كشفت دار الأوبرا السلطانية مسقط، عن تفاصيل موسمها الجديد الذي جاء ثريا ومتنوعا بما حمله من عروض أوبرالية عالمية وحفلات غنائية لنجوم الفن العربي إضافة إلى حفلات الأداء الحركي والاحتفاء بالمنجز الموسيقي العربي عبر الاحتفاء بالموسيقار المصري الراحل محمد عبدالوهاب.


والمطلع على روزنامة الدار في موسمها الجديد يصل إلى قناعة بالتزام الدار بالتقاليد الراسخة لدور الأوبرا الكبرى في العالم، لكنها في الوقت نفسه متناغمة مع فكرة الابتكار عبر عروض جديدة ومثيرة من شأنها أن تزيد من جماهيرية الفنون الموسيقية ليس فقط على مستوى الجمهور العماني ولكن أيضا على مستوى المنطقة حيث كشفت أن هناك جمهورا عربيا وعالميا يحضر لسلطنة عمان خصيصا من أجل حضور فعاليات الدار.


ويعرف العالم سلطنة عُمان بأنها دولة عريقة تهتم وترعى تراثها الثقافي، كما تحترم الفنون العالمية وتقدرها بوصفها أحد المنجزات الإنسانية التي أثثت الحضارة الإنسانية عبر التاريخ.


والمتأمل في العقود الخمسة الماضية سيعرف الدور الكبير الذي قامت به سلطنة عمان في حفظ تراثها وتاريخها بما في ذلك التراث الموسيقي العماني الذي نجحت الدولة في بناء أرشيف وطني له وحفظته بذلك من الاندثار.


ونظر العالم إلى افتتاح دار الأوبرا السلطانية في سلطنة عمان بوصفها الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط على أنه ذروة الاهتمام بالثقافة والفنون.. ولذلك اعتبر العالم سلطنة عمان أنها «نصيرة الفن والفنون الإنسانية».


ولا شك أن الاهتمام بالفنون ودعمها على اختلافها من شأنه دائما أن يعزز فكرة الهوية الوطنية، وعبر الفنون والمفردات الثقافية يمكن تجاوز الانقسامات السياسية والاجتماعية وتوفير أرضية مشتركة يمكن لأشخاص من مختلف التوجهات السياسية والأيديولوجية التواصل عبرها والتعلم منها والرقي بها.


فضلًا عن أن جهود دار الأوبرا السلطانية منذ افتتاحها تسير إلى جوار اتجاه عالمي يعترف بقوة الثقافة في الدبلوماسية والعلاقات الدولية وبهذا يمكن النظر إلى دار الأوبرا السلطانية بوصفها أحد أذرع القوة الناعمة في سلطنة عمان، سواء كانت تلك القوة مستمدة من ذاتها وبرامجها السنوية أو مستمدة من الوعي العالمي بمكانة الثقافة والفنون في سلطنة عمان. إن التبادل الثقافي يبني جسور التفاهم ويتحدى الصور النمطية ويتجاوزها ويعزز السلام بين الشعوب، والتزام سلطنة عُمان بإبراز التنوع الثقافي الذي تملكه يمكن أن يكون نموذجا لكيفية تفاعل الدول مع بعضها البعض من خلال التجارب الفنية المشتركة.


وبمناسبة الإعلان عن تفاصيل الموسم الجديد لدار الأوبرا السلطانية يمكن التأكيد بأن الفنون ليست مجرد انعكاس لتاريخ سلطنة عمان فحسب، إنها تشكل مسارا من مسارات المستقبل، ومن خلال استمرار دعم الفنون والآداب في هذا البلد العريق ترسخ سلطنة عمان نفسها بوصفها منارة من منارات الثقافة، وبيئة يزدهر فيها الإبداع وتزدهر فيها روح الانسجام والتقدير.

inbound6331546925642881736

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: دار الأوبرا السلطانیة سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

مذكرة تعاون في الشأن البيئي بين عمان واليابان

وقعت سلطنة عمان واليابان اليوم في طوكيو مذكرة تعاون في الشأن البيئي، وذلك لتعزيز التعاون من أجل التنمية المستدامة والتنفيذ السريع والناجح للاتفاقيات البيئية المتعددة الأطراف مثل اتفاق باريس، ولإنشاء إطار للتعاون بين الجانبين على أساس المساواة والمعاملة بالمثل والمنفعة المتبادلة.

ونصت المذكرة على مجالات التعاون بين الطرفين كالتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها، وإدارة النفايات، والحفاظ على التنوع الأحيائي كحلول قائمة على الطبيعة، والرقابة البيئية.

وقّع على المذكرة من الجانب العُماني سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، ومن الجانب الياباني سعادة ماتسوزاوا يوتاكا نائب وزير البيئة للشؤون البيئية العالمية باليابان، بحضور سعادة كيوشي سيريزاوا سفير اليابان لدى سلطنة عمان.

وقال سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة: إن توقيع مذكرة التفاهم تهدف إلى ترسيخ أواصر التعاون في مختلف المجالات البيئية سواء في مجال التنوع الحيوي واستدامته وحمايته أو في مجال مكافحة التصحر أو قضايا التغير المناخي أو الحد من التلوث والانبعاثات، مضيفا أن العلاقة بين البلدين وطيدة وتاريخية في مختلف القطاعات ومن بينها القطاع البيئي، ويأتي هذا التوقيع إلى تأطيرها وتقويتها بما يكفل ببناء القدرات وتبادل المعارف والتجارب؛ خدمةً للقطاعات البيئية بين البلدين الصديقين.

وأكد سعادة ماتسوزاوا يوتاكا نائب الوزير الياباني في كلمته أن الجانبين سيعملان على تعزيز أشكال التعاون في الدورات التدريبية، وزيارات الخبراء، والأبحاث العلمية، والمناقشات التفاعلية المتنوعة، وتبادل المعلومات في مجالات التعاون القائمة والمشاريع التعاونية المشتركة، مشيرا إلى أن سلطنة عمان واليابان تعتبران شريكين مهمين، إذ تحتفلان بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 2022، وحققت سلطنة عمان نموًا اقتصاديًا كبيرًا، وسنكون شركاء ليس فقط في المجال الاقتصادي، بل في مجال حماية البيئة أيضًا، وسيعمل البلدان معًا لتحقيق التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • أمسية موسيقية ثقافية تحتفي بـ يوم أوروبا الـ75
  • فرقة "سلطنة" تعود إلى قبة الغوري.. أمسية طربية بنكهة معاصرة
  • مذكرة تعاون في الشأن البيئي بين عمان واليابان
  • في حوار خاص لـ "الفجر".. هاني المهدي يكشف أسرار القوة الناعمة لمصر عبر اللغة العربية
  • دار الأوبرا السلطانية مسقط تفوز بـجوائز برافو الدولية للموسيقى
  • وزيرا الثقافة والخارجية يبحثان تعزيز الدبلوماسية الثقافية ودور القوة الناعمة في دعم علاقات مصر الدولية
  • مصر تجدد دعمها للحوار بشأن النووي الإيراني وتشيد بالوساطة العُمانية
  • سلطنة عُمان.. الودق الذي يُطفئ الحروب
  • عناصر القوة الناعمة لعُمان في العمل الدبلوماسي
  • الأونروا: إطالة أمد حصار غزة يزيد الضرر الذي لا يمكن إصلاحه