أكد جنرال إسرائيلي، أن أدوات الضغط التي حاولت تل أبيب استخدامها ضد حركة حماس في قطاع غزة، ارتدت بشكل عكسي، بفعل استخدامها بشكل غير صحيح أو لفترة طويلة جداً.

وأوضح الجنرال دورون هدار، القائد السابق لوحدة الأزمات والمفاوضات في الجيش، أنه "بعد عامين تقريبا من القتال العنيد، ومع عيون مفتوحة، أوصلت تل أبيب نفسها لمستوى جديد من الانحدار متمثلاً بتجويع المدنيين الفلسطينيين في غزة، ما خلق صورا صادمة في مختلف أنحاء العالم، وإدانات دولية من كل حدب وصوب، وخمسين مختطفاً لم يعودوا لذويهم، ونزيف الجنود في حرب متفجرات".



وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أنّ "إسرائيل في محاولة للهروب من الضغوط الدولية أعلنت عن "هدنة إنسانية" في غزة، دون أن تتلقى رهينة واحدة في المقابل، فكيف وصلت لهذا الوضع، طالما أن الروافع هي أدوات في المفاوضات مصممة للتأثير على مصالح ودوافع الطرف الآخر، وتنقسم إلى "العصا والجزرة"، الأولى هي أدوات الضغط، والثانية هي أدوات المكافأة".



وأشار إلى أن "الرافعة في المفاوضات يجب أن تكون مرتبطة بشكل مباشر بالمفاوضات، وأن تكون ذات معنى، وبالتالي فعالة، ومن المستحسن أن يتم تعظيم السيطرة عليها، ولكن منذ السابع من أكتوبر، تعمل إسرائيلي على عدة أدوات من أجل دعم ومساعدة عملية التفاوض من أجل عودة كافة المختطفين، وإن جميع هذه الروافع مترابطة ومؤثرة على بعضها، ما يخلق تعقيدًا إضافيًا في إدارة الحرب".

أدوات الضغط
وبيّن أن "الرافعة الرئيسية هي استخدام القوة العسكرية، التي تهدف إضافة لتدمير عناصر حماس وبنيتها التحتية إلى خلق "ثمن خسارة"، وبلغ هذا النفوذ ذروته أواخر 2024، حيث شهدت حماس العديد من الاغتيالات والغارات، وكانت معزولة تمامًا على المستوى الدولي، وعقب خطة "عربات غدعون"، التي هدفت للاستيلاء على الأراضي، وفصل السكان عن الحركة، نشأ احتكاك كبير بين الجيش والجمهور في غزة، وفي الوقت نفسه سمح للحركة باستغلال العديد من الفرص العملياتية لإلحاق الضرر بقوات الجيش".

وأكد أنه "بسبب بقاء القوات ثابتة في المناطق الخاضعة لسيطرتها في غزة جاءت النتيجة المباشرة هي سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الجنود، معظمهم نتيجة العبوات الناسفة ونيران مضادات الدبابات، وبجانب ذلك كله صعوبات كبيرة يواجهها الفلسطينيون، ومن الواضح لكل من يفهم المهنة العسكرية أن الرهائن الأحياء لا يمكن إطلاق سراحهم إلا من خلال صفقة، وليس من خلال النشاط العسكري".

ولفت إلى أن "الرافعة الثانية هي خلق الضغط على الفلسطينيين، وبالتالي الضغط على قيادة حماس في غزة، الجزء الأول حدث ويحدث، الضغط على السكان كبير، ما يخلق صوراً صعبة في العالم، وضغوطاً دولية على تل أبيب لوقف الحرب، وزيادة المساعدات الإنسانية، وفي الواقع العملي فإن الضغط الشعبي على حماس ليس فعالا".



وذكر أن "الرافعة الثالثة هي الدولية، ففي الأشهر الأولى بعد هجوم السابع من أكتوبر، حصلت إسرائيل على شرعية دولية واسعة، ما سمح لها بتنفيذ مناورة "قطع الأشجار" في القطاع، وشملت اغتيالات، وتدمير البنى التحتية، والتدمير الكامل للعديد من المساحات، مع القيام بنشاط توعوي يشرح أهمية وضرورة هذه الأعمال، أما اليوم فإن الواقع هو العكس، فقد تم استبدال الشرعية بنزعها، وتراجعت أنشطة رفع الوعي، وتضاءلت القدرة على تفسير ضرورة التكتيكات العسكرية المتبعة حالياً".

وأضاف أن "الظروف المعيشية للفلسطينيين التي يتم تغطيتها بشكل واسع في وسائل الإعلام العالمية، يجعل من الصعب على تل أبيب إيصال رسائلها وتفسيراتها، ففي نهاية المطاف، صورة واحدة لطفل في محنة أقوى من ألف تفسير، ولن يكون من المفيد لإسرائيل أن تشرح أن المساعدات الإنسانية تدخل القطاع، في حين أن هناك جوعاً في الواقع".

وختم بالقول إن "المفاوضات في الدوحة تستمر، وحماس تستمر في استمداد القوة من الإدانات الدولية لإسرائيل، ورفع الأثمان عليها، ما يستدعي منها التوجه نحو اتفاق كامل وشامل الآن، وإلا فإن هاوية عميقة ستنفتح لم يشهد مثلها من قبل، وتتمثل في نهاية قسرية للحرب دون عودة المختطفين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الضغط حماس غزة حماس غزة الاحتلال الضغط حرب الابادة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تل أبیب فی غزة

إقرأ أيضاً:

وهم إسرائيل الكبرى

نتنياهو يهدد بتغيير خريطة الشرق األوسط

جدد اليوم رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو تصريحاته حول مشروع إسرائيل الكبرى مهددا السلام العالمي وضرب الاستقرار في الشرق الأوسط.

وشدد نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني «فريدريش ميرتس» خلال زيارته لمستعمرات بالأراضي الفلسطينية المحتلة على أن هذا المبدأ «سيبقى دائمًا».

وأضاف نتنياهو أن حكومته ترى طريقا لتحقيق سلام أوسع مع الدول العربية، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود إمكانية للتوصل إلى سلام عملي مع الفلسطينيين.

وقال «لقد أنهينا تقريبا المرحلة الأولى من الاتفاق في غزة، سنعيد ران غفيلي قريبا، وبعد ذلك سننتقل إلى المرحلة التالية وهي ليست أقل صعوبة».

وأوضح رئيس وزراء الاحتلال أن هناك مرحلة أخرى، مرحلة ثالثة، وهي إزالة التطرف في غزة، مشيراً إلى ما حدث في ألمانيا، وهذا ما حدث في اليابان.

وطالب العالم العربي بالضغط على حركة المقاومة الفلسطينية حماس للتخلي عن سلاحها. قائلا «سأبحث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال هذا الشهر، الفرص المتاحة لتحقيق السلام. نحن نناقش كيفية إنهاء حكم حماس في غزة».

وأضاف «لا يزال لدينا مختطَف واحد لإعادته، وبعد ذلك نتوقع الانتقال إلى المرحلة الثانية في غزة، وهي ليست أقل صعوبة».

وفيما يتعلق بمناطق السلطة الفلسطينية بالضفة المحتلة أوضح نتنياهو أن «الضم السياسي لا يزال قيد النقاش»، مشيراً إلى أن الوضع الراهن سيبقى على حاله في المستقبل المنظور.

وأعرب نتنياهو عن أمله بزيارة ألمانيا قائلا: «أود زيارة ألمانيا لكن قرار المحكمة الجنائية الدولية يحول دون قيامي بذلك».

وتواصل حركة حماس والصليب الأحمر البحث عن رفات الجندي ران غفيلي، وهي آخر جثمان لمحتجز في قطاع غزة. وتجرى عملية البحث في حي الزيتون في مدينة غزة، شمال القطاع.

وتواصل قوات الاحتلال انتهاكها المستمر لاتفاق وقف إطلاق النار.. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع عن استشهاد الطفلة عهد طارق البيوك (3 سنوات) برصاص الاحتلال في مواصي مدينة رفح.

وتتواصل موجة حالات الانتحار في صفوف الاحتلال الذين شاركوا في العدوان على غزة في الارتفاع، مع وجود عدد كبير من الجنود الذين يعانون من حالات «الصدمة الشديدة» بعد الحرب، حيث أعلنت وسائل إعلام عبرية، عن انتحار جندي إسرائيلي جديد يدعى نهوراي رافائيل بارزاني، وذلك نتيجة معاناته من اضطراب ما بعد الصدمة الذي أصابه جراء مشاركته في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.

وأعلن وزير داخلية جنوب إفريقيا «ليون شرايبر»، عن إلغاء منح الفلسطينيين تأشيرة دخول مجانية لمدة 90 يوما، تجنبا لاستغلاله من جهات إسرائيلية لتهجير أهالي غزة.

وأوضح شرايبر أن سحب الإعفاء هو «الخطوة الأنجع» لمنع تكرار رحلات مشبوهة لتهجير الفلسطينيين، مؤكدا في الوقت نفسه أن طلبات التأشيرة للفلسطينيين ستعالج بشكل طبيعي.

مقالات مشابهة

  • كيف يوظف الاحتلال السعودي الإماراتي صراع الأدوات؟
  • واشنطن وتل أبيب تبحثان ترتيبات "المرحلة الثانية" في غزة
  • استعراض إسرائيلي لبنود المرحلة الثانية من اتفاق غزة وسط الضغط الأمريكي
  • تقارير عبرية: تل أبيب ترفض مهلة عامين لنزع سلاح حماس
  • إعلام إسرائيلي: تل أبيب ترفض مهلة عامين لنزع سلاح حماس وتصر على أشهر فقط
  • وهم إسرائيل الكبرى
  • NYT: دعم إسرائيل لقوى في غزة ضد حماس ينتهي مجددا بشكل فظيع
  • خبيرة للجزيرة نت: أهم التحديات التي تواجه المرأة في القدس
  • نتنياهو تحت الضغط
  • نتن ياهو تحت الضغط