عربي21:
2025-12-13@15:06:14 GMT

هل اقتربت لحظة السلام في المنطقة؟

تاريخ النشر: 4th, July 2025 GMT

صمت هدير الطائرات والصواريخ في سماء الشرق الأوسط، انتهت الحرب في اليوم الثاني عشر، لم يسقط نظام إيران، ولم تتم إزالة إسرائيل، لكن شأن أي حرب، الأمر لن ينتهي عند هذا الحدث، ثمة تفاعلات كثيرة ستولد ديناميكيات وتنشئ تحولات وتصنع مسارات عندما تبرد الجروح وتهدأ مرحلة هيجان المشاعر.

هل كان ممكنا للحرب أن تستمر أكثر من ذلك؟ الجواب لا، فقد وصل الطرفان إلى درجة عالية من الاستنزاف، بعكس ما صدراه من خطابات سياسية وتصريحات عسكرية عن قوّة خارقة، ومشاريع تغييرية على مستوى البنية الإقليمية وقدراتهما التأثيرية الخارقة، وقد جاءت مبادرة ترامب، إعلان وقف الحرب إنقاذا لإحراجهما الذي كان سيبرز على السطح بدءا من اليوم الثالث عشر للحرب، بعد أن اكتشفا خدعة تقديراتهما ورضوخهما لمعطى نفاد الأسلحة الاستراتيجية اللازمة لتشغيل الحرب واستمرارها، وهو ما كان يعرفه ترامب جيدا، وبنى عليه لغته الآمرة.

. أوقفوا الحرب الآن.

تكاد اللحظة الإقليمية والدولية الراهنة تشبه إلى حد بعيد فترة ما بعد الحرب الأمريكية على العراق في بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث الولايات المتحدة هي الطرف الأكثر تأثيرا وفعالية، وتراجع أدوار الفاعلين الدوليين
في النتائج على المستوى الإقليمي، تكاد اللحظة الإقليمية والدولية الراهنة تشبه إلى حد بعيد فترة ما بعد الحرب الأمريكية على العراق في بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث الولايات المتحدة هي الطرف الأكثر تأثيرا وفعالية، وتراجع أدوار الفاعلين الدوليين (الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين)، إلى حد بعيد، ما يؤهل واشنطن للقيام بدور تقريري وازن في صناعة مسارات جديدة في المنطقة، ولا سيما إمكانية رعاية مفاوضات سلام جديدة بين اسرائيل وبعض الاطراف العربية، وإعادة ترميم علاقات إسرائيل بتركيا في هذا السياق.

ويبدو أن الماكينة الدبلوماسية الأمريكية قد بدأت بالفعل العمل على هذا المسار، وهو ما أكده مبعوث واشنطن الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من أن هناك تحركات دبلوماسية واعدة على أكثر من صعيد في الشرق الأوسط، مشيرا إلى اقتراب صدور إعلانات كبرى تتعلق بانضمام دول جديدة إلى اتفاقات أبراهام، كما أن هناك قابلية واستعداد لدى إيران نفسها لعقد اتفاق سلام شامل، حسب تأكيدات ويتكوف، ربما في مرحلة ثانية من انطلاق عملية السلام في المنطقة.

هل هذه التقديرات ممكنة أم هي مجرد دعاية لـ"اللحظة الترامبية" المتغيرة المزاج، وبالتالي لا يمكن البناء عليها في تقدير طبيعة المسارات التي ستشهدها المنطقة في المرحلة المقبلة؟ ثمة تحولات عديدة أنتجتها المرحلة الماضية في المنطقة، من حروب استنزاف مديدة ونشوء ديناميكيات داخلية، ستفرض نفسها بشكل جلي في الترجمات السياسية للتموضعات الداخلية وعلى المستوى الإقليمي، ولن يتكمن صنّاع القرار والنخب الحاكمة في المنطقة تجاوزها وطيّها بسهولة، وسيضطرون للتكيّف مع مقتضياتها عبر إدارة للأوضاع تراعي هذه المتغيّرات، أو مواجهة تحديات قاسية ومخاطر ستطال البنى الحاكمة وتحالفاتها وعقودها الاجتماعية.

لعل أول تلك التحديات التي تواجهها أطراف اللعبة، أن الإقليم وصل إلى معادلة توازن قوى هشّة الى أبعد الحدود، بعد سقوط معادلات الردع على جانبيه، وثبوت وهْم قدرة كل من إيران واسرائيل على إعادة تشكيل خرائط النفوذ السياسي والأمني في المنطقة، في مقابل صعود قوى (الخليج وتركيا) لديها منطق جديد للاشتباك مع الواقع عبر سياسات ناعمة ذات مفعول تأثيري مهم في صناعة توجهات المرحلة المقبلة، وتستند في ذلك إلى رأي عام في المنطقة يؤيدها بدرجة كبيرة، تحركه الرغبة في الخروج من عنق زجاجة الأزمات المنهكة.

تبدو المنطقة مهيأة بشكل كبير لحدوث تحوّلات مهمة على صعيد الانتقال من الحرب الى السلام، الواقع يدفع بهذا الاتجاه، لكن شكل السلام ونطاقه وقدرته على الصمود، فتلك مسائل من المؤكد أنه ستقررها الأوراق التفاوضية لدى اللاعبين ومدى صلاحيتها، والديناميكيات الاجتماعية والسياسية الصاعدة في الإقليم، والأهم من كل ذلك ما إذا كان لدى إدارة ترامب رؤية واضحة لإدارة التحولات في المنطقة
ثاني تلك التحديات، أن الفاعلين اللذين ساهما بدرجة كبيرة في صناعة المشهد الحالي، اسرائيل وإيران، باتا يقفان على عتبة انفجارات داخلية وانقسامات بدأت تظهر بوادرها، ولا سيما في المقلب الإسرائيلي المتوقع ان يشهد في المرحلة المقبلة، بعد الخروج من الملاجئ، صراعات سياسية ساخنة جدا، فيما تشير التقديرات إلى أن إيران لن تكون بعيدة عن هذا المسار، حيث بدأت تتهيأ أسئلة كثيرة للتبلور على شكل احتجاجات واعتراضات عن الاستثمارات المضيعة في الأسلحة والنفوذ الإقليمي والقدرة الخارقة على المواجهة، بل عن مصير المشروع النووي الذي أرهق إيران وجوّعها.

لكن هذه التحديات، أو التحوّلات، لا تكفي وحدها لصناعة مسارات جديدة في السياق الإقليمي، فالشرق الأوسط طالما عاند الوقائع والمتغيرات، وخاض في مسارات غير مضمونة، بناء على تقديرات خاصة عن الوزن والتأثير والفعالية لكل طرف من أطرافه، وبالتالي فإن بلورة مسارات جديدة سيكون مرهونا بقدرة الدفع الأمريكية وجدية الفاعل الأمريكي، الذي يبدو حتى اللحظة لديه الحماس لإعادة هندسة المنطقة، لكن ليس على مقاسات أطرافها الفاعلة، ولا سيما إسرائيل، لإدراك إدارة ترامب أن أوهام نتنياهو لا يمكن على أساسها بناء نظام إقليمي قابل للحياة، كما أن مقاسات دول الخليج وتركيا مثالية إلى حد لا تتوافق مع جسد المنطقة المُبتلى بندوب وتشوهات كثيرة، وترامب مستعجل لتحقيق الإنجازات ولا يريد الخوض في جولات تفاوضية كيسنجرية.

من حيث الشكل، تبدو المنطقة مهيأة بشكل كبير لحدوث تحوّلات مهمة على صعيد الانتقال من الحرب الى السلام، الواقع يدفع بهذا الاتجاه، لكن شكل السلام ونطاقه وقدرته على الصمود، فتلك مسائل من المؤكد أنه ستقررها الأوراق التفاوضية لدى اللاعبين ومدى صلاحيتها، والديناميكيات الاجتماعية والسياسية الصاعدة في الإقليم، والأهم من كل ذلك ما إذا كان لدى إدارة ترامب رؤية واضحة لإدارة التحولات في المنطقة.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الحرب إيران إسرائيل تحولات ترامب إيران إسرائيل حرب تحولات ترامب قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة إلى حد

إقرأ أيضاً:

الولائية والخنوع ..رشيد:أي اعتداء على إيران هو اعتداء على العراق!!

آخر تحديث: 13 دجنبر 2025 - 10:16 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد رئيس الجمهورية العراقي عبد اللطيف رشيد، امس الجمعة، أن أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة اعتداء على العراق، وذلك خلال لقائه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حيث تطرقا أيضاً إلى ضرورة تعميق الروابط وتوسيع التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين.جاء ذلك خلال لقاء جمع الرئيسين على هامش مؤتمر “السلام والثقة” الدولي المنعقد حالياً في عشق‌ آباد عاصمة تركمانستان.وعبر الرئيس العراقي في اللقاء عن سروره بلقاء نظيره الإيراني، مستعرضاً المسار الناجح للانتخابات في بلاده، مؤكداً أن العراق يرى في إيران أهم جيرانه، وأن أمن البلدين مترابط، وأن الدعم المستمر الذي تقدمه إيران للحكومة والشعب العراقي سيظل محل تقدير دائم، بحسب وكالة “تسنيم” الدولية للأنباء. وأشار الرئيس العراقي وفق ما نقلته الوكالة الإيرانية إلى أن “الاعتداءات التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق فلسطين ودول المنطقة، بما فيها إيران”، مؤكداً ضرورة أداء الدور المطلوب واتخاذ موقف واضح وحاسم إزاء هذه الاعتداءات، باعتبار أن “الكيان الصهيوني هو السبب الرئيسي لأزمات المنطقة، وأنه لا يعرقل العلاقات عبر العدوان العسكري فحسب، بل أيضاً عبر ممارساته التجارية والاقتصادية التي تحول دون قيام علاقات بناءة بين دول المنطقة”. وأضاف أن “على دول المنطقة، وفي مقدمتها إيران والعراق، تشكيل حملة قوية وفاعلة ضمن الأطر الأوروبية والأمم المتحدة لعرض مواقفها بوضوح تجاه التهديدات الإسرائيلية”. كما شدد الرئيس العراقي على ضرورة توسيع التعاون الأمني والتجاري والصناعي والعلمي والثقافي بين البلدين، داعياً إلى تبادل الخبرات، وتكثيف الزيارات المتبادلة لوفود التعاون حتى في أدق التفاصيل. وأكد أن “أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة عداء لنا”. بدوره هنأ مسعود بزشكيان العراق على تنظيم انتخابات حماسية وسليمة ومن دون مشكلات، معرباً عن أمله في أن يسهم تشكيل برلمان وحكومة قوية في تعزيز نمو العراق وتطوره.وشدد الرئيس الإيراني على ضرورة تعميق الروابط بين رجال الأعمال والجامعات والصناعات في إيران والعراق، مؤكداً أن الاستثمار المشترك وتطوير الاتصالات الحدودية يعدان من أولويات بلاده.وأشار الرئيس الإيراني إلى المستوى المتميز للعلاقات بين البلدين، قائلاً إن إيران تشعر بقرب ومحبة وأخوة تجاه الحكومة والشعب العراقي، مؤكداً العزم على تعزيز وتطوير التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات. وأكد بزشكيان أهمية ربط التجار والجامعات والصناعات في البلدين، لافتاً إلى أن الاستثمار المشترك وتطوير الروابط الحدودية يحتلان مكانة متقدمة في أولويات إيران، وأن منح المحافظين الحدوديين صلاحيات خاصة يهدف إلى تنشيط التبادلات من خلال الاستفادة الكاملة من القدرات المتوفرة.كما اعتبر الرئيس الإيراني ربط الخطوط الحديدية بين البلدين خطوة ضرورية، مؤكداً أن استكمال مشروع سكة حديد “البصرة – شلمجه” يشكل إحدى الأولويات الأساسية لطهران. وتطرق بزشكيان إلى “الدور التخريبي الذي يمارسه الكيان الصهيوني” في المنطقة، واصفاً إياه بـ”الغدة السرطانية”، مؤكداً أن “هذا الكيان يسعى إلى منع تعزيز الروابط العلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية والصناعية بين الدول الإسلامية، ويدفع نحو إشعال الحروب القومية والمذهبية”.وشدد على أن السبيل لمواجهة هذه السياسات هو توسيع مجالات التعاون، وتعزيز الاستثمارات المشتركة، وتكثيف التبادلات في كل ما من شأنه أن يقرب بين شعوب المنطقة، مشيراً إلى أن الانقسامات والخلافات تخدم مخططات الأعداء وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني، وأنه يجب تفادي أي توترات.وأضاف الرئيس الإيراني أن تنشيط الدبلوماسية الفاعلة يتيح إيصال صوت شعوب المنطقة المُطالِبة بالحق إلى الهيئات الدولية وإلى “الآذان الصماء” لدى الأوروبيين والأميركيين.

مقالات مشابهة

  • الولائية والخنوع ..رشيد:أي اعتداء على إيران هو اعتداء على العراق!!
  • الملف الأسود لتمويل الحرب والتجنيد.. إيران تنقل مصانعها من سوريا لليمن وتوسع شبكات التهريب لإغراق دول المنطقة بالمخدرات
  • هل المقترح الأوكراني الأخير يهدف إلى السلام مع روسيا وإيقاف الحرب؟
  • ترامب يدعي أن السلام بغزة ما كان ممكنا “لولا تحييد إيران”
  • الشارع اتهز والنار نورت المنطقة.. لحظة تسريب غاز بإمبابة
  • سقوط طفل من الطابق الخامس ببورسعيد وجهود مكثفة لإنقاذه
  • عاجل. بارّاك: هذه لحظة ترامب في الشرق الأوسط وإيران هي العقبة وطبيعة المنطقة القبلية تمنع قيام دول كبرى
  • ترامب يتصل بقادة أوروبا لبحث جهود السلام في أوكرانيا وسط توترات متصاعدة
  • ترامب: سأعلن عن مجلس السلام في غزة العام المقبل
  • ترامب يمنح زيلينسكي مهلة حتى عيد الميلاد لقبول صفقة سلام