هل يقرر الطالب مستقبله.. أم يُقرّر له؟
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
مع كل موسم قبول جامعي، تتكرر المشاهد ذاتها: طلاب حائرون بين الرغبات، وآباء يوجّهون أبناءهم نحو تخصصات؛ يرون فيها ضمانًا لمستقبل آمن، ومدارس قد تكتفي بإرشادات عامة أو منشورات محدودة. وفي النهاية، يسلك كثير من الطلاب مسارات أكاديمية ليس عن قناعة حقيقية، بل استجابة لتأثير المعدلات الدراسية، أو تطلعات الأسرة، أو الصور النمطية السائدة في المجتمع.
إنّ بعض الطلاب لا يلتحقون بتخصصاتهم الجامعية بدافع الشغف، بل نتيجة ضغوط اجتماعية أو قرارات عائلية أو تأثيرات خارجية. ليس كل من اختار الطب أو الهندسة كان يرى مستقبله هناك، بل ربما وجد نفسه مدفوعًا إلى طريق لم يختره بملء إرادته. ومع أن هذه التخصصات تُعد من ركائز التنمية، إلا أنها تتطلب التزامًا طويل الأمد واستعدادًا نفسيًا وذهنيًا لا يناسب الجميع، وهو ما يفسّر فقدان الحماس، أو الشعور بالإحباط لدى بعض الطلاب لاحقًا.
ومع ذلك، فغالبًا ما يستند الاختيار إلى عوامل غير أكاديمية، كأن يختار الطالب تخصصًا؛ لأن قريبًا له سبقه إليه، أو لأن الأسرة ترى فيه وجاهة اجتماعية، أو لأن المجتمع يولي هذا المجال مكانة خاصة، حتى وإن كان بعيدًا عن اهتماماته الحقيقية. وتبقى الضغوط الأسرية من أبرز العوامل التي تُقيّد حرية الطالب في تقرير مستقبله، حيث تتمسك بعض الأسر بتوجهات تقليدية، وتغفل عن أهمية الميول الفردية، ومتطلبات سوق العمل المتغيرة.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية التوجيه المهني المبكر؛ بوصفه ضرورة لا رفاهية. فحين يُمنح الطالب الفرصة لاكتشاف ميوله واستعداداته في وقت مبكر، تتشكل لديه رؤية أوضح لمساره الأكاديمي. في العديد من دول العالم، يبدأ هذا التوجيه منذ سنوات الدراسة الأولى، من خلال اختبارات مهنية وتجارب تطبيقية ومرافقة تربوية، ما يساعد الطالب على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا. أما في واقعنا المحلي، فكثير من الطلاب يصلون إلى الجامعة دون تصور دقيق لطبيعة التخصصات أو متطلباتها أو فرصها المستقبلية، فيكون القرار في كثير من الأحيان انعكاسًا لتأثيرات خارجية لا لرغبة داخلية.
وفي هذا الإطار، يُسجَّل لوزارة التعليم خطوة نوعية جديرة بالإشادة، وهي تطبيق “مقياس الميول المهنية” على طلاب وطالبات الصفين الأول والثاني الثانوي، وهي مبادرة تُعد نقلة إيجابية في سبيل تمكين الطلاب من التعرف على ذواتهم ومجالات تميزهم.
ولهذا فنحن بحاجة إلى مراجعة الطريقة التي نرافق بها أبناءنا عند اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية. التوجيه المهني لا يجب أن يقتصر على كلمات عابرة، بل يجب أن يكون عملية متكاملة تتضمن أنشطة تفاعلية وتجارب حقيقية، تساعد الطالب على استكشاف ذاته. كما أن الأسرة ينبغي أن تكون شريكًا في هذا المسار، لا مصدر ضغط. ونحتاج إلى مراجعة خطابنا التربوي والإرشادي تجاه ما يسمى “التخصصات النخبوية”، التي تجعل بعض المجالات تبدو الطريق الوحيد للنجاح، فيما تُهمّش مجالات أخرى قد تكون أكثر توافقًا مع قدرات الطالب واحتياجات سوق العمل.
إنّ المعيار الحقيقي لاختيار التخصص يجب أن يقوم على ثلاثة أركان: الميول الشخصية، والقدرات الفعلية، ومدى توافق المجال مع مستقبل الطالب المهني.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يقرر تجميد الأصول الروسية لأجل غير مسمّى
أعلنت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن دول الاتحاد قررت تجميد نحو 210 مليارات يورو من الأموال والأصول الروسية لأجل غير مسمّى، في خطوة اعتبرتها جزءا من نهج تصعيدي لزيادة الضغط على موسكو.
وأكدت المسؤولة أن هذا القرار يأتي ضمن جهود أوروبية جماعية لدفع روسيا إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، مشيرة إلى أن بروكسل ستواصل استخدام الأدوات المتاحة كافة لزيادة الكلفة السياسية والاقتصادية على روسيا في سياق الحرب الدائرة في أوكرانيا.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وقال الكرملين الروسي إن روسيا ترفض فكرة الهدنة بهدف إجراء استفتاء بشأن مسألة الأقاليم في أوكرانيا .
وشدد الكرملين على أن المطلوب هو سلام طويل الأمد.
قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، إنها أسقطت 47 مسيرة أوكرانية فوق أراضينا خلال الساعات الماضية.
ويأتي ذلك في إطار تصعيد المعارك بين روسيا وأوكرانيا للعام الثالث على التوالي.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، استمرار المفاوضات مع الجانب الأمريكي لبحث خطة السلام المحتملة في أوكرانيا، فيما سيجري فريق العمل المعني بضمانات الأمن الأوكراني محادثات في ألمانيا.
وأوضح نائب رئيس الوزراء الأوكراني أن روسيا استهدفت عمداً الخدمات اللوجستية المدنية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والأمني في مناطق النزاع.
وأكد زيلينسكي حرص بلاده على مواصلة الحوار الدولي لضمان سلام مستدام وحماية المدنيين، بالتوازي مع استمرار التنسيق مع الشركاء الغربيين.
وقالت قيادة البحرية الأوكرانية إن هجوم روسي تسبب في إلحاق ضرر بثلاث سفن تركية في منطقة أوديسا.
وكانت مصادر محلية قد أشارت إلى وقوع انفجارات هزت أوديسا الأوكرانية والدفاع الجوي يعمل على التصدي للهجمات.
وأعلن الجيش الأوكراني استهداف مصفاة نفط في ياروسلافل الروسية.
وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني، اليوم الجمعة، إن روسيا استهدفت عمدا الخدمات اللوجستية المدنية.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بتقويض المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب، بعد قصف سفينة مدنية في ميناء تشورنومورسك جنوب البلاد.
وقال زيلينسكي إن استهداف السفينة يؤكد أن موسكو "لا تأخذ بجدية" الجهود الدولية الهادفة لوقف القتال، مشددًا على أن الهجوم يمثل تصعيدًا خطيرًا ضد المرافق المدنية.
وحذّر سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، من أن بلاده سترد "بشكل حازم" إذا أقدمت الدول الأوروبية على مصادرة الأصول المالية الروسية المجمّدة.
وأضاف أن موسكو مستعدة لمواجهة أي تصعيد، قائلاً: "إذا قررت أوروبا الحرب فنحن مستعدون لها، ولو حتى الآن".
واتهمت وزارة الخارجية الروسية، اليوم، القوات البريطانية المتواجدة في أوكرانيا بمساعدة كييف على تنفيذ أعمال إرهابية ومهام متطرفة، مؤكدة أن أي وحدات عسكرية أجنبية في البلاد ستعتبر أهدافًا مشروعة لموسكو.