تداول عدد من رواد السوشيال ميديا، فيديو لملحن يتلو بعض الآيات من القرآن الكريم أثناء عزفه علي أوتار العود، مما تسبب في موجة غضب من رواد السوشيال ميديا والمطالبة بمحاكمة الملحن في أسرع وقت.

تلحين القرآن الكريم

وظهر الملحن في فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وهو يردد بعضًا من الآيات القرآنية أمام بعض الحضور من المنشدين والقراء، بزعم تدريبهم على المقامات.

وانتشر الفيديو بسرعة البرق عبر منصة "فيسبوك"، وخلق حالة من الغضب والاستياء من قبل رواد السوشيال ميديا، ورفضهم للفيديو وفكرة تلاوة القرآن الكريم علي نغمات العود، كما طالبوا بمحاكمة الملحن وإبلاغ نقابة قراء القرآن الكريم.

 

وأصر صاحب الفيديو، أحمد حجازي، على أنه لم يرتكب أي مخالفة دينية. بل أكد أنه يمارس نشاطه بشكل طبيعي ويهدف إلى تعليم المقامات لقراء القرآن. وزعم أن هؤلاء القراء يستندون إليه لاكتساب مهارات المقامات الصحيحة وفهم أسرارها.

 

 كشف الملحن عن تعدد الطبقات الصوتية في تلاوة القرآن، وأكد على أهمية تعليم المقامات على آلات موسيقية. ويرى أن الموسيقى تلعب دوراً مساهماً في إضفاء جمال ورونق على الصوت، مما يجذب السامعين. واستناداً إلى هذا، دعا إلى توفير أشخاص مؤهلين لتعليم القراء المقامات بالطريقة الصحيحة، مشابهة لما هو متبع حالياً.

 

تعليق نقيب قراء القرآن الكريم علي فيديو الملحن

وعلق الشيخ محمد حشاد، نقيب قراء القرآن الكريم، علي الفيديو الخاص بالملحن وهو يقرأ القرآن على أنغام الموسيقى وآلة العود، وقال الشيخ محمد حشاد: "إن وجود العود في جلسة القرآن الكريم تناقض غريب جدًا".

وأشار الشيخ محمد حشاد خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج "صالة التحرير" علي قناة "صدى البلد"، أن وجود العود في المكان المخصص لتلاوة القرآن وتتنزل فيه الرحمات “أمر خطير”، معقبًا إن النقابة تحفظت على الفيديو، وستتخذ الإجراءات اللازمة بحق صاحب هذه الأكاديمية.

تهمة ازدراء القرآن الكريم

وأوضح نقيب قراء القرآن الكريم، أن المستشار القانوني لنقابة القراء، سيوجه إلى الملحن تهمة "ازدراء القرآن الكريم"، لافتًا إلى أن النقابة منوط بها الحفاظ على كتاب الله، وإبلاغ الجهات المختصة بما يحدث في تلاوة القرآن الكريم.

ولفت إلى أن تعليم المقامات يكون في غنوة أو ابتهال وليس في كتاب الله سبحانه وتعالى، منوهًا أن تعليم المقامات الموسيقية على القرآن الكريم، أصبح ظاهرة في الآونة الأخيرة، بهدف تحقيق مكاسب بالدولار.

وعقب الشيخ محمد حشاد: "أولئك الذين يريدون أن يتعلموا المقامات بالقرآن، يخالفون كتاب الله وأحكام التجويد"، وأشار أن الملحن عندما يتلو القرآن على ألحان العود لا يراعي الأحكام ولا يحفظ القرآن الكريم.

بلاغ للنائب العام

 كلف الشيخ محمد حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية ونقيب القراء، حاتم مقلد المستشار القانونى للنقابة، بتقديم بلاغ للنائب العام ضد من صاحب الواقعة المنشورة على وسائل التواصل الإجتماعى (ملحن ممسكا بالعود ويقرأ القرآن بالموسيقى).

وقال الشيخ محمد حشاد، قضيت يوم أمس الثلاثاء فى الرد على المداخلات التليفزيونية وأكدت فيها أن ما حدث يتنافى مع قدسية القرآن الكريم الذى هو كلام الله عز وجل. 

ولأهمية الموضوع فقد شارك فى المداخلات التليفزيونية العديد من  العلماء ونقيب القراء ونقيب الموسيقيين وغيرهم، كل هذا من أجل الحفاظ على الدستور السماوى (القرآن الكريم) الذى هو كلام الله عز وجل، والذى ينبغى على من يقرأه أن يكون على وضوء وأن يقرأه بخشوع قلبى.

حكم تلحين القرآن

علي جانب أخر، قالت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها، إنه لا يجوز شرعًا قراءة القرآن الكريم مع تلحينه تلحينًا موسيقيًّا؛ لكون هذا العمل يخرج القرآن عن جلالته وقدسيته، ويصرف السامع عن الخشوع والخضوع عند سماعه، ويجعله أداة لهوٍ وطربٍ، وكل عمل يخرج كتاب الله عن غايته يعد عملًا منكرًا لا يقره الدين.
 
ويجب علينا عند قراءته مراعاة الرجوع إلى ما كان عليه في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابه والتابعين، وكذلك لا يجوز تصوير القرآن تصويرًا فنيًّا؛ لما في ذلك من مفاسد يجب منعها؛ كتصوير الأنبياء ونحوه مما هو محاط بالقداسة في الشريعة الإسلامية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القران الكريم تلحين القرآن الكريم تلاوة القرآن الكريم نقيب قراء القرآن الكريم ازدراء القرآن الكريم تلحين القرآن فيديو ملحن العود قراء القرآن الکریم الشیخ محمد حشاد کتاب الله

إقرأ أيضاً:

ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يوضح دلالات حديث القرآن عن الجبال

عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز في حديث القرآن الكريم عن الجبال"، بحضور كل من: الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وأدار الحوار الشيخ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر.

خطيب الجامع الأزهر: الدين الإسلامي تأسست دعوته على حسن الخلقخطيب الجامع الأزهر: اجتمع كل دين الإسلام في هذا الحديث النبوي

وأوضح الدكتور عبد الفتاح العواري أن الجبال تمثل الرابط الوثيق لهذه الأرض التي مدها الله لنا، كما أن لها دور حيوي في حفظ توازن الأرض وتحقيق استقرارها، وهذا أحد الأدلة على قدرة الله سبحانه وتعالى، لما فيه من دلائل القدرة وعظيم الصنع التي لا يستطيع بشر كائن من كان أن يأتي بمثل هذا الخلق – خلق الجبال-، ليبين لخلقه مكونات الخلق " أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ"، مشيرًا إلى أن دور الجبال في حفظ توازن الأرض ينتهي بقيام القيامة " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا"، أي أن الله سبحانه وتعالى يزيل الجبال ولا يبقي فيها شيئًا يوم القيامة، لتعود الأرض مسطحة لا شيء فيها.

وأكد الدكتور عبد الفتاح العواري على أهمية التأمل العميق في الآيات القرآنية التي تتحدث عن الجبال؛ لأن هذا التدبر يكشف عن عظمة الخالق وقدرته الباهرة في إبداع هذا الكون، فالجبال ليست مجرد تضاريس صماء، بل هي آيات كونية واضحة، ودلالات قاطعة على بديع صنع الله، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".

من جانبه قال مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر: إن الإشارة إلى الجبال في القرآن الكريم جاءت بصيغ متعددة، حيث ورد في ثمانية وأربعين موضعًا ضمن سور القرآن الكريم المختلفة، فجاء بصيغة الجمع في واحد وثلاثين موضعًا، وبصيغة المفرد في أربعة مواضع، مضيفًا أن القرآن الكريم لم يقتصر على لفظ "الجبال" للإشارة إليها، بل ذكرها بأسماء أخرى تحمل معاني إضافية، مثل "الرواسي" التي وردت تسع مرات، وتوحي بثباتها ورسوخها ودورها في تثبيت الأرض، كما لفت إلى أن القرآن ذكر جبالًا بأسمائها الخاصة، كجبل الجودي الذي ارتبط بقصة نوح عليه السلام، وجبل عرفات ذي المكانة العظيمة في مناسك الحج، والصَّفا والمروة اللذين شهدا سعي السيدة هاجر عليها السلام وأصبحا من شعائر الله، وهذه الجبال التي سميت بأسمائها دلالة على قدسيتها ومكانتها الإيمانية.

ولفت الدكتور مصطفى إبراهيم، إلى جانب بالغ الأهمية يظهر من خلال التدبر العميق لآيات القرآن الكريم التي تتناول الجبال، وهو ما يمكن وصفه بـ "الصفات الإيمانية" للجبال، واستشهد بقوله تعالى "وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا"، أي أن هذا التصوير القوي يكاد يجعلنا نتخيل خشوع الجبال وتأثرها بعظمة الخالق لدرجة أنها تكاد تتداعى وتسقط، وقوله تعالى "وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ" ففي هذه الآية، يتجلى تسبيح الجبال لله عز وجل مصاحبًا لتسبيح النبي داود عليه السلام، مما يرسخ فكرة أن هذه الجمادات ليست صماء خالية من الشعور والإدراك، بل هي مخلوقات تسبح بحمد ربها بطريقتها التي يعلمها هو سبحانه.

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.

طباعة شارك الجامع الأزهر ملتقى التفسير الإعجاز القرآني حديث القرآن الآيات القرآنية

مقالات مشابهة

  • جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم تطلق دورتها الـ28 بجوائز 12مليون درهم
  • محمد بن راشد: جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم الأقرب إلى القلب
  • محمد شيحة يرد على رئيس الاسماعيلي: لو عندك مخالفات للجنة المؤقتة قدّمها للنيابة فورًا
  • الأزهر يطلق مشروعه الصيفي لحُفّاظ القرآن بمناطق الجمهورية
  • أفضل ما يقال بعد صلاة الفجر.. هل الذكر أم قراءة القرآن؟
  • التصفيات الختامية لمسابقة القرآن الكريم لطالبات المدارس الصيفية بالأمانة
  • الابتلاء سنة الأنبياء.. والتمكين وعد الله لا يخلفه
  • ارتياح بين طلاب الشهادة الإعدادية الأزهرية بالشرقية عقب أداء امتحان مادتى القرآن الكريم والكمبيوتر
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يوضح دلالات حديث القرآن عن الجبال
  • تكريم 300 دارسة في ختام الأنشطة السنوية بمدارس القرآن الكريم بالعوابي