البلاد (جدة)
صدر قرار بترقية عثمان بن صالح الصولي بالاتصال المؤسسي بمنطقة مكة المكرمة (سبل).
وأعرب عثمان عن اعتزازه بهذه الثقة، واعدًا ببذل المزيد في خدمة دينه ووطنه ومليكه.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (كتابات)
ويومًا في الطريق يقفز إلى ذهني… عثمان…
عثمان الذي لم أره منذ عشرين سنة.
وخطوات… وعثمان يخرج من طريق جانبي،
ليصبح ظهوره هذا حدثًا من سلسلة طويلة… أحداث لا تفسير لها… والأمر يتكرر… وتخطر بالذهن أغنية… وخطوات… والأغنية هذه تطل من راديو سيارة، أو محل.
ويخطر للذهن أن مشاجرة سوف تنفجر هنا… ولحظات… ومشاجرة تنفجر و…
والظاهرة هذه نجدها عند كثيرين…
والظاهرة توحي إلينا بقصة…
وفي القصة…
عثمان ينظر إلى وجهه في المرايا، لكن ما يراه في المرايا لم يكن هو صورته… عثمان يرى صورة رجل آخر.
وعثمان يخرج من البيت، وفجأة يجد أمامه الرجل الذي رآه في المرايا قبل قليل…
في يوم آخر، عثمان يرى في المرايا وجهًا ليس هو وجهه… ثم يرى الرجل هذا وهو يرتكب جريمة أمس…
وعثمان يصبح معتادًا على رؤية وجوه في المرايا… ثم رؤية ما في نفوس هذه الشخصيات…
ويومًا، عثمان الذي يعمل مدرس رياضيات، يخرج من بيته ويتجه إلى المستشفى، وكان شيئًا يقوده… وفي المستشفى يستقبله العاملون هناك، وكلهم يرحبون به في احترام عميق:
— أهلًا دكتور بركات… المريض جاهز في غرفة الجراحة.
وعثمان يدخل غرفة الجراحة، وفريق طبي ينتظره هناك… وعثمان يقوم بالجراحة الدقيقة، ويعود إلى بيته، وينظر إلى المرايا، ويجد أن وجهه في المرايا… وكل جسمه… هو وجه وجسم دكتور بركات الطبيب الشهير…
والوجه في المرايا كان يحدثه بعيون تقول له إنها تفهم…
وعثمان يجلس إلى نشرة الأنباء، ويجد أن الجراح العظيم بركات توفي صباح ذلك اليوم…
وعثمان ينظر في مواقع الشبكة الإلكترونية، ويجد أن الأطباء الذين كانوا معه في غرفة العمليات ينكرون بشدة خبر الوفاة…
وعثمان يندفع إلى بيت الطبيب بركات، وهناك يجد صيوان العزاء، لكن ما يدهشه هو:
— كيف رأى الأطباء وجهي، وأنني كنت هناك دكتور بركات… بينما هنا في صيوان العزاء كنت أحمل وجهي العادي؟
عثمان يجد أن ما يراه… لما كان يرى وجوه آخرين، ويرى ما فعلوه… يتطور الآن بحيث يصبح ذاته الجسم الذي يرتديه الآخرون هؤلاء، ويجعله كل أحد أسلوب التخفي الأعظم.
……
والجزء أعلاه مقتطع من رواية نكتبها…
لكن ما يجعلنا نتوقف هو الشعور العميق بأن الأيام هذه ليست هي أيام الرواية، ولا الشعر، ولا الفن، ولا… ولا…
المجد الآن للرغيف… ولمن ينظرون إلى السماء في الفاشر ينتظرون طائرات الإغاثة… ولمن يبايعون الله على أن يلقوه وأيديهم ليس فيها شيء… وقلوبهم فيها كل شيء.
……..
وذكرى الإنقاذ تطل،
وعام 2019 يرسل إلينا الأستاذ علي عثمان كتابًا فيه مذكراته…
مذكرات الرجل الذي قاد كل شيء ولم ينطق بحرف…
والمذكرات تُرسل إلينا/ وإلى أربعة آخرين/ لإبداء الرأي فيها، مع الالتزام الصارم بألا نشير إلى حرف فيها.
والمذكرات فيها ما لا يستطيع أحد أن يشير إليه.
وفي فقرة عابرة نشير إلى المذكرات، وعلي عثمان في غضبة حارقة يسترد الكتاب منا…
ولما كنا لا نستطيع الإشارة إلى المذكرات هذه، فإننا نتمنى أن يقوم الأستاذ حسين خوجلي بـ (انتزاع) المذكرات هذه ونشرها…
حسين… هذا كنز لا يُهمل.
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب