الصمت ليس خيارا.. فيلان يواجه قرارات بريطانيا وأميركا بتضامن أكبر مع غزة
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
لا تزال قضية الهتافات المؤيدة للقضية الفلسطينية التي أطلقتها فرقتا الراب "بوب فيلان" و"نيكاب" على خشبة المسرح، السبت الماضي خلال مهرجان غلاستونبري 2025 الموسيقي في إنجلترا، تلقي بظلالها على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
فقد أعلنت الشرطة البريطانية، أول أمس الاثنين، فتح تحقيق بشأن هتافات عبّرت عن التضامن مع القضية الفلسطينية، وتضمنت أيضا شعار "الموت للجيش الإسرائيلي".
ومع تسارع الإجراءات التي اتخذتها الحكومتان البريطانية والأميركية بحق مغني الراب البريطاني بوبي فيلان، كتب الأخير تدوينة جاء فيها: "الصمت ليس خيارا، ليسوا الأولين ولن يكونوا الأخيرين. اليوم يريد كثير من الناس أن يقنعوك بأن فرقة بانك موسيقية هي التهديد الأول للسلام العالمي".
وأضاف أنه "الأسبوع الماضي، كانت مجموعة ضغط فلسطينية، وقبلها كانت فرقة أخرى. نحن لا ندعو لموت اليهود أو العرب أو أي عرق أو مجموعة من الناس".
وأوضح فيلان أنهم يدعون لتفكيك آلة عسكرية عنيفة طُلب من جنودها استخدام "القوة القاتلة غير الضرورية ضد مدنيين أبرياء كانوا ينتظرون المساعدة. آلة دمرت جزءا كبيرا من غزة".
وأكد: "إننا، مثل من سبقونا إلى دائرة الضوء، لسنا القصة الحقيقية، بل نحن مجرد تشتيت عنها. وأي عقوبات تُفرض علينا ستكون أيضًا مجرد تشويش".
ووجه فيلان عدة أسئلة للحكومة البريطانية بالقول "الحكومة لا تريدنا أن نسأل لماذا يلتزمون الصمت أمام هذه الفظائع؟ لماذا لا يفعلون المزيد لإيقاف القتل؟ لإطعام الجياع؟ كلما تحدثوا أكثر عن بوب فيلان، قل الوقت الذي يقضونه في الإجابة عن تقاعسهم الإجرامي. نحن نُستهدف لأننا نُعبّر عن رأينا، ولسنا الأولين ولن نكون الأخيرين. وإذا كنت تؤمن بقدسية الحياة البشرية وحرية التعبير، فنحن نحثك على أن ترفع صوتك أنت أيضًا. حرروا فلسطين".
إعلانوقد حصدت هذه التدوينة أكثر من 7 ملايين مشاهدة خلال أقل من 24 ساعة.
Silence is not an option. pic.twitter.com/i5ubnDntUo
— Bob Vylan (@BobbyVylan) July 1, 2025
ومع تفاعل مغني الراب مع القرارات الصادرة بحقه وفرقته، بدأ جمهور منصات التواصل، خاصة من مناصري القضية الفلسطينية، في تداول منشوره وإعادة نشره مع التعليق عليه.
فكتب مدونون: "الموت لجيش إسرائيل.. القصة الكاملة لدعم فرقة بوب فيلان لغزة تثبت أن الضمير الحي لا يحتاج إلى روابط دم أو دين. مواقف مشرفة من فرقة غربية تهتف للعدالة وتقف مع المظلومين، في وقت صمت فيه من يُفترض أنهم الأقرب".
المغني البريطاني بوب فيلان، صاحب شعار "الموت لجيش إسرائيل" يغرد برد قوي على إلغاء الولايات المتحدة لتأشيرته.
المنشور حقق اكثر من مليون مشاهدة خلال ساعتين.
الزخم ضد إبادة فلسطين في تصاعد مطرد. لا تحرم نفسك من أن تكون جزءا منه. لا تتوقف عن الحديث عن فلسطين. https://t.co/NTSTYF7M7I
— أحمد القاري (@ahmed_badda) July 1, 2025
وأضاف آخرون أن "الاحتلال المجرم ماض بلا توقف منذ نحو عامين في #الإبادة_الجماعية، ورغم ذلك لا يحتمل أي انتقاد حتى لو جاء من فنان، وهو ما حدث مع مغني الراب البريطاني بوبي فيلان الذي أغاظهم بترديده شعارات داعمة لفلسطين ومناهضة للاحتلال".
العجيب في ما حصل هو كيفية تتابع الأحداث في Glastonbury، الذي سبقه Coachella الأمريكي، و خرجت الفرقة الإيرلندية Kneecap بهتافات داعمة لفلسطين في حفل يقدر جمهوره بربع مليون.
في هذا المهرجان عادت Kneecap و حاولت الBBC تجاهل أداؤهم في البث المباشر، ليافجؤوا بالذي حصل من مغني آخر.
— OsamaTahboub (@otahboub11) June 29, 2025
وعلق بعض المدونين: "يتساءلون ماذا فعل طوفان الأقصى؟ من لا يرى أمواجه العاتية تجتاح العالم وتعيد تشكيل الفكر والانتماءات".
وأكد ناشطون أن هذه التطورات تضع فلسطين في قلب النقاش العام في بريطانيا، خاصة من خلال واحد من أكثر العناصر الجاذبة لاهتمام الشباب البريطاني: الفرق الموسيقية الشعبية.
مجموعة بوب فيلان لن تدخل الديار الامريكية بعد كلماتها في المهرجان البريطاني ثم سحب التأشيرة …لكن مجرم الحرب مرحبا به ….#غزة
— Sachak (@sachak2015) July 1, 2025
ويؤكد هؤلاء أن كل ما يجري يثبت أهمية مواصلة الحديث عن فلسطين، واستغلال كل منبر وكل مناسبة لفضح ما يحدث في غزة من إبادة، والدعوة لتحمل الأفراد والأحزاب والحكومات لمسؤولياتهم في ملاحقة جيش الاحتلال الصهيوني وقادته وتقديمهم إلى المحاكم الدولية.
????️ "الموت لجيش إسرائيل".. القصة الكاملة لدعم فرقة #بوب_فيلان لـ #غزة تُثبت أن الضمير الحي لا يحتاج لروابط دم أو دين. مواقف مشرفة من فرقة غربية تهتف للعدالة وتقف مع المظلومين، في وقت صمت فيه من نُفترض أنهم الأقرب! #غزة_تنتصر #FreePalestine ????????✊ pic.twitter.com/nqGCUIl0Fi
— سيف بن سالم الحراصي (@Saif44025100) June 30, 2025
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
العموم البريطاني يوافق على حظر فلسطين أكشن باعتبارها منظمة إرهابية
وافق أعضاء مجلس العموم البريطاني الأربعاء على حظر حركة "فلسطين أكشن" المناصرة للفلسطينيين باعتبارها "منظمة إرهابية"، وذلك بعد أن اقتحم ناشطون فيها قاعدة عسكرية احتجاجا على ما تصفه الحركة بدعم بريطانيا لـ"إسرائيل".
واتهمت حكومة حزب العمال البريطانية الحركة بالتسبب في أضرار بملايين الجنيهات الإسترلينية من خلال عملية بمصنع تاليس في 2022 وموقع لشركة إلبيت العام الماضي وقاعدة سلاح الجو الملكي في جنوب إنجلترا الشهر الماضي، وهو ما كان الدافع وراء قرار حظرها.
ومن شأن الحظر تصنيف الحركة رسميا "منظمة إرهابية" على قدم المساواة مع تنظيم الدولة أو تنظيم القاعدة بموجب القانون البريطاني، مما يعني أن دعم أي من هذه الجماعات أو الانتماء لها يعد جريمة.
وسيحال أمر الحظر البريطاني إلى مجلس اللوردات، الغرفة العليا في البرلمان، الخميس، وفي حالة موافقة المشرعين هناك سيدخل حظر حركة فلسطين أكشن حيز التنفيذ في الأيام التالية.
وطعنت المجموعة، التي وصفت حظرها بأنه غير مبرر و"إساءة استخدام للسلطة"، في القرار أمام المحكمة ومن المتوقع عقد جلسة عاجلة يوم الجمعة.
وحثّ خبراء بالأمم المتحدة عينهم مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية بريطانيا على إعادة النظر في قرارها، قائلين إن التعدي على الممتلكات دون نية تعريض الأرواح للخطر لا يمكن اعتباره إرهابا.
وتقول وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر إن العنف والإضرار الجنائي لا مكان لهما في الاحتجاج المشروع، وإن اتباع نهج عدم التسامح نهائيا ضروري للأمن القومي.
وأعلنت الحركة الثلاثاء أن نشطاءها أغلقوا المدخل المؤدي إلى موقع لشركة إلبيت في بريستول بجنوب غرب إنجلترا وأن أعضاء آخرين احتلوا سطح شركة تعاقدات فرعية في سوفولك بشرق إنجلترا قيل إنها على صلة بشركة إلبيت.
وبالإضافة إلى حركة فلسطين أكشن، يشمل أمر الحظر الذي أقره البرلمان البريطاني جماعة مانياكس ميردر كالت التي تنتمي لتيار النازية الجديدة، والحركة الإمبراطورية الروسية، وهي جماعة عنصرية بيضاء تسعى إلى إنشاء دولة إمبراطورية روسية جديدة.
وتم التصويت على الجماعات الثلاث معا، مما يعني أنه يجب حظرها جميعا أو عدم حظر أي منها.