التقرير الاقتصادي لـفاناعن لبنان: عهد النهوض بلبنان بدأ وقطار الاصلاحات انطلق
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
عمّم "اتحاد وكالات الأنباء العربية" (فانا)، ضمن الملف الاقتصادي، تقريرا أعدته الزميلة في "الوكالة الوطنية للاعلام" اميمة شمس الدين جاء فيه:
بعد نحو ستة اعوام على الأزمة عاد الأمل بالنهوض بلبنان، أمل بدأ مع العهد الجديد، عهد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحكومة برئاسة القاضي نواف سلام اخذت على عاتقها تطبيق الإصلاحات لتتمكن من الحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي ودعم سائر الدول والمنظمات الدولية.
فقد بادرت وزارة الاقتصاد إلى وضع خطط وبرنامج لكل الملفات والقطاعات الاقتصادية والمعيشية يشرف على تنفيذها وزير ذو كفاءة عالية ورؤية واضحة للمستقبل، إنه الوزير الدكتور عامر بساط الذي تحدث إلى "الوكالة الوطنية للاعلام" عن برنامجه وخطة وزارة الاقتصاد و كيفية الخروج من الأزمة.
"لا يمكن القول إن الاقتصاد اللبناني في وضع سليم انه ليس حيث يجب أن يكون. نحن لا نجمّل الواقع، الاقتصاد لا يزال يعاني أزمة عميقة، وهيكليّة، أثّرت على كل بيت وكل قطاع، من تآكل القدرة الشرائية إلى تراجع الإنتاج، إلى أزمة الودائع . الحقيقة أننا لا زلنا في خضم الأزمة، ولسنا بعد في مرحلة التعافي الفعلي"، قال الوزير بساط. لكنه اكد بلهجة تفاؤلية أن "هناك بوادر مهمة نراها بوضوح رغم الأوجاع على الأرض. للمرة الأولى منذ أعوام، هناك امور تشير الى ان الحكومة تتعامل مع الأزمة الاقتصادية بشكل جدي. وأظن ان اللبنانيين والمجتمع الدولي، بدأوا ينظرون الينا كفريق يعمل بجدّ ويسعى بصدق لتغيير المسار".
أضاف : "نلمس تجاوبًا فعليًا من مؤسسات دولية ووكالات تمويلية كانت غائبة أو مترددة. كما نشهد انخراطًا جديدًا من رجال الأعمال والصناعيين والمستثمرين المحليين في رؤية إصلاحية. هذا وحده لا يكفي طبعًا، لكنّه عامل ثقة جديد لم نره بهذا الوضوح منذ أعوام".
ورأى أن" إيجابية هذا المشهد تكمن في تغيير اللهجة، وتحريك النية، وتوسيع دوائر العمل الجدي على حلول مستدامة".
أما بالنسبة الى السلبيات، فتحدث وزير الاقتصاد والتجارة عن "استمرار التباطؤ في بعض مؤسسات الدولة، وتراجع ثقة الناس بالسياسة العامة، وقال:"هذا ما نعمل على معالجته بكل الوسائل المتاحة".
تابع:" لا ينسينّ احد ان الحكومة تسلّمت مهامها في ظروف دقيقة للغاية، وسط أزمة اقتصادية ـ اجتماعية غير مسبوقة، وانعدام شبه كامل للثقة بين الدولة والمواطن. ومع ذلك، أقول بثقة إننا بدأنا بوضع اليد على ملفات أساسية، وأدخلنا إصلاحات فعلية في بعض المسارات الاقتصادية والإدارية، وخصوصًا في الملف المصرفي (من خلال رفع السرية المصرفية ووضع إطار قانوني لإعادة هيكلة المصارف)، وكذلك في ملفات التعيينات والحوكمة الاقتصادية".
واوضح ان "العمل لا يزال في بدايته، والطريق طويلة، ولكن ما يبعث على الأمل هو أن كل الوزراء اليوم يعملون بجدية وانسجام واضح، وكلٌّ يركّز على ملفه ضمن هدف مشترك: تنفيذ الحد الأدنى من الإصلاحات التي يحتاجها كل قطاع في الدولة، لدينا فريق حكومي على قدر عالٍ من الكفاءة، متجانس تقنيًا، وكل وزير يعرف أولويات وزارته ويعمل عليها من دون تضييع للوقت، والاهم التنسيق الفعلي بين الوزارات، ووزارة الاقتصاد تقود حاليًا مسار إعداد وثيقة الرؤية الاقتصادية المتوسطة المدى بالتعاون مع كل الوزارات المعنية، بهدف خلق مقاربة وطنية شاملة ومتكاملة للنهوض".
"أما التحديات فحقيقية" كشف الوزير بساط، "من التعقيدات الإدارية، وضغط الوقت، والانقسامات السياسية التقليدية، لكن الأكيد أننا نواجهها اليوم بفريق جاد، متماسك، ومصمم على تحقيق نتائج فعلية، ولو ضمن هامش زمني محدود".
اما بالنسبة الى خطة الوزارة فقال:" نعمل على سبع ملفات استراتيجية متوازية، تشكّل الأساس لتحريك العجلة الاقتصادية واستعادة الثقة. الملفات هي:
1. صياغة رؤية اقتصادية متوسطة المدى حتى 2035
2. حماية المستهلك: ضبط الأسواق والأسعار، من خلال تفعيل الرقابة الميدانية وتعزيز آليات حماية المستهلك، إلى جانب مسار هيكلي لتثبيت الاستقرار عبر المنافسة العادلة.
3. قانون المنافسة.
4. دعم القطاع الخاص، من خلال تحسين بيئة الأعمال، إنشاء نظام "النافذة الواحدة" (One Stop Shop)، وتعزيز التجارة الخارجية، وتحفيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص. بالاضافة إلى تنشيط الائتمان وتوفير التمويل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (SMEs)، كأحد أعمدة النمو الاقتصادي المستدام.
5. إصلاح قطاع التأمين.
6. الإهراءات: من حيث السلامة البيئية والنصب التذكاري وخطة بناء جديدة ضمن استراتيجية الأمن الغذائي،
7. معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس الذي نعمل على إعادة تفعيله اقتصاديًا وسياحيًا بالشراكة مع القطاع الخاص".
بناء على ذلك، كشف الوزير انه يقود حاليًا "دراسة متكاملة لوضع رؤية اقتصادية متوسطة المدى للبنان، على أفق 2035، تقوم على العدالة الإنتاجية، والقدرة التنافسية، والنمو المستدام". وقال:"من هذا المنطلق، بدأنا بالتواصل المباشر مع كل الوزارات المعنية، لأن دور وزارة الاقتصاد ليس تقنيًا فقط، بل تنسيقي ورؤيوي بامتياز، وهي مؤهلة لقيادة الورشة الوطنية الشاملة".
تابع: "هدفنا بناء اقتصاد متوازن لا يقوم فقط على الدعم الخارجي، بل على قدراتنا الذاتية واستثمار طاقاتنا البشرية والمادية بشكل عادل ومنتج".
وفي معرض سؤاله : أين أصبحت المفاوضات مع صندوق النقد، وهل يمكن إنجاز الاتفاق رغم قِصر عمر الحكومة؟ أجاب: " نؤمن أن أي برنامج مع صندوق النقد الدولي يجب أن يعكس أولًا وأخيرًا أولوياتنا الوطنية، لا أن يُفرض علينا من الخارج. نحن بحاجة الى هذا الاتفاق لأننا بحاجة إلى استعادة المصداقية التي فقدتها الدولة اللبنانية في الاعوام الماضية، لكن هذا سيكون برنامجنا نحن، نحدّد مضمونه بما يتوافق مع مصالحنا، ونرفض إدخال أي بند لا يصب في مصلحة لبنان واقتصاده وشعبه. الاتفاق مع صندوق النقد ليس خطوة إدارية أو ورقة تُوقّع — بل هو مسار تفاوضي شامل ومعقّد، يتطلّب توافر عدد من الشروط الإصلاحية، والسياسية، والتشريعية، ولا يمكن إنجازه بقرار من طرف واحد".
اضاف:" شاركت شخصيًا في العمل على ملفات عدة مع صندوق النقد سابقًا، في حالات مشابهة للحال اللبنانية، وأستطيع أن أؤكد أن هذا النوع من المفاوضات يأخذ وقتًا طبيعيًا، ويمر في مراحل عدة وجولات تفاوضية متعاقبة. ما نقوم به حاليًا هو وضع أرضية صلبة، تقنيًا وسياسيًا، للجولة التالية من النقاشات، التي أتوقّع أن تتكثّف في الأشهر المقبلة.
نتابع مع الصندوق من خلال اجتماعات تقنية منتظمة، ونركّز على تقديم مقاربة واقعية ومنسّقة لكل ملف، بما فيه إعادة هيكلة القطاع المصرفي، السياسة النقدية، السياسة المالية، والعدالة في توزيع الخسائر، وإن كان عمر الحكومة محدود، لكننا نعمل بوتيرة متسارعة لتقديم أكبر قدر ممكن من التقدّم، وخصوصًا أن أي اتفاق مع صندوق النقد ليس هدفًا بحدّ ذاته، بل وسيلة لإعادة بناء الثقة — ثقة المواطن أولًا، وثقة الشركاء الدوليين ثانياً".
اما بالنسبة الى ارتفاع الاسعار رغم استقرار سعر صرف الدولار، فأكد تفهمه لوجع الناس، وقال:"لا بد من التوضيح أن جزء من المشكلة هيكلي ولا يمكن إصلاحه في شكل سريع:
بداية، اقتصادنا استيرادي بامتياز ونحن لا ننتج معظم استهلاكنا والنتيجة، طبعا ان الأسعار محليا تعكس الأسعار العالمية. من جهة أخرى، كلفة الإنتاج في لبنان مرتفعة جدًا. على سبيل المثال، كلفة الكهرباء التي يدفعها الصناعي أو التاجر في لبنان تصل إلى نحو 30 سنتًا للكيلو وات، مقابل نحو 5 سنتات في مصر. وهذا الفرق الهائل في كلفة الطاقة ينعكس مباشرة على أسعار السلع والخدمات. بالاضافة إلى ذلك، العديد من الملفات القطاعية بحاجة الى إعادة هيكلة وتنظيم، من الاستيراد إلى النقل، إلى الحماية الجمركية، فضعف سلاسل التوزيع، وهي كلها عوامل ترفع الكلفة النهائية على المواطن".
واكد "قيام الوزارة بدورها في ضبط الأسواق قدر الإمكان، ضمن إمكانات محدودة جدًا"، لافتًا الى انه " ليس لديها أكثر من 70 مراقبًا ومفتّشًا ناشطين على الأرض، يغطّون كل الأراضي اللبنانية، عدد غير كافٍ، لكن رغم ذلك، قمنا بتكثيف الجولات الرقابية، ورفع وتيرة الضبط، ونعمل بالتنسيق المباشر مع وزارة العدل على إحالة كل من يثبت عليه التلاعب أو الاحتكار إلى القضاء المختص".
وقال:"نعمل على مشروع قانون جديد نعدّه لزيادة الغرامات المفروضة على المخالفين، لأن الغرامات الحالية ضعيفة ولا تردع. في هذا الإطار، يشكّل تطبيق قانون المنافسة خطوة محورية لتحسين هيكلية الأسواق في لبنان، ومواءمة بيئتنا الاقتصادية مع أفضل الممارسات الدولية في مجال مكافحة الاحتكار، هذا القانون يحمل في طيّاته إمكانات كبيرة، إذ من شأنه أن يسهم في تنظيم آليات التسعير بطريقة تساعد على احتواء الضغوط التضخمية، وفي الحد من الممارسات الريعية التي تؤدي إلى هدر الموارد، كما يعزّز كفاءة تخصيصها، ويخفض كلفة الإنتاج، ويدفع نحو تعزيز التنافسية، ما يُحسن من الجدوى الاقتصادية للاستثمارات القائمة والجديدة".
وإذ اشار الى ان " إقرار القانون لا يكفي وحده"، رأى ان "التطبيق الجدي يتطلب خطوات مؤسساتية واضحة اذ نعمل حاليًا على تشكيل هيئة للمنافسة تتكوّن من كفاءات تتمتع بالنزاهة والاستقلالية، وتلتزم مدوّنة سلوك واضحة، كما سيُناط بها إعداد المراسيم التطبيقية اللازمة لوضع القانون موضع التنفيذ الكامل". وكشف أن "الوزارة بصدد إنشاء وحدة تقنية متخصصة تُعنى بعمليات الرصد والتحقيق، وتؤمّن دعمًا تحليليًا ومنهجيًا لعمل الهيئة ومجلسها التنفيذي. هذا المسار، نظرًا الى طابعه البنيوي وأثره العميق على بنية الاقتصاد الوطني، يتطلب وقتًا واستثمارًا جادًا في الموارد، ونحن ملتزمون تنفيذه بمنهجية دقيقة تمتد لسنة كاملة، ضمن خطة عمل واضحة ومدروسة".
ولفت الى ان " لبنان يمرّ بأزمة عميقة وطويلة، وهذا لا يمكن إنكاره. لكن بالمقابل، نحن بلد يملك طاقات هائلة وإمكانات اقتصادية غير مستثمرة بعد من الكفاءات البشرية، إلى موقعه الجغرافي، إلى وجوده الاغترابي، وإلى قدراته الإنتاجية في قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات "، وأكد انه "إذا سرنا في المسار الصحيح، وواصلنا تطبيق الإصلاحات المطلوبة بكل جدية، فأنا على قناعة بأننا قادرون على مضاعفة حجم الاقتصاد اللبناني خلال العقد المقبل، وزيادة تنافسيته، واسترجاع موقعه الطبيعي في المنطقة، وهذه ليست وعودًا عشوائية، بل أرقام تستند إلى دراسات واقعية وإلى ما بدأنا نلمسه من تجاوب محلي ودولي".
و إذ أشار البساط إلى أن "التعافي لن يحصل بين ليلة وضحاها، وهذه المرحلة تتطلب صبرًا"، أكد "أننا اليوم على المسار الصحيح، ونعمل بجهد على تحويل هذه اللحظة إلى فرصة، والاستفادة من نافذة الانفتاح الدولي والإقليمي التي فُتحت أمام لبنان".
اما بالنسبة الى اموال المودعين فلفت الى ان "الملف يُدار بالدرجة الأولى من وزارة المال، التي تقوم بعمل جدّي ومسؤول في هذا المجال، بالاضافة إلى مصرف لبنان المعني مباشرةً بالسياسة النقدية والمصرفية"، لافتاً الى انه "شخصيًا يشارك في النقاشات الدائرة ضمن الفريق الحكومي، وبتابع الملف من موقع وزارة الاقتصاد، لكن من المهم أن نوضح أن الوزارة لا تُدير الملف مباشرة".
ورأى ان "معالجة أزمة المودعين تمرّ بثلاث مراحل مترابطة: أولًا، إقرار قانون رفع السرية المصرفية، وقد تحقق ذلك وهو خطوة أساسية باتجاه الشفافية والمحاسبة. ثانيًا، إقرار إطار قانوني وتنظيمي جديد، يضمن عدم تكرار هذه الكارثة في المستقبل، عبر تحديث القوانين المالية، وضبط عمل المصارف، وتعزيز صلاحيات الجهات الرقابية . هذه المرحلة قد تكون تقنية ومملة في تفاصيلها، لكنها ضرورية وأساسية لبناء الثقة مجددًا. ثالثا، وهي الخطوة الأهم، وضع تصور عادل وواضح للأزمة الراهنة والذي يهدف إلى إيجاد حل عادل لأزمة المودعين وإعادة التعافي للقطاع المصرفي، وهذا التصور ما زال قيد النقاش الحذر، لأنه يتطلب توازنًا دقيقًا بين حقوق الناس وإمكانات الدولة والقطاع المصرفي".
الأزمة لا بد أن تنتهي ،نستبشر خيرا بالعهد الجديد وبالشفافية الموعودة التي بدأ اللبنانيون يلمسون نتائجها ولو ببطء. مواضيع ذات صلة سفير الجزائر خلال لقائه نوابًا من تكتل "الاعتدال": لبنان بدأ رحلة النهوض Lebanon 24 سفير الجزائر خلال لقائه نوابًا من تكتل "الاعتدال": لبنان بدأ رحلة النهوض
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وزارة الاقتصاد رئیس الجمهوریة مع صندوق النقد بالنسبة الى لبنان بدأ نعمل على فی لبنان من خلال لا یمکن الى ان حالی ا
إقرأ أيضاً:
كلام برّاك المفخّخ
مهما قيل وسيقال عن زيارة الموفد الأميركي الرئاسي توم برّاك إلى لبنان لن يضاهي أي كلام تحليلي أهمية ما أدلى به من تصريحات تتراوح بين الديبلوماسية اللينة وبين التحذيرات المبطّنة، وهي كثيرة. وهذا يعني باللغة الديبلوماسية أن ما قاله الرجل ليس من "عندياته"، بل يمكن الجزم بأن لكل كلمة معنىً سياسيًا عميقًا وبعيد الأهداف، وهي مدروسة سلفًا ومعدّة من قبل أن يقوم بزيارته للبنان، خصوصًا أن في كلامه الكثير من "النفس الترامبي"، عندما ذكّر في أحاديثه العلنية مع الصحافيين وفي لقاءاته السياسية بالمواقف التي اتخذها رئيسه دونالد ترامب تجاه لبنان، وهي مواقف لم يتخذها أي رئيس أميركي منذ عهد ايزنهاور.
وسيبقى كلام برّاك، الذي حمل في طياته أكثر من رسالة، حديث الصالونات السياسية من الآن وحتى عودته المتوقعة بعد أسبوعين على الأكثر حاملًا معه ردًّا مفصّلًا على الردّ اللبناني، الذي لم يزعجه للوهلة الأولى، ولكن هذا لا يعني أن يبقى هذا الانطباع هو السائد عندما يُدرس هذا الردّ بدقة وعناية من قِبل المختصّين في الخارجية الأميركية، وذلك حتى يأتي الردّ الأميركي منسجمًا مع السياسة التي تنتهجها الإدارة الأميركية حيال أزمات المنطقة، خصوصًا أن لبنان هو جزء من بين أجزاء كثيرة في "البازل" الإقليمي.
وفي هذا الوقت المستقطع، وفي انتظار الجواب الأميركي النهائي غير المحتاج إلى مساعدة أي "صديق"، يبقى ما أدلى به برّاك من تصريحات مثيرة للجدل محلّ أخذ وردّ على المستويين الجماعي والفردي، خصوصًا في ما يتعلق بثلاث نقاط مفصلية وردت في تصريحه عقب لقائه رئيس الجمهورية، وهي:
أولًا، أن موضوع "حزب الله" وسلاحه هو شأن لبناني بحت. وهذا يعني أن برّاك تقصّد، وبتوجيهات عليا، رمي هذه الكرة الملتهبة في الملعب اللبناني، خصوصًا أن الجانب الأميركي يعلم علم اليقين أن الداخل اللبناني هو أعجز من أن يعالج مسألة كثيرة التعقيد بهذه البساطة، مع استمرار إعلان أكثر من مسؤول في "حزب الله"، وعلى رأسهم أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، أن تسليم السلاح ليس واردًا لا اليوم ولا غدًا. وهذا الأمر يقود المراقبين إلى أن يتوقّعوا جدلًا سياسيًا داخليًا واسعًا. مع الإشارة إلى أن هذا الموضوع نوقش في السابق على طاولات الحوار، التي دعا إليها كل من الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري، وكانت نتيجة ساعات طويلة من المناقشات جملة وحيدة قيلت للرئيس سليمان على لسان النائب محمد رعد عندما قال له عن وثيقة بعبدا "بلّها وشراب ميتّها".
فالأميركيون يعرفون قبل غيرهم استحالة أن يتوصّل اللبنانيون لوحدهم إلى حلّ نهائي ومقبول لموضوع سلاح "حزب الله"، الذي لا يزال يُعتبر من قِبل البيئة الحاضنة له حاجة لبنانية لا يمكن الاستغناء عنها، في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل في استهدافاتها، التي وصلت أول من أمس إلى مشارف طرابلس.
ثانيًا، إن ما ورد على لسان برّاك في تكرار متعمّد من أن لا أطماع لإسرائيل بلبنان قد أثار موجة من التساؤلات عن مغزى هذا الكلام وتوقيته المثير للجدل في الوقت، الذي تحدّث فيه عن بدء المحادثات السورية – الإسرائيلية الآيلة في نهاية المطاف إلى شيء من التطبيع بين البلدين الأكثر عداوة في تاريخ علاقاتهما المتوترة على امتداد سنوات طويلة.
ثالثًا، تحميل اللبنانيين مسؤولية عدم ركوبهم في قطار التغيير الحاصل في المنطقة. وهذا التحذير فيه الكثير من الحرص الأميركي على ما كان يعنيه لبنان، وهو لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط، وكجسر تواصل وتفاعل بين الشرق والغرب، ولكن فيه أيضًا الكثير من التهديد المبطّن مع ما يعنيه من تركه يقّلع شوكه بيديه، خصوصًا إذا لم يبادر لبنان، وفي أقصى سرعة، إلى مواكبة تطّور المسار التغييري الحاصل في المنطقة بسّلة من الإصلاحات الضرورية والملحة.
وفي الاختصار فإن لبنان مطالب بأن يصعد في أول قطار تغييري قبل أن تفوته الفرصة السانحة، والتي ربما لن تتكرر. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة "الكتلة الوطنية": كلام براك ايجابي وحل الازمة يبدأ بوضع جدول زمني لنزع السلاح Lebanon 24 "الكتلة الوطنية": كلام براك ايجابي وحل الازمة يبدأ بوضع جدول زمني لنزع السلاح 10/07/2025 09:01:45 10/07/2025 09:01:45 Lebanon 24 Lebanon 24 كلام برّاك الصباحي التفاؤلي محى كلام الليل التشاؤمي Lebanon 24 كلام برّاك الصباحي التفاؤلي محى كلام الليل التشاؤمي 10/07/2025 09:01:45 10/07/2025 09:01:45 Lebanon 24 Lebanon 24 براك تعليقًا على كلام نعيم قاسم الرافض لتسليم السلاح: التفاوض لبنانيّ تقليديّ إذ انها مفاوضات مستمرة حتى يكون الجميع مستعدين فعلًا لإبرام اتفاق حقيقيّ Lebanon 24 براك تعليقًا على كلام نعيم قاسم الرافض لتسليم السلاح: التفاوض لبنانيّ تقليديّ إذ انها مفاوضات مستمرة حتى يكون الجميع مستعدين فعلًا لإبرام اتفاق حقيقيّ 10/07/2025 09:01:45 10/07/2025 09:01:45 Lebanon 24 Lebanon 24 هكذا يقرأ "حزب الله" مواقف برّاك "البعيدة عن السلبية" Lebanon 24 هكذا يقرأ "حزب الله" مواقف برّاك "البعيدة عن السلبية" 10/07/2025 09:01:45 10/07/2025 09:01:45 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 قد يعجبك أيضاً أين أصبح إطلاق منصة "بلومبرغ"؟ Lebanon 24 أين أصبح إطلاق منصة "بلومبرغ"؟ 01:45 | 2025-07-10 10/07/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ملتقى التأثير المدني: مدخل السيادة والإصلاح تطبيق الدستور Lebanon 24 ملتقى التأثير المدني: مدخل السيادة والإصلاح تطبيق الدستور 01:36 | 2025-07-10 10/07/2025 01:36:08 Lebanon 24 Lebanon 24 واشنطن تريد "التصويت" Lebanon 24 واشنطن تريد "التصويت" 01:30 | 2025-07-10 10/07/2025 01:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تسريبات كاذبة Lebanon 24 تسريبات كاذبة 01:15 | 2025-07-10 10/07/2025 01:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وقفة احتجاجية لموظفي الخلوي أمام مبنى "تاتش" Lebanon 24 وقفة احتجاجية لموظفي الخلوي أمام مبنى "تاتش" 01:08 | 2025-07-10 10/07/2025 01:08:12 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة آخر خبر عن "الباسبور" في لبنان.. ما الجديد؟ Lebanon 24 آخر خبر عن "الباسبور" في لبنان.. ما الجديد؟ 14:17 | 2025-07-09 09/07/2025 02:17:03 Lebanon 24 Lebanon 24 هما شقيقان... وفاة حسين وفواز خلف في حادث سير مروّع Lebanon 24 هما شقيقان... وفاة حسين وفواز خلف في حادث سير مروّع 08:55 | 2025-07-09 09/07/2025 08:55:16 Lebanon 24 Lebanon 24 عاجل من الجنوب.. عملية برية إسرائيليّة تطال مواقع لـ"حزب الله"! Lebanon 24 عاجل من الجنوب.. عملية برية إسرائيليّة تطال مواقع لـ"حزب الله"! 06:11 | 2025-07-09 09/07/2025 06:11:57 Lebanon 24 Lebanon 24 "هجوم لقوة الرضوان".. معهد إسرائيلي يتحدّث عن "حزب الله" Lebanon 24 "هجوم لقوة الرضوان".. معهد إسرائيلي يتحدّث عن "حزب الله" 15:10 | 2025-07-09 09/07/2025 03:10:46 Lebanon 24 Lebanon 24 قراءة جديدة تفكّ شيفرة براك: رسالة دبلوماسية مليئة بالإشارات! Lebanon 24 قراءة جديدة تفكّ شيفرة براك: رسالة دبلوماسية مليئة بالإشارات! 10:30 | 2025-07-09 09/07/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب اندريه قصاص Andre Kassas أيضاً في لبنان 01:45 | 2025-07-10 أين أصبح إطلاق منصة "بلومبرغ"؟ 01:36 | 2025-07-10 ملتقى التأثير المدني: مدخل السيادة والإصلاح تطبيق الدستور 01:30 | 2025-07-10 واشنطن تريد "التصويت" 01:15 | 2025-07-10 تسريبات كاذبة 01:08 | 2025-07-10 وقفة احتجاجية لموظفي الخلوي أمام مبنى "تاتش" 01:00 | 2025-07-10 برّاك عائد من دون ضمانات ولا تعهدات اسرائيلية وواشنطن تريد إصلاحات حاسمة فيديو خلعته وعادت إلى الغناء ثم ارتدته.. فنانة شهيرة تكشف لأول مرة قصتها مع الحجاب (فيديو) Lebanon 24 خلعته وعادت إلى الغناء ثم ارتدته.. فنانة شهيرة تكشف لأول مرة قصتها مع الحجاب (فيديو) 01:22 | 2025-07-09 10/07/2025 09:01:45 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد غياب 6 أشهر.. توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" والتطبيع مع إسرائيل (فيديو) Lebanon 24 بعد غياب 6 أشهر.. توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" والتطبيع مع إسرائيل (فيديو) 23:34 | 2025-07-08 10/07/2025 09:01:45 Lebanon 24 Lebanon 24 "تك تك قلبي".. وائل كفوري يطرح أغنية تروي قصة حب Lebanon 24 "تك تك قلبي".. وائل كفوري يطرح أغنية تروي قصة حب 02:11 | 2025-07-08 10/07/2025 09:01:45 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24