في مشهد مأساوي يعكس حجم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ماتت الطفلة الفلسطينية رزان أبو زاهر عن عمر لم يتجاوز أربع سنوات، جوعاً بطيئاً على أرضية مستشفى متهالك، بجسد ضعيف خلى من الدهون، وعيناها غائرتان، وصوتها الهادئ اختفى تحت وطأة الحصار والجوع المستمر لم تكن وفاة رزان مجرد حادثة مأساوية، بل نتيجة لسياسات ممنهجة أدت إلى تفاقم أزمة الغذاء في القطاع المحاصر.



هكذا وصفت الكاتبة التونسية والخبيرة في شؤون الشرق الأوسط سمية الغنوشي في مقال لها نشر في موقع ميدل ايست أي البريطاني الوضع في غزة التي يعاني سكانها من المجاعة التي تنهشد أجسادهم بسبب الحصار الشامل المفروض على القطاع وأدي إلى نقص حاد في الغذاء، خاصة الدقيق والحليب، مما تسبب في وفاة الكثير من الأطفال وألم أمهاتهم.

وبحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فقد تم فحص أكثر من 74 ألف طفل بين أذار/ مارس وحزيران / يونيو، وجد أن أكثر من 5500 طفل يعانون من سوء تغذية حاد، منهم أكثر من 800 في حالة حرجة.

"القاتل ليس أمريكا وإسرائيل فقط، فلهما شركاء، بينهم عرب.. غزة: مرآة تعكس عارنا المريع المطلق".. الكاتبة سمية الغنوشي تقدم مقالها الأخير على موقع Middle East Eye البريطاني.@SMGhannoushi pic.twitter.com/cAwZHF7Dd5 — مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) July 23, 2025

وتصف الكاتبة سمية الغنوشي في مقالها الأزمة بأنها “جوع مسلح”، حيث يستخدم الاحتلال الإسرائيلي الحصار وعمليات القصف لتجويع المدنيين، وتعطيل وصول المساعدات، وتدمير المخابز والمزارع، حيث يعتبر هذا الحصار، بحسبها، أحد أشكال الإبادة الجماعية الحديثة التي تحاصر السكان المدنيين في “معسكر اعتقال” يتعرض لهجوم جوي وبري وبحري مستمر.


وأشار الغنوشي إلى أن ما يحدث في غزة يتماشى مع نمط الإبادة الجماعية النازية التي اعتمدت على التجويع كسلاح، مستشهدة بأمثلة من تاريخ البوسنة وأحداث سريبرينيتسا.

وأضافت الكاتبة التونسية أنه في ظل هذه الظروف القاسية، يعاني حتى الصحفيون من الجوع، إذ يعبر المراسلون عن معاناتهم خلال نقل الأخبار بينما لا يجدون طعاماً ليأكلوه، مما يعكس حجم الكارثة التي تجاوزت الأزمة الإنسانية إلى مأساة لا توصف.

أما على صعيد المساعدات، فتوضح الغنوشي أن الفلسطينيين يواجهون مخاطر مميتة عند محاولتهم الحصول على الغذاء، حيث قتل أكثر من 1000 فلسطيني وأصيب حوالي 5000 في نقاط توزيع الغذاء التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية منذ 27 أيار / مايو 2025، بسبب إطلاق النار عليهم من قبل القوات الإسرائيلية. ويظهر فيديو مصور لأب يحتضن جثة ابنه بعد إطلاق النار عليهم، في مشهد يعبّر عن حجم المعاناة.

حملت الكاتبة مسؤولية هذه المجازر للاحتلال الإسرائيلي الذي يفرض الحصار ويشن القصف، والولايات المتحدة التي تدعمها عسكريا وسياسيا، كما تندد بالتواطؤ الأوروبي والعربي، حيث تنتقد أوروبا، التي تفاخر بحقوق الإنسان، على صمتها وتغاضيها عن انتهاكات إسرائيل، رغم وجود اتفاقيات تجارية تربطها بها، وتصف المراجعات الأوروبية هذا الصمت بأنه “خيانة قانونية وإنسانية”.


وعن الأنظمة العربية، تؤكد الغنوشي في مقالها أنها ليست مجرد متفرجة بل شركاء في الحصار، مشيرة إلى الدور المصري الذي أغلق معبر رفح وأقام منطقة عازلة في سيناء، والاردن التي تقمع الدعم الشعبي لفلسطين بدعوى محاربة الإخوان المسلمين.

وتختم الكاتبة تقريرها بأن ما يحدث في غزة هو أكثر من أزمة إنسانية، إنه إبادة ممنهجة تستخدم الجوع كسلاح، وتحويل إغاثة المدنيين إلى ورقة سياسية للمساومة، وأن هذا الفشل الدولي والسكوت العالمي هو “عار العالم المطلق” الذي تنعكس ملامحه في مأساة الأطفال الفلسطينيين في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة سمية الغنوشي غزة الانظمة العربية سمية الغنوشي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سمیة الغنوشی أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

المنوفي: استقرار الدولار وتحسن المؤشرات فرصة ذهبية لضبط أسعار الغذاء

أكد حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية، أن التحسن الملحوظ في مؤشرات الاقتصاد الكلي خلال الأشهر الأخيرة، وعلى رأسها استقرار سعر الصرف وزيادة تحويلات المصريين بالخارج، يمثل فرصة اقتصادية نادرة يجب استغلالها بسرعة وفعالية، خاصة في قطاع السلع الغذائية.

الذهب يواصل التراجع مع انحسار التوترات التجاريةأسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم الخميس 24 يوليو 2025

وأوضح المنوفي أن هذه التطورات الإيجابية ساهمت بشكل مباشر في تسهيل عمليات الاستيراد، وتقليل تكاليف الشحن والشراء من الخارج، مما يفتح المجال أمام التجار والموردين لإعادة ضبط الأسعار وتحقيق استقرار حقيقي في الأسواق، يعود بالنفع المباشر على المستهلك المصري.

وأضاف: "ما نشهده اليوم هو تحول نوعي في مناخ السوق، يتطلب من التجار التحرك بمسؤولية، وعدم الالتفاف على المكاسب السريعة، فالمستهلك شريك أساسي في معادلة الاستقرار، وحماية قدرته الشرائية ضرورة لضمان استمرار دوران عجلة السوق."

وأشار المنوفي إلى أن التحسن في عجز الحساب الجاري وزيادة تدفقات العملة الصعبة انعكس بشكل واضح على توافر السلع، وانخفاض معدلات المخاطر لدى المستوردين، ما يمهد الطريق أمام انتعاش تدريجي في حركة التجارة، وعودة المنافسة العادلة، خصوصًا في قطاع المواد الغذائية الذي يمس كل بيت في مصر.

وشدد على أن هذه المؤشرات الإيجابية يجب أن تُقابل بخطط واقعية لدعم الصناعات الغذائية الوطنية، وتسهيل الإجراءات الجمركية، وتحفيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مما يسهم في ضمان وفرة المنتجات، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، ومنع أي موجة تضخم مفاجئة مستقبلًا.

واختتم المنوفي تصريحه قائلًا: "الأسواق الآن أمام فرصة ذهبية للانضباط والاستقرار. المطلوب تحرك جماعي من الحكومة والتجار والمصنعين لحماية المستهلك، وترسيخ الثقة في السوق، لأن إهدار هذه الفرصة سيعيدنا إلى نقطة البداية."

طباعة شارك حازم المنوفي شعبة المواد الغذائية سعر الصرف

مقالات مشابهة

  • أكثر من ألف مسن ماتوا جوعاً في غزة!
  • لوران بلان يضع برنامجًا خاصًا للدوليين في معسكر الاتحاد
  • النرويج التي أصبحت غنية أكثر من اللازم.. حين يتحول الازدهار إلى عبء
  • وسائل إعلام غربية: المجاعة في غزة تحرك الرأي العام وتثير غضبا عالميا
  • «الأمم المتحدة» تسجل استشهاد أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء منذ 27 مايو
  • المجلس العربي: سياسة الحصار والتجويع التي تُمارس بحق غزةتحولت الى إبادة جماعية صامتة
  • زجاجات الأمل.. مبادرة رمزية تكسر حصار غزة وتفضح جوع الأطفال (شاهد)
  • الموت جوعًا في غزة.. 115 ضحية بينهم أطفال
  • المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: أكثر من 115 حالة وفاة بسبب المجاعة
  • المنوفي: استقرار الدولار وتحسن المؤشرات فرصة ذهبية لضبط أسعار الغذاء