سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان سيني ليبري
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
انتقلت مشاعر التضامن الشعبي البلغاري مع ضحايا الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة إلى الوسط السينمائي في هذه الدولة الأوروبية الشرقية، يوم افتتاح دورة المهرجان السينمائي الأشهر في هذا البلد المعروف بسيني ليبري CineLibri لهذا العام في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وتضمنت مذكرة وقعها أكثر من 400 فنان ومبدع دعوة إلى مقاطعة السفارة الإسرائيلية التي تشارك في رعاية المهرجان، واعتبرت أن هذا التعاون "يشرعن مصالح وأجندة سياسية لدولة تتحمل مسؤولية مباشرة عن التدمير المنهجي للحياة والثقافة الفلسطينية".
وكان من الموقعين مخرجو وصانعو أفلام كبار، منهم كونستانتين بوجانوف الذي عرض فيلمه "عديمو الخجل" في دورة العام الماضي لمهرجان كان، و راليتسا بتروفا التي حاز فيلمها "بِزْبُوغ" (بلا إله) على جائزة مهرجان لوكارنو الذهبية 2016. وبوجانا بانايوطوفا، صاحبة فيلم "تشيرفينو، تڤِردو تشيرفينو" (أحمر، أحمر قاتم) الفائز بإحدى جوائز مهرجان برلين 2018.
وجاء في نص المذكرة "في خضم الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وللسنة الثانية على التوالي، ينظم سينيلبري أمسية احتفالية خاصة لإسرائيل، ورُوج لها ترويجا واسعا عبر الإنترنت وفي آلاف منشورات المهرجان. هذا ليس فقط غير لائق، ولكنه أيضاً يستوجب الإدانة الأخلاقية". واستشهدت المذكرة بتوصيف منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بما جرى في غزة بوصفه "إبادة" ودعت إلى تحقيق التوافق بين المبادئ الفنية والأخلاقية المعلنة وأولوياته في جمع التبرعات للمهرجان. كما دعت قادة هذه المؤسسات الثقافية وغيرها في بلغاريا لاتخاذ موقف أخلاقي ضد "غسل" الإبادة الجماعية والفصل العنصري ثقافياً.
فغنشتاينوسرعان ما تفاعلت إدارة المهرجان الذي تترأسه جاكلين فغنشتاين المعروفة بتأييدها إسرائيل، إذ ألغت وبدون سابق إعلان الاحتفال الخاص الذي ينظمه المهرجان منذ عامين للسينما الإسرائيلية وكذلك الأمسية التي تقام على شرف السفير الإسرائيلي. كما سحب من برنامج عروض المهرجان فيلم "رسالة من داود" الذي يتناول أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول من وجهة نظر إسرائيلية بدون ذكر الأسباب .
إعلانويوم أمس الثلاثاء خرجت فغنشتين عن صمتها وقالت للإذاعة الوطنية البلغارية، إن العرض ألغي "لأنه كان من المفترض أن يحضره مخرج الفيلم ولم نستطع المخاطرة بسلامته، ولا سلامة الحضور. وقد ألغي بسبب أعمال التخريب والمضايقات الأخلاقية وغيرها على وسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها هذه العريضة. واستدركت فغنشتاين "هي فعلا تعود بتاريخها إلى ما بعد تاريخ الإلغاء، لكن وزارة الداخلية تشتبه أيضًا -من خلال المناقشات التي أجريناها- أن بعض الموقعين على العريضة هم أيضًا وراء أعمال التخريب الموجهة ضد "سيني ليبري". وزادت في منشور لها على فيسبوك "إن الداعمين للعريضة هم معادون للسامية".
واعتبر الداعمون للعريضة أن ما يحدث هو محاولة الحفاظ على السردية في الإعلام وأمام الرأي العام التي كانت سائدة والتي كانت تبرر سياسات إسرائيل في حربها على غزة، وخصوصا أنه وعلى مدى سنوات كانت إسرائيل تحظى بدعم مثقفين وفنانين وأكاديميين الأكثر ظهورا في الإعلام.
وقالت سفتيلا تورنين، وهي منتجة بلغارية كندية شاركت في تنظيم العريضة، إن فكرتها استلهمت من حركة عالمية لصناع السينما تدعى "حركة صناع السينما العالميين لأجل فلسطين" « The Global Filmworkers for Palestine Movement» التي سبق لها أن حشدت أكثر من 5000 من المشاهير وصناع الأفلام في حملة ناجحة لدفع "مهرجانات الأفلام ومنصّات البثّ والمؤسسات إلى قطع علاقاتها بالمؤسسات الإسرائيلية".
وقالت للجزيرة نت، أنه "من المشجّع للغاية أن نرى هذا العدد الكبير من الفنانين البارزين يعبّرون بصراحة عن مواقفهم دعماً لفلسطين وحقوق الإنسان ودور الفن في تشكيل الوقائع الاجتماعية والسياسية. مضيفة أن "مصطلح «تبييض الفن» (Artwashing) ليس حتى متداولاً أو معروفاً في التيار العام في بلغاريا".
وأعربت تورنين عن رضاها عن" الزخم الذي حققته العريضة حتى الآن"، ورأت في ذلك "اختراقاً إيجابياً طال انتظاره للمشهد الثقافي البلغاري".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
مهرجان الدوحة يعلن عن الدفعة الأولى من أفلام مسابقته.. تفاصيل
يقدم مهرجان الدوحة السينمائي باقة من الأفلام السينمائية البارزة من مختلف أنحاء العالم ضمن "مسابقة الأفلام الدولية الطويلة"، ما يعكس التزام المهرجان بالتميز السينمائي والتنوع الثقافي، وعرض قصص مؤثرة تترك صداها لدى الجمهور العالمي.
تجمع المسابقة نخبة من المخرجين الحائزين على جوائز مرموقة، والذين ألهمت أعمالهم المؤثرة لجماهير حول العالم. ومن خلال سردهم الجريء وتميزهم الفني، يواصل هؤلاء المبدعون رسم ملامح مشهد السينما العالمية وإثراء الحوار الثقافي الهادف والبنّاء.
وفي هذا السّياق، قالت فاطمة حسن الرميحي، مديرة المهرجان والرئيس التنفيذي لمؤسّسة الدوحة للأفلام: "نتشرف في مهرجان الدوحة السينمائي بأن نكرّم صناع الأفلام المبدعين الذين لامست أعمالهم القلوب، وتحدّت المفاهيم السائدة، وأسهمت في إعادة تشكيل مشهد السينما العالمية من خلال تقديم سرديات جريئة وشجاعة. وهذه الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام الدولية الطويلة تعبّر عن التزامنا الكامل برواية القصص الأصيلة، وتعكس إيماننا المشترك بقدرة السينما على تغيير المفاهيم. نحن فخورون بأن نقدم هذا المهرجان في الدوحة ليكون منصةً مهمة لإسماع الأصوات المؤثرة، وحيث يتفاعل الجمهور مع قصص تُلهم قيم التأمل والتعاطف والتواصل".
الأفلام الدولية المشاركة في مسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان الدوحة:
رينوار (اليابان/فرنسا/سنغافورة/الفلبين/إندونيسيا/قطر) للمخرجة تشي هاياكاوا، يروي قصة فتاة حساسة وغريبة الأطوار في الحادية عشرة من عمرها، وتتعامل مع والدها المريض ووالدتها المجهدة من العمل في طوكيو في صيف عام 1987، بينما يسعى كلُّ منهم لإيجاد علاقات إنسانية.
مدينة بلا نوم (إسبانيا/فرنسا/قطر) للمخرج غييرمو غارسيا لوبيز، تدور أحداثه في ضواحي مدريد، حيث تتزعزع حياة المراهق تونينو البالغ من العمر 15 عاماً، مع استعداد صديقه المقرّب للرحيل، ما يضعه أمام تساؤلات حول معنى الوطن والصداقة والأساطير الغجرية التي شكّلت طفولته.
الشاطئ الأخير (بلجيكا/فرنسا/قطر) للمخرج جان فرانسوا رافانيان، يتناول القصة المأساوية للشاب الغامبي باتيه سابالي، الذي أثارت وفاته غرقاً في القناة الكبرى بمدينة البندقية عام 2017 ضجةً عالمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما أعقب ذلك من أثر على عائلته.
المحمية (المكسيك/قطر) للمخرج بابلو بيريز لومبارديني، ويحكي عن حارسة محمية طبيعية عنيدة، تقنع مجتمعها بطرد مجموعة من المتسللين من المحمية، لتجد نفسها أمام تهديد أكبر بكثير.
كوميديا إلهية (إيران/إيطاليا/فرنسا/ألمانيا/تركيا) للمخرج علي أصغري، يروي قصة صانع أفلام يدخل في مهمة سرية لعرض فيلمه على الجمهور الإيراني، متجاوزاً مقص الرقيب وتعقيدات البيروقراطية العبثية وشكوكه الداخلية.
تعدّ هذه الأعمال من أهم الأفلام العالمية، حيث تفتح نافذة أمام الجمهور للتعرف على ثقافات ولغات سينمائية متنوعة، بينما تتناول موضوعات إنسانية كبرى متعلقة بالهوية والصمود والتغيرات.
يستمر مهرجان الدوحة السينمائي من 20 إلى 28 نوفمبر 2025، ليشكّل فصلاً جديداً في مسيرة مؤسسة الدوحة للأفلام نحو رعاية المواهب الإقليمية ودعم القصص السينمائية الأصيلة والآنية والمهمة.
ومن خلال المهرجان، ستتحوّل أبرز معالم الدوحة، بما في ذلك الحيّ الثقافي كتارا، ومشيرب قلب الدوحة، ومتحف الفن الإسلامي، إلى مراكز نابضة بالتبادل الثقافي، حيث تجمع صناع الأفلام ورواة القصص والجمهور من مختلف أنحاء العالم لتجديد التأكيد على قوة الفنّ في الإلهام وتقريب المجتمعات وتسليط الضوء على الأصوات التي تعمّق فهمنا المشترك.