سفراء الاتحاد الأوروبي: نقدر دور الأزهر في ترسيخ قيم التعايش والتآخي عالميا
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
استقبل الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، بالجامع الأزهر، وفدًا من سفراء وممثلي الدول التابعة للاتحاد الأوروبي.
وترأس الوفد، "أنجلينا أيخهورست"، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى القاهرة، وعضوية بولي إيوانو، سفيرة قبرص لدى القاهرة، و"بارت دي جروف"، سفير بلجيكا لدى القاهرة، وإنجريد آمر، سفيرة إستونيا لدى القاهرة، ونولا أوبرين، سفيرة إيرلندا لدى القاهرة.
كما ضم الوفد نيكولاوس باباجورجيو، سفير اليونان لدى القاهرة، وريكا إيلا، سفيرة فنلندا لدى القاهرة، وروبيرتو باتش، سفير مالطا لدى القاهرة، ويورجن شولتس، سفير ألمانيا لدى القاهرة، ودانيل رافليتش، المستشار الدبلوماسي بالسفارة الكرواتية بالقاهرة، ولوسيا بارتاكوفا، القائمة بأعمال السير السلوفاكي في القاهرة، وأدريان جامان، نائب رئيس بعثة رومانيا بالقاهرة، وحسن موسى، المستشار السياسي لسفارة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة.
ورحب وكيل الأزهر، بوفد الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن الزيارة تعكس المكانة العالمية التي يحظى بها الأزهر كمركز رائد للحوار والتعايش، كما نقل تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، للوفد، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون وتبادل الرؤى في نشر ثقافة السلام ومواجهة خطاب الكراهية والتطرف.
الأزهر للفتوى: الالتزام بقوانين وقواعد المرور من الضرورات الدينية
متمنيا له التوفيق.. شيخ الأزهر يستقبل رئيس قضايا الدولة ويهنئه بمنصبه الجديد
وكيل الأزهر: المشروع الصيفي القرآني مبادرة كريمة برعاية الإمام الأكبر
الأزهر: تحية إجلال لأبطال ارتقوا شهداء أثناء تفانيهم في العمل
وقال الدكتور محمد الضويني، إن الأزهر الشريف يضع على رأس أولوياته ترسيخ قيم الحوار والتسامح والإخاء حول العالم انطلاقًا من رسالته العالمية التي يحملها فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتي تجسَّدت عمليا عبر عشرات الزيارات التي قام بها فضيلته إلى الدول الأوروبية، ولقاءاته المتعددة برؤساء الكنائس الأوروبية، والتي كانت أهم ثمارها توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التي وقَّعها شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان، واعتمدتها الأمم المتحدة يومًا عالميًّا للأخوَّة الإنسانيَّة، وقد نجحت في إرساء معايير جديدة للتعايش بين الشعوب، والدعوة إلى إنصاف الفقراء والمهمَّشين، ومناهضة خطاب الكراهية.
وأكد فضيلته أن الأزهر لا يألو جهدا في نشر صحيح الدين الإسلامي في كل أنحاء العالم، وذلك من خلال استقبال الطلاب الوافدين في معاهد الأزهر وجامعاته ليكونوا سفراء له في بلادهم، حيث يستقبل الأزهر ما يزيد على 40 ألف طالب وافد من مختلف دول العالم، فضلا عن إرسال عشرات المبعوثين إلى بلدان العالم المختلفة، والذين يتم اختيارهم بعناية كبيرة لنشر المنهج الأزهري الوسطي فيها، بالإضافة إلى تدريب الأئمة والوعاظ من كل دول العالم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة على أحدث أساليب الدعوة وأهم المستجدات من القضايا الدينية المعاصرة.
وأوضح وكيل الأزهر أن مبدأ إرساء قيمة الحوار بالنسبة للأزهر الشريف كان ـ ولا يزال ـ بمثابة مسارٌ ممتدٌّ تَجسَّد بالمشاركة في العديد من المؤتمرات الكبرى، والتي منها مؤتمر «الشرق والغرب» بالبحرين في العام 2022، ومؤتمر الأزهر العالمي للسلام في العام 2017، بحضور شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان ولفيف من القيادات الدينية من جميع دول العالم، للتأكيد على كرامة الإنسان وحقَّه في العيش بسلام وتسامح وأنَّ الأديان بريئة من العنف والكراهية، لافتا أن للأزهر دور مهم أيضا في تعزيز التآخي والسلام داخل مصر؛ حيث أطلق بالتعاون مع الكنيسة المصرية، «بيت العائلة المصرية»، الذي جمع المسلمين والمسيحيين بمختلف طوائفهم وكنائسهم، وأسهم في تعزيز الوحدة الوطنية، وهو ما يجعل النموذج المصري نموذجًا رائدًا وقويًّا للتعايش؛ حتى أصبح لهذا النموذج خمسة عشر فرعًا في أنحاء الجمهورية.
وبين فضيلته أن الأزهر حريص على توضيح وبيان الحقوق والحريات، التي تشمل احترام حقوق المرأة والمسنين والأطفال وحق الجار وحق المسلم على المسلم وعلى غير المسلم، موضحًا أن الإسلام يُعلي من قيمة المرأة ومكانتها، وهذا ما تحظى به المرأة في الأزهر، لافتًا إلى أن الأزهر مكَّن المرأة من شغل العديد من المناصب القيادية، وهو ما أهله للحصول على جائزة المركز الأول لفئة "تكافؤ الفرص وتمكين المرأة" في جائزة التميز الحكومي ٢٠٢٢.
من جانبهم، عبَّر وفد سفراء الاتحاد الأوروبي عن تقديرهم العميق لمكانة الأزهر الشريف، مُثمِّنًا رسالته الوسطية وجهوده في مكافحة التطرف وتعزيز قيم الحوار والتسامح، مؤكدًا أنَّ أهداف الاتحاد الأوروبي تتقاطع مع أهداف الأزهر في ترسيخ قيم التعايش والحوار والتآخي حول العالم.
وقام الوفد بجولة تفقدية للجامع الأزهر، للتعرف على ما يميز هذا المعلم التاريخي الفريد من تحف فنية ومعمارية نادرة، حيث استمع الوفد إلى شرح تفصيلي حول تاريخ الجامع الأزهر، والأنشطة التى يقدمها لخدمة العلوم الإسلامية لطلاب العلم من شتى بقاع الأرض، مع استعراض بعض الأنشطة العلمية التي يتم تنفيذها بالجامع الأزهر، والتي تشمل شرح كتب التراث ورواق العلوم الشرعية والعربية والقرآن والتجويد، ومقارئ القرآن الكريم بالقراءات العشر بالجامع الأزهر.
كما حرص أعضاء وفد سفراء الاتحاد الأوروبي على التقاط الصور التذكارية، وتبادل الأحاديث الودية مع الدارسين في أروقة الجامع الأزهر الشريف وحلقاته العلمية، للتعرف على طرق الدراسة فيه والمجالات العلمية والشرعية التي يتم تدريسها، وما يعود عليهم من نفع علمي وفكري كنتيجة للالتحاق بأروقة الجامع الأزهر وحلقاته العلمية.
رافق وكيل الأزهر خلال الجولة، الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر الشريف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الأزهر الجامع الأزهر سفراء الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبي وفد الاتحاد الأوروبي الضويني محمد الضويني سفراء الاتحاد الأوروبی بالجامع الأزهر الأزهر الشریف الجامع الأزهر محمد الضوینی وکیل الأزهر لدى القاهرة شیخ الأزهر ترسیخ قیم
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاة عمر الشريف.. كيف عبر لورانس العرب حدود الشرق إلى العالم؟
اليوم هو ذكرى وفاة أحد أعمدة الفن العربي الذي رحل عن عالمنا يوم 10 يوليو 2015 بعدما استطاع أن يخترق جدران السينما المحلية ليصبح رمزًا عالميًا للتمثيل، هو الفنان العالمي عمر الشريف، الذي امتلك موهبة نادرة جمعت بين الأداء الصادق والكاريزما الطاغية، تاركًا إرثًا فنيًا خالدًا في السينما المصرية والعالمية.
وُلد عمر الشريف في مدينة الإسكندرية عام 1932، واسمه الحقيقي ميشيل ديمتري شلهوب، وينتمي لعائلة كاثوليكية من أصول لبنانية وسورية، كان والده يعمل في تجارة الأخشاب، ووالدته "كلير سعادة" سيدة مجتمع تنحدر من أصول أرستقراطية.
التعليمتلقى تعليمه في كلية فيكتوريا المرموقة بالإسكندرية، حيث أبدى منذ صغره شغفًا بالفن، ثم التحق بـ جامعة القاهرة لدراسة الرياضيات والفيزياء، وبعد التخرج عمل في تجارة الأخشاب إلى جانب والده لمدة خمس سنوات، قبل أن يقرر الانحراف عن هذا المسار لدراسة التمثيل في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن.
اللقاء المصيري مع يوسف شاهينكانت نقطة التحول الكبرى في حياته حين التقى بالمخرج يوسف شاهين، زميله القديم في المدرسة، الذي لمس موهبته واقترح عليه بطولة فيلمه الجديد "صراع في الوادي" عام 1954 أمام الفنانة فاتن حمامة، واختار له اسم "عمر الشريف"، ليبدأ من هنا رحلته في عالم الفن.
قصة حب فاتن حمامةنشأت بينه وبين فاتن حمامة قصة حب قوية تُوجت بالزواج في عام 1955 بعد أن أعلن إسلامه، ورُزقا بابنهما الوحيد "طارق" عام 1957، لكن الحياة بين نجمين شهيرين لم تكن سهلة، وبعد انتقاله إلى أوروبا وتفرغه للسينما العالمية، بدأت العلاقة تتصدع حتى انفصلا عام 1966، وتم الطلاق رسميًا في 1974.
الانطلاقة العالميةمنذ عام 1962، بدأ عمر الشريف يخطو بثقة نحو العالمية، وكانت انطلاقته الكبرى من خلال دوره في فيلم "لورنس العرب" (Lawrence of Arabia)، الذي نال عنه جائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل مساعد، بالإضافة إلى ترشيحه لجائزة الأوسكار.
واصل نجاحه بفيلم "دكتور زيفاجو" (Doctor Zhivago)، الذي منحه جائزة الجولدن جلوب كأفضل ممثل درامي عام 1965، ما رسّخ مكانته كنجم عالمي لا يقل عن نظرائه الغربيين.
مسيرة فنية حافلة محليًا وعالميًاقدّم عمر الشريف أكثر من 113 عملًا فنيًا، تنوعت بين أفلام عربية وعالمية.
أبرز أعماله في السينما المصرية"أيامنا الحلوة" (1955)"صراع في الميناء" (1956)"لا أنام" (1957)"نهر الحب" (1960)"إشاعة حب" (1960)"في بيتنا رجل" (1961)"أيوب" (1983)"الأراجوز" (1989)"حسن ومرقص" (2008)"المسافر" (2010)الصعيد العالميأما على الصعيد العالمي، فشارك في أفلام مثل:
"فاني جيرل" (1968) مع باربرا سترايسند"مايرلينغ" (1968)"بذور التمر الهندي" (1974) مع جولي أندروز"سلالة" (1979)"نسيت أن أخبرك" (2009)"روك القصبة" (2013)السنوات الأخيرة والرحيلتراجع عمر الشريف عن الأضواء تدريجيًا في السنوات الأخيرة من حياته، وقلّت مشاركاته الفنية، وفي مايو 2015 أعلن نجله عن إصابة والده بمرض الزهايمر، الذي أثر على ذاكرته بشكل كبير.
وفي يوم الجمعة 10 يوليو 2015، الموافق 23 رمضان 1436 هـ، توفي عمر الشريف عن عمر ناهز 83 عامًا إثر نوبة قلبية حادة، في أحد مستشفيات القاهرة، وشُيّعت جنازته من مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس، ودُفن في مقابر السيدة نفيسة، وسط حضور حاشد من أقاربه ومحبيه وأصدقائه.