كشفت الكاتبة الإسرائيلية سيفان تاهال، أن وحدة عسكرية إسرائيلية خاصة تعرف باسم "قوة أوريا" هدمت 409 مبان في قطاع غزة خلال أسبوع العزاء على مقتل جندي الاحتياط أفرهام أزولاي، في عملية أثارت جدلا واسعا في الأبعاد الأيديولوجية لعمليات التدمير الجارية في القطاع.

وذكرت الكاتبة -في تقرير بموقع همكوم هخي خام- أن أزولاي (25 عاما) المنتمي سابقا لمستوطنة يتسهار، قتل أثناء مشاركته في عملية هدم مبان في خان يونس يوم 9 يوليو/تموز الجاري، في سياق عمله كمشغل حفار، في وحدة هندسية تعرف باسم "2640"، وهي وحدة غير نظامية تضم جنود احتياط ومدنيين، معظمهم مستوطنون تم تجنيدهم عبر شركات بناء خاصة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: إسرائيل تواجه غضبا عالميا وترامب يظل ممتنعا عن استخدام نفوذهlist 2 of 2كاتب تركي يحذر: المخطط الإسرائيلي في سوريا يهدد باندلاع حرب مع تركياend of list

وقد نفذ زملاء أزولاي في الوحدة، خلال أسبوع العزاء اليهودي، حملة هدم دمروا خلالها 409 مبان في غزة، وقدموا العملية في مجموعات واتساب تابعة لنشطاء الاستيطان على أنها "تكريم لروح زميلهم"، مما يعبر -حسب الكاتبة- عن واقع يتقاطع فيه العمل العسكري مع الأيديولوجيا الاستيطانية مباشرة، وتنفذ فيه عمليات الهدم على نطاق واسع تحت غطاء عسكري، دون مساءلة تذكر.

صورة خاصة بتدمير مدرسة يافا بمدينة غزة وتهجير النازحين إليها (الجزيرة) بطل بعد الوفاة

وبينت الكاتبة أن "قوة أوريا" ليست وحدة نظامية داخل الجيش الإسرائيلي، بل تشكلت أواخر عام 2024 على يد شخصية استيطانية بارزة تدعى أوريا لَوبربوم، وهو أحد رموز اليمين الديني المتطرف، سبق أن ترأس منتدى الاستيطان الشاب، وقاد حملات دعائية باسم أحزاب اليمين، ومنها "البيت اليهودي".

وتتكوّن هذه القوة من نحو 100 مشغل لمعدات هندسية، معظمهم مستوطنون من بؤر في الضفة الغربية تم توظيفهم عبر شركات مدنية، وهم يشاركون –حسب الكاتبة– في عمليات هدم داخل غزة، دون أن يتلقوا تدريبا عسكريا ملائما، لكنهم يعملون تحت حماية وحدات قتالية نظامية من الجيش.

وسلطت الكاتبة الضوء على الخلفية الشخصية للجندي أزولاي، وقالت إنه نشأ في مستوطنة "إلعازار" وانتقل لاحقا إلى يتسهار المعروفة بتطرف سكانها، مشيرة إلى أنه التحق بوحدة "أوريا" في يونيو/حزيران الماضي، بعد مسار عسكري مضطرب، تخلله تخفيض رتبته من رقيب أول إلى جندي بسبب فترة انقطاع دون إذن، ولكن الجيش أعاد له رتبته ورقاه بعد مقتله، "تقديرا لشجاعته في لحظاته الأخيرة"، على حد وصف بيان رسمي للجيش.

تدمير مستشفى الطب النفسي بغزة (الجزيرة)

ونقلت الكاتبة عن والد أزولاي، "كان يخبرني دائما أنه ينتقم لما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. كان يرى أن تدمير المنازل هو الطريق الوحيد لضمان ألا يعود الفلسطينيون إليها". وكان يقول لوالده "أبي. نحن ندمر بيوتهم. لن يكون لديهم مكان يعودون إليه".

إعلان الوجه الحقيقي للهدم

وفي سياق متصل، أشارت الكاتبة إلى أن عمليات الهدم هذه أصبحت مشروعا ربحيا، يدفع الجيش الإسرائيلي للمشغلين مقابلها مبالغ تصل إلى 2500 شيكل عن كل مبنى من طابق أو اثنين أو ثلاثة يدمرونه، و5000 شيكل للمباني الأعلى من ذلك، مما يعني أن بعض المشغلين يكسبون عشرات الآلاف شهريا من أعمال الهدم.

ونوهت الكاتبة إلى أن نفس المعدات الهندسية التي استخدمت في بناء بؤر استيطانية في الضفة الغربية، منها "أفيتار"، تنقل الآن إلى غزة لتنفيذ الهدم تحت ستار "مكافحة الإرهاب"، وأوردت أن "لَوبربوم" نفسه قال خلال جلسة برلمانية في مارس/آذار الماضي "لدينا 116 جرافة جاهزة للعمل دون مقابل، إذا احتاج الجيش ذلك".

ما بدأ كمشروع لإعادة السيطرة على غزة تحول فعليا إلى إزالة ممنهجة لأحياء سكنية بأكملها، برافات مستوطنين وناشطين في حركات استيطان متشددة

بواسطة سفيان تاهال

ووثقت الكاتبة وجود شعار "أوريا باور" على معدات هندسية ظهرت في تسجيلات متعددة منذ بداية عام 2025، وهي العلامة التجارية التي أطلقها "لَوبربوم" على مشروعه الجديد الذي يدمج بين العمل الهندسي والاستيطاني والدعم العسكري.

وذكرت الكاتبة أن 70% من مباني غزة باتت غير صالحة للسكن وفق تقارير أممية، بينما تستمر عمليات الهدم بمزيج من الدوافع العقائدية والمكاسب الاقتصادية، دون مساءلة حقيقية من قيادة الجيش.

واختتمت سيفان تاهال تقريرها بالإشارة إلى أن ما بدأ كمشروع لإعادة السيطرة على غزة تحول فعليا إلى إزالة ممنهجة لأحياء سكنية بأكملها، برافات مستوطنين وناشطين في حركات استيطان متشددة، وكأن الأرض تعد، لا لمجرد عمليات عسكرية، بل لما بعد الحرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجيش اللبناني: سقوط مسيرة إسرائيلية بأطراف بلدة ميس الجبل

أعلن الجيش اللبناني عن سقوط مسيرة إسرائيلية تحمل قنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوبي البلاد، مؤكدا أنهم عملوا على تأمين محيط سقوط المسيرة الإسرائيلية وتفجير القنبلة اليدوية، وذلك بحسب ما نشرته «القاهرة الإخبارية» في خبر عاجل.

الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيرة إسرائيلية جنوبي البلادأحمد سنجاب: القوات الدولية تساهم في دعم المجتمعات المحلية بالتعاون مع الجيش اللبناني

من جانب آخر؛ قال أحمد سنجاب، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من بيروت، إن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة كانت تسير على الطريق بين بلدتي صريفا والطّويري في قضاء صور، بالقطاع الغربي من الجنوب اللبناني، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.

وأوضح أن سيارات الدفاع المدني هرعت إلى موقع الاستهداف لمحاولة السيطرة على الحريق، بينما نُقل مصاب إلى أحد المستشفيات وسط أنباء أولية غير مؤكدة عن مقتل شخص.

تفاصيل الهجوم وهوية المستهدف

 وأشار إلى أن وزارة الصحة اللبنانية ستصدر بيانًا رسميًا خلال الساعات المقبلة لتوضيح تفاصيل الهجوم وهوية المستهدف.

طباعة شارك لبنان الجيش اللبناني ميس الجبل المسيرة الإسرائيلية إسرائيل

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يعلن عن استئناف عمليات إسقاط المساعدات جوا بغزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن عن استئناف عمليات إسقاط المساعدات جوا في غزة
  • صحيفة: "حماس" تخشى عمليات إسرائيلية وأميركية لمحاولة تحرير أسرى من غزة
  • الجيش اللبناني: سقوط مسيرة إسرائيلية بأطراف بلدة ميس الجبل
  • “أوتشا”: الظروف في غزة تتدهور بسرعة مع تفاقم أزمة الجوع المميتة وسط عمليات عسكرية تجلب الموت والدمار
  • وزارة الدفاع اليمنية تعلن الطريق الصحراوي حضرموت - مارب - الجوف منطقة عمليات عسكرية
  • شاهد: تفجير حقل ألغام بآليات عسكرية إسرائيلية وسط قطاع غزة
  • غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بحي الرمال بغزة
  • إعلام عبري يكشف عن تجهيزات إسرائيلية  لشن عملية عسكرية واسعة ضد الحوثيين في اليمن
  • الأمم المتحدة تعلن مقتل 294 مواطنا في نقاط عسكرية لتوزيع مساعدات بغزة