امتحانات الثانوية بسوريا 2025.. اختبار وطني في ظل انقسام المناهج
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، دخلت سوريا مرحلة انتقالية مليئة بالتحديات، خاصة في قطاع التعليم بسبب الاعتماد على مناهج تعليمية متعددة.
ويواجه أكثر من 344 ألف طالب وطالبة، خلال امتحانات الشهادة الثانوية لعام 2025، واقعًا تعليميًّا مشتتًا نتيجة الاعتماد على 4 مناهج دراسية مختلفة، وهو ما يعكس عمق الانقسامات السياسية والعسكرية التي عاشتها البلاد خلال سنوات الحرب.
هذا التنوع في المناهج يسلّط الضوء على التحدي الكبير الذي تواجهه الحكومة الانتقالية في سعيها لتوحيد النظام التعليمي وضمان تكافؤ الفرص بين الطلاب، بالتوازي مع جهود إعادة بناء البنية التحتية التعليمية ودمج ملايين الطلاب المنقطعين عن الدراسة.
خلال سنوات الصراع، أدّت الانقسامات الجغرافية والسياسية في سوريا إلى نشوء 4 مناهج دراسية مختلفة، تعكس التوجهات المتباينة للسلطات المسيطرة على كل منطقة:
منهاج دمشق: شهد تغييرات جوهرية بعد ديسمبر/كانون الأول 2024، أبرزها إلغاء مادة "التربية الوطنية" التي كانت تروج لأيديولوجيا حزب البعث، واستبدال مادة "التربية الدينية" بها، مع حذف أي محتوى يُمجد النظام السابق.
منهاج إدلب: تم تطويره في المناطق المحررة، وركّز على حذف المواد المرتبطة بالنظام، مع تقديم محتوى محايد يراعي الوضع الانتقالي ويبتعد عن التوجهات السياسية.
منهاج شمال شرق سوريا (قسد): يتميز بتعدد لغوي، حيث تُدرَّس بعض المواد بالكردية إلى جانب العربية، وقد سُمح باستمرار استخدامه بشكل مؤقت خلال عام 2025.
منهاج مناطق سيطرة تركيا والجيش الوطني سابقًا: يستند إلى مناهج المجالس المحلية، مع تعديلات تركز على ترسيخ القيم الوطنية، وتجنّب المحتوى السياسي المثير للانقسام.
إعلانهذا التعدد في المناهج يسلّط الضوء على التحديات الكبرى التي تواجه العملية التعليمية في سوريا خلال المرحلة الانتقالية، خاصة مع الحاجة إلى توحيد المحتوى التعليمي وتعزيز الهوية الوطنية المشتركة.
التحديات الرئيسية تفاوت الاستعداد والتحضير: أدى تعدد المناهج الدراسية إلى تفاوت واضح في مستوى تحضير الطلاب، خصوصًا في المناطق التي تحررت مؤخرًا من سيطرة النظام، حيث تواجه المدارس هناك نقصًا حادًّا في الكتب وتأخّرًا في توزيع النسخ المحدثة. ضعف البنية التحتية: لا تزال حوالي 40% من المدارس مدمّرة أو غير صالحة للاستخدام، ما يجبر الطلاب على متابعة تعليمهم في مراكز مؤقتة تفتقر للكهرباء والخدمات الأساسية. صعوبات لوجستية: رغم افتتاح مراكز امتحانية جديدة في مدن مثل الحسكة، والقامشلي، والرقة، وصرين، ودير الزور، تبقى المسافات الطويلة عقبة رئيسية، خاصة للطلاب في المناطق النائية مثل عفرين، ما يزيد من أعبائهم المادية والجسدية. اضطراب إداري: لوحظت حالات من الفوضى وسوء التنسيق الإداري، لا سيما في محافظة حلب، بالتزامن مع تدفق طلاب من مناطق محررة حديثا، مما زاد من تعقيد تنظيم العملية التعليمية.رصدت "الجزيرة نت" جانبًا من معاناة طلاب الثانوية العامة في مختلف المناطق السورية، حيث تتفاوت الظروف التعليمية بشكل واضح بحسب المنطقة.
في دمشق، تحدث محمد (17 عاما)، طالب في الفرع العلمي، عن صعوبات واجهها بعد التعديلات التي طرأت على المنهج، لا سيما حذف مادة "التربية الوطنية"، مما أدى إلى تأخر توزيع الكتب الجديدة، وأربك المعلمين والطلاب على حد سواء.
كما أشار إلى الاكتظاظ داخل المدارس نتيجة استقبالها طلابا نازحين، فضلا عن صعوبة التنقل بسبب الحواجز الأمنية، وهو ما أثار قلقه بشأن تأثير هذه العوامل على فرصه في القبول الجامعي.
ومن إدلب قالت لينا (17 عاما)، طالبة في الفرع الأدبي، إن النقص الحاد في الكتب أجبرهم على الاعتماد على ملخصات غير كافية، خصوصًا في المواد النظرية مثل التاريخ.
وأضافت أنه على الرغم من أن تنظيم الامتحانات كان مقبولًا، فإن بُعد المراكز الامتحانية والمخاطر الأمنية في الطرقات شكّلا عقبة كبيرة أمام الطلاب، مبدية قلقها من احتمال عدم معادلة شهاداتهم مع تلك الصادرة في دمشق، ما قد يؤثر على مستقبلهم التعليمي.
أما في القامشلي، فأشارت روان (17 عاما)، طالبة في الفرع العلمي، إلى أن استخدام اللغة الكردية في بعض المواد شكّل عقبة حقيقية، كون لغتها الأم هي العربية، ما أجبرها على دراسة مكثفة خلال فترة قصيرة عقب إعلان توحيد الامتحانات.
ورغم استفادتها من الأسئلة المترجمة، أكدت أن بُعد المركز وصعوبة المواصلات أثرا على التركيز، وتخشى من رفض الجامعات شهادتهم بسبب اختلاف المنهاج.
وفي عفرين، أوضح عبد الله (18 عاما)، طالب ثانوية علمي، أن غياب الموارد أجبرهم على الاعتماد على كتب قديمة ونسخ مصورة، دون توفر مختبرات أو مكتبات، ما أثر سلبًا على تحضيره للمواد العلمية مثل الكيمياء.
إعلانكما أشار إلى اضطراره للسفر يوميا لمسافة طويلة إلى المركز الامتحاني، مع مخاوف من عدم الاعتراف بنتائجهم الجامعية نتيجة اختلاف المنهاج عن باقي المناطق.
رؤية وزارة التربية وموقف الحكومةفي مقابلة خاصة مع "الجزيرة نت"، أكد عبد الله عبدو، مسؤول في أحد المجمعات التربوية، أن التفاوت الحاصل في المناهج هو التحدي الأكبر، مشيرًا إلى أن كل منطقة طورت منهاجها بشكل مستقل خلال سنوات الانقسام، ما أدى إلى اختلافات واضحة في المحتوى واللغة.
وبيّن أن الوزارة شكلت لجانًا مشتركة مع مكاتب التعليم المحلية لضمان عدالة توزيع الأسئلة، مع مراعاة الظروف الخاصة بكل منطقة.
وأوضح عبدو أن وزارة التربية، رغم كونها الجهة المخولة بإقرار الأسئلة، تعمل على التشاور مع الجهات المحلية في كل منطقة. ففي دمشق، تتم صياغة الأسئلة مركزيا، بينما تُشرف فرق ميدانية على التوافق في إدلب، وتُنسّق الجهود لترجمة الأسئلة في شمال شرق سوريا. أما في المناطق التي كانت تحت سيطرة تركيا، فتتم مراجعة مقترحات المجالس المحلية ضمن آلية موحدة.
وأكد أن الوزارة وضعت خطة طارئة لحذف محتوى النظام السابق، وتعمل حاليًا على صياغة منهاج موحد يعكس التنوع السوري ويعتمد على معايير دولية، وذلك عبر ورش عمل يشارك فيها خبراء محليون ودوليون.
أظهرت بيانات وزارة التعليم العالي أن معدلات النجاح في امتحانات الثانوية العامة لعام 2025 كانت منخفضة نسبيًا، حيث بلغت 57.9% للفرع العلمي و63.72% للفرع الأدبي، ما أثار مخاوف من تعقيد إجراءات مفاضلات القبول الجامعي.
وفي تصريح لـ"الجزيرة نت"، أوضح عبدو أن المفاضلات الحالية تراعي الفروقات بين المناهج الدراسية المعتمدة في المناطق المختلفة، لكن هناك جهودا حثيثة لتوحيد معايير القبول بدءًا من العام الدراسي 2025-2026.
ومن بين الخطوات المنتظرة، إطلاق منصة إلكترونية تتيح التقديم الجامعي بطريقة مبسطة، إلى جانب تعديل آلية احتساب الدرجات لضمان العدالة بين الطلاب.
دعم وتعزيزفي إطار تعزيز الدعم للمناطق التي عانت من تدهور البنية التعليمية خلال سنوات الصراع، افتتحت وزارة التربية 5 مراكز امتحانات جديدة في مدن الحسكة، والقامشلي، والرقة، وصرين، ودير الزور.
كما قررت تأجيل بدء الامتحانات لمدة أسبوع لمنح فرصة تسجيل للمتأخرين. وتواصل الوزارة تنفيذ خطة تدريجية لإعادة تأهيل المدارس، بالتوازي مع جهود لإعادة دمج نحو 2.4 مليون طالب منقطعين عن الدراسة في النظام التعليمي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الاعتماد على خلال سنوات فی المناطق
إقرأ أيضاً:
بنسبة نجاح 53.99%.. اعتماد نتيجة الثانوية الأزهرية 2025
أناب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم السبت، الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، لاعتماد نتيجة الشهادة الثانوية الأزهرية للعام الدراسي 2024/2025م، الموافق لسنة 1446هـ، حيث بلغت نسبة النجاح في القسم العلمي 65.01%، بينما بلغت في القسم الأدبي 45.50%، بنسبة نجاح عامة بلغت 53.99%.
وهنَّأ وكيل الأزهر الطلاب الناجحين في نتيجة الثانوية الأزهرية، داعيًا لهم بمزيد من التوفيق والسداد، مؤكدًا تقدير فضيلة الإمام الأكبر للجهد الكبير الذي بذله الطلاب خلال هذا العام الدراسي، ومتمنيًا لهم دوام التميّز في المرحلة الجامعية، وأن يكونوا قدوة في مجتمعاتهم، وحملةً لرسالة الأزهر علمًا وأخلاقًا.
كما تقدَّم وكيل الأزهر بالشكر والتقدير إلى جميع المشاركين في أعمال امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية لهذا العام، معربًا عن خالص تهنئته لأولياء أمور الطلاب الأوائل، وتقديره العميق لما بذلوه من جهود في دعم أبنائهم وتحفيزهم على الاجتهاد والتفوق، وتوفير البيئة الملائمة للمذاكرة والنجاح والتميز.
بوابة الأزهر الإلكترونيةوتتيح بوابة الأزهر الإلكترونية نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 للإطلاع عليها من خلال الدخول على رابط الاستعلام على نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 ويكتب الطالب رقم الجلوس الخاص به وتظهر أمامه نتيجته كاملة.
ويمكن لطلاب الثانوية الأزهرية، الدخول على رابط نتيجة الثانوية الأزهرية والاستعلام عن نتيجتهم بشكل مباشر من خلال الدخول على هذا الرابط اضغط هنا
عدد طلاب الثانوية الأزهريةويبلغ عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية هذا العام 173,808 طالبًا وطالبة على مستوى الجمهورية، موزعين على 577 لجنة امتحانية.
وانتهت امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية في العاشر من يوليو الجاري.