هل يتناول فيلم سوبرمان حرب الإبادة في غزة؟
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
يُعد فيلم "سوبرمان" (Superman) أولى خطوات النسخة الجديدة من عالم دي سي السينمائي، وهو من إخراج جيمس غن، المخرج الذي لمع اسمه في عالم مارفل بعد تقديمه ثلاثية "حراس المجرة" (Guardians of the Galaxy) الثلاثية التي يراها الكثير من النقاد من أفضل ما قدم هذا العالم.
في فيلم "سوبرمان"، يتولّى جيمس غن، فضلًا عن مهمة الإخراج، كتابة السيناريو، إلى جانب إشرافه على الإنتاج مع بيتر سافرن.
A post shared by Rotten Tomatoes (@rottentomatoes)
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيون ليسوا بشراlist 2 of 2أزمة فيلم "أحمد وأحمد".. الأكشن السهل والكوميديا المتكررةend of list سوبرمان بلا مقدماتعانت سلسلة أفلام دي سي السابقة من أزمات كبيرة على مستوى السرد والإنتاج، حتى باتت محل سخرية بين جمهور أفلام الأبطال الخارقين، ما دفع الأستوديو لإجهاض المشروع في النهاية وإغلاق ذلك الفصل والبدء من جديد.
وإن عدنا سريعا إلى بدايات الألفية الجديدة، سنجد أن منطق السوق يرجح كفة دي سي، فهي تمتلك أشهر شخصيات الأبطال الخارقين في العالم، وعلى رأسهم باتمان وسوبرمان. في المقابل، فشخصيات مارفل كـ"ثور" و"آيرون مان" و"كابتن أميركا" محدودة الشهرة نسبيا، قبل انطلاق عالمهم السينمائي.
لكن الحقيقة أن دي سي لم تنجح في استثمار هذه الشخصيات كما ينبغي. فقد جاءت معظم أفلامها متوسطة، وأحيانا دون هذا المستوى.
هنا تبرز الأسئلة: ما الجديد الذي يقدمه فيلم "سوبرمان" اليوم؟ هل ينبغي أن نقارنه بأفلام مارفل بوصفها المنافس الأول؟ أم أن التحدي الحقيقي يكمن في التفوق على إرث دي سي السابق؟ أم ننسى هذه المقارنات تمامًا، ونقيمه كفيلم قائم بذاته؟
إعلانيحاول جيمس غن من خلال فيلم "سوبرمان" الجديد أن يتجاوز أزمة التكرار التي تعاني منها أفلام الأبطال الخارقين: كل مرة يبدأ فيها عالم جديد، حيث يضطر المخرجون إلى إعادة شرح كل شيء من البداية. لكن هنا، اختار غن أن يدخل المتفرجين مباشرة إلى عالم مكتمل. لا مقدمات طويلة، ولا إعادة لرواية أصل سوبرمان، فحين نرى سوبرمان لأول مرة، يكون قد أنهى للتو معركة عنيفة، و"ليكس لوثر" يراقبه منذ سنوات، ويعرف الكثير عن قوته ونقاط ضعفه. وحتى العلاقة بين كلارك كينت ولويس لين بدأت بالفعل، ومستقرة منذ عدة أشهر.
View this post on InstagramA post shared by Rotten Tomatoes (@rottentomatoes)
جيمس غن يلون "دي سي"
لا يطلب الفيلم من المشاهد أن يتوقف كل بضع دقائق ليفهم ما يحدث، بل يراهن على أننا سنقبل هذا العالم كما هو، ونتعامل معه بمرونة، دون الحاجة إلى شروحات مكثفة. وتنجح هذه الرؤية، لأن جوهر الفيلم مبني على الثقة والأمل، وهما جوهر شخصية سوبرمان نفسه، أو على الأقل هذه النسخة منه.
انعكس هذا التفاؤل على الناحية البصرية للفيلم، فيتميز فيلم "سوبرمان" الجديد بطابع ملون وزاهٍ، وهو ما يُعد تحولا واضحً مقارنة بأفلام دي سي السابقة التي اتسمت بألوان قاتمة وأجواء أكثر جدية. هذا التغيير ليس عشوائيًا، بل يعكس اختيارات المخرج جيمس غن بوضوح. فكما رأينا في ثلاثية "حراس المجرة"، التي قدمها سابقًا مع مارفل، يتقن غن اللعب بالألوان ليصنع عالمًا بصريًا لا يُنسى.
في أفلام "جارديان أوف ذا غالاكسي"، كانت الألوان جزءا أساسيا من التجربة ، ويبدو أن جيمس غن يحمل معه هذا الحس البصري نفسه إلى عالم دي سي، ليمنح "سوبرمان" نكهة مبهرة بصريا، بعيدة كل البعد عن الكآبة التي اعتدناها من السلسلة السابقة.
من أبرز عناصر الفيلم الموسيقى التصويرية، فهي لا تعتمد فقط على الألحان الجديدة، بل تستدعي بذكاء "الموتيفات" الشهيرة من أفلام سوبرمان السابقة، تلك النغمات التي أصبحت جزءًا من ذاكرة الجمهور مع الشخصية. لكن اللافت أن الموسيقى هنا لا تكررها بشكل مباشر، بل تتلاعب بها، تغير في إيقاعها، وتعيد صياغتها لتناسب الطابع الجديد للفيلم.
هذه اللمسة الموسيقية تمنح الفيلم طابعا مميزا وتقليديا في آنٍ معا. فهو يحيي الإرث القديم لسوبرمان، وفي الوقت نفسه يعيد تقديمه بروح مختلفة. ويمكن أن نقول إن هذا الأسلوب الموسيقي يلخص فلسفة الفيلم ككل: الاحترام لما سبق، مع الإصرار على إعادة البناء بأسلوب عصري.
ولا شك أن هذا التوازن لم يكن ليتحقق دون رؤية جيمس غن، التي تجمع بين احترامه للمادة الأصلية، وبين قدرته على التعامل معها بذكاء وبصمة شخصية واضحة.
View this post on InstagramA post shared by Millennial Lotería (@millennialloteria)
قراءات سياسية مثيرة للجدل
من النقاط التي أثارت بعض الجدل حول فيلم "سوبرمان" القراءة السياسية لأحداثه، وتحديدا ما يتعلق بالصراع العسكري الذي يدور بين بلدين خياليين ضمن القصة. بعض المشاهدين رأوا في هذا الصراع مجازا سياسيا يحاكي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واعتبروا أن الفيلم يلمح إلى قضايا واقعية من خلال هذا البناء الرمزي.
Film Review: James Gunn’s Superman cements Israel’s villain status in the American imagination
إعلانلكن، ورغم أن الأفلام تظل دائما نصوصا مفتوحة للتأويل، ومن حق أي متلق أن يقرأها من زاويته الخاصة، فإن هذه القراءة تبدو بعيدة عن السياق الواقعي لصناعة الفيلم. فالمخرج جيمس غن ليس من أصحاب الأيديولوجيات السياسية، الذين يمكن أن يضعوا رسائل سياسية مباشرة أو "مجازات مضادة" بهذه الحساسية، خصوصا في فيلم ضخم من إنتاج شركة مثل وارنر براذرز، التي تسعى لتحقيق أرباح على نطاق عالمي، وتُفضّل تجنب الخوض في صراعات سياسية مباشرة، خاصة في أفلام الأبطال الخارقين التي تستهدف جمهورا واسعا ومتنوعا.
بل إن غن نفسه صرح بوضوح: "عندما كتبت هذا، لم يكن الصراع في الشرق الأوسط يحدث. حاولت أن أخفف بعض التفاصيل كي لا يبدو هناك تشابه مباشر، لكن لا علاقة لهذا الصراع بالشرق الأوسط. الفكرة تتعلق بغزو من دولة أقوى، يحكمها ديكتاتور، ضد دولة ذات تاريخ سياسي معقّد لكنها بلا دفاع".
هذا التصريح يؤكد أن ما يبدو للبعض إسقاطا سياسيا لم يكن مقصودا على مستوى الكتابة أو الإخراج، وإنما هو نتيجة تشابهات عامة قد تحدث عند تناول أي قصة عن القوة، والمقاومة، والاختلال في موازين القوى بين طرفين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الأبطال الخارقین
إقرأ أيضاً:
نزع العقول ..وعودة الوعي
وحتى لا نستغرق كثيرا في هذا الجانب نقول ان مفاوضات الدوحة والقاهرة ولقاءات الوسطاء وتحديدا القطري في أمريكا وأوروبا مع ويتكوف والمسؤولين الأمريكيين غايته كسب الوقت لتحقيق الكيان الصهيوني أهدافه في غزة والضفة الغربية التي صوتت مؤخرا الكنيسة الصهيونية على ضمها كأرض أما البشر من أبنائها فعليهم ان يقتلوا أو يستعبدوا او يهجروا الى الأردن التي هي أيضا ستكون ضمن ما يسمى إسرائيل الكبرى.
اليمن قام ويقوم بما عليه وسيواصل ذلك وإعلان المرحلة الرابعة من التصعيد في البحر بهدف مواجهة التصعيد الصهيوني في الإبادة والحصار لابناء غزة خاصة وأن اليمن يربط موقفه ومواجهته في نصرة أبناء الشعب الفلسطيني بوقف الإبادة والتجويع في غزة واليمن سيوقف مرحليا الحصار البحري واستهداف كيان العدو الصهيوني .
المقاومة الفلسطينية وحركة حماس في مواجهة الإبادة الشاملة قدموا أكثر مما ينبغي عليهم ان يقدموه من تنازلات ولم يقبل بها الأمريكي والفاشيين الصهاينة وهذا ليس ما يريده الأمريكان وكما قلنا المخطط أكبر من ان تسلم حماس سلاحها واذا سلمت سلاحها يصبح تصفية القضية الفلسطينية تحصيل حاصل.
نفهم أن السعودية وبعض أنظمة الخليج هي وظيفية كما هو حال الكيان الصهيوني مع فارق أن هذا الكيان هو الأساس والذي سيصبح الوكيل الحصري في حالة انشغلت أمريكا وبريطانيا بصراعات أكبر في أوروبا وآسيا وخاصة بحر الصين أو ما يسمى بالباسفيك لهذا لا نتحدث عن أولئك الخونة الذين هم تجسيد لمال النفط القذر بل نتحدث عن ما يهمنا جيشا ومكانة ودورا ونعني هنا مصر وما يجري في غزة من كارثة ومأساة يعطيها فرصة لن تتكرر لأخذ موقف ينقذها مما هو قادم خاصة وأن أمن مصر القومي في مهب الريح بعد تقسيم السودان والحرب الاهلية الجارية وتهديد مصر في وجودها كهبة للنيل بسد النهضة أما الاخوان واضرابهم من الإرهابيين فهؤلاء سيستخدمون كما استخدموا في سوريا وكما هددوا مصر من قبل في سيناء خاصة وأن اباء هؤلاء وامهاتهم باتوا واضحين من الكيان الصهيوني وأنظمة البترو/ دولار في الجزيرة والخليج وحتى لندن وواشنطن والضربة ستأتي من حيث لا تحتسب مصر والمسألة تنفيذ مخططات واستراتيجيات وللرئيس السيسي مثال في الرئيس حسني ميارك.
اليمن يدرك طبيعة وحجم التحدي وحدد موقفه وينظر الى مصر غير ما ينظر الى بقية المطبعين فمصر رغم التطبيع وكامب ديفيد لم تقوم دولتها لتكون تابعة أو خاضعة ولا نملك أخيرا الى القول اذا أراد الله انفاد قضائه وقدره نزع عن ذوي العقول عقولهم ..ولله في خلقه شؤون..ونتمنى أن يعود الوعي ولكن ليس على طريقة الكاتب والروائي توفيق الحكيم.