قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن هناك أسماء عائلات في مجتمعاتنا العربية تحمل وراءها قصصاً أخلاقية عميقة، من بينها عائلة تُعرف باسم "الملتم"، موضحاً أن أصل الكلمة "الملثّم"، إلا أن ظاهرة الإبدال – المعروفة في علم اللغة – جعلت العامة تنطقها "الملتم"، مثلما يحدث مع كلمات كـ"ثوم" التي تُنطق "توم"، و"هذا" التي تُختصر إلى "ده".

خالد الجندي: القرآن الكريم تعامل مع موضوع أصحاب الكهف بأسلوب إعجازي مقصودانتخابات الشيوخ.. خالد الجندي عقب التصويت: أتيت لحماية الوطن من إخوان تل أبيب

وأضاف الجندي خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن هذا النوع من التغيير اللغوي مألوف في بعض اللهجات، مشيراً إلى أن علماء اللغة يطلقون عليه "الإبدال"، وهو ما يُلاحظ في نطق بعض الحروف مثل الثاء والذال، حين تُبدّل إلى تاء ودال.

سلوك نبيل لأحد أفراد العائلة

وأكد أن قصة هذا الاسم ترتبط بسلوك نبيل لأحد أفراد العائلة، حيث كان الرجل يُعرف بتوزيع الصدقات في الخفاء، وهو ملثّم الوجه، حتى لا يعرف أحد من الناس أنه المتصدق عليهم، قائلاً: "شوف قد إيه السمو الأخلاقي عند بعض الناس الذين لا نعرف عنهم شيئاً.. رجل ملثم، لا يريد شهرة ولا ثناء، بل خالصاً لوجه الله".

واستشهد الجندي بسيرة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قائلاً: "عندما مات سيدنا عمر وبدأوا في تغسيله، وجدوا أن كتفيه مزرقتين، فسألوا غلامه نافع، فقال: إن سيدي كان يحمل الزاد والطعام على كتفيه في ظلمة الليل ويوزعه على الأيتام والمحتاجين، دون أن يدري به أحد، حتى أثّرت الحمولة في جسده الشريف".

وأوضح الشيخ الجندي أن هذا السلوك يدخل فيما يُعرف في العبادة بـ"الخبيئة"، أي العمل السري الذي لا يعلمه إلا الله، قائلاً: "الخبيئة دي تطفي غضب الرب، وتنجي العبد يوم القيامة، وتستر الذنوب، وتدفع الأذى، وتمنع استحواش النار، وتصرف عنك الزبانية، وتجلب لك رحمة الله".

واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، وبالحديث القدسي: "عبدي أنفق أنفق عليك"، قائلاً: "ما تشيلش هم، شيل هم غيرك، وربنا يشيل عنك، فالجزاء من جنس العمل، والنية محلها القلب، والله لا يضيع أجر المحسنين".


 

طباعة شارك خالد الجندي الأعلى للشؤون الإسلامية علم اللغة عمر بن الخطاب علماء اللغة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خالد الجندي الأعلى للشؤون الإسلامية علم اللغة عمر بن الخطاب علماء اللغة خالد الجندی

إقرأ أيضاً:

«حسبان من السماء».. خالد الجندي يوضح معنى العذاب المُنَزَّل بحساب ولماذا لا يهلك الكون كله

شرح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، المعنى الدقيق للفظ «حسبانًا من السماء» الوارد في سورة الكهف ضمن قصة صاحب الجنتين، وذلك خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC" اليوم الأربعاء، رداً على سؤال حول ما إذا كانت الآية دعاءً على صاحب الجنتين أم تذكيراً له بقدرة الله تعالى.

وقال الجندي إن كلمة «حسبانًا» تعني عذابًا نازلًا بحساب دقيق، منضبط في مقداره ووقته وحدوده، مؤكداً أن أي عذاب لو نزل دون ضبط إلهي دقيق لأهلك الكون بأسره، لأن الوجود قائم على ميزان محكم، وأي تغيير خارج المقدار يطيح بالأرض وما عليها.

وأكد أن الطير الأبابيل لو زاد ولو قليلًا في مقدار حجارتها لهلك أهل الأرض، وأن طوفان نوح عليه السلام كان مخصوصًا بقومه فقط ولم يغمر الكوكب كله، وكذلك عذاب قوم لوط وقع على قومه وحدهم دون غيرهم.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن جميع صور العذاب التي ذكرها القرآن  من الصاعقة إلى الريح إلى الخسف  جاءت تحت قانون «الحسبان»، أي تحت ضبط دقيق ولطف إلهي  يمنع الهلاك الشامل، مشيرًا إلى أن هذا الضبط هو في ذاته صورة من صور رحمة الله بخلقه.

خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلا على محبة الله للعبدخالد الجندي يكشف شروط التوبة الصادقة

شروط التوبة الصادقة 

وقال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن التوبة ليست مجرد إحساس داخلي، بل تحتاج إلى حركة لسان يظهر فيها صدق الرجوع إلى الله عز وجل.

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "DMC"، اليوم الأربعاء، أن العجيب أن الإنسان قبل التوبة قد يطلق لسانه بالنكات البذيئة، والغيبة، والكلام السيئ، والتعليقات المستمرة، ثم إذا أراد التوبة التزم الصمت فجأة وكأن “أبو السكيت” نزل عليه، بينما المطلوب هو أن يتحرك اللسان بالاستغفار والذكر وتلاوة القرآن، ليطهّر الإنسان لسانه مما كان عليه سابقاً.

وأكد الشيخ خالد الجندي أن اللسان هو شاهد العبد في الدنيا، وأن من كان يملأ وقته بالكلام الفاسد ثم تاب دون أن ينطق بذكر الله، فقد تخلّى عن أهم مظاهر التوبة العملية، مشيراً إلى أن تطهير اللسان هو أول خطوة لتطهير القلب، وأن الذكر والنطق الصادق هما العلامة الأولى على صدق العبودية وتمام الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.

طباعة شارك خالد الجندي حسبانًا من السماء برنامج لعلهم يفقهون شروط التوبة الصادقة

مقالات مشابهة

  • قد نقع فيه.. خالد الجندي يحذر من خطأ شائع في الصلاة على النبي
  • خالد الجندي يوضح حكمة الله في أمر نوح ببناء السفينة
  • خالد الجندي يُحذر من خطأ شائع يفسد صيغة الدعاء عند الصلاة على النبي.. فيديو
  • الشيخ خالد الجندي يحذر من الخطأ الشائع في كتابة «اللهم صل على النبي»
  • خالد الجندي: قصة صبر سيدنا نوح تحمل عبرة عظيمة
  • «حسبان من السماء».. خالد الجندي يوضح معنى العذاب المُنَزَّل بحساب ولماذا لا يهلك الكون كله
  • الشيخ خالد الجندي يشرح سر دقة العذاب الإلهي ولماذا لا يهلك الكون كله
  • الشيخ خالد الجندي يوضح شروط التوبة الصادقة
  • الشيخ خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلاً على محبة الله للعبد وقد يعطيه للكافر
  • خالد الجندي: عطاء الدنيا ليس دليلاً على محبة الله للعبد