حلقة عمل توعوية حول سلامة الغذاء
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
نظّمت الجمعية العمانية لحماية المستهلك صباح اليوم بفندق حمدان بلازا بصلالة حلقة عمل توعوية موسعة بعنوان "سلامة الغذاء لأصحاب العربات والمركبات المتنقلة" تحت رعاية أنور بن محمد الرواس، رئيس الجمعية العمانية للوجستيات، بحضور نخبة من المختصين والمعنيين بالشأن الغذائي والرقابي في محافظة ظفار.
افتُتحت الحلقة بكلمة ألقتها أصيلة بنت جمعة الحربية، رحّبت فيها بالحضور وأكدت على أهمية نشر الوعي الغذائي في ظل تزايد الإقبال على خدمات الأطعمة المتنقلة، تلتها تلاوة مباركة من آيات القرآن الكريم، ثم كلمة الجمعية العمانية لحماية المستهلك ألقتها نجمة بنت سعيد السريرية، نائبة رئيس مجلس إدارة الجمعية، حيث أوضحت أن الهدف من إقامة هذه الندوة هو "تعزيز مفاهيم السلامة الغذائية بين أصحاب العربات المتنقلة، بما يضمن صحة المستهلك ويدعم ثقة المجتمع في هذه الخدمات المتزايدة".
وأكدت السريرية في كلمتها أن الجمعية "تسعى جاهدة لتكثيف البرامج التوعوية والرقابية بالتعاون مع الجهات المعنية؛ إيمانًا منها بأن سلامة الغذاء مسؤولية جماعية تبدأ من الممارس وتنتهي عند المستهلك".
وشهدت الحلقة تقديم ثلاث أوراق عمل محورية؛ تناولت الأولى، التي قدمتها الكيميائية ميساء بنت إسماعيل بيت أمبرك من مركز سلامة وجودة الغذاء، أساسيات سلامة الغذاء والممارسات الصحية الواجب اتباعها. فيما قدّم الورقة الثانية الطبيب البيطري الدكتور طارق محمد أحمد من بلدية ظفار، متطرقًا إلى مفاهيم عامة في السلامة الغذائية. أما الورقة الثالثة فقدمتها نور بنت محمد الشحرية، رئيسة قسم التواصل والإعلام بالمديرية العامة لحماية المستهلك بصلالة، استعرضت فيها الجوانب القانونية المتعلقة بالبيانات الإيضاحية وقوائم الأسعار وفقًا للوائح الهيئة.
من جهته، شدد طائع بن سالم الجنيبي، مدير عام حماية المستهلك بظفار على أن "سلامة الغذاء لم تعد ترفًا تنظيميًّا، بل باتت أولوية وطنية تمس صحة كل فرد"، مضيفًا: "نحن نعمل بالتكامل مع جميع الشركاء لضمان بيئة غذائية آمنة، وسنواصل جهودنا لرفع كفاءة العاملين في هذا القطاع الحيوي".
واختُتمت الورشة بمناقشات عامة تخللها تفاعل ملحوظ من أصحاب العربات المتنقلة، إلى جانب توزيع هدايا تذكارية للمشاركين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلامة الغذاء
إقرأ أيضاً:
مشروعات جديدة على خارطة السياحة العمانية
ما زالت سلطنة عُمان تحتفظ بمكانتها كأرض خصبة للفرص الاستثمارية في مختلف مجالات الاقتصاد الوطني. وإذا كان قطاع الطاقة الخضراء يمضي بخطى واثقة نحو ترسيخ حضوره كمجال واعد، فإن قطاع السياحة يشكل مجالا لا يقل أهمية من حيث الإمكانيات والعوائد، خصوصا في ظل ما تزخر به البلاد من تنوع جغرافي وثقافي يمتد على خارطة المحافظات جميعها.
وفي الأيام الأخيرة، برزت مؤشرات جديدة على هذا المسار من خلال التوقيع على عدد من المشاريع الاستثمارية السياحية، بدءا بمحافظة ظفار التي ما زالت تتصدر المشهد السياحي بما تمثله من مزيج طبيعي وتراثي لا نظير له، وصولا إلى محافظة الداخلية، التي بدأت تدخل بقوة إلى هذا المضمار عبر استثمارات نوعية يقودها القطاع الخاص المحلي، مستفيدا من إعادة تأهيل الحارات القديمة وتقديمها في صورة تراثية متكاملة تستحضر الذاكرة العمانية الجمعية وتستقطب في الآن ذاته السائح الأجنبي الباحث عن «سحر الشرق» في عمقه الأصيل لا في صوره الاستهلاكية المعلبة.
وقد شهد الجبل الأخضر، خلال اليومين الماضيين، الإعلان عن مجموعة من المشاريع السياحية الجديدة تشمل متنزهات ومراكز ترفيهية وفنادق، تنضم إلى مشاريع قائمة وأخرى قيد التنفيذ، في مشهد يعزز مكانة الجبل كأحد أعمدة السياحة العمانية. ولا تقف هذه الحركة عند محافظة بعينها؛ فالمنافسة باتت عنوانا واضحا بين المحافظات، حيث تسعى كل واحدة منها إلى تحويل معطياتها الجغرافية والبيئية والثقافية إلى فرص استثمارية ذات بعد اقتصادي واجتماعي.
وما يمنح عُمان ميزة إضافية هو هذا التنوع الجغرافي الفريد، لكنه - رغم أهميته - لا يكفي وحده لصناعة سياحة مستدامة.. فالسياحة اليوم تحولت إلى صناعة حقيقية تتطلب بنية تحتية متطورة، ومراكز ترفيه، وفنادق بمستويات مختلفة، إلى جانب مراكز تجارية ومقاه تعبّر عن روح المكان، وتقدم التجربة السياحية متكاملة. ورغم ما يُثار من جدل حول تحول السياحة إلى سلوك استهلاكي قد يهدد الجوهر التأملي والروحي للتجربة، إلا أن توازن المعادلة يقتضي بناء مراكز حديثة بنفس الاهتمام الذي يُمنح للمتاحف والمواقع التاريخية، لتكتمل الصورة أمام الزائر من الداخل والخارج.
الفرصة الآن سانحة أكثر من أي وقت مضى لتطوير هذه الصناعة، خاصة في ظل التوجهات المحلية والإقليمية الرامية إلى تنشيط السياحة على مدار العام، لا في فصل الصيف وحده. كما أن التكامل بين الجهات الحكومية والمستثمرين المحليين والأهالي يمكن أن يخلق نموذجا عمانيا فريدا للسياحة المرتكزة على الأصالة والمعاصرة، وعلى الاستثمار المنتج لا الاستهلاك السريع.
إن نجاح التجربة العمانية في هذا القطاع لا يقاس بعدد المشاريع فقط، بل بقدرتها على صوغ رؤية وطنية متكاملة تُعيد تعريف السياحة بوصفها فعلا ثقافيا واقتصاديا، ورافعة للتنمية في المحافظات، ونافذة مشرعة على العالم.