جامعة الخليج العربي تستضيف طاولة مستديرة لبحث سبل تدريب الكوادر الصحية على مكافحة مقاومة المضادات الحيوية
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
جمال الياقوت – البحرين
استضافت جامعة الخليج العربي طاولة مستديرة ناقشت موضوع تعليم وتدريب العاملين الصحيين بشأن مقاومة مضادات الميكروبات (AMR)، وذلك بحضور المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتورة حنان بلخي ، وبمشاركة نخبة من الأطباء والأكاديميين والممارسين الصحيين وصنّاع السياسات من مختلف المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية.
اقرأ أيضاًالمجتمعالصكوك وأدوات الدين في المملكة تحقق نموًا بنسبة 20%
وفي افتتاح أعمال الطاولة المستديرة التي أدارها القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في مملكة البحرين الدكتور أسد حفيظ، أكد نائب رئيس جامعة الخليج العربي للخدمات المساندة والدعم المؤسسي، الدكتور عبد الرحمن يوسف إسماعيل، التزام الجامعة برسالتها الإقليمية في النهوض بالتعليم الصحي وتعزيز نظم الصحة في دول مجلس التعاون والدول الشقيقة في الإقليم، مرحباً بالمديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتورة حنان بلخي، ووكيل وزارة الصحة بمملكة البحرين الدكتورة لولوة راشد شويطر ، وعضو مجلس الشورى ورئيسة المجموعة الاستشارية الاستراتيجية والفنية لمقاومة مضادات الميكروبات ، الدكتورة جميلة السلمان ، مثمناً في الوقت ذاته مشاركة ممثلي وزارة الصحة البحرينية، والجهات الصحية والمهنية والأكاديميين والممارسين الصحيين، إلى جانب مشاركة شركاء الجامعة من المؤسسات الصحية الوطنية والإقليمية والدولية.
وأوضح أن الهدف الذي يجمع الأطراف المشاركة هو التكامل في مواجهة التحديات المشتركة وبناء منظومات تعليمية وصحية أقوى وأكثر استجابة ، مشيداً بجهود مكتب منظمة الصحة العالمية في مملكة البحرين، لشراكتهم الاستراتيجية الفاعلة ودعمهم المستمر لتعزيز النظام الصحي في البحرين، والتعاون مع جامعة الخليج العربي لتنفيذ أنشطة المركز المتعاون مع المنظمة في مجال تطوير التعليم الصحي.
وأكد التزام جامعة الخليج العربي من خلال برامجها الأكاديمية في الطب والتمريض والدراسات العليا والتدريب المهني والمحاكاة السريرية، بإعداد كوادر صحية قادرة على الفهم العميق لتحديات مقاومة المضادات، ومؤهلة للتعامل معها بكفاءة واستجابة مجتمعية رصينة، لافتاً إلى أن الجامعة وشركاءها ماضون في تفعيل أدوات مثل “إطار الكفاءات لتعليم العاملين الصحيين حول مقاومة المضادات”، والالتزام بدليل تقييم المناهج الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية حديثاً، بما يعزز تكامل المناهج مع متطلبات الواقع الصحي، في الوقت الذي تعمل فيه على الإسهام بفعالية في تسريع التقدم في تنفيذ الخطة التشغيلية الاستراتيجية لإقليم شرق المتوسط 2025–2028، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.
من جانبها شددت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتورة حنان بلخي، على خطورة مقاومة مضادات الميكروبات على الصحة العامة في إقليم شرق المتوسط، والتي باتت تشكل خطرًا متزايدًا لتسبب في وفاة أكثر من 96 ألف شخص عام 2021، ثلثهم من الأطفال دون سن الخامسة.
وقالت: “نحن بحاجة إلى استجابة جماعية تعزز نظم الترصد، وتحد من الاستخدام غير الرشيد للمضادات، وتستثمر في تدريب الكوادر الصحية”، مؤكدة التزام منظمة الصحة بدعم الدول عبر خطط عمل وطنية ونهج الصحة الواحدة، لضمان مستقبل صحي أكثر أمانًا.
من جهتها أكدت وكيلة وزارة الصحة الدكتورة لولوة شويطر أن البحرين تولي مقاومة مضادات الميكروبات أولوية قصوى، من خلال خطة وطنية شاملة تعتمد نهج “الصحة الواحدة” لتعزيز التعاون بين القطاعات الصحية والبيطرية والبيئية. وأوضحت أن اللجنة الوطنية المعنية بهذا النهج تعمل على تطوير الاستراتيجيات وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات الصحية، ومنها مقاومة المضادات، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين.
كما أشارت إلى أن البحرين حدّثت خطتها الوطنية وفق المعايير العالمية، مع التركيز على الترصد والتشخيص وتدريب الكوادر وضبط وصف وصرف المضادات الحيوية، مؤكدة أهمية الشراكات الإقليمية والدولية، خاصة مع منظمة الصحة العالمية وجامعة الخليج العربي، في دعم الجهود الوطنية.
وفي السياق ذاته، أوضح عميد كلية الطب والعلوم الصحية، الأستاذ الدكتور عبد الحليم ضيف الله، أن هذا النقاش الحيوي حول التعليم المرتبط بمقاومة مضادات الميكروبات، يسلط الضوء على أهمية معالجة أبرز التحديات الصحية في الوقت الراهن. وأضاف قائلاً: “نعمل في جامعة الخليج العربي على تطوير المناهج الدراسية بما يضمن تخريج كوادر صحية قادرة ليس فقط على تقديم الرعاية، بل أيضاً على حماية فعالية المضادات الحيوية وتعزيز النُظم الصحية”، كما ثمّن جهود المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ومكتب المنظمة في البحرين على تنظيم هذا اللقاء وإعطاء الأولوية لهذا الموضوع المهم.
إلى ذلك، ناقش المتحدثون الرئيسيون في الطاولة المستديرة، ومنهم رئيس لجنة الخدمات بمجلس الشورى، الدكتورة جميلة محمد رضا السلمان، واستشاري الوبائيات والصحة العامة ورئيس قسم مكافحة الأمراض بإدارة الصحة العامة بوزارة الصحة، الدكتور عادل الصياد، واستشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري، المقدم طبيب مناف القحطاني، مجمل التحديات والأولويات الأهم والأبرز المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات في البحرين وإقليم شرق المتوسط، في الوقت الذي أكد فيه المشاركون في النقاش أهمية دور التعليم والتدريب الصحي في مجابهة هذه الأزمة، مستعرضين عددًا من التوصيات المنبثقة عن الاجتماع الإقليمي المعني بمراجعة برامج مقاومة المضادات، والتي تمحورت حول إدماج المفاهيم في المناهج التعليمية، وبناء القدرات، وتطوير أجندات وطنية للبحث .
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية مقاومة مضادات المیکروبات لمنظمة الصحة العالمیة منظمة الصحة العالمیة جامعة الخلیج العربی مقاومة المضادات شرق المتوسط فی الوقت
إقرأ أيضاً:
هجوم تدمر وقع أثناء اجتماع لبحث سبل مكافحة "داعش"
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، السبت، تفاصيل تتعلق بالهجوم الذي وقع في مدينة تدمر بسوريا، وأسفر عن مقتل ثلاثة أميركيين، هم جنديان ومدني.
وقالت الصحيفة، إن هجوم تدمر وقع أثناء اجتماع بين مسؤول عسكري أميركي ومسؤول من الداخلية السورية لبحث سبل مكافحة داعش.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله، إن جنودا أميركيين كانوا يحرسون الاجتماع جنبا إلى جنب مع القوات السورية.
ووفق الصحيفة، فإنه عقب الهجوم، أرسلت الولايات المتحدة طائرتين مقاتلتين من طراز إف-16 للتحليق فوق تدمر.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، السبت، أن منفذ هجوم تدمر، لا يملك أي ارتباط قيادي داخل الأمن الداخلي ولا يعد مرافقا للقيادة، مبينا أن التحقيقات جارية للتأكد من صلته بتنظيم داعش أو حمله لفكر التنظيم.
وقال البابا، خلال اتصال هاتفي مع قناة الإخبارية السورية: "إن قيادة الأمن الداخلي كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في التحالف الدولي حول معلومات أولية تشير إلى احتمال وقوع خرق أو هجمات من قبل تنظيم داعش، إلا أن هذه التحذيرات لم تؤخذ بالاعتبار”، مشيرا إلى أن الهجوم وقع عند مدخل مقر محصن تابع لقيادة الأمن الداخلي بعد انتهاء جولة مشتركة بين الجانبين، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا".
وأضاف البابا: "إن التحالف الدولي أعلن أن هناك جنديين قتلا إضافة إلى مترجم، وهناك إصابتان من طرف قوات الأمن الداخلي السورية التي استطاعت تحييد المنفذ، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ليس له أي توصيف قيادي داخل الأمن الداخلي، ولا يصنف على أنه مرافق لقائد الأمن الداخلي، كما زعمت بعض الأخبار غير الدقيقة".
وأوضح البابا أن "هناك أكثر من خمسة آلاف عنصر منتسبون لقيادة الأمن الداخلي في البادية، وهناك تقييمات للعناصر بشكل أسبوعي، وبناءً على هذه التقييمات يتم اتخاذ إجراءات"، مضيفا أن تقييما صدر في العاشر من الشهر الحالي بحق منفذ الهجوم، أشار إلى أنه قد يكون يملك أفكارا تكفيرية أو متطرفة، وكان هناك قرار سيصدر بحقه غدا كونه أول يوم دوام في الأسبوع، لكن الهجوم وقع اليوم السبت الذي يعتبر يوم عطلة إدارية.
وأشار المتحدث باسم وزارة الداخلية إلى أن إجراءات التحقيق التي تم البدء بها تقوم على فحص البيانات الرقمية الخاصة بمنفذ الهجوم، والتأكد مما إذا كان يملك ارتباطا تنظيميا مباشرا مع داعش أم أنه فقط يحمل الفكر المتطرف، وأيضا التحقق من دائرة معارفه وأقربائه، لافتا إلى أنه سيكون هناك إجراءات بروتوكولية جديدة خاصة بالأمن والحماية والتحرك من قبل قيادة التحالف الدولي بالتنسيق مع قيادة الأمن الداخلي في البادية.
وتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت أن ترد الولايات المتحدة على الهجوم، حيث قال في منشور على "تروث سوشيال": "ننعي ببالغ الحزن والأسى فقدان ثلاثة من أبطالنا الأميركيين في سوريا، جنديين ومترجم مدني. كما ندعو بالشفاء العاجل للجنود الثلاثة المصابين الذين تأكدت سلامتهم"، مضيفا: "كان هذا هجوما شنّه تنظيم داعش ضد الولايات المتحدة وسوريا، في منطقة بالغة الخطورة خارجة عن سيطرتهم الكاملة".
وأكد ترامب أن الرئيس السوري أحمد الشرع "أعرب عن غضبه الشديد واستيائه البالغ إزاء هذا الهجوم"، مشددا على أن الرد سيكون "حازما".
من جانبه، قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني: "ندين الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية لمكافحة الإرهاب مشتركة بين سوريا والولايات المتحدة".
ووصف وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث منفذ الهجوم بأنه "متوحش"، وقال "إن استهدفتم أميركيين، في أي مكان في العالم، ستمضون بقية حياتكم القصيرة والمليئة بالضغط وأنتم تدركون أن الولايات المتحدة ستطاردكم وتعثر عليكم وتقتلكم بدون رحمة".
وكان تنظيم داعش قد سيطر على مدينة تدمر في العامين 2015 و2016 في سياق توسع نفوذه في البادية السورية.
ودمّر التنظيم خلال تلك الفترة معالم أثرية بارزة ونفذ عمليات إعدام بحق سكان وعسكريين، قبل أن يخسر المنطقة لاحقا إثر هجمات للقوات الحكومية بدعم روسي، ثم أمام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ما أدى إلى انهيار سيطرته الواسعة بحلول 2019، رغم استمرار خلاياه في شن هجمات متفرقة في الصحراء.
وانضمت دمشق رسميا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، خلال زيارة الرئيس الشرع لواشنطن الشهر الماضي.
وتنتشر القوات الأميركية في سوريا بشكل رئيسي في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تقول واشنطن إنها تركز حضورها العسكري على مكافحة تنظيم داعش ودعم حلفائها المحليين.