لجريدة عمان:
2025-07-12@06:21:17 GMT

«لو أنني ما فعلت.. لكان خيرا لي» -2

تاريخ النشر: 8th, July 2025 GMT

الندم لا ينشأ في فراغ، ولكنه يتشكّل وفق منظومات القيم والعرف والعقيدة والتنشئة والسياق الثقافي للمجتمع. الذي قد يكون مقرونا بردّة فعل الجماعة، والعار، والصورة أمام الآخرين. وتشير بعض الدراسات إلى ارتباط التربية الاجتماعية والأدوار الجندرية وبين نوعية الخطأ الذي يُندم عليه (Bauer et al., 2008). لذا نجد أن النساء غالبا ما يشعرن بالندم بصورة أكثر عن الرجال.

ولكن، بانغماسنا في قعر الندم، نسبغ البؤس على ذواتنا من حيث لم نحتسب. فنتصور أن الحياة كانت ستتخذ نهجا أفضل مما هي عليه اليوم. وهكذا نسير مع البؤس ما سار بنا العمر. حتى نجد أننا نعلق في شراك الماضي ولا نغادره إلا بعطب. ومن هنا ينبت الندم فينا ليتجذر ويصبح عادة متمركزة بثبات في هوياتنا. فنتسوّر بألف ألف جدار حتى تفقد بصائرنا ألوان الحياة البهيجة.

يرى بروفيسور علم النفس الأمريكي توماس داشيف جيلوفيتش(Gilovitch) أن الناس يندمون على عدم الفعل أكثر من ندمهم على الفعل ذاته. بمعنى آخر أن الندم على الإحجام أكبر من الندم على الإقدام. ويبرر جيلوفيتش ذلك بأنه من الأسهل على المرء عقلنة الأفعال وتبريرها. فنحن نحسن اختلاق المبررات لسلوكياتنا في حال الإقدام على الفعل. ولكننا لا نجد ما يبرر عدم تحقيق أهدافنا في حال الإحجام عن الفعل الذي عادة ما يرتبط بشكل وثيق بالغايات المنشودة. ومن هنا يتنامى الشعور بالندم. «مدونة سام بينيت وماثيو ويليام بريك The Guilt of Being Someone».

ويقول عالم النفس إدوارد هيجينز «إن إحساس الشخص بذاته ينبع من ثلاثة مكونات: الذات الفعلية (الحقيقية الحالية)، والذات المثالية (ما نرغب أن نكونه وفقا لطموحاتنا)، والذات الواجبة (ما يجب أن نكونه بناءً على توقعات الآخرين)». وهي نسخ ثلاث تتمحور ذواتنا حولها. تشعر الغالبية العظمى من الناس بالندم أمام الفجوة بين الذات الفعلية والذات المثالية أكثر من ندمهم حيال الفجوة بين الذات الفعلية والذات الواجبة، وهو ندم عظيم وأشد وطأة من غيره.

ولكن، هل الشعور بالندم هو شعور سلبي بالمطلق أم أن له فائدة وإن تفاوت حجمها؟

جاء في مقال «حكمة الندم ومغالطة تخفيف حدّته لجون دناهير، ترجمة نورة آل طالب، أنه قال: «الندم ذاته يُعد مصدرا للمعرفة. ولو أنفقنا حياتنا في تخطيه فلن نتعلم ولن ننضج بصفتنا أفرادا» ثم يستدل في ذات المقال بما قاله جاستن وايت أن الندم غالبا ما يكون كشفا للذات. ومن هنا فالندم الكاشف يمهد الطريق لنوع معين من التغيير الموجّه للذات».

وختاما، ليس كل الندم سيئا حسبما أشارت إليه بعض الدراسات التي أكدت أن الأشخاص الذين يستخدمون الندم كأداة لمراجعة المواقف الشخصية ومصدر للتعلم واليقظة يتمتعون بصحة نفسية أفضل ومساحات أوسع للحكمة والاستبصار مقارنة بمن يقمعون الندم أو يغرقون فيه كإثم وجب التطهّر منه. ومن هنا تنطلق فلسفة المتصوّفة الذين يركنون إلى أن الندم هو التوبة والإقرار -فيما بينك وبين خالقك- بالذنب والمسؤولية الكاملة تجاه تبعاته. وكما ذكر الدكتور مصطفى عبده في كتاب فلسفة الأخلاق: «وهكذا كان الإسلام مع حرية الإنسان وما ينتج عنها من مسؤولية فردية، وهذه المكانة السامية التي جعلت للإنسان بين المخلوقات قد استتبعت أن يكون قادرا على الاختيار ومسؤولا عن أفعاله ففيه إقرار بحريته».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ومن هنا

إقرأ أيضاً:

بريجيت ماكرون تعود للواجهة من جديد.. ماذا فعلت مع زوجها؟ (شاهد)

أثارت سيدة فرنسا الأولى، بريجيت ماكرون، موجة من التفاعلات الحادة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول واسع لمقطع فيديو يوثق لحظة تجاهلها ليد زوجها الرئيس إيمانويل ماكرون، التي مدها لمساعدتها في النزول من سلم الطائرة لدى وصولهما إلى العاصمة البريطانية لندن، حيث كان في استقبالهما الأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون خلال مراسم استقبال رسمية.

ويظهر الفيديو لحظة فتح أبواب الطائرة الرئاسية الفرنسية، حيث بادر ماكرون، البالغ من العمر 47 عامًا، إلى مدّ يده لزوجته بريجيت (72 عامًا) لمساعدتها على النزول من السلالم المعدنية، إلا أن السيدة الأولى تجاهلت يده تمامًا، متمسكة بالمقبض الجانبي للطائرة حتى وصلت إلى الأرض، دون أن تلتفت نحوه، وسط عدسات الصحفيين ونظرات الوفد الملكي البريطاني.
من جديد...

سيدة فرنسا الأولى تُحرج زوجها الرئيس الفرنسي ماكرون خلال زيارة إلى لندن عندما مد يده لمساعدتها على النزول من الطائرة لكنها رفضت الإمساك به أو حتى لمسه.pic.twitter.com/G912fNhiSS — إياد الحمود (@Eyaaaad) July 8, 2025
لماذا برأيكم عجوز وسيدة #فرنسا الأولى تُحرج زوجها الرئيس الفرنسي #ماكرون
في كل مناسبه ،
هل هو دلع مراهقات ???????? pic.twitter.com/r3xuVxdWu1 — د عبدالهادي الشهري ???????? (@Alshehri_dr1) July 8, 2025
عودة إلى واجهة الجدل
اللقطة، التي وصفها ناشطون بـ"الرفض الصامت"، أحيت من جديد الجدل حول طبيعة العلاقة بين الرئيس الفرنسي وزوجته، لا سيما بعد انتشار مقطع سابق في آذار/مارس الماضي، وثّق لحظة دفع بريجيت لوجه ماكرون على باب الطائرة بطريقة مفاجئة أثارت حينها تفسيرات متضاربة.

ويُظهر الفيديو الذي انتشر حينها على نطاق واسع، الرئيس الفرنسي واقفًا على مدخل الطائرة قبل أن تمتد يد بريجيت وتدفع وجهه بشكل بدا مفاجئا للجميع، حيث أظهر ماكرون لحظة اندهاش، قبل أن يستعيد رباطة جأشه سريعا ويوجّه التحية لوسائل الإعلام.


توضيحات رسمية لم تُقنع الرأي العام
ورغم أن الإليزيه سارع حينها إلى التشكيك في صحة المقطع، زاعمًا أنه "مركّب"، أكدت صحف فرنسية مرموقة، مثل لو فيغارو، صحة الفيديو، مما زاد من حدة التفاعل وأثار تساؤلات حول الأسلوب غير المألوف الذي تظهر به السيدة الأولى في مناسبات رسمية، خصوصا مع تكرار هذه المشاهد التي توصف بـ"غير الدبلوماسية".

وتفاوتت تعليقات النشطاء على هذه المشاهد بين من اعتبرها تعبيرا شخصيا عفويا من بريجيت، ومن قرأ فيها دلالات رمزية حول تراجع الانسجام بين الزوجين، لا سيما في ظل الضغوط السياسية الداخلية التي يواجهها ماكرون، والانقسامات المتزايدة في فرنسا بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة.

كما أثار سلوك السيدة الأولى تساؤلات حول ما إذا كان مجرد لحظات متفرقة جرى تضخيمها إعلاميا، أم أنها تُخفي تصدعات غير مرئية في العلاقة الشخصية للرئيس الفرنسي الذي يواجه أصلاً أزمة ثقة سياسية وشعبية.

????زوجة ماكرون ترفض عرضه بالمساعدة أثناء نزولهما من الطائرة - بعد أسابيع من تصويرها وهي تصفعه.

الظاهر باقية وياه علمود الجهال pic.twitter.com/ukgjMCnj5C — حشداوية❤️ بنت❤️ جمال (@hashdaweya67) July 8, 2025
من جديد… زوجة ماكرون تُحرجه أمام الكاميرات
في زيارتهما الأخيرة إلى لندن، حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإمساك بيد زوجته لمساعدتها على النزول من الطائرة… لكنها رفضت لمسه أمام الجميع!

تصرف بسيط؟ ربما. لكن خلفه قصة طويلة من الجدل… إليك التفاصيل:

تابع pic.twitter.com/sqo0t47bXK — فارس العمري (@FaresOmarii) July 8, 2025

مقالات مشابهة

  • أثارت غضب أمريكا وإسرائيل .. من هي فرانشيسكا ألبانيزي وماذا فعلت؟
  • بريجيت ماكرون تعود للواجهة من جديد.. ماذا فعلت مع زوجها؟ (شاهد)