منذ العدوان الإسرائيلي على غزة والقصف يطول حتى طواقم العمل الإنساني، إذ وثقت الكاميرات لحظة استهداف مباشر لعنصر الدفاع المدني الشاب نوح الشغنوبي في وقت كان ينتشل المصابين من تحت أنقاض منزل جنوبي حي الزيتون بقطاع غزة .

وبعد دقائق من الغارة الأولى، عاد الطيران الحربي ليضرب الموقع مجددا، مستهدفا الأهالي والمسعفين الذين هرعوا لإنقاذ الجرحى، في جريمة مركبة تعكس إصرار إسرائيل على قتل المدنيين ومن يحاول إنقاذهم، ضمن حملة إبادة ممنهجة تطال هذا الحي منذ أسابيع.

ويستمر القصف المكثف ليحول دون وصول فرق الإنقاذ إلى الطابق المستهدف، تاركا الجرحى تحت الركام في سباق قاس مع الموت.

وقد تصاعد القصف الجوي والمدفعي مؤخرا على أحياء غزة، خاصة الزيتون والتفاح، في ظل حديث الحكومة الإسرائيلية عن عملية عسكرية وشيكة لاجتياح المدينة بالكامل.

انتشار واسع للفيديو وردود فعل غاضبة

وحظي مقطع الفيديو بانتشار واسع على منصات التواصل، حيث اعتبر مغردون فلسطينيون أنه يمثل واحدة من عشرات اللحظات المروعة التي يعيشها سكان القطاع منذ 22 شهرا على مرأى ومسمع من العالم والمجتمع الدولي وسط صمت مخز.

ورأى ناشطون أن المشهد يلخص قسوة الحرب وشجاعة الإنسان، إذ استهدف الشغنوبي أثناء قيامه بواجبه الإنساني في إنقاذ المصابين.

#غزة_الفاضحة فعلا فضحة المحتل المجرم وجيشه المريض نفسيا وحقده

لحظات مرعبة، توثق استهداف الاحتلال عنصر الدفاع المدني"نوح الشغنوبي" بشكل مباشر أثناء محاولته إنقاذ عدد من المصابين من منزل جنوب حي الزيتون بمدينة غزة.#غزة_تُباد pic.twitter.com/NhIe5Jd57M

— Pery Ahmed (@Freedom_P_A) August 12, 2025

 

وكتب أحد النشطاء "في غزة، حتى من يهرع لينقذ… يستهدف، وفي اللحظة التي مد فيها يده للحياة باغتته آلة القتل".

كما علق آخرون "استهدفوا الصحفيين بالأمس، واليوم يستهدفون رجال الدفاع المدني".

إعلان

ووصف ناشطون بأنه "مشهد صادم ومرعب" مؤكدين أن جيش الاحتلال يقصف طواقم الدفاع المدني أثناء انتشال الجثث، كما فعل سابقا مع الصحفيين، رغم وجود تنسيق مسبق مع منظمات دولية.

شهادات من قلب المأساة

قال أحد النشطاء من سكان المنطقة "تعرض منزل في جنوب حي الزيتون للقصف، مما أدى إلى إصابة الجيران. وأثناء محاولة أولاد عمي إنقاذهم، تم استهدافهم أيضا، وفقدنا بعضهم وأصيب 3 آخرون. حاول الدفاع المدني إنقاذهم لكنهم تعرضوا للاستهداف. نناشد الصليب الأحمر والإسعافات بالدخول فورا".

وأضاف ناشط آخر "مذبحة كبيرة في حي الزيتون… نسفوا شقة على رؤوس ساكنيها، ولم يكتفوا بذلك، فحتى من ذهب لينقذ الناس قصفوه".

مذبحة كبيرة في حي الزيتون نسفوا شقة على رؤوس ساكنيها، لم يكتفوا بذلك فحتى مَن ذهب لينقذ الناس قصـ.فوه .

— يَحيى????????????????????. (@yahia_yassar) August 11, 2025

وأشار مغردون إلى أن ما يجري في الحي "مجزرة كبيرة" إذ قصف الجيش الإسرائيلي شقة على رؤوس ساكنيها، ثم استهدف من هرع لإنقاذهم.

وذكر آخرون أن عائلات في الحي أبيدت بالكامل، آخرها عائلة الطفلة لورين النديم التي انتشلت من تحت ركام منزلها بعد استشهاد عائلتها في قصف ليلي عنيف، كما استشهد أمس أب وأم وأبناؤهم الستة في استهداف آخر.

تدمير ممنهج وتمهيد لاجتياح بري

رأى نشطاء أن إصابة المسعف الشغنوبي تأتي ضمن سلسلة استهدافات لكل من يساند المجتمع ويخفف من وقع الإبادة، بدءا من أسماء مجهولة، مرورا برفعت العرعير، وصولا إلى الشغنوبي.

قصف ونسف متواصل في حي الزيتون

— ‏????Khalil (@KhalilAtef93) August 11, 2025

ووصف مدونون الوضع في الحي بـ"الكارثي" حيث التكاتك وعربات الجر وسيارات الإسعاف تنقل الشهداء والمصابين وسط قصف مدفعي متواصل ونزوح كبير للعائلات.

واعتبر مغردون أن حي الزيتون "يباد بصمت" مؤكدين أن ما حدث اليوم مؤشر على خطورة المخطط الإسرائيلي الذي يهدف لتطبيق سياسة الأرض المحروقة المنتهجة منذ الأيام الأولى للحرب، مشيرين إلى أن استئناف العمليات العسكرية خلال الأشهر الخمسة الأخيرة أدى إلى تدمير شرق وجنوب الحي بالكامل.

وأضافوا أن جيش الاحتلال أفرغ اليوم مربع المصلبة ومجمع مدارس عين جالوت من السكان، واستهدف شارع النديم بشكل همجي، حيث تحولت المنطقة إلى ما يشبه "كسارة الحجارة".

مجزرة مروّعة في حي الزيتون بعد قصف شقة سكنية في برج دلول، وبعد تجمع الناس لانقاذ العالقين في الشقة قصف المكان مجددًا! الحديث عن عشرة شه.داء وعدد كبير من الجرحى

— معين الكحلوت ???????? , من غزة ???? (@Moin_Awad) August 11, 2025

وأكدوا أن التمهيد الناري بالروبوتات والمدفعية والأحزمة الناسفة على هذه المربعات يدل على أن عملية برية وشيكة ستجري قريبا، وأن الجيش بدأ يشكل "فكي كماشة" لحصار أكثر من مليون و200 ألف نازح يعيشون في بحر (متلاطم) من الخيام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الدفاع المدنی فی حی الزیتون

إقرأ أيضاً:

المجلس الوطني يدين جريمة الاحتلال بحق الصحفيين بغزة

رام الله - صفا أدان المجلس الوطني جريمة استهداف الصحفيين التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأدت إلى استشهاد عدد منهم وإصابة آخرين بجروح خطيرة. وأكد رئيس المجلس روحي فتوح في بيان يوم الإثنين، أن هذه الجريمة تأتي في إطار سياسة ممنهجة لإسكات الحقيقة ومنع نقل جرائمه إلى العالم في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بحماية الصحفيين. وأوضح أن الاحتلال أعدم منذ بدء عدوانه على قطاع غزة عشرات الصحفيين في محاولة لطمس الحقائق وارتكاب جرائمه بصمت ودون شهود. وشدد على أن استهداف الصحفيين يعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تضاف إلى سلسلة الجرائم التي لم يسلم منها أي مكون من مكونات الشعب الفلسطيني. وحمل فتوح حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم. ودعا المجتمع الدولي، والاتحاد الدولي للصحفيين، وكافة المنظمات الحقوقية والإعلامية إلى التحرك الفوري لتوفير الحماية للصحفيين ووقف مسلسل استهدافهم.

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني ينفذ 43 مهمة بغزة خلال 24 ساعة
  • الدفاع المدني في غزة ينفذ 45 مهمة خلال 24 ساعة
  • الدفاع المدني ينفذ 45 مهمة بغزة خلال 24 ساعة
  • الدفاع المدني بغزة يستنكر استمرار تجاهل العدو للقانون الإنساني والمواثيق الدولية
  • الدفاع المدني يستنكر استمرار تجاهل الاحتلال للقانون الإنساني والمواثيق الدولية
  • 9 شهداء منهم 6 أطفال في قصف إسرائيلي على حي الزيتون بغزة
  • استشهاد 6 أطفال في غارات إسرائيلية على حي الزيتون بغزة
  • المجلس الوطني يدين جريمة الاحتلال بحق الصحفيين بغزة
  • جيش الاحتلال ينسف منازل فى حى الزيتون بغزة ويقتحم أريحا شرق الضفة