غزة - وكالات: واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازره بحق المدنيين في قطاع غزة المنكوب، بينما تعمقت معاناة سكان القطاع من المجاعة الكارثية التي حصدت مزيدا من الأرواح خلال الساعات الأخيرة.

واستشهد 69 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر أمس بينهم 37 من منتظري المساعدات.

وقالت وزارة الصحة بالقطاع إن المستشفيات استقبلت جثث 119 شهيدا، و866 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 60 ألفا و839 شهيدا، و149 ألفا و588 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.

وكانت «الصحة الفلسطينية» أعلنت في وقت سابق ارتفاع إجمالي عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 175 شهيدا بينهم 93 طفلا.

وأعلن مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجمعة أن 1373 فلسطينيا قُتلوا منذ 27 مايو، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم المساعدات.

وفي ساعة مبكرة من صباح أمس تجمع آلاف الأشخاص قرب مراكز المساعدات في خان يونس ورفح، وقرب جسر وادي غزة. وبحسب شهود عيان، أطلق الجنود الإسرائيليون النار باتجاه مئات اقتربوا من نقطة حراسة عسكرية قرب بوابة مركز مساعدات في شمال غرب رفح.

وقال جبر الشاعر (31 عاما) إن الجنود أطلقوا النار «على الناس، أنا كنت هناك. لم يشكل أحد أي خطر على الجنود. إنهم فقط يريدون القتل، هم (الجنود) يعرفون أننا نريد مساعدات غذائية لنطعم أطفالنا». وأشار إلى أن عددا من الطائرات المسيّرة حلّقت على ارتفاع منخفض.

وذكرت قناة القاهرة الإخبارية المصرية أمس أن شاحنتي وقود محملتين بما يصل إلى 107 أطنان من الوقود على وشك دخول غزة.

وحذرت وزارة الصحة في القطاع مرارا من أن نقص الوقود يعطل خدمات المستشفيات مما يجبر الأطباء على الاقتصار على علاج المرضى ذوي الحالات الحرجة أو المصابين فقط. ولم يصدر تأكيد بعد على دخول الشاحنتين بالفعل إلى غزة. وأصبح دخول الوقود إلى غزة نادرا منذ شهر مارس، عندما فرضت إسرائيل حصارا خانقا على قطاع غزة ورفضت تدفق المساعدات والبضائع إلى القطاع.

ومع تصاعد الانتقادات الدولية، أعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي عن خطوات للسماح بوصول مزيد من المساعدات إلى سكان القطاع، بما في ذلك وقف القتال لساعات يوميا في بعض المناطق والموافقة على عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات وتحديد طرق محمية لقوافل المساعدات.

وقالت وكالات الأمم المتحدة إن عمليات إسقاط الإمدادات الغذائية جوا غير كافية، وطالبت إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات برا وإتاحة الوصول إلى المناطق التي دمرتها الحرب حيث يتفشى الجوع.

وذكرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات، أن 35 شاحنة دخلت غزة منذ يونيو، جميعها تقريبا في يوليو.

صدمة في إسرائيل

من جهة ثانية، أثارت مقاطع مصوّرة من غزّة لأسيرين إسرائيليين بدا الوهن واضحا عليهما صدمة في إسرائيل وتنديدا من الاتحاد الأوروبي الذي طالب بالإفراج عن جميع المحتجزين المتبقين في القطاع.

وأظهرت ثلاثة فيديوهات بثتهما حركة حماس والجهاد الإسلامي الأسيرين روم براسلافسكي وإفياتار دافيد، نحيلين ومتعبين، الأمر الذي أثار ضجّة في الشارع الإسرائيلي وأجّج الدعوات لضرورة التوصّل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن للإفراج عن المحتجزين.

وكان الغرض من نشر الفيديوهات تسليط الضوء على الوضع الإنساني الحالي في غزة المهدّدة بـ«مجاعة معمّمة» بحسب الأمم المتحدة. واحتشد عشرات آلاف الأشخاص مساء السبت في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح المحتجزين ودعما لعائلاتهم.

وكرست الصحف الإسرائيلية، صفحاتها الأولى أمس لتسليط الضوء على وضع المحتجزين، إذ وصفت صحيفة معاريف الوضع بـ«الجحيم في غزة»، فيما أرفقت يديعوت أحرونوت صورة لإفياتار دافيد مع تعليق «هزيل، نحيل، ويائس».

وأما صحيفة إسرائيل اليوم اليمينية فكتبت أن «قسوة حماس لا حدود لها»، بينما قالت صحيفة هآرتس اليسارية إن «نتنياهو لا يستعجل» في إنقاذ المحتجزين.

احتلال كامل

من جانبه، دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى احتلال «كامل» غزة وإعلان السيادة الإسرائيلية على القطاع ردّا على فيديوهات المحتجزين الإسرائيليين.

وأدّى بن غفير الصلاة في حرم المسجد الأقصى أمس، في خطوة تمثل انتهاكا للوضع القائم وأثارت تنديد السلطة الفلسطينية والأردن والسعودية. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية تأدية بن غفير الصلاة في إحدى الزوايا داخل باحات المسجد الأقصى. كما ظهر الوزير اليميني في مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقود العشرات بينهم مستوطنون.

وبموجب الوضع القائم بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وإعلان ضمها في 1967، يمكن لغير المسلمين زيارة المسجد الأقصى في أوقات محدّدة دون الصلاة فيه، وهي قاعدة يعمل اليهود المتشدّدون على خرقها.

وكان الأردن الذي يشرف على المقدسات الإسلامية في القدس أدان صباح أمس «اقتحام» الوزير اليميني المتطرف للحرم القدسي. وشدد البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأردنية على «أن لا سيادة لإسرائيل على المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف». من جانبه، قال المكتب الإعلامي التابع للأوقاف الإسلامية في القدس والذي يديره الأردن في بيان مقتضب إن «3969 هو عدد المقتحمين لهذا اليوم وهذا عدد غير مسبوق». وشارك المكتب مقاطع فيديو ظهر خلالها عشرات بينهم يهود متطرفون وهم يصفقون ويغنون خلال سيرهم في باحات المسجد الأقصى. وقال بن غفير في مقطع الفيديو الذي التقط داخل الباحات بينما ظهر خلفه مسجد قبة الصخرة «كما أثبتنا أنه يمكن فرض السيادة في الحرم، يمكن احتلال كامل قطاع غزة... إعلان السيادة الإسرائيلية على كامل القطاع». واعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن «اعتداءات المستوطنين الاستفزازية على المسجد الأقصى المبارك، تصعيد خطير». ورأت حركة حماس أن «اقتحامات قطعان المستوطنين وفي مقدمهم الوزير الإرهابي المتطرف بن غفير... جريمة متصاعدة بحق المسجد وإمعان في العدوان». من جهتها، أعربت السعودية عن «إدانة... الممارسات الاستفزازية المتكررة من قبل مسؤولي حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى المبارك». كما تظاهر آلاف الفلسطينيين أمس في مدن رئيسية بالضفة الغربية المحتلة احتجاجًا على الحرب المتواصلة في غزة، وتضامنًا مع الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المسجد الأقصى بن غفیر

إقرأ أيضاً:

17 شهيدًا وعشرات المصابين بنيران الاحتلال في قطاع غزة

غزة - صفا استشهد 17 مواطنًا، وأصيب آخرون، منذ فجر يوم الأحد، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة في اليوم الـ667 للعدوان، بينهم 13 من منتظري المساعدات. وأفاد مراسل وكالة "صفا" باستشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين، قرب مركز توزيع المساعدات في محور نتساريم وسط القطاع. وذكر أن المواطنين رأفت حسين العرجا (34 عامًا)، ومهند على محمد أبو حسن استشهدا، وأصيب العشرات بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز المساعدات شمالي مدينة رفح جنوبي القطاع. وأشار إلى استشهاد عمر منصور إسليم أحد موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إثر قصف إسرائيلي مبنى الجمعية غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع. بدوره، أفاد الإسعاف والطوارئ بغزة بارتقاء 9 شهداء، بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز مساعدات شمالي رفح. وفي سياق متصل، استشهدت الطفلة رزان أحمد سامي الخروبي(4 سنوات) متأثرة بإصابتها، في قصف منزل مخيم البريج وسط القطاع. وفجر اليوم، استشهد عيد بشير محمود المصري وإبراهيم فرج محمود المصري، جراء قصف إسرائيلي على مدرسة فيصل في منطقة الحي الياباني غربي مدينة خان يونس. ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب "إسرائيل" بالتوازي جريمة تجويع بحق أهالي قطاع غزة، بعدما شددت من إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • باكستان.. الفيضانات تحصد أرواح 299 شخصاً بينهم 140 طفلاً
  • وزير دفاع إسرائيل يقتحم المسجد الأقصى بحراسة مشددة من قوات الاحتلال
  • 22 شهيدًا وعشرات المصابين بنيران الاحتلال في قطاع غزة
  • صحة غزة: ارتفاع ضحايا المجاعة وسوء التغذية لـ175 شهيدا بينهم 93 طفلا
  • 17 شهيدًا وعشرات المصابين بنيران الاحتلال في قطاع غزة
  • حرب غزة - 17 شهيدا بينهم 13 من منتظري المساعدات منذ فجر الأحد
  • 36 شهيدا في غزة والمجاعة تبلغ مراحل خطيرة
  • 21 شهيدا بينهم 12 من منتظري المساعدات برصاص وقصف الاحتلال مناطق متفرقة من غزة
  • الإبادة والمجاعة مستمرتان في غزة: قصف إسرائيلي متواصل على النازحين / شاهد