جوتيريش: الأهوال التي تعيشها غزة لا مثيل لها في التاريخ الحديث
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
غزة " وكالات":اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم الثلاثاء أن الأهوال التي يشهدها قطاع غزة بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، خصوصا على صعيد أعداد القتلى والدمار الواسع النطاق، "لا مثيل لها في التاريخ الحديث".
وقال جوتيريتش خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي "تكفي مشاهدة الرعب الذي يدور في غزة، مع مستوى من الموت والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث.
واتهمت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية مايو، غالبيتهم كانوا بالقرب من مواقع مؤسسة غزة الانسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان "قُتل حتى الآن أكثر من الف فلسطيني على يد الجيش الإسرائيلي بينما كانوا يحاولون الحصول على الطعام في غزة منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية نشاطها".
بدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع الأغذية في القطاع في 26 مايو، بعدما منعت إسرائيل على مدى شهرين دخول المساعدات والسلع منعا تاما، وسط تحذيرات من وقوع مجمل سكان القطاع في براثن المجاعة.
قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان لوكالة فرانس برس إنه "حتى 21 يوليو، سجلنا مقتل 1054 شخصا في غزة بينما كانوا يحاولون الحصول على الطعام ؛ 766 منهم قُتلوا بالقرب من مواقع مؤسسة غزة الانسانية و288 بالقرب من قوافل مساعدات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى" مؤكدة أن هؤلاء الأشخاص قتلهم الجيش الإسرائيلي.
واوضحت المفوضية العليا "تستند بياناتنا إلى معلومات عدة مصادر موثوقة في المكان، لا سيما الفرق الطبية ومنظمات إنسانية ومدافعة عن حقوق الإنسان".
وترفض وكالات الأمم المتحدة وغالبية المنظمات الإنسانية العاملة في غزة التعاون مع هذه المؤسسة، مع التشكيك في آليات عملها ومبادئها، معتبرة أنها تخدم أهداف الجيش الإسرائيلي.
تشهد عملياتها فوضى مع تقارير شبه يومية تفيد بوقوع قتلى بنيران إسرائيلية في صفوف منتظري تلقي مساعدات.
من جهته، حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء من أن توسيع العمليات العسكرية إلى وسط قطاع غزة يرفع بشكل "كبير جدا" خطر حدوث انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
وقال فولكر تورك في بيان إن "هذه الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية ستؤدي حتما إلى موت مزيد من المدنيين وتدمير البنى التحتية المدنية".
وسع الجيش الإسرائيلي امس عملياته إلى منطقة لم يسبق أن شهدت عمليات برية منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، غداة إصداره انذارا للسكان بالاخلاء.
واضاف تورك أن "الأوامر الإسرائيلية الأخيرة بالاخلاء التي اعقبتها هجمات مكثفة في جنوب غرب دير البلح (...) فاقمت من معاناة الفلسطينيين الجياع. كان يبدو من المستحيل أن يزداد الكابوس سوءا. ولكن هذا ما حصل".
وحذر من أنه "نظرا لتجمع المدنيين في المنطقة، والوسائل والأساليب الحربية التي استخدمتها إسرائيل حتى الآن، فإن مخاطر القتل خارج نطاق القانون وغيرها من الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي مرتفعة جدا".
واشار المفوض السامي إلى أن "المناطق المستهدفة" بالهجمات الإسرائيلية "تضم كذلك العديد من المنظمات الإنسانية، بما في ذلك عيادات ومرافق طبية أخرى وملاجئ ومطابخ مجتمعية ومراكز ايواء ومستودعات وبنى تحتية أساسية أخرى".
واوضح "لقد تم تدمير المنازل بالفعل وأجبر الآلاف من الناس على الفرار من المنطقة مرة أخرى. ويتمثل خيارهم الوحيد في الذهاب إلى مناطق في غزة تتقلص مساحتها بشكل متزايد وحيث يضطر مئات الآلاف من الاشخاص إلى التجمع، مما يجعل أي محاولة لايصال المساعدات الإنسانية صعبة".
وأكد "حتى هذه المناطق ليست آمنة. أذكِّر إسرائيل بأن النزوح الدائم للأشخاص الذين يعيشون تحت احتلالها يعد ترحيلا غير قانوني، ما يمثل جريمة حرب، وفي بعض الحالات جريمة ضد الإنسانية".
وفق تقديرات أولية أصدرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تواجد في المنطقة المشمولة بالانذار ما بين 50 و80 ألف شخص. وأضاف المكتب أن ما يناهز 88 في المائة من أراضي القطاع مشمولة بأوامر إخلاء إسرائيلية.
قال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتبوعة بهجمات مكثفة على دير البلح في غزة ستؤدي إلى المزيد من الوفيات بين المدنيين.
وأضاف تورك في بيان "كان يبدو أن الكابوس لا يمكن أن يكون أكثر سوءا من ذلك. لكنه يزداد سوءا... فنظرا لتمركز المدنيين في المنطقة، والوسائل والأساليب الحربية التي استخدمتها إسرائيل حتى الآن، فإن مخاطر عمليات القتل غير القانونية وغيرها من الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي مرتفعة للغاية".
وبات فلسطينيو القطاع المحاصر من إسرائيل الذين يتخطّى عددهم المليونين على شفا المجاعة بعد أكثر من 21 شهرا من الحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحماس على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر 2023.
غير مقبول أخلاقيا
وعلى صعيد متثل، نددت منظمة الصحة العالمية باقتحام مقرها في دير البلح، وقال مديرها العام تيدروس أدهانوم غبرييسوس إن الجيش الإسرائيلي "أجبر النساء والأطفال على إخلائه والسير على الأقدام نحو المواصي" التي تبعد أكثر من عشرة كيلومترات جنوبا.
وأضاف أنّه "جرى تكبيل أيادي الرجال من أفراد الطاقم وأفراد العائلات وتجريدهم من ملابسهم واستجوابهم في الموقع وشهر السلاح بوجههم".
وتزداد الانتقادات لممارسات إسرائيل مع توسيع جيشها عملياته إلى وسط القطاع حيث استُهدفت دير البلح بقصف مدفعي كثيف امس، وفي خطاب ألقاه في إسطنبول، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم الثلاثاء إن موت فلسطينيين في قطاع غزة من أجل "قطعة خبز أو شربة ماء" أمر "غير مقبول".
وأضاف "لا يمكن لأي شخص لديه ذرة من الكرامة الإنسانية أن يقبل بهذه الوحشية التي يموت فيها عشرات الأبرياء يوميا لأنهم لا يجدون قطعة خبز أو شربة ماء".
مسعفون: أطفال في غزة يموتون جوعا
من جهة ثانية، قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية اليوم إن "21 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية والمجاعة" خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية في مختلف مناطق قطاع غزة، وذلك مع وصول الكارثة الإنسانية التي تطال سكان القطاع مستويات غير مسبوقة من الجوع وفي ظل توسيع القوات الإسرائيلية عملياتها.
وأعرب أبو سلمية عن تخوّفه قائلا "(نحن) مقبلون على أرقام مخيفة من الوفيات بسبب التجويع الذي يتعرض له أهالي قطاع غزة. 900 ألف طفل في غزة يعانون من الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية".
الى ذلك، ذكر مسؤولون بوزارة الصحة في غزة أن رضيعا عمره ستة أسابيع وثلاثة أطفال آخرين ماتوا جوعا في القطاع الفلسطيني خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، إذ أًبح سوء التغذية والجوع أسرع فتكا بالفلسطينيين من أي وقت مضى منذ بداية الحرب المستمرة منذ 21 شهرا.
وأضافوا أن الرضيع توفي في جناح بأحد المستشفيات في شمال القطاع، وذكروا أنه يدعى يوسف الصفدي. وتوفي الطفل عبد الحميد الغلبان (13 عاما) في مستشفى بمدينة خان يونس جنوب غزة. ولم يذكروا اسمي الطفلين الآخرين.
ويقول مسؤولو القطاع الطبي الفلسطيني إن ما لا يقل عن 101 شخص ماتوا جوعا منذ بداية الحرب، من بينهم 80 طفلا، ومعظمهم في الأسابيع القليلة الماضية.
وتسيطر إسرائيل على جميع إمدادات المساعدات الواردة إلى القطاع الذي دمرته الحرب، حيث نزح معظم السكان عدة مرات ويواجهون نقصا حادا في الاحتياجات الأساسية.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم إن موظفي الوكالة والأطباء والعاملين في المجال الإنساني يصابون بالإغماء أثناء تأدية واجبهم في قطاع غزة بسبب الجوع والإرهاق.
وأضاف في بيان "لا أحد بمنأى عن ذلك: يحتاج مقدمو الرعاية في غزة أيضا للرعاية، الأطباء والممرضون والصحفيون والعاملون في المجال الإنساني يعانون من الجوع".
وفي نداء استغاثة، قال مدير مستشفى المعمداني في غزة فضل نعيم لفرانس برس إن الأطباء والطواقم الطبية والفنية والإدارية في المستشفى "يتضورون جوعا وهم محرومون من الطعام والنوم والراحة".
وأشار إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها العاملون في القطاع الصحي الذين "يواصلون العمل لإنقاذ أرواح المواطنين المصابين والمرضى بينما أجسادهم تنهار ولا نستطيع فعل شيء".
600 ألف شخص يعانون من سوء التغذية
وفي سياق ذاته، قال خليل الدقران المتحدث باسم وزارة الصحة "المستشفيات مزدحمة فوق طاقة استيعابها بالجرحى نتيجة نيران الاحتلال، وغير قادرة على توفير المساعدة للمواطنين الذين يعانون من المجاعة بسبب نقص الطعام والأدوية".
وأضاف الدقران أن نحو 600 ألف شخص يعانون من سوء التغذية، بينهم ما لا يقل عن 60 ألف امرأة حامل. وقال إن أعراض الجوع تشمل الجفاف والأنيميا.
وأشارت منظمات إغاثة وأطباء وسكان إلى نقص حاد في حليب الأطفال.
وتقول إسرائيل إن هجومها على غزة يهدف إلى تدمير حماس التي قادت أعنف هجوم في تاريخ إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى إنه أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1200 إسرائيلي، بينهم مدنيون.
وتقول السلطات الصحية المحلية إن الغارات والنيران الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ما يقرب من 60 ألف شخص في غزة منذ ذلك الحين.
وقال مسؤولون بالقطاع الصحي إن قصفا بالدبابات أسفر عن مقتل 16 شخصا آخرين يقيمون في خيام بمدينة غزة اليوم مع شن القوات الإسرائيلية هجمات على القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ليس لديه علم بأي واقعة أو قصف مدفعي في المنطقة في هذا التوقيت.
وذكرت وزارة الصحة أن 72 فلسطينيا على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية وضربات عسكرية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
الحاجة للمزيد من شاحنات المساعدات
من جهة أخرى، صار الحصول على الطعام يوميا مهمة يمكن أن تودي بحياة الناس في غزة، إذ تشير تقديرات الأونروا إلى أن ما يزيد على 1000 شخص لقوا حتفهم في أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية منذ مايو أيار.
ومر رجال وفتية اليوم الثلاثاء على مبان مدمرة وخيام مغطاة بأغطية بلاستيكية في مدينة غزة حاملين أجولة الطحين وما أمكنهم من الطعام من مستودعات المساعدات.
وقال محمد جندية "بقالنا خمسة أيام احنا ما أكلناش... احنا عايشين في مجاعة كبيرة".
وأظهرت إحصاءات الجيش الإسرائيلي اليوم أن نحو 146 شاحنة مساعدات في المتوسط دخلت يوميا إلى غزة خلال الحرب. وقالت الولايات المتحدة إن هناك حاجة إلى 600 شاحنة يوميا كحد أدنى لإطعام سكان غزة.
وأصدرت مجموعة من 25 من دول الغرب،، بيانا أمس نددت فيه "بقتل" إسرائيل "الوحشي" للمدنيين الفلسطينيين لكن البيان لم يشر إلى اتخاذ إجراءات أخرى ضد إسرائيل.
ولا يزال الاتحاد الأوروبي منقسما حول مدى صرامة الموقف الذي يجب أن يتخذه، وامتنعت ألمانيا عن التوقيع على البيان. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي لشبكة سكاي نيوز إن لندن ستنتظر لترى ما سيحدث في الأسابيع المقبلة، وستدرس اتخاذ إجراءات أخرى "إذا لم نرَ وقف إطلاق النار الذي نتمناه".
وتجري إسرائيل وحماس محادثات غير مباشرة في الدوحة بهدف التوصل إلى هدنة لمدة 60 يوما واتفاق بشأن الرهائن، لكن لا يوجد حتى الآن أي مؤشر على حدوث انفراجة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الیوم الثلاثاء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان سوء التغذیة الحصول على فی المنطقة مؤسسة غزة دیر البلح یعانون من حتى الآن قطاع غزة أکثر من ألف شخص فی غزة غزة من
إقرأ أيضاً:
عاجل | الوكالة الوطنية للأمن في هولندا: إدراج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
التفاصيل بعد قليل..