قالت صحيفة يسرائيل هيوم إن تحقيقا حول عملية "الأسد الصاعد" وجد أن طيارين إسرائيليين كانوا يحلقون سرا فوق إيران منذ عام 2016، لتحديد نقاط الضعف في دفاعاتها، وتعرض لعمليات مراقبة طويلة الأمد شملت 11 عالما نوويا إيرانيا، بما في ذلك روتينهم اليومي وخرائط منازلهم.

وأوضح التحقيق -الذي أجراه الصحفيان يوسي ميلمان ودان رافيف ونشرته بروبابليكا- أن إسرائيل بنت شبكة من معارضي النظام الإيراني والناهضين له، وجندت عملاء أجانب على مدى سنوات بهدف اغتيال شخصيات إيرانية بارزة وتفكيك أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية بالكامل كجزء من عملية "الأسد الصاعد".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: 6 محطات محورية في حرب إسرائيل على غزةlist 2 of 2فورين بوليسي: الغرب ينقلب ضد إسرائيلend of listشبكة واسعة

وأشار التقرير إلى أن شبكة واسعة من العملاء المحليين تم تفعيلها يوم 14 يونيو/حزيران، في اليوم الثاني من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على إيران، لتنفيذ ضربات منسقة تهدف إلى تحييد أنظمة الدفاع الجوي ومنصات إطلاق الصواريخ الإيرانية.

وزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) في جلسة تقييم لنتائج الضربة الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية (الجيش الإسرائيلي)

ونقلت بروبابليكا عن مصدر قوله إن "100% من بطاريات الدفاع الجوي التي حددها سلاح الجو الإسرائيلي للموساد تم تدميرها"، وأن معظمها كان موجودا بالقرب من طهران، في مناطق لم يسبق لسلاح الجو الإسرائيلي العمل فيها".

وتم نشر قوات كوماندوز أجنبية دربتها إسرائيل، وجندتها من إيران والدول المجاورة في جميع أنحاء إيران لتنفيذ الهجمات -حسب التقرير- كما استخدمت المخابرات الإسرائيلية شركات وهمية لشحن المعدات اللازمة إلى البلاد بشكل قانوني.

وذكر التقرير أن "إسرائيل هربت أطنانا من "المعدات المعدنية" التي هي في الواقع مكونات أسلحة تستخدمها فرق الكوماندوز، إلى إيران باستخدام سائقي شاحنات غير مبالين"، وبالفعل أفادت وسائل إعلام إيرانية بعد انطلاق العملية، أن إسرائيل أنشأت عدة مواقع إطلاق داخل البلاد.

إعلان

ونفذ عملاء إسرائيليون مهام جمع معلومات استخباراتية حول منشأة نطنز النووية، بما في ذلك جمع عينات من التربة لمراقبة مستويات تخصيب اليورانيوم، كما تجول عملاء متنكرون في زي فنيين وعمال صيانة أوروبيين في نطنز، مرتدين أحذية ذات نعل مزدوج مصممة لالتقاط الغبار والتربة، حسب للتقرير.

مراقبة أهداف

وذكرت مصادر نقلتها بروبابليكا أن تهريب المواد من وإلى إيران كان سهلا نسبيا، وقال أحد المصادر إن "الصناديق كانت ترسل بحرا أو في شاحنات تمر بشكل قانوني عبر المعابر الحدودية".

وفصل التقرير المراقبة طويلة المدى التي خضع لها 11 عالما نوويا إيرانيا، شملت روتينهم اليومي وخرائط مفصلة لمنازلهم، حتى إن الملفات حددت بدقة مواقع غرف النوم داخل المنازل، وقد أطلقت مقاتلات إسرائيلية صواريخ جو أرض على تلك الإحداثيات، مما أسفر عن مقتلهم جميعا حسبما جاء في التقرير.

وأكدت مصادر رسمية أن مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وسلاح الجو الإسرائيلي هي التي نسقت العمليات اللوجستية للعملية العسكرية، كما أفادت التقارير ضرب أكثر من ألف هدف خلال الحملة الجوية التي استمرت 11 يوما، قتل خلالها -حسب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية- 1062 إيرانيا، بينهم 786 عسكريا و276 مدنيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات

إقرأ أيضاً:

بين الدفاع الجوي وصواريخ توماهوك.. زيلينسكي يزور واشنطن هذا الأسبوع ويسعى لتوسيع الدعم الأميركي

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب خلال مكالمة هاتفية جرت يوم السبت تزويده بصواريخ "توماهوك" في إطار بحث الجانبين إمدادات جديدة من الأسلحة لكييف. اعلان

يُجري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع زيارةً إلى واشنطن تهدف إلى دفع التعاون العسكري والاستراتيجي مع الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة، في ظل تصاعد الضغوط الروسية على البنية التحتية الأوكرانية قبيل دخول فصل الشتاء.

وأعلن زيلينسكي، خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، نيّته لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مُعبّرًا عن أمله في أن يُعقد اللقاء يوم الجمعة. وقال: "نحتاج إلى مناقشة سلسلة من الإجراءات التي أود اقتراحها على الرئيس"، دون الخوض في تفاصيلها.

وأشار إلى أن جدوله في العاصمة الأمريكية سيشمل اجتماعات مع مسؤولين آخرين، من بينهم ممثلون عن شركات عسكرية وأعضاء في الكونغرس، مؤكدًا أن "القضية الرئيسية ستكون الدفاع الجوي"، لكنه لفت أيضًا إلى لقاءات مقررة مع ممثلي شركات في قطاع الطاقة — وهو ملف بات أكثر إلحاحًا بعد موجة الهجمات الروسية الأخيرة التي استهدفت محطات توليد الكهرباء وشبكات التدفئة.

مكالمتان في يومين

تأتي الزيارة بعد سلسلة اتصالات مكثفة بين زيلينسكي وترامب، شملت مكالمتين هاتفيتين خلال يومين نهاية الأسبوع الماضي. وكشف زيلينسكي أن النقاش تمحور حول "قدرات أوكرانيا على تنفيذ ضربات بعيدة المدى"، في إشارة إلى رغبة كييف المتزايدة في توسيع نطاق عملياتها الدفاعية.

في تصريحات نادرة من حيث الوضوح والحدّة، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب خلال مكالمة هاتفية جرت يوم السبت تزويده بصواريخ "توماهوك" في إطار بحث الجانبين إمدادات جديدة من الأسلحة لكييف.

ولم يكتفِ ترامب بالإفصاح عن طلب كييف، بل أضاف — مخاطبًا الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان": "ربما أتحدث معه [بوتين]. ربما أقول: انظر، إذا لم يتم التوصل لتسوية في هذه الحرب، فسأرسل لهم صواريخ توماهوك".

أوكرانيا تضرب عمق الطاقة الروسية

وقبل أيام قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الضربات التي شنتها بلاده مؤخرًا على المنشآت النفطية الروسية باستخدام صواريخ ومسيرات بعيدة المدى مطوّرة محليًا، تسببت في نقص حاد في إمدادات الوقود داخل روسيا، فيما تمكن الهجوم الأوكراني المضاد على الجبهة الشرقية من عرقلة خطة موسكو للسيطرة على أجزاء من دونيتسك.

وأوضح زيلينسكي في مؤتمر صحفي أن الصاروخ الجديد من طراز "باليانتسيا" (Palianytsia) أصاب عشرات المستودعات العسكرية الروسية، بينما استهدفت المسيرة "روتا" (Ruta) منصة نفطية روسية في عرض البحر على بُعد أكثر من 250 كيلومترًا، واصفًا العملية بأنها "نجاح كبير" للسلاح الجديد.

وخلال المؤتمر، دعا زيلينسكي الولايات المتحدة إلى تزويد بلاده بصواريخ "توماهوك" (Tomahawk) الأمريكية الصنع، القادرة على حمل رؤوس حربية كبيرة وضرب أهداف بعيدة بدقة عالية.

وأشار إلى أنه لم يسمع "كلمة لا" خلال اجتماعه الأخير مع المسؤولين الأمريكيين، مضيفًا أن واشنطن وافقت على دراسة المسألة على المستوى الفني.

استخبارات دقيقة وخيارات هجومية متطورة قيد الدرس

ويتزامن هذا التصعيد الدبلوماسي مع تقارير تفيد بأن إدارة ترامب وافقت على تزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية دقيقة تتيح لها استهداف منشآت طاقة روسية في العمق الاستراتيجي. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" مطلع تشرين الأول/أكتوبر، فإن وكالات الاستخبارات ووزارة الدفاع (البنتاغون) حصلتا على موافقة رسمية لتقديم بيانات استهداف تفصيلية تشمل محطات طاقة، ومصافي نفط، وخطوط أنابيب — كلها تُعدّ مصادر تمويل حيوية للآلة العسكرية الروسية.

وإلى جانب الدعم الاستخباراتي، تدرس واشنطن إمكانية تسليح أوكرانيا بصواريخ متطورة مثل "توماهوك" الجوالة، التي يصل مداها إلى 1500 ميل، وصواريخ "باراكودا" التي يبلغ مدى بعض طرازاتها نحو 800 كيلومتر.

ورغم أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد، فإن المصادر الأمريكية تشير إلى أن النقاش داخل الإدارة يتجه نحو توسيع الخيارات الهجومية المتاحة لكييف.

موسكو تُحذّر

وفي مؤشر على التوتر المتزايد حول مستقبل الحرب، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، خلال منتدى للسياسة الخارجية في منتجع سوتشي، من أن تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" سيؤدي إلى "مرحلة جديدة من التصعيد" وسيُلحق "ضررًا جسيمًا" بالعلاقات بين موسكو وواشنطن.

ويُنظر إلى تصريحات بوتين على أنها انعكاس لقلق موسكو المتزايد من تحوّل في الموقف الأمريكي، خاصة بعد أن غيّر ترامب لهجته في أواخر أيلول/سبتمبر 2025، حين قال إنه يرى أن أوكرانيا قادرة على استعادة كامل أراضيها — في تحوّل ملحوظ عن مواقف سابقة دعا فيها كييف إلى تقديم تنازلات لإنهاء الحرب.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • إيران تعلق على دعوة ترامب للحوار.. وسلوك واشنطن
  • بين الدفاع الجوي وصواريخ توماهوك.. زيلينسكي يزور واشنطن هذا الأسبوع ويسعى لتوسيع الدعم الأميركي
  • قائد القوات الجوية: معركة المنصورة واحدة مِن أهم وأعظم دِرُوس القتال الجوي
  • لماذا اختارت إيران مقاطعة قمة شرم الشيخ؟
  • الدفاع الروسية: منظومات الدفاع الجوي تسقط 103 طائرات أوكرانية مسيرة خلال الليلة الماضية فوق عدة مناطق
  • زيلينسكي يتحدث مع ترامب وماكرون ويطالب بتعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا
  • زيلينسكي يطلب من فرنسا دفاعات جوّية وصواريخ
  • كيف تنظر إيران لمشاركة أميركا بمشروع باسني الباكستاني؟
  • بينها تعزيز الدفاع الجوي.. مباحثات هاتفية بين زيلينسكي وترامب
  • إيران: لا نرى أي مبرر لإجراء محادثات نووية مع الدول الأوروبية