إعتقال الأمين العام للهيئة المغربية لحقوق الإنسان والبيئة يكشف عن خروقات مالية وتنظيمية جسيمة تخالف القانون
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
زنقة20| متابعة
تعيش الهيئة المغربية لحقوق الإنسان والبيئة، المعروفة أيضاً باسم “الهيئة المغربية لحماية المواطنة والمال العام”، على وقع أزمة داخلية غير مسبوقة، بعد اعتقال أمينها العام ووضعه رهن الاعتقال الإحتياطي بمدينة الداخلة، على خلفية شبهات تتعلق بسوء التسيير واختلاس أموال والتزوير في وثائق رسمية.
ووفق مصادر مطلعة، فإن هذا الاعتقال جاء بناء على تحقيقات ابتدائية وشكايات متعددة تقدمت بها فروع جهوية وإقليمية للهيئة، تتهم القيادة الوطنية بارتكاب تجاوزات خطيرة تمسّ بمصداقية العمل الجمعوي، من بينها التستر على استقالات عديدة توصل بها الأمين العام من مكاتب محلية، لا سيما في الأقاليم الجنوبية، دون التصريح بها للجهات الوصية، ما يُعد تحايلاً يهدف إلى الاستمرار في الاستفادة من الدعم العمومي.
وكشفت مصادر حقوقية بالداخلة لموقع Rue20, أن الأمين العام كان يفرض على الأعضاء مساهمات مالية فردية تصل إلى 500 درهم، تُحول إلى حساب بنكي شخصي، في غياب تام لأي تقارير مالية أو آليات للمحاسبة، مما يطرح تساؤلات جدية حول طرق صرف وتدبير هذه الموارد.
كما أشارت المصادر، إلى أن الهيئة لم تعقد مؤتمرا وطنيا منذ أكثر من سنتين، رغم مطالب متكررة من الفروع بعقد جمع عام استثنائي لتقييم أداء القيادة، ومراجعة الوضعية القانونية للهيئة، ويُضاف إلى ذلك، إستمرار رئيس الهيئة في الجمع غير القانوني بين منصب الأمين العام ورئاسة المجلس الإداري في خرق صريح للقانون الأساسي، وتكريس لحالة من التسيير الانفرادي والارتجالي.
وفي السياق ذاته، أكدت نفس المصادر؛ أن الوضع التنظيمي المتدهور للهيئة يتنافى تماما مع التوجيهات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية، والتي تشدد على ضرورة احترام المقتضيات القانونية المتعلقة بالتصريح بالاستقالات وتحيين لوائح الأعضاء ومؤسسات الحكامة داخل الجمعيات.
ويذكر انه من بين الخروقات المثيرة التي كشفتها التحقيقات أيضًا، أن الهيئة المعنية تُمارس أنشطتها تحت اسمين مختلفين: “الهيئة المغربية لحقوق الإنسان والبيئة” و”الهيئة المغربية لحماية المواطنة والمال العام”، دون أي توضيح قانوني أو تحديث للوثائق الرسمية لدى السلطات المعنية.
ويطرح هذا التناقض في الهوية القانونية تساؤلات حول مدى شفافية الهيئة، ويزيد من غموض وضعها التنظيمي ويُرجّح احتمال وجود نية مقصودة في خلط المساطر والاستفادة من وضع غير واضح أمام الجهات المانحة والمؤسسات الرسمية.
وتعالت أصوات من داخل المجتمع المدني للمطالبة بفتح تحقيق شامل في تدبير الهيئة، مع الدعوة إلى إعادة هيكلتها على أسس قانونية وديمقراطية تضمن الشفافية والنزاهة، بعيدًا عن أي تلاعب أو استغلال للعمل الحقوقي لأغراض شخصية.
وفي وقت يُتابع فيه الرأي العام المحلي تطورات هذه القضية بإهتمام كبير، حذّرت المصادر ذاتها من وجود محاولات للضغط على المشتكين والتشويش على مسار التحقيق، في محاولة لطمس معالم الملف، غير أن الجهات المعنية تؤكد على أن القضاء المغربي يواصل عمله بإستقلالية تامة، بعيدًا عن أي تأثيرات جانبية، في سبيل كشف الحقيقة وضمان المحاسبة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الهیئة المغربیة الأمین العام
إقرأ أيضاً:
منظمات دولية تحذر من مشروع المدينة الإنسانية في غزة
قالت منظمة العفو الدولية إن خطط وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لتجميع سكان قطاع غزة في "المدينة الإنسانية" شائنة وغير إنسانية، في حين شدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على أن هذه الخطوة تصعيد خطير في مسار الإبادة الجماعية.
وأضافت المنظمة أن على الدول الامتناع عن دعم النقل غير المشروع للفلسطينيين أو ترحيلهم كي لا تتورط في جرائم إسرائيل.
كما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل تخطط لاحتجاز سكان قطاع غزة قسرًا في معسكر اعتقال مُغلق فوق أنقاض رفح.
وأضاف أن الخطة الإسرائيلية التي كشف عنها كاتس لنقل سكان غزة إلى "منطقة إنسانية" تمثّل تصعيدًا خطيرًا في مسار الإبادة الجماعية المتواصلة.
وقال إن تصريحات كاتس بشأن استغلال وقف إطلاق النار المؤقت تُظهر أن الغاية من الهدنة ليست وقف الإبادة الجماعية، بل منح الجيش الوقت والظروف الميدانية لإنشاء معسكرات اعتقال جماعية.
وأوضح أن الخطة تنصّ على نقل 600 ألف فلسطيني بعد إخضاعهم "لفحوصات أمنية" مع فرض قيود مشددة على حركتهم ومنعهم من مغادرة المنطقة.
وأشار إلى أن الخطة تجسّد خطوة متعمّدة لإفراغ غزة من سكانها وفرض واقع ديمغرافي جديد بالقوة.
وشدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على أن خطورة المخطط تتضاعف في ضوء ترحيب وزير الدفاع بما وصفه بـ"الهجرة الطوعية" للفلسطينيين، في إشارة إلى تبنّي إسرائيل لسياسة التهجير الخارجي.
وقال إن تجميع سكان غزة في الجنوب لا يمثّل غاية إنسانية، بل مرحلة انتقالية ضمن خطة ممنهجة لتفريغ غزة من سكانها في امتداد مباشر لسياسات الاقتلاع والتطهير العرقي.
ووصف المخطط بكونه انتهاكا خطيرا لأحكام القانون الدولي الإنساني، ويندرج ضمن أفعال التهجير القسري والاضطهاد والفصل العنصري.
وقال المرصد إن إطلاق تسميات مثل "منطقة إنسانية" أو "منطقة عبور إنساني" على هذه المخيمات لا يمثّل إلا تلاعبًا مقصودًا بالمصطلحات بهدف تبرير سياسات قسرية تهدف إلى إعادة تشكيل الواقع الديمغرافي في غزة.
إعلانكما نبّه إلى أن أي مغادرة لقطاع غزة في ظل الظروف الراهنة لا يمكن اعتبارها "طوعية" في ظل تجريد السكان من أي قدرة فعلية على اتخاذ قرار حر.
خطة إسرائيليةوكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت أمس الثلاثاء عن خطط لإقامة ما تسميه تل أبيب "مدينة إنسانية" على أنقاض مدينة رفح جنوبي قطاع غزة ضمن مخططات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين خارج بلادهم.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن هذه المدينة ستقام بين محوري فيلادلفيا وموراغ جنوب القطاع، بزعم الفصل بين المدنيين وعناصر الفصائل الفلسطينية المسلحة.
في السياق الإنساني ذاته، قال المتحدث باسم المفوضية الأممية لحقوق الإنسان للجزيرة إن إسرائيل تسمح بدخول كمية قليلة جدا من المساعدات الأممية إلى القطاع، وذلك ما يفاقم الأزمة الإنسانية هناك.
وحث ما وصفها بالدول ذات التأثير على إسرائيل على ممارسة الضغوط اللازمة لضمان إدخال المساعدات بشكل فوري، وخاصة الوقود.
في السياق ذاته، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن حياة الناس في غزة وكرامتهم تنتهك كل يوم بينما مرّ 21 شهرا من الحرب والمعاناة المتزايدة باستمرار.
وأشارت الوكالة الأممية إلى أن أزمة الجوع والعطش تتعمق، ويتدهور وضع الصرف الصحي، وتتفشى الأمراض، بينما تستمر الغارات والنزوح القسري.