مصر تهاجم مخطط احتلال غزة.. إدانة شديدة واتهام لـ إسرائيل بارتكاب جريمة بحق الإنسانية
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
في لحظة فارقة من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، تعود غزة إلى واجهة الأحداث العالمية بعد قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي وضع خطة شاملة لاحتلال القطاع بالكامل. خطوة وُصفت بأنها ليست مجرد تحرك عسكري، بل مشروع متكامل لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وتصعيد غير مسبوق لحرب الإبادة المستمرة منذ شهور. في قلب هذه الأزمة، تعالت الأصوات المنددة، وفي مقدمتها الموقف المصري الذي جاء حادًا وصريحًا، محذرًا من كارثة إنسانية وسياسية إذا لم يتحرك العالم الآن.
أعلنت وزارة الخارجية المصرية إدانتها "بأشد العبارات" لقرار إسرائيل احتلال قطاع غزة بالكامل، معتبرة أن هذه الخطة ليست سوى محاولة لترسيخ احتلال غير شرعي، وتدمير كل مقومات حياة الشعب الفلسطيني، وتقويض حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة، وتصعيد الهجمة على القضية الفلسطينية حتى تصفيتها نهائيًا.
وأكد البيان أن ما يجري يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الإنساني، محذرًا من أن استمرار سياسة التجويع والقتل الممنهج والإبادة الجماعية في غزة سيؤدي إلى إشعال فتيل العنف وتوسيع دوائر الصراع في المنطقة، ويغذي الكراهية والتطرف.
مصر، التي تابعت المشهد عن كثب، وجهت دعوة مباشرة إلى المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، وجميع القوى الفاعلة، لوقف ما وصفته بـ"عربدة القوة" الإسرائيلية، وفرض أمر واقع بالقوة العسكرية. وشددت القاهرة على أن السلام والاستقرار لن يتحققا إلا عبر حل سياسي عادل يضمن قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
تصعيد خطير وإدانة صريحة لإسرائيل
وفي قراءة للمشهد، قال اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، إن الخطة الإسرائيلية لاحتلال غزة تمثل مرحلة جديدة وخطيرة في مسار الصراع، مؤكدًا أن هذه الخطوة قد تفجر الأوضاع في المنطقة بأسرها.
أضاف: "نحن ندين بشدة هذا السلوك العدواني من جانب إسرائيل، فهو ليس مجرد خرق للقانون الدولي، بل جريمة مكتملة الأركان بحق الإنسانية، ويكشف عن نية مبيتة لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه"، مشددًا على أن مثل هذه السياسات لن تحقق الأمن لإسرائيل بل ستشعل المنطقة بموجات جديدة من الغضب والمقاومة.
وأوضح السيد أن "المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي"، فإما أن يتحرك لوقف هذا المخطط قبل أن تتحول غزة إلى مقبرة جماعية، أو أن يتحمل تبعات صمته، مشيرًا إلى أن أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية ستفشل، تمامًا كما فشلت محاولات مماثلة في العقود الماضية.
بين إصرار الاحتلال على فرض واقع بالقوة، وتمسك الفلسطينيين بحقهم التاريخي، يقف العالم أمام لحظة حاسمة.. إما أن تُكبح جماح الحرب قبل أن تتحول غزة إلى مقبرة جماعية، أو أن تدخل المنطقة في نفق مظلم يصعب الخروج منه. وفي قلب هذه العاصفة، يبقى الموقف المصري صرخة تحذير مدوية، بأن السلام الحقيقي لا يُبنى على أنقاض الشعوب، بل على العدالة والحقوق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفلسطيني القطاع الموقف غزة شهور حرب
إقرأ أيضاً:
جريمة مكتملة الأركان.. الرئاسة الفلسطينية تدين قرار إسرائيل باحتلال غزة
عبرت الرئاسة الفلسطينية، عن رفضها وإدانتها الشديدة للقرارات الخطيرة التي أقرّها «الكابينت» الإسرائيلي، بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، وتهجير ما يقارب مليون فلسطيني قسرا من مدينة غزة وشمال القطاع الى الجنوب، في جريمة مكتملة الأركان تمثل استمرارا لسياسة الإبادة الجماعية والقتل الممنهج والتجويع والحصار، وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية.
وحذرت الرئاسة في بيان صدر عنها اليوم الجمعة، من أن هذه الخطط الإسرائيلية، القائمة على القتل والتجويع والتهجير القسري، ستقود إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، وتضاف إلى ما تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية من استيطان وضم للأرض الفلسطينية وإرهاب للمستوطنين واعتداء على المقدسات ودور العبادة المسيحية والإسلامية، وحجز الأموال الفلسطينية، وتقويض تجسيد مؤسسات الدولة الفلسطينية، وهي جرائم ضد الإنسانية تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وأكدت، أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بسياسة الإملاءات أو فرض الوقائع بالقوة، وأنه متمسك بحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأمام هذا التصعيد الخطير، قررت دولة فلسطين إجراء الاتصالات العاجلة مع الجهات المعنية في العالم، كما قررت التوجه الفوري إلى مجلس الأمن الدولي لطلب تحرك عاجل وملزم لوقف هذه الجرائم، كما دعت إلى عقد اجتماعات طارئة لكل من منظمة التعاون الإسلامي ومجلس جامعة الدول العربية، لتنسيق موقف عربي وإسلامي ودولي موحد، يضمن حماية الشعب الفلسطيني ووقف العدوان، كما ناشدت بشكل خاص الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن يتدخل لوقف تنفيذ هذه القرارات، وبدلا من ذلك الوفاء بوعده وقف الحرب والذهاب للسلام الدائم.
وطالبت الرئاسة، المجتمع الدولي، والأمم المتحدة ووكالاتها، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتحرك الفوري لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة والوقود دون أي قيود أو شروط، وضمان وصولها إلى جميع أبناء شعبنا في قطاع غزة، وخاصة في ظل التهجير القسري والظروف المأساوية التي يعيشها مئات الآلاف من النازحين.
وجددت الرئاسة تأكيدها، أن السبيل الوحيد لوقف هذه المأساة وضمان الأمن والاستقرار، هو تمكين دولة فلسطين من تولي كامل مسؤولياتها في الحكم والأمن في قطاع غزة، كجزء لا يتجزأ من دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وضمن حل سياسي شامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي وينفذ قرارات الشرعية الدولية.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية يناقش مع نظيره الإيراني مستجدات الأوضاع في غزة ولبنان
هل تستطيع إسرائيل فرض سيطرتها على قطاع غزة؟.. مفاجأة غير متوقعة من داخل جيش الاحتلال
مجلس وزراء إسرائيل يوافق على مقترح نتنياهو باحتلال قطاع غزة بالكامل