استعراض إسرائيلي لثلاث خيارات سيئة لمستقبل الحرب في غزة
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
تُبرز صور الأسرى الإسرائيليين في غزة عمق الفخ الذي وقع فيه إسرائيل بسبب تعثر مفاوضات صفقة التبادل، حيث اتضح له أن كل خيار ينطوي على ثمن باهظ، ومخاطر استراتيجية، بين الاختيار بين عزلة دولية غير مسبوقة، أو استسلام يُعزز المقاومة الفلسطينية لأجيال، أو حرب استنزاف تُعمّق تآكل الجيش.
وأكد الجنرال تامير هايمان، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، أن "صور الأسرى الإسرائيليين، إضافة لفشل المفاوضات مع حماس، تستدعي مناقشة مسألة ما يمكن فعله إذا استمرت حماس في رفض إطلاق سراح الأسرى، بعبارة أخرى، ماذا لو توصلت الحركة لاستنتاج مفاده أن الوضع الحالي يسمح لها بابتزاز إسرائيل، حتى في أدق التفاصيل، والمطالبة بتغييرات تضمن انتصارها".
الهجرة الطوعية
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "حماس تطالب بإطلاق سراح أسرى النُحَبَّة الذين نفذوا هجوم الطوفان، وجعل إطلاق سراح الرهائن شرطا لإعادة إعمار غزة، والانسحاب منها حتى آخر سنتيمتر، دون أي مساحة أمنية أمام المستوطنات، وإفراغ السجون من أخطر الأسرى، رفض أي مخطط لنزع السلاح، وهذا الواقع يسمح بثلاثة مقاربات للحل: "المدينة الإنسانية" وتشجيع الهجرة الطوعية، ووقف الحرب بشروط حماس، وحرب استنزاف طويلة".
وقال إن "الخيار الأول المتمثل بالمدينة الإنسانية، وتشجيع الهجرة الطوعية، يتمثل بتركيز جميع سكان القطاع في مخيم لاجئين ضخم بين المواصي ورفح، وستكون هذه المنطقة الأكثر ازدحاما في العالم، سيحرسها الجيش من جميع الجهات، وستشجع الظروف القاسية السكان على الهجرة طوعا إلى دول مستعدة لاستقبالهم كلاجئين، ومن الواضح أن نقل السكان لجنوب غزة يتطلب ضغطًا عسكريًا من الشمال إلى الجنوب، أي أن الجيش سيتوغل بمدينة غزة والمخيمات الوسطى لدفع السكان جنوبًا، نحو "المدينة الإنسانية".
وأوضح أن "تداعيات هذا الخيار على تحقيق أهداف الحرب تتمثل في تعريض حياة الرهائن للخطر، لأنه يرجح أنهم محتجزون تحت الأرض، وأي محاولة من الجيش للتسلل عبر الأنفاق لسحق حماس هناك ستؤدي لمقتلهم، أما مقاتلي حماس فسيختفون بين الغزيين جنوبا، أو تحت الأرض بجوار الرهائن، حتى لو دُمر آخر من بقي تحت الأرض، ستظل حماس التي هاجرت جنوبا موجودة بين السكان، وستعود كمنظمة تخوض حرب عصابات".
الاستسلام لحماس
وأضاف أن "الخيار الثاني يتمثل في قبول جميع شروط حماس، ووقف الحرب، وفقًا لهذا المخطط، يوقف الجيش إطلاق النار، وينسحب، ويُطلق سراح جميع الأسرى، مع ترجيح أن تصرّ إسرائيل والولايات المتحدة على حكومة بديلة في غزة، وقد توافق حماس على ذلك، لكنها ستعتبرها دمية، وتعمل هي خلف الكواليس، وفي مثل هذه الحالة فإنه سيتم إطلاق سراح الرهائن الأحياء، ومعظم الجثث، وستُبقي حماس على بعضهم في حالة من عدم اليقين للحفاظ عليهم كضمانة لمنع تجدد القتال".
وأوضح أنه "على عكس الحالة السابقة، ستُعلن حماس انتصارًا إلهيًا، وستُعتبر صور إطلاق سراح جميع أسراها من السجون، وانسحاب الجيش بمثابة صورة للنصر، وسيتعزز ادعاؤها بهزيمة إسرائيل التي دفعت أثمانا هباءً".
الاستنزاف الطويل
وأضاف أن "الخيار الثالث هو الاستنزاف، حيث لا ينسحب الجيش، بل يُثبّت خطًا من المواقع الاستيطانية داخل القطاع، ويُعمّق تدمير الأنفاق في كامل المنطقة الخاضعة لسيطرته، بهدف الحدّ من فعالية المقاومة، ويُنفّذ عمليات هجومية روتينية على الشريط الساحلي للقطاع، الذي يشمل غزة، والمخيمات الوسطى، والمواصي، وتدخل المساعدات الإنسانية بكميات كبيرة لنفي مزاعم التجويع المتعمد، وتخفيف الضغط الدولي".
وأوضح أنه "مع مرور الوقت، وعدم وجود تسوية إسرائيلية، يتدهور وضع الرهائن، لكن وضع حماس لا يتحسن أيضًا، وتظل فرصة التوصل لصفقة الرهائن قائمة طوال الفترة، ومن الممكن أن يبقى عدد أقل منهم على قيد الحياة حتى يتم التوصل للصفقة، أما حماس المنهكة في التآكل ببطء، وبمرور الوقت، فستحافظ على قوتها العسكرية، رغم الغضب اشعبي الداخلي، لكنها هذه المرة لا يمكنها إعلان النصر".
وأشار إلى أن "جميع الخيارات سيئة، ولكن يجب فحص أيها أقل سوءًا، حيث سيؤدي الخيار الأول لعزل إسرائيل، والعقوبات الاقتصادية، واستبعادها من الأوساط الأكاديمية، وستؤكد انتهاك القانون الدولي، وتعزز المقاومة بغزة، وسيقع العبء الاقتصادي المتمثل باحتجاز الفلسطينيين على عاتق دافعي الضرائب الإسرائيليين، لأن الثمن الاقتصادي المترتب على احتلال القطاع باهظ، قد يصل 25 مليار شيكل سنويًا للنفقات العسكرية، و10 مليارات شيكل إضافية سنويًا للنفقات المتعلقة بتوفير الكهرباء والمياه والخدمات الطبية والغذاء".
وأوضح ان "الخيار الثاني سيمنح النصر لحماس، لكنه يحمل فرصة لإطلاق سراح معظم المختطفين، بثمن مؤلم للغاية، من شأنه أن يعمق الاستقطاب بين الاسرائيليين، وفي الوقت نفسه يُضعف الردع في مواجهة عمليات الاختطاف المستقبلية، لكن الميزة الرئيسية لهذا الخيار هي تحقيق معظم أهداف الحرب، لأن وقفها سيسمح ببدء عملية التعافي، وإعادة بناء المجتمع الإسرائيلي وسياسته الأمنية".
وخلص الى القول أن "الخيارين أعلاه إشكاليان، ولذلك ينبغي على الجيش أن يوصي بالبديل (ج)، لأنه الخيار الوحيد الذي يحافظ على المرونة اللازمة لتطوير البديلين الآخرين، ويوقف النزيف السياسي، ويسمح بتجديد القوات، ويخفف من المعضلات الأخلاقية التي يواجهها الجيش يوميا، وفي هذا البديل، قد يتيح مرور الوقت فرصًا جديدة غير متاحة حاليًا، وقد يخفف الثمن الذي تطلبه حماس، ليصبح خيار إنهاء الحرب هو الخيار المُختار".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة المقاومة غزة الاحتلال المقاومة اليوم التالي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
مكان احتجاز جثة الضابط غولدين يفضح فشل الاحتلال.. وصحفيون يوبخون الجيش
#سواليف
نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية، تفاصيل مثيرة، عن #مكان #احتجاز #جثة #الضابط الإسرائيلي #هدار_غولدين، الذي أسرته #كتائب_القسام، الذراع العسكري لحركة #حماس، عام 2014، وسلّمت جثمانه مؤخرا في إطار صفقة التبادل.
وأكدت الصحيفة أن جثة غولدين، كانت داخل #نفق يبعد دقائق معدودة عن السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، وعلى مسافة كيلومترين من موقع أسره. وأوضحت أن الجثة بقيت في نفس النفق منذ اليوم الأول لأسره، ورغم أن جيش الاحتلال كان يمشّط المنطقة لأكثر من عقد، وخلال حرب الإبادة، لم يتمكن من العثور عليه.
وبعد تسليم جثته من قبل كتائب القسام، اصطحب جيش الاحتلال صحفيين إسرائيليين إلى مكان النفق، وتعرض قائد الوحدة لأسئلة حادة منهم، على خلفية #فشل_الجيش في العثور عليه واستعادة جثمانه طوال تلك المادة.
مقالات ذات صلة الفيدرالي الأميركي يخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس 2025/12/10وادعى قائد في وحدة “يهلوم”، التي تولت مهمة البحث عن غولدين، أن شبكة الأنفاق التي بحثوا عنها، كانت ضخمة وبطول نحو 10 كيلومترات.
وذكرت الصحيفة أن أحد الصحفيين، واجه الضباط بالقول، “في النهاية لم ينجح الجيش في العثور على رفات غولدين، ومن أخرجه في النهاية هم حماس”، فيما قال مراسل آخر “عملية استمرت عاما ونصف العام، استثمرت فيها أفضل القوات والموارد والجهود، مع ذلك، لم تتمكنوا من العثور عليه”.
وبنبرة فاضحة، اضطر الضابط وسط أسئلة الصحفيين إلى الإقرار بالقول: “للأسف لم نكن نحن من أعاد هدار، بل حماس، لكنني واثق تماما أن الإجراءات المباشرة التي قمنا بها هي ما أجبر حماس في النهاية على إعادته إلى الوطن” وفق زعمه.
فيما برر صحفيو الاحتلال عدم العثور على جثة غولدين، بالزعم أنه ربما كان مدفونا داخل مخبأ صغير خلف جدار مزدوج، وهو ما يعني أن جيش الاحتلال لم يعرف المكان الذي استخرجت منه الجثة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد الصحفيين، تساءل عن سبب عدم إعلان جيش الاحتلال، “فشله” في العثور على الجثة، ليرد عليه الضابط قائلا: “إذا نشرت بعد هذا اليوم مقالة عنوانها الجيش فشل، فهذا برأيي عمل غير وطني من جانبكم”، على حد قوله.