الحكومة اللبنانية توافق على الورقة الأمريكية… و«حزب الله» يصف القرار بـ«الخطيئة الكبرى»
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
أعلن وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، اليوم الخميس، أن مجلس الوزراء أقرّ بالإجماع البنود الواردة في الورقة الأمريكية الهادفة إلى التوصل لحل شامل ودائم للأزمات في لبنان، والتي تتضمن حصر السلاح بيد الدولة ونشر الجيش اللبناني في الجنوب.
وقال مرقص، في مؤتمر صحفي عقب جلسة الحكومة: “وافق المجلس على المقترحات الواردة في الوثيقة الأمريكية، وأبرزها وقف الأعمال القتالية مع إسرائيل، وتثبيت سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية”.
وأوضح الوزير أن بعض الوزراء غادروا الجلسة احتجاجًا، وقال: “حاولنا ثني الزملاء عن الانسحاب، لكنهم فضّلوا المغادرة كي لا يُتخذ القرار بوجودهم”.
وفيما شدد مرقص على التزام الحكومة باتفاق الطائف وقرار مجلس الأمن 1701، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، في تصريح عقب الجلسة، أن “حصرية السلاح بيد الدولة التزام دستوري ورد في البيان الوزاري وخطاب القسم”.
وكان مجلس الوزراء قد كلّف الجيش اللبناني بوضع خطة عملية لحصر السلاح بيد القوى الشرعية قبل نهاية العام الجاري، على أن تُعرض على الحكومة قبل 31 آب الحالي.
في المقابل، أصدر “حزب الله” بيانًا وصف فيه قرار الحكومة بأنه “خطيئة كبرى”، معتبرًا أن “التخلي عن سلاح المقاومة يُضعف موقف لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي والأمريكي”.
وأضاف البيان: “الحزب سيتعامل مع القرار كأنه غير موجود، لأنه يمثل انقلابًا على التفاهمات الوطنية والبيان الوزاري”. وأكد الحزب انفتاحه على الحوار ودعوته إلى العمل على تحرير الأراضي المحتلة والإفراج عن الأسرى.
وتشهد الساحة السياسية اللبنانية توترًا متصاعدًا على خلفية القرار الحكومي، وسط تحذيرات من تصعيد ميداني محتمل، في ظل استمرار الخلافات حول سلاح “حزب الله” ودور الدولة في ضبط الأمن.
آخر تحديث: 7 أغسطس 2025 - 19:48المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الرئيس اللبناني جوزيف عون تسليم سلاح حزب الله حزب الله وإسرائيل سلاح حزب الله لبنان لبنان وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الإسرائيلي لـ أورتاغوس: نزع سلاح حزب الله شرطٌ لمستقبل لبنان
أعلن جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي، أنه أجرى مع مورغان أورتاغوس نقاشاً “مفيداً” حول الوضع في لبنان، مؤكداً أن حزب الله هو “من ينتهك السيادة اللبنانية”، و"نزع سلاحه" أمر بالغ الأهمية “لمستقبل لبنان وأمن إسرائيل”، وفقا لـ رويترز.
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع حملة دبلوماسية مكثفة تشنها كل من إسرائيل والولايات المتحدة، بهدف الضغط على لبنان لتنفيذ القرار الحكومي الذي يقضي بـ"حصر السلاح في يد الدولة" ونزع أسلحة الميليشيات - وعلى رأسها حزب الله.
من جانبها، أبدت أورتاغوس - في زياراتها المتكررة إلى بيروت خلال الأشهر الماضية - تأييدها للمطلب ذاته، مشدّدة على ضرورة أن تقوم السلطات اللبنانية بـ"إجراءات جدّية" لنزع السلاح وتسليم الممتلكات العسكرية للحكومة، على أن يتم ذلك “بأقرب وقت ممكن”، وفقا لـ رويترز.
وفي حين تدرك تل أبيب وواشنطن أن هذه الخطوة - في حال تنفيذها - تعني استعادة الدولة سيادتها الكاملة على أراضيها، فإن التحدي الحقيقي يبقى في مدى قابلية حزب الله ورفاقه لقبول تسليم أسلحتهم، خصوصاً في ظل استمرار ما تعتبره الجماعة "عدواناً إسرائيلياً" ووجود قوات إسرائيلية في جنوب لبنان بحسب مصادر من لبنان.
من جهة لبنانية، يُشير بعض المسؤولين إلى أن تنفيذ القرار سيتطلب خطة تدريجية مدروسة، لتفادي فراغ أمني أو شلل مؤسساتي، خصوصاً في المناطق الجنوبية التي اعتاد فيها الحزب على دور شبه "حامي" للسكان، كذلك الخشية من إنزال “صدام داخلي” في حال حاولت الدولة فرض حصر السلاح بالقوة.
وبهذا المعنى، يرى مراقبون أن رسائل إسرائيل - عبر وزير خارجيتها - وواشنطن - عبر أورتاغوس - تشير إلى أنّ “نزع السلاح” أصبح ليس فقط مطلباً دبلوماسياً، بل سيفاً معلّقاً فوق حكومة بيروت، وقد يتحول إلى ذريعة لتصعيد أو تنفيذ عمليات عسكرية إذا لم تُنفّذ أجندتها في الوقت المحدد.