معدل البطالة في بريطانيا يرتفع إلى أعلى مستوى منذ أربع سنوات
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني، الصادرة الثلاثاء، أن معدل البطالة في المملكة المتحدة ارتفع خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في آب/أغسطس إلى 4.8%، مسجلا أعلى مستوى له منذ أكثر من أربع سنوات، في ظل تراجع واضح لسوق العمل وتباطؤ نشاط التوظيف.
تأتي هذه الأرقام قبل عرض ميزانية المملكة المتحدة المقرر في 26 تشرين الثاني/نوفمبر القادم، حيث ستواجه وزيرة المال ريتشل ريفز تحديا مزدوجا، يتمثل في تحقيق إنعاش للخزينة العامة بينما يظل الاقتصاد راكدا ومتأثرا بمعدلات تضخم مرتفعة.
وقد حدت الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة العام الماضي، والتي تضمنت خفض الإنفاق وزيادة الضرائب، خصوصاً على أصحاب العمل، من قدرتها على اتخاذ خطوات تحفيزية كبيرة. وأوضح ريتشارد كارتر، المحلل في شركة "كويلتر شيفيوت"، أن رفع الضرائب "أثقل كاهل الشركات"، مشيراً إلى أن الشركات ستفضل على الأرجح تأجيل أي خطط توظيف كبيرة حتى تتضح سياسات الحكومة المقبلة.
وأضاف سانجاي راجا من "دوتشه بنك" أن "خطط التوظيف متوقفة، وسوق العمل يواصل تراجعها"، في حين أشار مات سوانيل، المحلل في شركة "إي واي إيتيم كلوب"، إلى أن نمو الأجور في القطاع الخاص تباطأ ليصل إلى أدنى مستوى له منذ نحو أربع سنوات، رغم أنه لا يزال أعلى من المستويات المتوافقة مع هدف بنك إنكلترا لمعدل تضخم 2%. وأكد سوانيل أن هذا الوضع يرجح "بقاء معدلات الفائدة مستقرة حتى نهاية العام".
ويواجه الاقتصاد البريطاني منذ أكثر من عام تباطؤا في النمو مع ضغوط تضخمية مستمرة، إذ سجل التضخم مستويات قياسية في 2022 و2023 تجاوزت 10%، فيما شهد العام 2024 تراجعا تدريجيا لكنه ما زال أعلى من المستهدف من قبل بنك إنكلترا. وللحد من التضخم، رفع البنك أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى منذ 15 عاما، ما أثر سلبا على قروض الرهن العقاري وتكاليف الاقتراض للأفراد والشركات.
كما يعاني قطاع التجزئة ضغوطا حادة نتيجة تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين، وسط توقعات بأن تبقى أسعار الطاقة مرتفعة نسبيا خلال شتاء 2025، ما قد يزيد الأعباء على الأسر البريطانية. وفي الوقت نفسه، تواجه الحكومة ضغوطا متزايدة لإقرار سياسات تحفيزية لدعم النمو وتخفيف آثار التضخم على المواطنين.
وتعكس تراجع ثقة المستهلكين صورة قاتمة للاقتصاد البريطاني في الوقت الراهن، إذ يشعر المواطنون بالقلق من المستقبل ويضطرون إلى تقليص إنفاقهم اليومي، فيما يصبح تعزيز ثقة المستهلك عنصرا حاسما لإعادة تنشيط الاقتصاد. وبذلك، يبقى التحدي الأكبر أمام الحكومة وبنك إنكلترا هو تحقيق التوازن بين السيطرة على التضخم وتحفيز النمو الاقتصادي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي البطالة تضخم بريطانيا بطالة تضخم المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الذهب يواصل الصعود للأسبوع التاسع مسجّلًا أعلى مستوى في تاريخه
واصلت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعها القياسي للأسبوع التاسع على التوالي، لتسجل مستويات غير مسبوقة خلال تعاملات اليوم الإثنين، مدفوعة بتزايد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي عالميًا، بحسب تقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لإحدى منصات تداول الذهب، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 80 جنيهًا بالأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بختام تعاملات الأسبوع مساء السبت الماضي، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 5480 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بنحو 68 دولارًا لتسجل 4085 دولارًا.
وأشار إمبابي إلى أن عيار 24 سجل نحو 6263 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 نحو 4697 جنيهًا، وسجل عيار 14 حوالي 3654 جنيهًا، فيما استقر سعر الجنيه الذهب عند 43,840 جنيه.
مكاسب أسبوعية تاريخيةوكانت أسعار الذهب في السوق المحلية قد ارتفعت بنحو 180 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 5220 جنيهًا، ولامس مستوى 5450 جنيهًا كأعلى مستوى في تاريخه، قبل أن يختتم الأسبوع عند 5400 جنيه، أما على الصعيد العالمي، فقد ارتفعت الأوقية بنحو 131 دولارًا، بعدما بدأت تعاملاتها عند 3886 دولارًا، ولامست مستوى 4060 دولارًا، لتُغلق في نهاية الأسبوع عند 4017 دولارًا للأوقية.
وسجل الذهب في تعاملات الإثنين مستوى تاريخيًا جديدًا بلغ 4,085 دولارًا للأوقية، ليواصل مكاسبه للأسبوع التاسع على التوالي، مدعومًا بالطلب المتزايد على الملاذات الآمنة مع تصاعد المخاوف بشأن النزاع التجاري بين واشنطن وبكين.
توتر تجاري ومشهد سياسي مضطربشهدت الأسواق العالمية حالة من الارتباك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية بدءًا من 1 نوفمبر، ردًا على القيود الجديدة التي فرضتها بكين على تصدير العناصر الأرضية النادرة.
هذه الخطوة أثارت مخاوف من تعطل سلاسل الإمداد العالمية، وأعادت للأذهان أجواء الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
ورغم محاولات التهدئة التي صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، فإن حالة الحذر تسود الأسواق، فيما يلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ يحافظ على القيمة وسط تصاعد التوترات.
الإغلاق الحكومي الأمريكي يفاقم المخاوفزاد من تعقيد المشهد استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي للأسبوع الثالث على التوالي، مما أدى إلى تسريح موظفين فيدراليين وتعليق عدد من التقارير الاقتصادية المهمة، من بينها مؤشر أسعار المستهلكين الذي أُجّل صدوره إلى 24 أكتوبر.
وفي ظل غياب مؤشرات اقتصادية جديدة، تتجه أنظار الأسواق إلى خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول المقرر غدًا، والذي يُنتظر أن يوضح ملامح السياسة النقدية المقبلة، وسط توقعات بخفضين إضافيين لأسعار الفائدة هذا العام.
الطلب الاستثماري يواصل دعم الأسعارتشير بيانات مجلس الذهب العالمي إلى أن الارتفاع الأخير في الأسعار يعكس موجة قوية من الطلب الاستثماري، مدفوعة بتزايد مشتريات صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، التي سجلت تدفقات تفوق 67 مليار دولار منذ بداية العام، بينما ارتفعت حيازاتها العالمية إلى 3857 طنًا من الذهب، أي أقل بنسبة 2% فقط من ذروتها التاريخية المسجلة في نوفمبر 2020.
ويُرجّح المجلس أن موجة الصعود الحالية لم تستنفد زخمها بعد، نظرًا لاستمرار ضعف الدولار، وتراجع العوائد الحقيقية للسندات الأمريكية، وتزايد التقلبات في أسواق الأسهم، إلى جانب استمرار مشتريات البنوك المركزية حول العالم.
الذهب يكتب فصلًا جديدًا من تاريخهويختتم مجلس الذهب العالمي تحليله بالتأكيد على أن ما يحدث في أكتوبر 2025 ليس ذروة السوق، بل مرحلة جديدة من إعادة تسعير المعدن الأصفر في ظل تحولات الاقتصاد العالمي.
ففي عالمٍ تتراجع فيه الثقة بالعملات الورقية وتتسع فيه المخاطر الجيوسياسية، يبدو أن الذهب يواصل أداء دوره التاريخي كـ "الملاذ الآمن" الذي يوازن بين العاصفة والتاريخ.