نتنياهو يوافق على إرسال وفد مفاوض إلى الدوحة| هل اقتربت نهاية الحرب على غزة .. تفاصيل
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
قالت دانا أبو شمسية، مراسلة قناة القاهرة الإخبارية من القدس المحتلة، إن آلاف الإسرائيليين تظاهروا اليوم في عدة مواقع داخل تل أبيب، بدعوة من هيئة عائلات المحتجزين في قطاع غزة، للمطالبة بإتمام صفقة تبادل شاملة تضمن عودة جميع المحتجزين، دون تمييز بين فئة وأخرى.
وأشارت إلى أن التظاهرات تركزت في ما يعرف بـ"ميدان المخطوفين" وفي شارع بيغن أمام مقر "الكرياه" (هيئة أركان جيش الاحتلال)، ورفع خلالها المشاركون لافتات تؤكد ضرورة إتمام الصفقة قبل عودة المستوطنين إلى مستوطنات غلاف غزة، التي أعلنتها إسرائيل مناطق آمنة مؤخرًا.
وأضافت أبو شمسية، خلال مداخلة مع القاهرة الإخبارية، أن بيان عائلات المحتجزين شدد على البعد الإنساني للملف، مطالبًا الحكومة الإسرائيلية بعدم إضاعة الفرصة هذه المرة، وممارسة الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للموافقة على الصفقة، والتي باتت معالمها أكثر وضوحًا في الأيام الأخيرة.
وأكد البيان أن جميع المحتجزين داخل غزة هم "حالات إنسانية صعبة"، ويجب إعادتهم قبل تدهور أوضاعهم الصحية والنفسية، موجّهًا رسائل مباشرة للإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب للضغط على إسرائيل.
وأكدت مراسلة القاهرة الإخبارية أن هناك تطورًا لافتًا، إذ نقلت هيئة البث الرسمية عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن نتنياهو وافق على إرسال وفد تفاوضي رفيع إلى العاصمة القطرية الدوحة، وسط تقديرات بإعلان التوصل إلى الصفقة يوم الإثنين المقبل. وتشير المعلومات إلى أن الصفقة تشمل الإفراج عن 10 محتجزين أحياء في اليوم الأول، واثنين في اليوم الخمسين، إلى جانب استعادة جثامين المحتجزين خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقتة البالغة 60 يومًا، بالتوازي مع مفاوضات لتثبيت تهدئة دائمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفاوضات القاهرة الإخبارية غزة نتنياهو الدوحة نهاية الحرب القاهرة الإخباریة
إقرأ أيضاً:
هل اقتربت لحظة السلام في المنطقة؟
صمت هدير الطائرات والصواريخ في سماء الشرق الأوسط، انتهت الحرب في اليوم الثاني عشر، لم يسقط نظام إيران، ولم تتم إزالة إسرائيل، لكن شأن أي حرب، الأمر لن ينتهي عند هذا الحدث، ثمة تفاعلات كثيرة ستولد ديناميكيات وتنشئ تحولات وتصنع مسارات عندما تبرد الجروح وتهدأ مرحلة هيجان المشاعر.
هل كان ممكنا للحرب أن تستمر أكثر من ذلك؟ الجواب لا، فقد وصل الطرفان إلى درجة عالية من الاستنزاف، بعكس ما صدراه من خطابات سياسية وتصريحات عسكرية عن قوّة خارقة، ومشاريع تغييرية على مستوى البنية الإقليمية وقدراتهما التأثيرية الخارقة، وقد جاءت مبادرة ترامب، إعلان وقف الحرب إنقاذا لإحراجهما الذي كان سيبرز على السطح بدءا من اليوم الثالث عشر للحرب، بعد أن اكتشفا خدعة تقديراتهما ورضوخهما لمعطى نفاد الأسلحة الاستراتيجية اللازمة لتشغيل الحرب واستمرارها، وهو ما كان يعرفه ترامب جيدا، وبنى عليه لغته الآمرة.. أوقفوا الحرب الآن.
تكاد اللحظة الإقليمية والدولية الراهنة تشبه إلى حد بعيد فترة ما بعد الحرب الأمريكية على العراق في بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث الولايات المتحدة هي الطرف الأكثر تأثيرا وفعالية، وتراجع أدوار الفاعلين الدوليين
في النتائج على المستوى الإقليمي، تكاد اللحظة الإقليمية والدولية الراهنة تشبه إلى حد بعيد فترة ما بعد الحرب الأمريكية على العراق في بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث الولايات المتحدة هي الطرف الأكثر تأثيرا وفعالية، وتراجع أدوار الفاعلين الدوليين (الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين)، إلى حد بعيد، ما يؤهل واشنطن للقيام بدور تقريري وازن في صناعة مسارات جديدة في المنطقة، ولا سيما إمكانية رعاية مفاوضات سلام جديدة بين اسرائيل وبعض الاطراف العربية، وإعادة ترميم علاقات إسرائيل بتركيا في هذا السياق.
ويبدو أن الماكينة الدبلوماسية الأمريكية قد بدأت بالفعل العمل على هذا المسار، وهو ما أكده مبعوث واشنطن الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من أن هناك تحركات دبلوماسية واعدة على أكثر من صعيد في الشرق الأوسط، مشيرا إلى اقتراب صدور إعلانات كبرى تتعلق بانضمام دول جديدة إلى اتفاقات أبراهام، كما أن هناك قابلية واستعداد لدى إيران نفسها لعقد اتفاق سلام شامل، حسب تأكيدات ويتكوف، ربما في مرحلة ثانية من انطلاق عملية السلام في المنطقة.
هل هذه التقديرات ممكنة أم هي مجرد دعاية لـ"اللحظة الترامبية" المتغيرة المزاج، وبالتالي لا يمكن البناء عليها في تقدير طبيعة المسارات التي ستشهدها المنطقة في المرحلة المقبلة؟ ثمة تحولات عديدة أنتجتها المرحلة الماضية في المنطقة، من حروب استنزاف مديدة ونشوء ديناميكيات داخلية، ستفرض نفسها بشكل جلي في الترجمات السياسية للتموضعات الداخلية وعلى المستوى الإقليمي، ولن يتكمن صنّاع القرار والنخب الحاكمة في المنطقة تجاوزها وطيّها بسهولة، وسيضطرون للتكيّف مع مقتضياتها عبر إدارة للأوضاع تراعي هذه المتغيّرات، أو مواجهة تحديات قاسية ومخاطر ستطال البنى الحاكمة وتحالفاتها وعقودها الاجتماعية.
لعل أول تلك التحديات التي تواجهها أطراف اللعبة، أن الإقليم وصل إلى معادلة توازن قوى هشّة الى أبعد الحدود، بعد سقوط معادلات الردع على جانبيه، وثبوت وهْم قدرة كل من إيران واسرائيل على إعادة تشكيل خرائط النفوذ السياسي والأمني في المنطقة، في مقابل صعود قوى (الخليج وتركيا) لديها منطق جديد للاشتباك مع الواقع عبر سياسات ناعمة ذات مفعول تأثيري مهم في صناعة توجهات المرحلة المقبلة، وتستند في ذلك إلى رأي عام في المنطقة يؤيدها بدرجة كبيرة، تحركه الرغبة في الخروج من عنق زجاجة الأزمات المنهكة.
تبدو المنطقة مهيأة بشكل كبير لحدوث تحوّلات مهمة على صعيد الانتقال من الحرب الى السلام، الواقع يدفع بهذا الاتجاه، لكن شكل السلام ونطاقه وقدرته على الصمود، فتلك مسائل من المؤكد أنه ستقررها الأوراق التفاوضية لدى اللاعبين ومدى صلاحيتها، والديناميكيات الاجتماعية والسياسية الصاعدة في الإقليم، والأهم من كل ذلك ما إذا كان لدى إدارة ترامب رؤية واضحة لإدارة التحولات في المنطقة
ثاني تلك التحديات، أن الفاعلين اللذين ساهما بدرجة كبيرة في صناعة المشهد الحالي، اسرائيل وإيران، باتا يقفان على عتبة انفجارات داخلية وانقسامات بدأت تظهر بوادرها، ولا سيما في المقلب الإسرائيلي المتوقع ان يشهد في المرحلة المقبلة، بعد الخروج من الملاجئ، صراعات سياسية ساخنة جدا، فيما تشير التقديرات إلى أن إيران لن تكون بعيدة عن هذا المسار، حيث بدأت تتهيأ أسئلة كثيرة للتبلور على شكل احتجاجات واعتراضات عن الاستثمارات المضيعة في الأسلحة والنفوذ الإقليمي والقدرة الخارقة على المواجهة، بل عن مصير المشروع النووي الذي أرهق إيران وجوّعها.
لكن هذه التحديات، أو التحوّلات، لا تكفي وحدها لصناعة مسارات جديدة في السياق الإقليمي، فالشرق الأوسط طالما عاند الوقائع والمتغيرات، وخاض في مسارات غير مضمونة، بناء على تقديرات خاصة عن الوزن والتأثير والفعالية لكل طرف من أطرافه، وبالتالي فإن بلورة مسارات جديدة سيكون مرهونا بقدرة الدفع الأمريكية وجدية الفاعل الأمريكي، الذي يبدو حتى اللحظة لديه الحماس لإعادة هندسة المنطقة، لكن ليس على مقاسات أطرافها الفاعلة، ولا سيما إسرائيل، لإدراك إدارة ترامب أن أوهام نتنياهو لا يمكن على أساسها بناء نظام إقليمي قابل للحياة، كما أن مقاسات دول الخليج وتركيا مثالية إلى حد لا تتوافق مع جسد المنطقة المُبتلى بندوب وتشوهات كثيرة، وترامب مستعجل لتحقيق الإنجازات ولا يريد الخوض في جولات تفاوضية كيسنجرية.
من حيث الشكل، تبدو المنطقة مهيأة بشكل كبير لحدوث تحوّلات مهمة على صعيد الانتقال من الحرب الى السلام، الواقع يدفع بهذا الاتجاه، لكن شكل السلام ونطاقه وقدرته على الصمود، فتلك مسائل من المؤكد أنه ستقررها الأوراق التفاوضية لدى اللاعبين ومدى صلاحيتها، والديناميكيات الاجتماعية والسياسية الصاعدة في الإقليم، والأهم من كل ذلك ما إذا كان لدى إدارة ترامب رؤية واضحة لإدارة التحولات في المنطقة.
x.com/ghazidahman1