رايتس ووتش تلوم لبنان لتراخيه في ملاحقة إسرائيل قانونيا
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن الحكومة اللبنانية لم تتخذ أي خطوات ملموسة لتعزيز مساءلة ومحاسبة إسرائيل على هجومها المتعمد على صحفيين في جنوب لبنان أسفر عن مقتل مصور وكالة رويترز عصام عبد الله قبل نحو عامين.
وأفادت المنظمة في بيان أمس الاثنين أن "ضحايا جرائم الحرب في لبنان لا يزالون محرومين من سبل المساءلة والعدالة الفعالة".
كما اعتبرت أن إعلان لبنان تكليف وزارة العدل بدراسة الإجراءات القانونية الممكن اتخاذها عقب الهجمات الإسرائيلية على الصحفيين خلال الحرب الأخيرة "فرصة جديدة لتحقيق العدالة للضحايا".
وقال رمزي قيس الباحث في شؤون لبنان لدى "هيومن رايتس ووتش" إن القتل المتعمد لعصام عبد الله كان يجب أن يشكل "رسالة واضحة لحكومة لبنان بأن الإفلات من العقاب على جرائم الحرب لا يؤدي إلا إلى المزيد من جرائم الحرب".
وأضاف قيس مبينا أن إسرائيل قتلت العشرات من المدنيين في لبنان في هجمات تبدو متعمدة أو عشوائية تنتهك قوانين الحرب وترقى إلى جرائم حرب، وذلك منذ مقتل الصحفي.
ونقلت المنظمة عن "مراسلون بلا حدود" أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 200 صحفي في غزة، كثير منهم عمدا، وشنت أخيرا غارة على مركز إعلامي في صنعاء أدت إلى مقتل 31 صحفيا وعاملا في وسائل الإعلام وفق لجنة حماية الصحفيين.
كما وثّقت هيومن رايتس ووتش سلسلة من الهجمات غير المشروعة وجرائم الحرب الواضحة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي أثناء الأعمال العدائية التي نفذها في لبنان، بما في ذلك هجمات متعمدة أخرى على الصحفيين وعمال الإغاثة والمسعفين وقوات حفظ السلام وأهداف مدنية.
واتهمت المنظمة القوات الإسرائيلية بتعمد تدمير منازل المدنيين والبنى التحتية الحيوية والخدمات العامة، واستخدمت أسلحة متفجرة في مناطق مأهولة، مما جعل عودة كثير من السكان إلى قراهم ومنازلهم مستحيلة.
إعلانكما وثّقت استخدام الجيش الإسرائيلي للفوسفور الأبيض بشكل واسع، بما في ذلك استخدامه بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مكتظة، إضافة إلى تدمير المدارس ونهبها عمدا وزرع أجهزة متفجرة محظورة.
وخلصت هيومن رايتس ووتش إلى أن الغارات الإسرائيلية التي أودت بحياة عصام عبد الله وأصابت 6 صحفيين آخرين من بينهم زملاء في الجزيرة ورويترز ووكالة الصحافة الفرنسية كانت هجوما متعمدا على مدنيين وتشكل جريمة حرب.
وأشار تحقيق قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إلى أن دبابة إسرائيلية أطلقت قذيفتين من عيار 120 ملم على مجموعة من "الصحفيين الذين يمكن التعرف عليهم بوضوح"، في انتهاك للقانون الدولي.
وأكد التقرير أن قوات اليونيفيل لم تسجّل أي تبادل للنيران عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان لمدة تزيد عن 40 دقيقة قبل أن تطلق الدبابة الإسرائيلية نيرانها.
وكان الصحفيون بعيدين عن مناطق القتال، وكانوا معروفين بوضوح كأعضاء في وسائل الإعلام، وظلوا في موقعهم لمدة 75 دقيقة على الأقل قبل أن يتعرضوا لهجومين متتاليين.
ولم تجد المنظمة أي دليل على وجود هدف عسكري قريب منهم، كما أوضحت الأدلة أن الجيش الإسرائيلي كان يعلم أو كان ينبغي أن يعلم أن المجموعة المستهدفة كانت من المدنيين.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.
ورغم التوصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، فإن تل أبيب خرقته أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى.
وكان الجيش الإسرائيلي قد انسحب في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين من معظم القرى والمدن الحدودية في الجنوب اللبناني التي احتلها في أواخر عام 2024، لكنه أبقى قواته في 5 مناطق على الأقل داخل الأراضي اللبنانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات حريات الجیش الإسرائیلی هیومن رایتس ووتش جرائم الحرب فی لبنان
إقرأ أيضاً:
براك إلى إسرائيل لمنع التصعيد وفرنسا ترفع مستوى حراكها لاحتواء التهديدات ودعم الجيش
يشهد الاسبوع الطالع سلسلة محطات ديبلوماسية متعددة الطرف تتصل بالوضع اللبناني، العالق بين تصعيد إسرائيلي متوقع وانتظار ثقيل لقمة ترامب - نتنياهو في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
وتبدأ يوم غد الإثنين بمحادثات الموفد الأميركي توم براك في إسرائيل، لبحث سبل منع التصعيد على لبنان وسوريا.
أما يوم الخميس، فسيكون موعد الاجتماع التحضيري لمؤتمر دعم الجيش ، وفي اليوم نفسه، يزور بيروت رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي لمتابعة المبادرة المصرية، ليلي ذلك يوم الجمعة اجتماع جديد للجنة "الميكانيزم" بمشاركة ثانية للسفير سيمون كرم، كرئيس للوفد اللبناني.
وكتبت" النهار": يصل الخميس المقبل الى بيروت، رئيسُ الوزراء المصري مصطفى مدبولي في زيارة هدفها استكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان، والتي بدأها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومدير المخابرات حسن رشاد.
كما تتجه الاهتمامات إلى الاجتماع الذي يعقد في باريس الجاري ويضم الموفدين الفرنسي جان ايف لودريان والأميركية مورغان اورتاغوس والسعودي يزيد بن فرحان وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، حيث ستكون خطة حصر السلاح والتحضيرات لمؤتمر دعم الجيش في صلب المناقشات. وفي اليوم التالي في 19 كانون الاول الجاري، يفترض ان تعقد لجنة الميكانيزم اجتماعا في الناقورة بمشاركة الوفد اللبناني برئاسة السفير سفير كرم، والجانب الاسرائيلي والرعاة الامميين والفرنسيين والاميركيين. غير ان العامل الجديد الذي برز امس تمثل في كشف وسائل إعلام إسرائيلية أن المبعوث الأميركي توم برّاك سيصل إلى إسرائيل غدا الإثنين "وسيبحث منع التصعيد في سوريا ولبنان".
كما أشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب إلغاء جلسة محاكمته الإثنين للقاء مسؤول أميركي حول لبنان . وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية، أن "نتنياهو طلب إلغاء جلسة محاكمته الاثنين المقبل بسبب اجتماع مع توم برّاك واللقاء يهدف لمنع التصعيد مع لبنان والتوصل لتفاهمات مع سوريا".
وكتبت" الديار": يملأ «الوقت الضائع» سلسلة مبادرات فرنسية وعربية، تتحرك بين العواصم كمسكنات سياسية أكثر منها حلولا جذرية. فباريس عادت إلى «عادتها»، حاملة أفكارا عن تهدئة وضمانات وترتيبات أمنية، فيما تتحرك القاهرة تحت عنوان منع الانفجار، لا صناعة التسوية. مبادرات تعرف مسبقا حدودها، لكنها تطرح لقطع الطريق على الأسوأ، أو على الأقل لتأجيله.
هكذا، يصبح المشهد اللبناني رهينة ساعة واشنطن. «إسرائيل» تهدد ولا تضرب، الديبلوماسية تبادر ولا تحسم، والمنطقة تراكم القلق بانتظار صورة تذكارية في البيت الأبيض قد تشعل فتيلا أو تطفئ آخر. وإلى ذلك الحين، يبقى لبنان معلقا بين حرب مؤجلة وسلام معلق.
اضافت" الديار": يتوقع ان تجتمع لجنة «الميكانيزم»، حيث يتوقع ان يحمل السفير سيمون كرم جدول الاعمال اللبناني الرسمي بنقاطه الاربع لبدء التفاوض الجدي حوله، توقعت مصادر مواكبة ان شد الحبال على طاولة الناقورة سيكون على اشده، ذلك ان الامور عادت الى المربع الاول، خصوصا في ظل اصرار اسرائيلي مدعوم اميركيا، على فصل المسارات السياسية عن العسكرية، وبالتالي تغطية التصعيد والضغط الميداني القائم.
وعلم ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان سيشارك في اجتماع الميكانيزم في 19 الجاري، بوصفه رئيسا لوفد بلاده، حيث سيحمل معه طرحا بدأت بوادره تتبلور في باريس وسيطرح على اللقاء الرباعي في قمة 18 يقضي بتشكيل لجنة عسكرية منبثقة من الميكانيزم برئاسة اميركية او فرنسية مهمتها التاكد من العمليات التي نفذها الجيش على صعيد حصر السلاح جنوب الليطاني، ورفع تقرير بذلك الى الميكانيزم ومنها الى العواصم المعنية.
وفي تقييم لزيارة عمان تكشف مصادر ديبلوماسية عربية، ان رهان بيروت على دور عماني في ما خص الملف اللبناني، في مكانه، فالسلطنة قادرة على نقل الرسائل وفتح خطوط التواصل غير المباشرة بين طهران و «وخصومها»، اما في الشان اللبناني فان ثمة تواصلا مباشرا بين طهران وبيروت ولقاءات بين المسؤولين في البلدين، وكذلك ثمة خطوط ايرانية – سعودية، وايرانية – مصرية وايرانية – فرنسية، مفتوحة حول الملف اللبناني.
قال مصدر ديبلوماسي في بيروت لـ «الأنباء الكويتية»: «دخلت فرنسا مرحلة جديدة من تفعيل حراكها العربي والدولي تجاه لبنان، في لحظة دقيقة تتقاطع فيها الضغوط الأمنية والسياسية والديبلوماسية على بيروت، وتتزايد فيها مخاوف باريس من ترك لبنان مكشوفا أمام احتمالات التصعيد الإسرائيلي. وسيشهد هذا الأسبوع في باريس سلسلة اجتماعات مكثفة حول لبنان، في مؤشر واضح إلى قرار فرنسي برفع مستوى الانخراط في الملف اللبناني من بوابة دعم الجيش وإعادة تحريك المسارات الديبلوماسية».
وأكد المصدر أن «دعوة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى فرنسا تعكس رغبة باريس في مقاربة مباشرة لحاجات المؤسسة العسكرية، بما يمهد لتحرك دولي أوسع لدعمها وسط التهديدات المتصاعدة. ويأتي هذا الانفتاح الفرنسي ضمن حراك أوسع يتضمن حضور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي ستجري محادثات مع جان ـ إيف لودريان بعد زيارته الأخيرة لبيروت».
وتابع «ترى باريس ترى أن التهديد الإسرائيلي للبنان لا يزال قائما بقوة على رغم تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة مراقبة وقف الاعمال القتالية (الميكانيزم)، إذ تعتبر أن وجود مفاوض مدني لا يكفي لضمان الاستقرار ما لم تقترن الخطوات اللبنانية بضمانات أميركية توقف الضغوط العسكرية الإسرائيلية. وتكثف باريس جهودها لإقناع واشنطن بالضغط على إسرائيل في الملف اللبناني، الا ان ارتباط المشكلة حصرا بـ«حزب الله»، يجعل لبنان الحلقة الأكثر خطورة».
وختم المصدر بالقول «تتحرك باريس تتحرك ضمن مقاربة شاملة تهدف إلى إعادة وضع لبنان على طاولة الأولويات الدولية، من أجل منع الانفجار وترميم المؤسسات، وتثبيت دور الجيش كعنصر أساسي للاستقرار في ظل صراع إقليمي مفتوح وقلق فرنسي من أن يؤدي أي خطأ في الحسابات إلى انهيار ما تبقى من توازن غير ممسوك في لبنان».
مواضيع ذات صلة لبنان أمام فرصة حراك جديد لمنع التصعيد ولمنح جلستي 5 و7 آب الأدوات التنفيذية Lebanon 24 لبنان أمام فرصة حراك جديد لمنع التصعيد ولمنح جلستي 5 و7 آب الأدوات التنفيذية