أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن موافقة إسرائيل على شروط وقف إطلاق النار في غزة لستين يوما، ردود فعل متباينة داخل إسرائيل حيث بادرت أطراف إلى مطالبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستثمار الفرصة ومنحه "شبكة أمان" للمضي قدما في صفقة تبادل، فيما سعى الجناح الأكثر تطرفا في حكومته لإحباط هذه المساعي.

وتأتي هذه الردود في سياق من الغموض يكتنف المشهد بسبب عدم كشف الرئيس ترامب عن ماهية الشروط التي وافقت عليها تل أبيب، مما يعيد للذاكرة إعلانات سابقة مشابهة لوقف إطلاق النار باءت كلها بالفشل بعد الدخول في تفاصيل التفاوض مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وكانت حماس قد أعلنت قبل أيام فقط أنها قدّمت عبر الوسطاء رؤية متكاملة تفضي إلى صفقة شاملة، تشمل وقف العدوان على قطاع غزة وفتح المعابر وإطلاق الإعمار، لكن تعنت الاحتلال حال دون تحقيق ذلك.

وأشارت الحركة إلى أن نتنياهو رفض قبل 4 أسابيع ورقة تفاهم طرحها الوسطاء تقضي بوقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يوما، يتبعها تفاوض يؤدي إلى هدنة دائمة وفتح المعابر لإدخال المساعدات، موضحة أن واشنطن لم تُبد أي موقف واضح يدين هذا الرفض، بل واصلت تبنيها مواقف الحكومة الإسرائيلية.

لبيد وعد بمنح نتنياهو "شبكة أمان كاملة" لاتمام صفقة تبادل (الفرنسية) شبكة أمان

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن هناك أغلبية كبيرة في الحكومة والشعب تؤيد خطة إطلاق سراح المحتجزين، مضيفا -عبر حسابه في منصة إكس- أنه "إذا أتيحت فرصة لذلك فلا تفوّتوها".

كما جدد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد وعده السابق بمنح رئيس نتنياهو "شبكة أمان كاملة" من أجل اتمام صفقة تبادل.

وقال لبيد -في حسابه على منصة إكس- إنه سيمنح نتنياهو 23 صوتا لمواجهة 13 صوتا من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.

وختم منشوره بالتأكيد على ضرورة إعادة جميع الأسرى الآن.

إعلان

كما قال رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان إن "علينا إعادة المختطفين كافة الآن".

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن رام بن باراك النائب السابق لرئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) قوله "يجب ألا نخضع للتهديد ونتنياهو لديه شبكة أمان.. آمل ألا نتردد في الذهاب إلى صفقة تبادل".

بن غفير وسموتريتش

في المقابل، أوردت صحيفة هآرتس أن لقاء مرتقبا سيجمع بن غفير وسموتريتش بهدف تنسيق خطوة مشتركة لإحباط صفقة التبادل واتفاق وقف لإطلاق النار.

وقد شنت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة هجوما على سموتريتش وبن غفير ووصفت ما يقومان به بأنه "أمر مخز".

كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مقربين لسموتريتش أنه "لا يوجد أي تواصل من بن غفير وهو يسرب معلومات عن لقاء لم يحدد"، مؤكدين أن "تحقيق النصر بغزة مهم وحياة المختطفين ثمينة ولا يمكن اللعب بهما".

ضمانات أميركية

على صعيد آخر، أكد مصدر سياسي إسرائيلي أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس سيشمل ضمانة أميركية تتيح استئناف العمليات العسكرية إذا لم تُنفذ شروط الاتفاق المتمثلة في تفكيك البنية العسكرية للحركة ونزع سلاحها ونفي قياداتها.

وبحسب تقرير للقناة الرابعة عشرة الإسرائيلية فإن الاتفاق لا يمثل نهاية للحرب، بل خطوة مشروطة، تتيح لإسرائيل التحرك مجددا إذا أُخِلّ به.

أوضح التقرير أن تل أبيب متمسكة بأهدافها الاستراتيجية، ولا تستبعد إرسال بعثة إلى الدوحة إذا توفرت فرصة لتحقيق تقدم في المفاوضات.

يشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد أعلن في وقت سابق أمس أن تل أبيب وافقت على "الشروط اللازمة لإتمام" وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما في غزة، تُبذل خلاله جهود لإنهاء الحرب.

وتُقدر إسرائيل وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في القطاع، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إطلاق النار صفقة تبادل وقف إطلاق شبکة أمان بن غفیر فی غزة

إقرأ أيضاً:

تصاعد الانقسام في إسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة

قالت مراسلة "القاهرة الإخبارية" دانا أبو شمسية من القدس المحتلة إن الأجواء السياسية الإسرائيلية تشهد انقسامات حادة، وسط تصريحات وزير الخارجية التي أكدت وجود إجماع متزايد داخل حكومة نتنياهو على ضرورة التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.

يأتي ذلك بعد إعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل جندي وإصابة أربعة في كمين مسلح بغزة، مما زاد من المخاوف العسكرية بشأن استمرار خسائر الجنود.

إسرائيل: ندعو ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى إعادة فرض العقوبات على إيرانوزير خارجية إسرائيل: أغلبية كبيرة في حكومة نتنياهو تؤيد صفقة إعادة المحتجزينالتنفيذ حال استمرار عدوان إسرائيل.. مصادر أمريكية تكشف عن خطة إيرانية في مضيق هرمزرئيس الأركان يدعو للتفاوض ورفض اليمين المتطرف لاتفاق وقف النار

وألمح رئيس أركان جيش الاحتلال إلى أن عملية "مركبات جدعون" قد استنفدت أهدافها، داعياً إلى التحول نحو المسار التفاوضي.

في المقابل، يرفض وزراء اليمين المتطرف، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، أي توجه نحو اتفاق سلام، ويدفعون لاستمرار العمليات العسكرية واحتلال غزة، مع تنفيذ خطة تهجير فلسطينية وفق "خطة ترامب الموسعة".

ضغوط أمريكية ودولية على إسرائيل لوقف إطلاق النار

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن التي تم تقديم موعدها، تأتي وسط ضغوط أمريكية متزايدة تدفع إسرائيل لقبول وقف إطلاق نار طويل الأمد. 

المقترح المعدل للوساطة الذي تدعمه القاهرة والدوحة وواشنطن ما زال مطروحاً رغم الترويج الإسرائيلي لتنازلات جزئية تشمل انسحاباً جزئياً من غزة وتسريع المساعدات الإنسانية.

المعارضة تقدم "شبكة أمان سياسية" لنتنياهو لتجنب انهيار الحكومة

في ظل الانقسامات العميقة وتراجع شعبية نتنياهو، عرض زعيم المعارضة يائير لابيد "شبكة أمان سياسية" لرئيس الوزراء تحسباً لانسحاب اليمين المتطرف من الائتلاف الحكومي في حال المضي بصفقة التبادل. 

إلا أن المراقبين يرون أن العرض قد لا يكون كافياً لاحتواء الأزمة التي قد تؤدي إلى انتخابات مبكرة، وهو ما يسعى نتنياهو لتجنبه، خاصةً مع محاكمته الجارية بتهم فساد.

طباعة شارك الجنود الإسرائيلية ضغوط أمريكية ودولية على إسرائيل حركة حماس

مقالات مشابهة

  • مقترح جديد على طاولة "مفاوضات غزة".. هدنة مؤقتة أم إنهاء شامل للحرب؟!
  • تصاعد الانقسام في إسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة
  • قراءة إسرائيلية في إعلان ترامب بشأن غزة.. هل باتت الهدنة قريبة؟
  • قناة عبرية تكشف عن سعي بن غفير لإفشال أي صفقة تبادل مقترحة 
  • توافق إسرائيلي واسع على صفقة تبادل الأسرى.. والمعارضة تتعهد بدعم نتنياهو
  • بن غفير يدعو سموتريتش للدفع "بمسار مشترك" يُحبط صفقة الأسرى
  • نتنياهو بين ترامب وبن غفير
  • هذا موعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن.. وجهود لعقد صفقة في غزة
  • اكسيوس: إسرائيل تُبدي مرونة في صفقة تبادل الأسرى وسط ضغوط داخلية ومناورات تفاوضية