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت -مساء أمس الأربعاء- قرية دير إبزيع، غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وأخضعت مصلين في مسجدين للتفتيش والاستجواب، مع التدقيق في هوياتهم.

وقال رئيس المجلس المحلي للقرية عماد الطويل، إن قوة إسرائيلية اقتحمت القرية وانتشرت في محيط المسجد الكبير ومسجد التوحيد بالتزامن مع أذان العشاء.

وأوضح الطويل أن الجنود أغلقوا الباب الرئيسي لمسجد التوحيد، وانتظروا حتى انتهاء الصلاة، ثم فتحوا الباب وأجبروا المصلين على الخروج فرادى، حيث دققوا في هوياتهم وفتشوهم واستجوبوهم حول معلومات شخصية.

إعلان

وأضاف أن الجنود أخضعوا رجلا مسنا للتفتيش وحاولوا منعه من الوصول إلى المسجد الكبير، الأمر الذي دفع عددا من الأهالي إلى الامتناع عن التوجه للصلاة بسبب وجود الجيش.

وتشهد الضفة الغربية تصعيدا غير مسبوق في هجمات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين استهدفت، على مدى عامي حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم، ما أسفر عن استشهاد 1093 فلسطينيا، إضافة إلى نحو 11 ألف مصاب وأكثر من 21 ألف حالة اعتقال، وفق معطيات رسمية.

#متابعة | قوات الاحتلال تعتقل شابا عقب مداهمة منزله في حي كروم عاشور في نابلس شمال الضفة الغربية. pic.twitter.com/ucMhGPunPM

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 11, 2025

المستوطنات الجديدة

من جهة أخرى، وصفت حركة حماس مصادقة "المجلس الأعلى للتخطيط والبناء" بحكومة الاحتلال على إقامة 764 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية، بأنه "خطوة تهويدية جديدة ضمن سياسة الاستيطان التوسعية لنهب الأرض وفرض السيطرة التامة على الضفة".

وحذّرت الحركة في بيان من خطورة نهج الاحتلال بالتوسع الاستيطاني وما يشمله من مصادرة وملاحقة وتضييق على المواطنين ولاسيما المزارعين.

ودعت حركة حماس المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وفرض إجراءات عملية لردع الاحتلال ووقف مخططات الاستيطان التي تهدد ما تبقى من أراضي الضفة الغربية.

وكانت الرئاسة الفلسطينية قد اعتبرت -أمس الأربعاء- مصادقة إسرائيل على بناء 764 وحدة استيطانية في الضفة الغربية تقويضا لجهود وقف العنف وتحقيق الاستقرار بالمنطقة.

جاء ذلك في تصريح للناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأضاف أن القرار مرفوض ومخالف للشرعية الدولية، مؤكدا أن هذه القرارات "لن تعطي الشرعية أو الأمن لأحد".

وحمّل أبو ردينة، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التداعيات الخطِرة لهذه السياسة الهادفة إلى إشعال المنطقة وجرها إلى مربع العنف والحروب.

وأمس الأربعاء، صدّقت سلطات الاحتلال، على بناء 764 وحدة استيطانية جديدة بالضفة الغربية، ليرتفع عدد ما أقرته الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، إلى 51 ألفا و370 وحدة، منذ توليها السلطة نهاية عام 2022، بحسب القناة الـ7 الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • ضغوط لحسم الصراع مع إسرائيل وحصر السلاح
  • خبير سياسي: مصر ترفض أي وجود أجنبي في غزة.. وتدعو لإدارتها من لجنة تكنوقراط
  • خبير شؤون دولية: حرب الإبادة في غزة مستمرة.. والحصار في البرد القارس يثبت طغيان إسرائيل
  • خبير سياسي: ترامب وضع مكابح واضحة لتحجيم تجاوزات نتنياهو
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • خبير يوضح أحكام الإدارية العليا على المرحلة الثانية لانتخابات النواب
  • اقتحامات بالضفة وإدانات فلسطينية لقرار إسرائيل بناء وحدات استيطانية
  • خبير يوضح طرق الوقاية من الحوداث أثناء سقوط الأمطار
  • خبير سياسي: سوريا وإسرائيل.. توتر مستمر وضربات متفرقة دون إعلان حرب
  • خبير تربوي يوضح مميزات إلغاء الدبلومات والتحول إلى البكالوريا التكنولوجية