قضية بوب فيلان وفرقة نيكاب تظهر نفاق اليمين بشأن حرية التعبير
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
أوردت كاتبة العمود البريطانية هندية الأصل ياسمين علي بهاي براون أن إسرائيل وأنصارها مذهولون ويشعرون بالإهانة من موجة الاستنكار الشديد التي اجتاحت البلاد، مع أن إسرائيل لم تستهدَف وحدها بالإدانة، بل دان الموسيقيون والمتحدثون دولا أخرى.
وأوضحت بهاي في موقع آي بيبر (I paper) التابع لمجموعة ديلي ميل الصحفية البريطانية أن أحد ثنائي فرقة الراب (بوب فيلان) هتف خلال حفلهم في غلاستونبري، "فلسطين حرة" و"الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي"، وانضم الكثير من الحضور إلى هتافه، مشيرة إلى أنه من الخطأ الواضح اتهام هذا الرجل بالرغبة في قتل دولة إسرائيل أو بمعاداة السامية.
وذكّرت الكاتبة بأن السفارة الإسرائيلية في المملكة المتحدة قالت إنها "تشعر بقلق بالغ بسبب الخطاب التحريضي والبغيض"، ودعت المنظمين والفنانين والقادة العامين إلى "إدانة ورفض جميع أشكال الكراهية".
ومن جهتها، دعت الكاتبة، هي الأخرى، السفارة الإسرائيلية الآن إلى إدانة الخطاب التحريضي والبغيض الصادر عن دولتهم وسفارتهم، مثل قول سفيرتهم تسيبي هوتوفلي في سبتمبر/أيلول الماضي إن "كل مدرسة وكل مسجد وكل منزل في غزة لديه منفذ إلى نفق، وبالطبع ذخائر"، في تبرير واضح لتدميرها.
وسارع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى إدانة بوب فيلان، وفي المقابل تطالب صحيفة ديلي تلغراف بمعاقبة مغنية الراب لوسي كونولي، التي حرضت على العنف ضد طالبي اللجوء والمهاجرين خلال أعمال الشغب العام الماضي.
وتساءلت الكاتبة: هل أصبح الجنود الإسرائيليون في خطر حقيقي بعد غلاستونبري؟ مؤكدة أنها لا تستطيع الجزم بذلك، إلا أن المهرجانات الموسيقية تعد أهدافا سهلة بالنسبة لليمين، لأن حشودها في الغالب من دعاة حماية البيئة والمساواة، ومناهضي المؤسسات والشواذ جنسيا.
ومع أن بعض اليمينيين يدافعون بجنون عن حرية التعبير -كما تقول الكاتبة- فإنهم لا يدينون إلا "حركة الوعي" واليسار، أما إذا تحدثت حركة الوعي واليسار، بحرية وواجهوا اليمين، فإن أتباعه ينعتونهم بالعدوان "غير الوطني" في الداخل.
إعلانوأشارت الكاتبة إلى أن الشرطة تفحص الآن تسجيل فرقة بوب فيلان، وذكَرت بأنها احتجت على حرب فيتنام، وقاومت التاتشرية وعنف الشرطة والعنصرية، وتظاهرت مع رفاقها وتجمعوا وهتفوا، وأنشدوا أغاني التحدي، وكانت الشرطة قاسية، وصرخت ضدهم الصحف المحافظة، ولكنهم واصلوا، لأن أي سلطة لم تتمكن قط من منع الشباب من قول ما يفكرون فيه والتعبير عن مشاعرهم.
وختمت الكاتبة بأنه لا يمكن فصل السياسة عن الثقافة، وذكّرت بدعوة المؤتمر الوطني الأفريقي بقيادة نيلسون مانديلا للمقاطعة الثقافية في جنوب أفريقيا، وقالت إن ستيفي وندر أصدر أغنية "إنه خطأ (الفصل العنصري)"، واعتُقل خلال احتجاج مناهض للفصل العنصري في الولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات بوب فیلان
إقرأ أيضاً:
وزير بريطاني يستهجن بيان سفارة الاحتلال ضد بوب فيلان: أوقفوا المستوطنين الإرهابيين أولا (شاهد)
استهجن وزير الصحة البريطاني، تصريحات سفارة الاحتلال لدى لندن، بشأن الهتافات ضد جيش الاحتلال، في حفل لفرقة الراب البريطانية بوب فيلان، بمهرجان غلاستونبري.
وقال الوزير ويس سريتنتغ، "عليهم أن ينظفوا بيتهم أولا، ما حدث الأسبوع الماضي على يد مستوطنين إرهابيين في الضفة الغربية، لا يجب فقط إدانته، بل يجب اتخاذ إجراءات ضده، ولا يمكن لإسرائيل أن تغض الطرف عنه، بينما يستمر مواطنوها في ارتكاب الإرهاب، وأعمال العنف المرفوضة، ومن غير المقبول أن يرتكبوها بحق الفلسطينيين".
وكان حساب سفارة الاحتلال في لندن، أصدر بيانا اتهم فيه الفنانين بـ"التحريض"، ووصف الهتافات بأنها "دعوة للتطهير العرقي" وهو الأسلوب الذي درج الاحتلال على ادعائها لإسكات الأصوات المناهضة لجرائمه بحق الفلسطينيين.
وكان بث هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، للهتافات، دفع الحكومة لإصدرها توبيخا للهيئة على خلفية ما العبارات التي قيلت على المسرح.
ووجهت وزيرة الثقافة، ليزا ناندي، انتقادات مباشرة إلى المدير العام لهيئة الإذاعة، تيم ديفي، مطالبة بتوضيح أسباب بث عرض فرقة "بوب فيلان" دون رقابة مسبقة أو تنبيه تحريري.
وخلال العرض، هتف الثنائي بشعارات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، من بينها عبارة "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي"، في إطار استنكار مجازر الإبادة بقطاع غزة.
ورددت الجماهير تلك الهتافات بحماسة، ولوّح العديد منهم بالأعلام الفلسطينية، في مشهد يعكس تصاعد التضامن الشعبي البريطاني مع القضية الفلسطينية، خاصة بين الأوساط الشبابية والفنية.
وتزامن الهجوم على بوب فيلان مع محاولات سياسية وإعلامية لإلغاء عرض فرقة "نيكاب"، وهي فرقة راب أيرلندية شمالية معروفة بمواقفها الداعمة لفلسطين والمناهضة للاستعمار، إلا أن منظمي المهرجان رفضوا الرضوخ لهذه المطالب، مؤكدين أن غلاستونبري "منصة للتنوع والتعبير الفني الحر".
وأعرب فنانون ومشاركون في المهرجان عن دعمهم للفلسطينيين، منهم المغنية البريطانية نيلوفر يانيا التي ظهرت عبارة "فلسطين حرة" خلفها أثناء الأداء، وكذلك الإعلامي غاري لينيكر، الذي دافع عن حقه في التعبير عن دعمه للأطفال في غزة، مؤكدا أن صوته كان وسيلة لـ"منح صوت لمن لا صوت لهم".
View this post on Instagram A post shared by AUK العرب في بريطانيا (@alarabnuk)