إن الواقع العربي هو حقًا ميدان حقيقي للسوسيولوجيا، فمن خلال انخراطك فيه، ستتضح وتتبلور لك مجموعة من المواضيع المهمّة التي لم نكن قد انتبهنا لها، أو قد انتبهنا لها ولكننا لم نعرها اهتمامنا. فلا بد من دراستها لتوضيح جوانب تأثيرها وتأثّرها بالمجتمع من ناحية، وتفاعلها مع بعضها الآخر من الظواهر من ناحية أخرى.

إلا أنني سأتحدث في هذا المقال عن موضوعات قد نالت نصيبها من الأفكار النمطية والسطحية، وخاصة المواضيع المتعلقة بالمرأة.

دخلت في نقاش بسيط مع أحد الدكاترة في إحدى مؤسسات التعليم العالي حول فطرة الأمومة عند المرأة، لا أذكر بالضبط كيف وصلنا لهذا الموضوع، أعتذر لأنني كنت شارد الذهن آنذاك.. لكن ما جعلني أنتبه فجأة هو انخراطنا في هذا الموضوع، وكيف أن للمرأة رغبة في إنجاب الأطفال؛ بسبب الفطرة التي هي عليها، أي فطرة الأمومة، وأنه لا توجد امرأة لا ترغب في إنجاب الأطفال، فتدخلت وقلت: بلى، يوجد، فقال الدكتور: إذن ما هذه إلا مريضة نفسية. فقررت بعد هذا التعميم والفكرة النمطية هذه أن أقوم بدراسة للموضوع، تهدف إلى معرفة ما إن كان توجد نساء لا يردن الإنجاب، وإن كان يوجد، فهل هن مريضات نفسيًّا حقًّا؟ قمت بتوزيع الاستبانة كأداة للدراسة، وكانت الفئة المستهدفة من المبحوثين هي عيّنة من الإناث بطبيعة الحال، بحيث صمّمتها على أساس معرفة اتجاهاتهن نحو الرغبة في إنجاب الأطفال، وما العوامل التي تؤثر في موقفهن نحو إنجاب الأطفال.

ولكن قبل استعراض نتائج الدراسة لا بد لي من توضيح بعض النقاط المهمة من قيامي بهذه الدراسة: أولًا: لا يهمني عدد الاستجابات بقدر اهتمامي بوجود عينات بالفعل تؤكد على نمطية وسطحية الفكرة السابق ذكرها. ثانيًا: قد يكون للدكتور تبرير على فكرته هذه، غير أنني أريد أن أذكّركم بأننا بشر، ليس لنا أي قدرة في معرفة مكنونات وأفكار الناس الداخلية، فليس من المعقول أن ألقي فكرة تعميمية كهذه دون أن أوضّح سبب ذلك، بل قد يعتبر البعض كلامي مغالطة صريحة؛ إذ إن فكرة التعميم هذه غير علمية أصلًا، فكيف سأبرّر ما هو غير علمي بشيء علمي؟ بالإضافة إلى أن مغزى الدكتور لم يعد مهمًّا لي أيضًا بقدر ما أنني ممتنٌّ له لطرح مثل هذا الموضوع. ثالثًا: وهي تأكيد للنقطة السابقة، أي بغضّ النظر عن الأسباب من وراء رغبة أو عدم رغبة المرأة في الإنجاب، أو حتى إن كان الفعل مخالفًا للفطرة كما يُشاع، فلا يمكن أن أقوم بتشخيصها بالمرض النفسي هكذا، «من لا ترغب بذلك فهي مريضة نفسية»؟ وسأترككم الآن مع تحليل الاستبانة.

تحصلت الدراسة على 119 استجابة، وكان عمر النسبة الأكبر منها تراوح ما بين 18- 23 سنة، أي شكّلت ما نسبته 92.4% من مجمل الاستجابات. أما العينة المتبقية فقد كانت بأعمار تراوحت ما بين 24- 28 سنة، وبنسبة شكّلت حوالي 7.5% من إجمالي العينة أيضًا. هذا بالنسبة لمحور البيانات الأولية في الاستبانة. أما بالنسبة للمحور الثاني، فقد كان يتمحور حول رغبة الإناث في الإنجاب، حيث أشارت النسبة الكبرى إلى رغبتهن دائمًا في الإنجاب، بحوالي 44.3%، وشكّلت نسبة اللاتي يردن الإنجاب ولكن قد تتغير رغبتهن مستقبلًا حوالي 27%، ثم تلتها نسبة اللاتي لا يرغبن في الإنجاب حاليًّا ولكن قد تتغير قناعتهن مستقبلًا، والتي كانت حوالي 22.1%، بعدها كانت نسبة الإناث اللاتي لا يرغبن في الإنجاب ولن يرغبن مستقبلًا، حوالي 4.9% من إجمالي الاستجابات، أي بواقع 6 نساء.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إنجاب الأطفال فی الإنجاب

إقرأ أيضاً:

حبس تاجر أسلحة بيضاء على وسائل التواصل الاجتماعي

قررت جهات التحقيق المختصة حبس متهم لترويجه لبيع الأسلحة البيضاء على وسائل التواصل الإجتماعي 

كشف الأجهزة الأمنية ملابسات منشور تم تداوله على إحدى الصفحات على مواقع التواصل الإجتماعى متضمناً قيام صاحب الصفحة بالترويج لبيع أسلحة بيضاء.

بالفحص أمكن تحديد وضبط صاحب الصفحة المشار إليها (مقيم بدائرة قسم شرطة ثان_الإسماعيلية وبحوزته (6 قطع سلاح أبيض) وبمواجهته إعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الترويج لها من خلال الصفحة المشار إليها.

طباعة شارك سلاح سلاح أبيض الاسماعيلية الداخلية

مقالات مشابهة

  • حبس تاجر أسلحة بيضاء على وسائل التواصل الاجتماعي
  • ترامب: فرص الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي ضعيفة رغم رغبة بروكسل الشديدة
  • الشريف: تحركات بولس تكشف رغبة واشنطن في صفقات لا حلول
  • قضية إنستالينغو في تونس بين حرية التعبير وأمن الدولة
  • الفتح يسعى لشراء ما تبقى من عقد عبدالله رديف مع الهلال
  • وكالات أجنبية تطالب إسرائيل بمنح الصحافيين حرية الوصول إلى غزة
  • تعلن وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر التابعة للصندوق الاجتماعي للتنمية عن إعلان مناقصات
  • الأمم المتحدة:الإنجاب الكثير أو القليل متروك لقرار الحكومة العراقية
  • البكالوريا المصرية تمنح الطلاب حرية اختيار المسار وتزيل عبء الفرصة الواحدة.. وزير التعليم يوضح