سواليف:
2025-12-14@10:09:32 GMT

الصرخة الصامتة: “حين تشتكي الروح”

تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT

#الصرخة_الصامتة: “حين تشتكي الروح”
بقلم: الأستاذ الدكتور #يحيا_سلامه_خريسات

هل تساءلنا يومًا عمّا يغذّي أرواحنا كما يغذّي الطعام أجسادنا؟ وهل نُدرك أن الجسد إذا جاع صرخ، أما الروح إذا جاعت صمتت، لكنها تذبل وتنكمش في صمتٍ قاتل؟

في خضم الحياة اليومية، نهرع إلى ما يشبع بطوننا، نُحصي السعرات، وننتقي الأصناف، ونُراعي التوازن، لكنّ أرواحنا، تلك الجوهرة الخفية التي تُحرّك الوجود داخلنا، كثيرًا ما نُهملها، نُرهقها دون أن نشعر، ونتركها تصرخ في داخلنا بلا صوت.

من منظور فلسفي، غذاء الروح لا يُقاس بالمادة ولا يُباع في الأسواق. إنه مجموعة من القيم والمعاني والتجارب التي تُضفي على الحياة بُعدًا أسمى من البقاء البيولوجي. التأمل، الصلاة، القراءة، الفن، العطاء، الموسيقى، الحب، والمغفرة؛ كلّها وجبات تُنعش الروح وتبعث فيها الحياة.
الفلاسفة منذ القدم أدركوا أنّ الإنسان كيان مركب. أفلاطون تحدّث عن النفس العاقلة والنزوعية والشهوية، وأرسطو رأى أن الفضيلة تكمن في التوازن. وفي الفكر الإسلامي، تتكرس الروح بوصفها نفحة من أمر الله، ترتقي بالذكر وتَسْمُو بالخشوع.

مقالات ذات صلة الأقليات المدمجة في الشرق الأوسط 2025/07/22

وفي زمننا المادي، حيث تُقاس القيم بعدد المتابعين والأسهم والصفقات، تغدو الروح ضحية الإهمال. نُلهى بالبريق، فننسى البُعد الوجودي. وهنا تنشأ الأسئلة الكبرى: لماذا لا نشعر بالسعادة رغم كل شيء؟ لماذا نخاف السكون؟ لماذا نشعر بالفراغ وسط الزحام؟ لأنّ الأرواح جائعة، تبحث عن ما يُعيد لها صفاءها واتزانها.

يحاول البعض ملء هذا الفراغ بالشهرة أو الاستهلاك أو الإنجازات، لكنها تُشبه شرب الماء المالح؛ كلّما ازددت شربًا ازددت عطشًا. وحده المعنى هو ما يُشبع الروح، وحدها اللحظة التي تشعر فيها بالسلام الداخلي تُعطيك طاقة لا توصف.

وفي الختام، غذاء الروح ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية. إنه ما يجعل الحياة تستحق أن تُعاش. فلنمنح أرواحنا وقتًا كما نمنح أجسادنا طعامًا، ولنُصغِ إلى ذواتنا، ولنبحث عن الصدق، الجَمال، والمعنى، لأنّ من فقد روحه، خسر ذاته، حتى لو ربح العالم كله.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

محللون: ميليشيات أبو شباب تتحول إلى “عبء أمني” على الاحتلال

#سواليف

تتصاعد في الفترة الأخيرة مؤشرات فشل مشروع #الاحتلال_الإسرائيلي الهادف إلى صناعة قوى مسلّحة محلية تعمل كأدوات بديلة داخل قطاع #غزة، بعد الضربة التي تلقّتها هذه المجموعات بمقتل أبرز قادتها وتصاعد #الانقسامات في صفوفها.

وبينما كانت “إسرائيل” تعوّل على دور محوري لهذه التشكيلات في المرحلة الثانية من العمليات، تكشف المعطيات الميدانية والسياسية أن بنيتها هشة، وأنها تتحول تدريجيا إلى #عبء على #مخططات_الاحتلال لا رافعة لها.

وقال المحلل السياسي إياد القرا إن #الجماعات_المسلحة التي ظهرت في مناطق سيطرة الاحتلال داخل قطاع غزة ستتأثر بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة، معتبرًا أن نجاح المقاومة في الوصول إلى قائد هذه المجموعات ومؤسسها يمثّل “ضربة قاصمة” للمشروع “الإسرائيلي” القائم على توظيف هذه الفصائل لخدمة مخططاته في المرحلة الثانية من الحرب.

مقالات ذات صلة قفزة في أسعار الذهب محليا 2025/12/13

وأضاف ، أن إسرائيل كانت تعوّل على أن تتولى هذه العناصر السيطرة على “المنطقة الصفراء” باعتبارها نواة لقوات أمن فلسطينية يمكن إدماجها لاحقًا ضمن قوات استقرار دولية تعمل في هذه المناطق، غير أن الضربة الأخيرة أفشلت جانبًا مهمًا من هذا الرهان.

وأوضح القرا أن شخصية غسان الدهيني، التي طُرحت لقيادة هذه المجموعات، تعاني أصلًا من خلافات داخلية وانقسامات عميقة، خاصة أن أفراد هذه التشكيلات تحركهم مصالح متباينة؛ بعضها عائلي وبعضها نابع من خصومات مع حماس، فضلًا عن وجود عناصر متهمة بالعمالة للاحتلال.

ورجّح أن تتفاقم هذه الصراعات خلال الفترة المقبلة، بما يعمق حالة التشكيك داخل صفوفهم ويدفع بعضهم إلى الهروب أو التوقف عن التعاون.

ولفت إلى أن بعض العناصر بدأت تطلب أموالًا ومساعدات مقابل تنفيذ عمليات ضد مجموعات أخرى، ما يعكس هشاشة هذه البنية المسلحة وتفككها الداخلي.

من جهته، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري نضال أبو زيد إن المقطع المصوَّر الذي ظهر فيه غسان الدهيني وهو يتفقد عناصر مجموعته يثير علامات استفهام عديدة، إذ بدا واضحًا أن المنطقة التي ظهر فيها ليست مدينة رفح كما زُعم، بل موقع قريب من حدود غزة داخل مناطق “غلاف غزة” الإسرائيلي، حيث المنازل والأشجار سليمة وغير متضررة، وهو ما يشير —بحسب أبو زيد— إلى أن الاحتلال أنشأ جيبًا آمنًا لهذه المجموعات داخل الغلاف تحت حماية جيشه، وليس داخل القطاع.

واعتبر أن ذلك يكشف عن مستوى جديد من الحماية التي بات الاحتلال يوفرها لهذه الفصائل، “ليس فقط حماية زمنية، بل حماية مكانية” تضمن لها العمل بمعزل عن بيئة قطاع غزة الفعلية.

وفي قراءته لواقع هذه المجموعات، أوضح أبو زيد في حديث لـ”قدس برس”أن المقاومة نجحت في استعادة “الاتزان الاستراتيجي الداخلي”، عبر إعادة ترميم سلسلة القرار وضبط الأوضاع الأمنية وتعزيز بنية القيادة، وهي تعمل الآن على استكمال هذا الاتزان من خلال ترميم العلاقة مع محيطها الاجتماعي داخل القطاع.

ويضيف أن المقاومة لا ترغب في فتح مواجهة مباشرة مع هذه المجموعات في هذا التوقيت، لأن أي صدام الآن قد يعرقل جهود إعادة بناء تنظيمها ويمنح الاحتلال فرصة لاستثمار هذه الفصائل في إطار حروب الوكلاء التي يخطط لها في حال فشل المرحلة الثانية من عملياته.

وأشار أبو زيد إلى أن الاحتلال، في ظل حالة الاستنزاف الكبيرة التي يعاني منها، يسعى إلى تحويل هذه المجموعات إلى أدوات قتال بالنيابة عنه، لتجنب العودة إلى عمليات برية واسعة.

ولذلك فإن المقاومة —وفق تقديره— تؤجّل المواجهة معهم إلى ما بعد استكمال ترتيبات الاتزان الاستراتيجي، بحيث تتمكن لاحقًا من إنهاء هذا الملف بشكل حاسم.

وختم بالقول إن التقديرات المتداولة حول تضخم أعداد هذه المجموعات مبالغ فيها، وإن جزءًا كبيرًا مما يُروَّج يأتي ضمن ماكينة البروباغندا الإسرائيلية، في حين تشير مصادر أخرى إلى أن عددًا ملحوظًا من عناصر هذه التشكيلات قد سلّم نفسه للمقاومة بالفعل

مقالات مشابهة

  • استشهاد المعتقل الاداري صخر أحمد زعول من بيت لحم في سجن “عوفر”
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • لماذا نشعر بالحزن والإرهاق في الشتاء؟ علامات لا يجب تجاهلها
  • النعيمات بغرفة التدريب: “بالروح الكأس ما بروح”
  • محللون: ميليشيات أبو شباب تتحول إلى “عبء أمني” على الاحتلال
  • الخواطر … بوابة إلى الوعي القرآني وسمو الروح
  • من وحي ” علم النفس “
  • عبادة: “هدفنا المحافظة على اللقب.. ودعم الجماهير يجعلنا نشعر أننا نلعب في الجزائر”
  • عبادة:”هدفنا المحافظة على اللقب… ودعم الجماهير يجعلنا نشعر أننا نلعب في الجزائر”
  • عطاف: الحركية التي تطبع العلاقات “الجزائرية-التونسية” تقوم على ثلاثة أبعاد أساسية