مؤتمر ومعرض عُمان للطفولة يستعرض آفاق التأهيل والتمكين لذوي الإعاقة
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
متابعة- نورة العبرية "تصوير: العمانية"
انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر ومعرض عُمان للطفولة في نسخته الثانية التي تنظمها جمعية الأطفال أولًا تحت عنوان: "آفاق التأهيل والتمكين لذوي الإعاقة في عصر التقنيات الناشئة" برعاية صاحب السمو السيد حارب بن ثويني آل سعيد مساعد الأمين العام لمجلس الوزراء للمؤتمرات، ويستمر ثلاثة أيام.
ويهدف إلى تأهيل وتمكين الأطفال من ذوي الإعاقة من خلال ما تُتيحه التقنيات الحديثة، وسبل دمجهم في المجتمع، ويتناول في محاوره عددًا من القضايا المحورية أبرزها السياسات والتشريعات الداعمة للدمج والتمكين الأسري، وموضوعات التشخيص والعلاج، والخصوصية المزدوجة التي تجمع بين الموهبة والإعاقة إلى جانب دور الرياضة والفنون في التعبير والتمكين الإنساني، والاستثمار في التقنيات الحديثة لتعزيز إسهام الأسرة والمجتمع في بناء الهُوية للأطفال ذوي الإعاقة.
ويحظى المؤتمر والمعرض بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والدولية، منها: وزارة الإعلام، ووزارة التنمية الاجتماعية، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، وجامعة السلطان قابوس، واللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، ومنظمة اليونيسف إلى جانب عددٍ من الجمعيات الأهلية ومراكز التأهيل ومؤسسات المجتمع المدني.
وقالت صاحبة السمو السّيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، رئيسة جمعية الأطفال أولًا في كلمة الافتتاح: إن المؤتمر يأتي استكمالًا للنجاح الذي حققته النسخة الأولى التي ركزت على الأطفال الموهوبين في سلطنة عُمان بوصفهم ثروة وطنية، واستثمارًا استراتيجيًّا للمستقبل.
وأشارت سُموُّها إلى أن المؤتمر يفتح نافذة جديدة نحو دعم فئة غالية على قلوبنا جميعًا هي فئة الأطفال ذوي الإعاقة مستشرفين آفاق التمكين من خلال ما تتيحه التقنيات الحديثة من فرص نوعية للتأهيل والدمج، وتحقيق الاستقلالية معربة عن أملها في أن يشكل المؤتمر منصة وطنية ودولية رائدة لتبادل الخبرات، واستعراض الممارسات المبتكرة في مجالات التأهيل والتمكين الأسري والمجتمعي بما يُسهم في صياغة رؤى وتوصيات عملية تعزّز الجهود الوطنية في هذا المجال مبينة أن الحضور الواسع للمؤتمر يعكس التزام سلطنة عُمان الراسخ بتحقيق توجهاتها الوطنية نحو دمج الأطفال ذوي الإعاقة في مختلف المجالات التعليمية والرياضية والاجتماعية، ويجسّد روح التعاون والتكامل بين القطاعات كافة من أجل مستقبلٍ أكثر شمولًا وإنصافًا لأطفالنا جميعًا.
وألقى جوبال ميترا الخبير والمناصر الدولي لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة الكلمة الرئيسة أشار فيها إلى أهمية هذا الحدث وتركيزه على قضيةٍ جوهرية تمسّ الأطفال ذوي الإعاقة مؤكدا أن وجودهم اليوم يجسد وحدة الموقف، والتزاما مشتركا بقضية عادلة تتجاوز الحدود مضيفا: "إن ميثاقنا الإنساني المشترك يُحتم علينا أن نؤمن بأنّ كل طفل بغضّ النظر عن نوع الإعاقة له الحق في أن يُرى ويُسمع ويُمكّن مضيفًا أنّ الإحصاءات العالمية تُشير إلى أنّ واحدًا من كل عشرة أطفال يعاني من شكل من أشكال الإعاقة، أي ما يعادل نحو 240 مليون طفل حول العالم، منهم 21 مليون طفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وأضاف أن تمكين الأطفال ذوي الإعاقة ليس مسؤولية قطاعٍ بعينه، بل هو واجبٌ جماعي يقع على عاتق الحكومات والمجتمعات والأفراد؛ لنسهم جميعًا في صناعة مستقبلٍ يليق بكل طفل مهما كانت قدراته، ومهما كانت تحدّياته موضحا أهمية إحداث تحول جذري في النظرة تجاه الأطفال ذوي الإعاقة، وأن التحدي الحقيقي لا يكمن في الإعاقة ذاتها، بل في المواقف الاجتماعية والوصمة التي تعيق اندماجهم داعيًا إلى تحويل مشاعر الخوف والحزن لدى الأسر إلى دعم وأمل وتمكين عبر منظومةٍ متكاملة تشمل سنّ القوانين، وتنفيذ السياسات، وتوفير الخدمات التي تراعي احتياجات الجميع.
وأشار إلى أنّ تحقيق الدمج الفعّال يتطلب خطواتٍ عملية أبرزها مكافحة الوصم والتمييز، وتوفير بيئاتٍ ميسّرة منذ مرحلة التصميم، وتطوير التعليم الدامج، وبناء قواعد بيانات دقيقة للكشف المبكر والتدخل السريع.
وصاحب المؤتمر معرض شامل يُعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان يجمع تحت سقفٍ واحد جميع المؤسسات والشركات، والمراكز المعنية بشؤون الطفولة، ومن بينها المتاجر والمراكز الطبية والتعليمية، ومؤسسات التأهيل والاستشارات التربوية والنفسية، إضافةً إلى فعاليات ترفيهية وعروض مسرحية تُقدم للأطفال.
وقالت السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد: إن المؤتمر والمعرض يجسد الإهتمام الحقيقي بالأطفال ذوي الإعاقة، ويفتح آفاقًا جديدة في مجال التأهيل والتقنية الحديثة، ويعد في نسخته الثانية مبادرة وطنية رائدة تجسّد الاهتمام الكبير الذي توليه سلطنة عُمان برعاية الأطفال، وخاصة ذوي الإعاقة. فهو منصة تجمع الخبراء والمختصين لتبادل الخبرات واستعراض أحدث التقنيات في مجالات التأهيل والدمج بما يعكس التزام المجتمع العُماني بتعزيز قيم العدالة والتكافل الاجتماعي.
وذكرت أصيلة بنت سيف المعشرية أن المعرض تضمن تقديم حلقات متنوعة منها تعليم لغة الإشارة، وتشمل التعريف باللغة، وخصائص الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، وتعلم أبجدية الأصابع والأرقام بالإشارة إلى جانب مفردات الحياة اليومية الأساسية، وتكوين جمل إشارية بسيطة ومفهومة، وتقديم خدمات الاستشارات المجانية من عدة مراكز متخصصة في جميع المجالات.
وتستهدف فعاليات المعرض شريحة واسعة من المجتمع تشمل الأطفال وأسرهم، وطلبة المدارس ورياض الأطفال، ومؤسسات التعليم العالي، والشركات المتخصّصة بمنتجات الطفولة، ومراكز التدريب والترفيه إضافةً إلى المؤسسات البيئية والتقنية والمصارف والمتاجر الإلكترونية وأصحاب المشروعات الناشئة.
ويشهد المؤتمر تقديم 33 ورقة عمل و11 حلقة عمل تدريبية تشارك فيها نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين من داخل سلطنة عُمان وخارجها؛ للتركيز على أحدث الاتجاهات العلمية والتطبيقية، ووضع خارطة طريق تقنية لتبني الحلول الرقمية في مجالات التعليم والرعاية والتأهيل والصحة إلى جانب أهمية التنشئة الأسرية للموهبين ذوي الخصوصية المزدوجة ودورها في تنمية المواهب.
ويهدف مؤتمر ومعرض عُمان للطفولة في نسخته الثانية إلى نشر الوعي المجتمعي بحقوق الأطفال ذوي الإعاقة، وتقديم تصورات علمية وعملية حول سُبل دمجهم في المجتمع، ودراسة أبرز التحدّيات التي يواجهونها مع التركيز على جهود المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات التعليم العالي في هذا المجال.
ويتضمن المؤتمر حلقات عملٍ تدريبية موجهة للأطفال وذويهم والعاملين في مجالات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية إلى جانب استعراض أحدث الابتكارات التقنية المساعدة لتمكين الأطفال ذوي الإعاقة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأطفال ذوی الإعاقة فی مجالات إلى جانب آفاق ا جمیع ا
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة المنصورة يستعرض تجربة تدويل الجامعة خلال مؤتمر العراق للتعليم
شارك الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، في فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر العراق للتعليم 2025 في نسخته الثانية، الذي يُعقد بجامعة بغداد خلال الفترة من 11 إلى 13 أكتوبر الجاري، بحضور نخبةٍ من رؤساء الجامعات العربية والدولية، وممثلي مؤسسات التصنيف العالمية، وبالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني.
وشارك رئيس جامعة المنصورة في الجلسة الحوارية التي عُقدت تحت عنوان: «دور المجلس الثقافي البريطاني في تدويل التعليم العالي»، لاستعراض تجارب تدويل الجامعات، بمشاركة كلٍّ من: الدكتور علاء عبد الحسن، مستشار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، والدكتور وحيد الإبراهيمي، رئيس جامعة الموصل، والدكتور "ريتشارد سندرلاند"، مدير المجلس الثقافي البريطاني في العراق، إلى جانب عددٍ من القيادات الأكاديمية والخبراء الدوليين.
وخلال الجلسة، استعرض الدكتور شريف خاطر ورقةً بحثيةً تناولت تجربة جامعة المنصورة في تدويل التعليم العالي، مؤكدًا أن التدويل أصبح أحد المحاور الأساسية في استراتيجية الجامعة لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030، وتعزيز التنافسية في التصنيفات الدولية، وتطوير منظومة التعليم والبحث العلمي وفقًا للمعايير العالمية.
وأوضح أن جامعة المنصورة قطعت شوطًا كبيرًا في ملف التدويل من خلال عقد شراكاتٍ أكاديميةٍ وبحثيةٍ متميزةٍ مع عددٍ من الجامعات الدولية، مشيرًا إلى أن هذه الشراكات تمثل جسورًا للتواصل الأكاديمي وتبادل الخبرات وبناء القدرات البحثية، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة.
وتناول في كلمته أبرز النماذج التي تجسِّد نجاح الجامعة في هذا المجال، ومن بينها التعاون الأكاديمي الممتد لأكثر من عشرين عامًا مع جامعة مانشستر البريطانية في القطاع الطبي، والذي يُعَدّ من أقدم وأهم الشراكات الأكاديمية بين الجامعات المصرية والبريطانية؛ إذ بدأ التعاون من خلال برنامج المنصورة–مانشستر للتعليم الطبي المشترك منذ عام 2006، ثم برنامج طب الأسنان، ثم انطلاق برنامج الصيدلة الإكلينيكية لأول مرة هذا العام، الأمر الذي يمثل نموذجًا متطورًا للتعليم الدولي القائم على التكامل الأكاديمي وتبادل المناهج والخبرات التعليمية.
كما عرض تجربة التعاون بين شركة «انطلاق»، الذراع التقنية لجامعة المنصورة، وشركة «قواسم» التعليمية بالسعودية، التي تأتي في إطار تعزيز التعاون العربي في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والجودة الأكاديمية، وتشمل إنشاء جامعةٍ أهليةٍ بالسعودية بالشراكة مع جامعة المنصورة؛ لتطبيق أحدث النُّظم التعليمية والتكنولوجية المستمدة من التجربة المصرية في تطوير التعليم الجامعي.
واستعرض أيضًا الشراكة مع جامعة المستقبل العراقية، التي تمثل نموذجًا متميزًا للتكامل العربي في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي؛ إذ يشمل التعاون تنفيذ برامج دراساتٍ عليا مشتركةٍ تستضيفها جامعة المستقبل في مقرها بالعراق، إلى جانب إنشاء مركزٍ دوليٍّ للتدريب والابتكار بمدينة المنصورة الجديدة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات الأكاديمية في مجالات الطب والهندسة والعلوم الإنسانية؛ بما يُسهِم في نقل الخبرة المصرية إلى الجامعات العراقية، ويفتح آفاقًا جديدةً للتعليم العربي المشترك.
وأكَّد الدكتور شريف خاطر أن تجربة جامعة المنصورة في التدويل تقوم على تحقيق التوازن بين التميز الأكاديمي والمسؤولية المجتمعية، وتسعى إلى بناء شراكاتٍ نوعيةٍ مع الجامعات والمؤسسات الدولية؛ بما يدعم الابتكار ويرفع من كفاءة خريجي الجامعة في سوق العمل الإقليمي والعالمي.
وفي ختام كلمته، قدَّر الدكتور شريف خاطر جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية في تنظيم هذا المؤتمر العربي المتميز، مؤكدًا أن مشاركة جامعة المنصورة تأتي امتدادًا لدورها الريادي في إطار التعليم العربي المشترك، وتبادل الخبرات الأكاديمية والبحثية، وترسيخ أواصر التعاون بين الجامعات المصرية والعربية.