"تأثير ترامب": هل ينسب البيت الأبيض لنفسه استثمارات أُطلقت في عهد بايدن؟
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
أظهر تحقيق أجرته وكالة "رويترز" أن ثمانية مشاريع على الأقل كانت قد حصلت على حوافز محلية مهمة قبل تسلّم ترامب السلطة. اعلان
تباهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد ساعات فقط من تسلّمه منصبه في يناير، بجذب 3 تريليونات دولار من الاستثمارات الجديدة إلى الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، ارتفع الرقم في تصريحاته إلى 14 تريليون دولار، أي نحو نصف الناتج المحلي الإجمالي الأميركي سنويًا، بحسب ما ذكرته وكالة "رويترز".
البيت الأبيض أطلق على هذه الظاهرة اسم "تأثير ترامب"، وعرض عبر موقعه الإلكتروني قائمة بأكثر من 70 مشروعًا يدّعي أنها نتيجة مباشرة لسياساته الاقتصادية، من مصنع مخبوزات جديد في تكساس إلى منشأة لشركة "ليغو" في فرجينيا ومصنع رقائق إلكترونية في أريزونا.
لكن بحلول 2 يوليو، كانت القيمة الإجمالية للمشروعات المدرجة على الموقع تبلغ 2.6 تريليون دولار فقط، أي أقل بكثير من الـ14 تريليون التي يروّج لها ترامب.
كما كشف تحقيق أجرته وكالة "رويترز" أن قرابة نصف هذه الاستثمارات - بقيمة تفوق 1.3 تريليون دولار - تعود جذورها إلى عهد الرئيس السابق جو بايدن أو تمثل نفقات اعتيادية أعيد تقديمها على أنها استثمارات محلية جديدة.
وأظهر التحقيق أن ثمانية مشاريع على الأقل كانت قد حصلت على حوافز محلية مهمة قبل تسلّم ترامب السلطة، وأن ما لا يقل عن ستة مشاريع أخرى كانت قد أُعلنت بالفعل من قبل السلطات المحلية أو الشركات نفسها. كما تبيّن أن مشروعين مدرجين ضمن قائمة "تأثير ترامب" استفادا مباشرة من تشريعات أُقرّت في عهد بايدن لتعزيز الصناعة المحلية.
إحدى الشركات، "روش" السويسرية، حذّرت من أن خطط ترامب لتوحيد أسعار الأدوية بين السوق الأميركية والدولية تهدّد باستثماراتها المعلنة بقيمة 50 مليار دولار في الولايات المتحدة.
وعند سؤال البيت الأبيض عن نسب الفضل لمشروعات بدأ العمل عليها قبل تولّي ترامب منصبه، رد المتحدث باسم الرئاسة كوش ديساي بأن "القرارات النهائية الخاصة بالاستثمار تم اتخاذها خلال عهد الرئيس ترامب"، معتبرًا أن ذلك دليل على فعالية سياساته الاقتصادية. وأضاف: "الرئيس ترامب هو أفضل مَن يُنجز الصفقات في التاريخ الحديث، وقيادته كانت المحفّز الرئيسي لتحويل الخطط النظرية إلى التزامات استثمارية ملموسة".
Relatedالبيت الأبيض: إنهاء الحرب في غزة أولوية قصوى لترامب عشاء البيت الأبيض: نتنياهو يرشّح ترامب لنوبل.. وملفات غزة وإيران تتصدّر اللقاء ترامب يعلن استئناف دعم أوكرانيا بالأسلحة بعد أيام من وقف البنتاغون عمليات التسليمالتحقيق الذي أجرته "رويترز" شمل مراجعة وثائق عامة وتصريحات شركات، بالإضافة إلى مقابلات مع مسؤولين محليين. لكن في العديد من الحالات، لم يكن واضحًا ما إذا كان لترامب أو سياساته دور مباشر في تحقيق هذه الاستثمارات.
من جهته، قال مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في "موديز أناليتكس"، إن التوقعات الاقتصادية للاستثمار لم تتغير فعليًا رغم إعلانات البيت الأبيض. وأضاف: "رغم كل هذه التصريحات، لم نرَ تغيرًا حقيقيًا في التوقعات، بل إن المؤشرات التي تدفع عادةً الإنفاق الاستثماري ربما تراجعت منذ بداية العام".
كما أشار زاندي إلى أن توجه ترامب نحو فرض رسوم جمركية واسعة النطاق ألقى بظلال من الشك على الأسواق العالمية، ما أدى إلى خفض التوقعات الاقتصادية وتجميد العديد من القرارات الاستثمارية.
في المقابل، يرى مؤيدو ترامب أن سياساته، خصوصًا المتعلقة بإزالة القيود وتمديد التخفيضات الضريبية على الشركات، أعادت تحفيز شهية المستثمرين، ويتوقعون تحوّل ذلك إلى استثمارات فعلية خلال الأشهر المقبلة. وقال ريتشارد ستيرن، مدير السياسات الاقتصادية والميزانية في مؤسسة "هيريتج" المحافظة: "أعتقد أننا سنشهد المزيد من الاستثمارات لاحقًا هذا العام وبشكل أوضح في العام المقبل".
بحسب البيت الأبيض، فإن قائمة "تأثير ترامب" ليست شاملة، ولا تتضمن الصفقات التي تزعم الإدارة أن ترامب أبرمها خلال جولته في الشرق الأوسط في مايو. كما لم يقدّم البيت الأبيض ردًا على طلب "رويترز" للحصول على تفصيل لقيمة الاستثمارات البالغة 14 تريليون دولار.
مشروعات أُدرجت قبل تولّي ترامب
فيما يلي نماذج من مشروعات وردت في قائمة البيت الأبيض رغم ارتباطها بفترة ما قبل تولي ترامب منصبه:
- هيونداي: أُدرجت بعد إعلانها عن مصنع جديد للصلب بقيمة 5.8 مليار دولار في لويزيانا في مارس، لكن الشركة اختارت الموقع في ديسمبر 2024.
- كورنينغ: أعلنت عن استثمار بـ1.5 مليار دولار في ميشيغان، نصفه تم الإعلان عنه في فبراير العام الماضي، مع استفادة المشروع من قانون "الرقائق والعلوم" الذي أُقرّ في عهد بايدن.
- ليغو: أدرجت في القائمة بعد إعلانها عن مركز توزيع في فرجينيا بقيمة 366 مليون دولار في مايو، رغم بدء العمل على الحوافز مع الولاية في عام 2022.
- Chobani - وClasen Quality Chocolate: كلاهما بدأ التفاوض على مشروعاته مع السلطات المحلية قبل وصول ترامب إلى السلطة، بحسب بيانات رسمية.
أما شركات مثل "ميرك" و"جونسون آند جونسون"، فقد شملت استثماراتها مشروعات سبق الإعلان عنها، وكان بعضها قيد الإنشاء بالفعل.
كذلك، شملت القائمة مشروعات اعتمدت على حوافز محلية مثل مصنع شركة "دياغيو" البريطانية في ألاباما، الذي استند إلى حوافز تعود إلى عام 2022، قبل تولي ترامب.
استثمارات تكنولوجية مثيرة للجدل
بعض المشروعات التي أشاد بها ترامب تعكس في الواقع استثمارات دورية معتادة. فعلى سبيل المثال، أعلن تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة "آبل"، عن استثمار 500 مليار دولار لبناء خوادم ذكاء اصطناعي وتوظيف 20 ألف عامل. واعتبر ترامب هذا الإعلان "دليلًا على الثقة"، لكنه لا يتجاوز ما كان متوقعًا من الشركة بحسب محللين.
أما مشروع "Stargate" العملاق، الذي أُعلن عنه في اليوم الأول لترامب في الرئاسة، ويشمل بناء مراكز بيانات بـ500 مليار دولار، فقد أتى من تحالف يضم "OpenAI" و"سوفت بنك" و"أوراكل"، ولا تزال تفاصيله قيد التفاوض مع الولايات.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة حركة حماس روسيا بنيامين نتنياهو إسرائيل دونالد ترامب غزة حركة حماس روسيا بنيامين نتنياهو ديون الولايات المتحدة جو بايدن الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب استثمار إسرائيل دونالد ترامب غزة حركة حماس روسيا بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسبانيا جمارك سوريا أزمة المهاجرين البرلمان الأوروبي تریلیون دولار البیت الأبیض تأثیر ترامب ملیار دولار دولار فی
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض ينشر رسما ساخرا حول التعليم المجاني للمهاجرين
نشر البيت الأبيض رسما ساخرا "ميم - MEME" عبر الصحفة الرسمية الخاصة به على منصة "إكس" (تويتر سابقا) يتناول مسألة التعليم المجاني للمهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة.
وجاء في الرسم صورة لحافلة مدرسية صفراء تقطع سكة حديدية، باعتبار أنها تمثل "التدريس المجاني للمهاجرين غير الشرعيين"، وفي الصورة الثاني يأتي قطاع مسرع يضرب هذه الحافلة ويزيحها جانبا، وهو الذي يمثل الرئيس دونالد ترامب.
ويذكر أنه في الولايات المتحدة، يحق لجميع الأطفال الحصول على تعليم عام مجاني في المدارس الحكومية حتى إتمام المرحلة الثانوية، بغض النظر عن وضعهم القانوني.
HARDWORKING AMERICANS SHOULDN’T PAY A DIME FOR AN ILLEGAL ALIEN’S TUITION. PERIOD. pic.twitter.com/ElYwksPkD4 — The White House (@WhiteHouse) July 10, 2025
ويشمل هذا القانون الأطفال المهاجرين غير الشرعيين، ولا يجوز للمدارس حرمان الأطفال من التعليم بسبب وضعهم القانوني أو وضع والديهم.
والخميس، اتخذت إدارة ترامب خطوةً لمنع المهاجرين غير الشرعيين من الحصول على المساعدات الممولة من دافعي الضرائب للتسجيل في البرامج التعليمية والحصول على مزايا الرعاية الصحية.
وأصدرت وزارات التعليم والزراعة والعمل والعدل والصحة والخدمات الإنسانية إعلاناتٍ منفصلة، مُعلنةً عن توفير حوالي 40 مليار دولار.
ووصفت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية هذا التغيير بأنه "تحولٌ سياسيٌّ كبير" من شأنه "ضمان عدم تحويل مزايا البرامج الممولة من دافعي الضرائب والمخصصة للشعب الأمريكي لدعم المهاجرين غير الشرعيين".
وقالت وزيرة التعليم ليندا ماكماهون في بيان: "في ظل قيادة الرئيس ترامب، لن يتحمل دافعو الضرائب الأمريكيون الكادحون بعد الآن تكاليف مشاركة المهاجرين غير الشرعيين في برامجنا أو أنشطتنا المهنية أو التقنية أو تعليم الكبار".
وأضافت: "ستضمن الوزارة تخصيص أموال دافعي الضرائب للمواطنين والأفراد الذين دخلوا بلادنا بطرقٍ قانونية والذين يستوفون معايير الأهلية الفيدرالية".
وأعلنت وزيرة الزراعة بروك رولينز أنه ينبغي على الولايات أيضًا منع المهاجرين من الحصول على المزايا من خلال برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (SNAP).
وقالت رولينز: "لطالما أُسيء استخدام كرم دافعي الضرائب الأمريكيين من خلال تفسيرات خاطئة لقانون إصلاح الرعاية الاجتماعية لعام 1996".
وتحركت وزارة العمل لمنع وصول العديد من منح وموارد تطوير القوى العاملة إلى المهاجرين.
ويذكرأنه في كانون الثاني/ يناير الفائت، منحت إدارة ترامب الوكالات الفيدرالية سلطة واسعة لتكثيف جهود ترحيل المهاجرين من البلاد، وذلك عقب أوامر رئاسية بإعلان حالة الطوارئ الوطنية على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وعقب حفل تنصيب ترامب أوائل العام الجاري، أعلنت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، إلغاء تطبيق CBP One الذي كان يتيح للمهاجرين دخول البلاد بطرق قانونية.