أستاذ بالجامعة العبرية: القوات الإسرائيلية أصبحت جيش مليشيا
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
يقدم أساف ديفيد، الباحث والأستاذ في الجامعة العبرية في القدس، قراءة عميقة لتحولات الجيش والمجتمع الإسرائيليين منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، معتبرا أن الحدث مثل نقطة انهيار داخلية، كما جاء في مقابلة مع موقع أوريان 21.
وفي المقابلة -التي أجراها معه سلفيان سيبل- بيّن الباحث الإسرائيلي أن إسرائيل تعيش اليوم تحولا جذريا يقودها إلى بنية عسكرية وسياسية "مسيحانية" ذات نزعة تدميرية، ويصف الجيش بأنه تحول إلى "جيش مليشيات" بعد أن تآكلت منظومة القيادة والانضباط داخله.
ويشرح ديفيد أن المجتمع الإسرائيلي، قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان يعيش في حالة إنكار كامل لواقع الاحتلال وقسوته، وغزة كانت خارج الاهتمام العام، بل إن رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت وصفها بأنها شيء مزعج لكنه غير مهم، وكان يقال أيضا إن إسرائيل تديرها.
بيد أن "طوفان الأقصى" -حسب الباحث- باغت الإسرائيليين ودمر ثقتهم بمؤسساتهم، لأن الجيش، بدل أن يمسك بزمام الأمور، انزلق إلى رد فعل فوضوي تغذيه رغبة انتقامية واسعة، وتدعمها القيادة السياسية والعسكرية، مما أدى إلى انفلات في السلوك العسكري وتوسيع الهجمات دون قيود.
ويشير أساف ديفيد إلى أن التيار الديني المسيحاني أصبح القوة المهيمنة داخل الجيش وأجهزة الأمن، مشيرا إلى أن هذا التيار بالنسبة لليهودية يشبه المتطرفين الجهاديين بالنسبة للإسلام، وهو يوظف اليهودية لأهداف مرعبة.
خطط ذات طابع تطهيريوبعدما نفذت هذه المجموعات خطة طويلة للسيطرة على مفاصل القوة على أعلى مستويات الجيش، شهدنا جنونا تدميريا -كما يقول الكاتب- فكيف يمكن أن نتعجب من الوحشية العامة، من رغبة في الانتقام الشامل، لدى الجنود والمدنيين على حد سواء؟
إعلانومع هذا التحول اتسعت حالات اتخاذ الضباط قرارات مستقلة مناقضة أحيانا لأوامر القيادة، كما يقول الباحث، مستطردا تحليل المقدم أساف حزاني في كتابه "جيش المليشيات"، حيث وصف الجيش الإسرائيلي بأنه "جيش مليشيات"، وبين أن قرارات كثيرة بشأن أفعال القوات تتخذ من قبل الضباط دون موافقة مسبقة من رؤسائهم أو حتى خلافا لأوامرهم.
إسرائيل تتجه نحو مجتمع عسكري متشدد مشبع بالعنف، خاضع لنفوذ تيار مسيحاني قومي داخل مؤسسات القوة، مما يطرح أخطر تهديد على مستقبل الدولة نفسها وعلى المنطقة بأكملها
وبيّن هذا التحليل أيضا أن بعض الضباط الكبار كانوا يتصرفون باستقلالية تامة، خصوصا أولئك المنتمين للتيار المسيحاني، وأن بعض الجنرالات تبنوا خططا ذات طابع تطهيري تجاه غزة، عارضها آخرون مما أحدث انقساما داخل المؤسسة العسكرية.
ونبه الكاتب إلى أن "خطة الجنرالات" كانت تعتمد على التسبب في مجاعة تدفع سكان غزة إلى الرحيل، فلا يبقى سوى مجموعات مسلحة يسهل القضاء عليها، كما أن الحكومة كانت تريد سحق غزة وتنفيذ تطهير عرقي، حتى إنها أنشأت "إدارة إعادة التوطين الطوعي في غزة".
وفي نظر أساف ديفيد، أدى غياب حل سياسي واستفحال القومية الدينية إلى نزع الإنسانية عن الفلسطينيين ونشر ثقافة عنف غير مسبوقة داخل المجتمع الإسرائيلي الذي يظهر اليوم مستويات مرتفعة من القسوة والتطرف في الشوارع والأسواق.
ومع أنه كان يجب على القيادة العسكرية أن تعلن ما هو محظور، وأن من يخالف سيحاسب، فقد حدث العكس، وشهدنا جنونا تدميريا، حيث أعطت القيادة السياسية والعسكرية "النغمة" -حسب تعبير الباحث- حين قال رئيس الأركان هرتسي هاليفي لزوجته قبيل ذهابه إلى مقر القيادة "سندمر غزة"، والنتيجة أن سيطر جنون من القسوة على الجيش، بدعم شعبي.
وفي هذا السياق، ذكر الكاتب بأن هدف الجيش لم يكن واضحا في الأيام الأولى، وكان يرى أن حجم الأضرار اللاحقة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أهم من دقة الضربات، وسرعان ما رفع نسب "الخسائر الجانبية" المسموح بها، وسمح بقتل 200 مدني مقابل اغتيال قائد واحد من الحركة.
وعند سؤال الباحث هل بدأ الجيش تقييما لنتائج الحرب؟ أشار إلى أن بعض الجنود بدؤوا يفهمون ما ارتكبوه، وأن ظهور الصدمات النفسية بين الجنود، بما فيها الانتحارات والاضطرابات المستترة تحت مسمى "الإصابات الأخلاقية"، ستزيد الوضع تفاقما، وستترك أثرا طويل الأمد على الجيل القادم.
أما العلاقة بين الجيش والحكومة، فيصفها أساف ديفيد بأنها مشحونة، إذ يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -حسب رأيه- إلى إطالة أمد الحرب واستغلال الفوضى للبقاء في السلطة، وقال إنه لن يتردد في التصعيد في غزة أو لبنان أو حتى إيران إذا اعتقد أن ذلك سيخدم مصلحته.
كما تناول الباحث التدخل المتزايد للولايات المتحدة، لافتا إلى أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لغزة تحمل بعدا اقتصاديا بالأساس، وأن إقامة قاعدة أميركية داخل إسرائيل لأول مرة، يمثل تحولا حساسا في ميزان السيادة، رغم أن التحكم الفعلي سيظل بيد إسرائيل في نهاية المطاف، كما يرى.
ويلخص الباحث المتخصص في جيوش منطقة الشرق الأوسط رؤيته المستقبلية، مشيرا إلى أن إسرائيل تتجه نحو مجتمع عسكري متشدد مشبع بالعنف، خاضع لنفوذ تيار مسيحاني قومي داخل مؤسسات القوة، مما يطرح أخطر تهديد على مستقبل الدولة نفسها وعلى المنطقة بأكملها.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات إلى أن
إقرأ أيضاً:
20 ألف قطعة.. الجيش الألماني يعلن تعرض شحنة ذخيرة للسرقة
سُرقت شحنة ذخيرة مخصصة للقوات المسلحة الألمانية من شاحنة مقاول، بحسب ما أفاد ناطق باسم الجيش الثلاثاء.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وقال إن الذخيرة سُرقت من "مقطورة مركبة النقل التابعة للجهة المدنية الناقلة والتي كانت متوقفة خلال الليل".
أخبار متعلقة أدين بتهريب المخدرات.. رئيس هندوراس السابق خارج السجن بعفو من ترامببوتين يستقبل ويتكوف في إطار مساعي وقف الحرب في أوكرانياوذكر الإعلام الألماني بأن صناديق تحتوي على حوالى 20 ألف قطعة ذخيرة سُرقت من الشاحنة التي كانت متوقفة خارج فندق في مدينة ماغدبورغ (شرق).
وقالت مجلة "دير شبيغل" إن الفحص الأولي كشف عن سرقة حوالى 10 آلاف طلقة من الذخيرة القتالية للمسدسات و9900 طلقة من ذخيرة المناورة الفارغة للبنادق الهجومية وما يسمى بالذخيرة الدخانية.اكتشاف فقدان الذخيرةوبحسب المجلة، يبدو أن السائق قرر من دون تخطيط مسبق قضاء الليلة في فندق في بلدة بورغ.
وأوضح المتحدث باسم الجيش بأنه تم اكتشاف فقدان الذخيرة لدى تسليم باقي الشحنة إلى الثكنة التي كانت مخصصة لها.
وقال "تم فورا إبلاغ سلطات الأمن والتحقيق المعنية بعملية السرقة. نأخذ هذه الحادثة على محمل الجد ونجري تحقيقا معمّقا".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الجيش الألماني يعلن تعرض شحنة ذخيرة للسرقة - مشاع إبداعي
وأفادت مصادر في القوات المسلحة "دير شبيغل" بأنه يستبعد بأن تكون الحادثة "عملية سرقة عرضية".القوات المسلحة الألمانيةوأوضحت المجلة "يخشون بأن عملية نقل الذخيرة كانت تحت المراقبة ووجه منفّذوها بضربتهم عندما توقف السائق بشكل غير مخطط له في بورغ".
وتعهّدت ألمانيا إصلاح قواتها المسلحة المهملة منذ مدة طويلة في مواجهة روسيا وأقرت الأسبوع الماضي موازنة للعام 2026 تتضمن ديونا كبيرة للإنفاق الدفاعي.
كما اتفق الائتلاف الحاكم بقيادة المحافظين على نموذج جديد للخدمة العسكرية يهدف لجذب مزيد من المجنّدين إلى صفوف القوات المسلحة.