الوطن ليس صورة شخصية: في الدفاع عن ساتي وزيرًا للخارجية
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
1 أخطر ما يواجهنا اليوم هو أن يسعى كل منا ليرسم الوطن على صورته، وألّا يرى في أفقه سوى طيف خياله. يخطئ “البلابسة” إذا ظنوا أنهم قادرون على رسم الوطن على صورتهم، كما أخطأ “القحاته” حين حاولوا الأمر ذاته من قبل: فالوطن، كان ولايزال في تصورهم، هو هم، وهم وحدهم. لا أحد غيرهم يرسم حاضره أو مستقبله، ولا أحد “يجي ماشي بجاي”، وحدهم يرون صورتهم في مرآة الوطن، ولا أحد سواهم.
سبقهم كثيرون في طريق الوهم هذا، ظنّوا جميعًا أنهم سيرسمون وطنًا على مقاسهم، فماذا كانت النتيجة؟ في كل الأحوال، كان رد فعل الشعب واحدًا، وكان بليغًا.
2
فكرة الإغراق التي انتهجها “القحاته” هي ذاتها فكرة الإغلاق التي يلوّح بها “البلابسة”. كلا الفكرتين إقصائيتان، وجهان لعملة واحدة، لا فرق بينهما، وكلاهما مضر بصحة الوطن وعافيته، ونتائجهما كارثية رأيناها بأم أعيننا. لكننا لا نتوب إلى الله، ولا نعتذر لشعبنا عن أخطائنا وتقديراتنا البائسة. لا نقلع عن الكبيرة التي ارتكبناها بحق الوطن، ولا نتجاوز الصغائر لاجل الوطن، ولهذا نظل ندور في حلقة مغلقة بلا أفق لمستقبل نبنيه معًا.
3
لماذا هذه المقدمة؟ إنها للذكرى، إن كانت تنفع السودانيين. بالأمس، تسرّب خبر بأن رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس قد رشّح السيد نور الدين ساتي وزيرًا للخارجية. فاشتعلت الأسافير، وبدأت معزوفة الاتهامات المعتادة من أولئك الذين يظنون أنهم وحدهم يمتلكون مفاتيح الحقيقة.
لماذا كل هذه الضجة؟ لأن ساتي “قحاتي”؟! هب أن ذلك صحيح الآن… ولكن هذا “القحاتي” وافق على العودة إلى الوطن خادما له ، وتحت قيادة دولته الشرعية. فماذا يضيرك يا زول؟! لماذا تغلق باب التوبة وتسد باب العودة؟ من أنت، وبأي حق تصدر الأحكام؟
4
هب أن الحاج وراق، وياسر عرمان، والدقير، وحتى خالد يوسف هبطوا فجراً مطار بورتسودان وقالوا: جئنا نخدم وطننا تحت امرة قيادته الشرعية. أليس من الأجدر أن نقول لهم “دبايوا، ادخلوها بسلام آمنين”؟ اليس ذلك افضل من ان نقول: لا والله، أغلقنا باب الوطن علينا نحن “البلابسة”، فهو لنا، لا لغيرنا؟يا لغرابة ذلك هذا الموقف تُرى الى شى ينتمى؟ للسياسة؟ أم شيء آخر لم تتعلمه بعد؟
5
إذا قبلنا من حملوا السلاح ضد الوطن وقاتلوا القوات المسلحة “كيكل وصحبه” وحتى بالأمس كان عفو القائد العام يشمل المتمردين الذين ألقوا السلاح وسلموا أنفسهم للفرقة الخامسة بالدمازين. إذا قبلنا ذلك وصفقنا له، فلماذا نصفد أيدينا عن مصافحة عن من جاء إلى الوطن يسعى بالتوبة والخير؟! كيف نصافح من حمل السلاح ونصدّ الصدور عن من مدّ يده بالسلام؟.مالكم كيف تحكمون.؟!
6
نور الدين ساتي… أعرفه شخصيًا واللي معه سجالات وخلافات معلنة ومكتوبة وفي قضايا عامة… وذلك حين كنت أعتقد أنها تتخذ الموقف الخطأ، ولكن ساتى عرف عنه انه رجل مهذب وخلوق وعلى درجة عالية من الوعي وهو الأكثر تأهيلاً الآن لمنصب وزير الخارجية، وبإمكانه أن يؤدي في هذه الوظيفة بكفاءة ويزينها ويجيرها لصالح الوطن. هو سفير قبل عقود وفي عدة دول وسفير في الولايات المتحدة بعد التغيير، وعلاقاته ممتدة دوليًا وإفريقيًا بحسب المناصب التي تقلدها من قبل، وهو سفير مهني ، عمل نائبًا للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في مهمات حفظ السلام ببلدان مثل بوروندي، الكونغو، ورواندا بين 2002 و2006، ويحمل شهادة دكتوراه في الأدب من جامعة السوربون (1974)، ويتقن ثلاث لغات: العربية، الإنجليزية، والفرنسية. وله شبكة علاقات ممتدة إقليميا ودوليًا، أهلته للحصول على أوسمة من فرنسا والفاتيكان، وهو اليوم عضو في مجموعة العمل حول السودان بمركز ويلسون. باقي سيرته تجدونها مبذولة في الأسافير وهي سيرة ثرية وجديرة بالاحترام. وكلها تقول انه كفاءة وجدير بالمنصب.
7
من أهم ما يمكن أن يفعله رئيس الوزراء الآن، هو أن يختار الكفاءات، أيًّا كانت خلفياتهم: شيوعيين، إسلاميين، “قحاتة”، “بلابسة”، أو حتى “جن أحمر”. لا يهم، طالما أنهم اليوم في خدمة الوطن وتحت قيادته. أما أن نسجن الوطن في زنازين أحقادنا، ونزعم أن حبنا له يخولنا طرد الآخرين منه، فهذا وهم ينبغي أن ننزع عنه.
8
السيد رئيس الوزراء… إذا جاءك ساتي خادمًا للوطن أو طلبت إليه أن يفعل ذلك وقبل، فلا تلتفت خلفك، خذه إلى جانبك فهو جدير بالمنصب ونهجك هذا صحيح بل هو مخرج للوطن الذي ننشده… وطن يسعنا جميعًا يتقدم فيه الزول بكفاءته لا بحسبه ولا نسبه ولا حزبه ولا بلبسته… من أراد غير ذلك فليبحث له عن وطن آخر، فهذا وطن سمح ومتسامح، وطنٌ لا يسأل عن لون البزة ولا عن الولاء القديم، بل عن الكفاءة والولاء اليوم. … وطن سمح وزين .. وصدره مليان غنا، مليان عشق وحنين.
سيدي رئيس الوزراء… توكل على الله… مرحبًا بساتي وزيرًا للخارجية
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: رئیس الوزراء وزیر ا
إقرأ أيضاً:
«لست وحدك».. وزير الأوقاف السابق يوجه رسالة قوية للرئيس السيسي
وجه الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف السابق، الشكر إلى الإعلامي مصطفى بكري على انحيازه الشديد للدفاع عن الوطن، وتحمله أي تطاولات من أعداء الوطن.
وقال مختار جمعة خلال لقائه مع الإعلامي مصطفى بكري، ببرنامج «حقائق وأسرار»، مساء اليوم الجمعة، والمذاع على قناة «صدى البلد»، : «أقول للرئيس السيسي وكل الشرفاء في العالم، يدركون خوفكم وحفاظكم على الوطن، والتصدي لمخطط التهجير الفلسطينيين، بالإضافة إلى الحفاظ على الأمن القومي والعربي والعالمي».
وتابع: «لست وحدك يا سيادة الرئيس، كل الشرفاء معك، أمضى وكلنا معك، سيادة الرئيس يحافظ على الوطن ويحمي أمنه القومي، واسأل الله أن يعينه ويحميه، كمان رجال قواتنا المسلحة هم خير رجال العالم، جيش مصر خير أجناد الأرض، وهم في رباط إلى يوم الدين».
وأكمل: «أهم ما يميز الجيش المصري، أنه من المصريين، ليس فيه مرتزقة أو ميليشات، 108 مليون مواطن كلنا وراهم، كمان رسالة لرجال الشرطة على ما يقدموه من فرض الأمن والأمان، وحمايتها للانحراف القيمي والأخلاقي، وكافة أشكال التي تزعزع استقرار الوطن».
واستطرد: «المعركة مع أهل الشر لم ولن تتنهي، لذا يجب علينا الوقوف خلف وطنا، الوطن لنا جميعًا وبنا جميعًا، الوطن يحتاج إلى يفدي الوطن بنفسه، التضحية ليست شعارات، اللي يمسك العصا من النص لا يقدر على حماية وطنه أو بنائه».
وأشار مختار جمعة إلى أن الحفاظ على الأوطان من صميم الإيمان، وهذا ظهر جليا عندما خرج النبي محمد صلى الله عليه من مكة عندما خرج منها وقال: «والله لولا ما أخرجني أهلك منك ما خرجت».
وأردف مختار جمعة: «يجب الدفاع عن الوطن من الكبار والصغار والرجال والنساء، الوطن من صمام الحفاظ على الأوطان، ومصر القبض النابض للأمة العربية والإسلامية، لذا يجب علينا على الحفاظ على مصر بروحنا وأنفسنا».
وأردف مختار جمعة، أن الحفاظ على الدولة جزء من العقيدة الدينية، وانهيارها يعني انهيار كافة مؤسساتها، مؤكدًا أن الدولة تقوم بجهود عظيمة في كافة المجالات، مردفًا:«برامج الحماية الاجتماعية من أبرز البرامج لحماية غير القادرين حتى لا يكون هناك شخص محتاج».