صدى البلد:
2025-10-13@10:30:55 GMT

حكم إلقاء السلام على شخص يتوضأ .. وهل يجوز الرد ؟

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

هل يجوز إلقاء السلام ورده أثناء الوضوء؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي. 

حكم إلقاء السلام ورده أثناء الوضوء

وقالت الإفتاء في جواب سائل يقول: ما حكم إلقاء السلام على الشخص الذي يتوضأ؟ وما حكم رد السلام أثناء الوضوء؟،إن إلقاء السلام على المنشغل بالوضوء وردُّه أمرٌ مشروعٌ على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء؛ لإمكان الجمع بين فضيلتي ردِّ السلام وما هو فيه مِن الوضوء مِن غير أن يؤدي إلى قطع شيء تجب إعادته.

وأوضحت أن السَّلامُ في الأصل: السلامة، يقال: سَلِمَ يَسْلَمُ سَلامًا وسَلامَة، ومنه قيل للجنة: دار السَّلام؛ لأنهَّا دار السلامة من الآفات، ومنها: السَّلامُ اسم من أسماء الله تعالى. ينظر: "لسان العرب" لابن منظور (12/ 289-290، ط. دار صادر).

وعند الفقهاء: هو سلام الله عليك وحفظه؛ كما يقال: الله معك ومصاحبك. كما ذكر شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (11/ 5-9، ط. دار المعرفة).

والسلام تحية المسلمين في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ﴾ [الأحزاب: 44]، قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (14/ 199، ط. دار الكتب المصرية): [قيل: هذه التحية من الله تعالى.. ﴿يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ﴾ أي: يوم القيامة بعد دخول الجنة] اهـ.

فضل إفشاء السلام

ثمرة السلام عظيمة، وإفشاؤه فضيلة، وعاقبته حميدة؛ كما روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا؛ وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا؛ أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَىْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ».

قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (2/ 36، ط. دار إحياء التراث العربي): [وأما قوله: «أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ» فهو بقطع الهمزة المفتوحة، وفيه: الحث العظيم على إفشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم مَن عرفت ومَن لم تعرف] اهـ.

هل يجوز تأخير الصلاة لحين الاغتسال من الجنابة.. الإفتاء توضح هل يجوز الجهر بمقدار بسيط في الصلاة السرية منعا للسرحان.. الإفتاء تجيب حكم إلقاء السلام

إلقاء السلام -في حق غير المشتغل بشيء- سُنَّة عين على مَن انفرد، وسُنَّة كفائيَّة على الجماعة، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ» رواه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفيَّة، والمالكيَّة، والشافعيَّة، والحنابلة.

حكم رد السلام

أمَّا رَدُّ السلام ففرض عينٍ على مَن انفرد، وفرض كفائي في حقِّ الجماعة، بحيث يأثموا جميعًا بتركه، ويسقط الإثم بردِّه مِن أحدهم؛ لما رواه الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ: رَدُّ السَّلاَمِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ»، وهو ما ذهب إليه فقهاء الحنفيَّة، والمالكيَّة، والشافعيَّة، والحنابلة. يُنظر: "المبسوط" للسرخسي (30/ 274، ط. دار المعرفة)، و"التاج والإكليل" للمواق (4/ 539، ط. دار الكتب العلمية)، و"الأذكار" للنووي (ص: 246، ط. دار الفكر)، و"مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (6/ 14، ط. دار الكتب العلمية)، و"شرح منتهى الإرادات" للبهوتي (1/ 383، ط. عالم الكتب).

حكم الكلام أثناء الوضوء بغير حاجة
الكلام أثناء الوضوء بغير حاجة، هو من ترك آداب الوضوء عند الحنفية، ومكروه عند المالكيَّة؛ وخلاف الأولى عند الشافعيَّة والحنابلة.

قال العلَّامة ابن مازه الحنفي في "المحيط البرهاني" (1/ 48، ط. دار الكتب العلمية) في بيان آداب الوضوء: [ومن الأدب: ألَّا يتكلم فيه بكلام الناس] اهـ.

وقال العلَّامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (1/ 30، ط. دار الكتاب الإسلامي): [ترك كلام الناس لا يكون أدبًا إلَّا إذا لم يكن لحاجة، فإن دعت إليه حاجة يخاف فوتها بتركه لم يكن في الكلام ترك الأدب؛ كما في "شرح المنية"] اهـ.

وقال العلَّامة الدردير المالكي في "الشرح الصغير" (1/ 127-128، ط. دار المعارف): [ويكره الكلام حال الوضوء بغير ذكر الله تعالى] اهـ.

وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (1/ 465-466، ط. دار الفكر): [قد ذكر المصنف أن سنن الوضوء اثنتا عشرة.. منها.. ألَّا يتكلم فيه لغير حاجة.. وقد نقل القاضي عياض في "شرح صحيح مسلم" أن العلماء كرهوا الكلام في الوضوء والغسل، وهذا الذي نقله من الكراهة محمول على ترك الأَوْلى، وإلَّا فلم يثبت فيه نهي فلا يسمَّى مكروهًا إلا بمعنى ترك الأَوْلى] اهـ.

وقال العلَّامة الحجاوي المقدسي الحنبلي في "الإقناع" (1/ 30، ط. دار المعرفة): [ولا يسن الكلام على الوضوء بل يكره، والمراد بالكراهة ترك الأَوْلى] اهـ.

حكم إلقاء السلام وردّه أثناء الوضوء

أمَّا إلقاء السلام وردّه أثناء الوضوء فصرح فقهاء المالكيَّة والشافعيَّة بمشروعيته، وهو ظاهر كلام أكثر الحنابلة، بينما ذهب بعض الحنابلة إلى كراهة ذلك، وذهب محققو الشافعيَّة إلى أن ردَّ السلام حال الوضوء واجبٌ، تبعًا لما قرره العلَّامة ابن حجر الهيتمي.

قال العلَّامة الحطاب المالكي في "مواهب الجليل" (1/ 460، ط. دار الفكر): [(فائدة) قال في "الإكمال" في كتاب الحج في إرسال ابن عباس إلى أبي أيوب رضي الله عنهم يسأله عن الغسل، قال الرسول: فجئت فسلمت عليه وهو يغتسل، قال عياض: فيه دليل على جواز السلام على المتطهر، والمتوضئ] اهـ.

وقال العلَّامة العدوي المالكي في "حاشيته على شرح العلَّامة الخرشي على مختصر خليل" (1/ 236، ط. دار الفكر): [(قوله: يريد أنه يكره السلام على الملبي) أي: إنَّ قول المصنف كَمُلَبٍّ معناه: أنه يكره السلام على الملبي ويصح أن يكون المعنى، أي: كما يكره سلام مُلَبٍّ فالملبي يكره السلام منه وعليه، (قوله: ذريعة إلى ردِّه) أي: في الأذان، وقوله: "بخلاف السلام على المصلي فلا يكره" ومثله المتطهر والمتوضئ] اهـ.

وقال العلَّامة الشبراملسي الشافعي في "حاشيته على نهاية المحتاج" (1/ 195، ط. دار الفكر): [وفي "فتاوى شيخ الإسلام" أنه سئل هل يشرع السلام على المشتغل بالوضوء وليس له الرد أو لا؟ فأجاب: بأن الظاهر أنه يشرع السلام عليه، ويجب عليه الرد] اهـ.

فإلقاء السلام على المنشغل بالوضوء وردُّه أمرٌ مشروعٌ على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء؛ لإمكان الجمع بين فضيلتي ردِّ السلام وما هو فيه مِن الوضوء مِن غير أن يؤدي إلى قطع شيء تجب إعادته.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السلام حكم إلقاء السلام رضی الله عنه دار الفکر دار الکتب هل یجوز

إقرأ أيضاً:

هل يجوز الدعاء والتوسل بالنبي لقضاء الحاجة؟.. اعرف رأي الشرع

يتردد سؤال بكثرة على أذهان عدد كبير من الناس حيث يتساءلون عن حكم التوسل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الدعاء وطلب تحقيق الأمنيات أو قضاء الحاجات، وهل يعد ذلك من الأمور المشروعة في الإسلام أم هذا الأمر محرم شرعًا؟ وقد كشفت دار الإفتاء المصرية عن حكم التوسل بالنبي في الدعاء، وفي السطور التالية نعرض رأي الشرع حول هذه المسألة الفقهية.

هل يجوز الدعاء والتوسل بالنبي لقضاء الحاجة؟

وفي هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه سلم في الدعاء، وأنه أمر مشروع جرى عليه المسلمون سلفًا وخلفًا.

وأوضحت دار الإفتاء، في فتوى سابقة منشورة عبر صفحتها على فيسبوك، أنه يجوز التوسل بالنبي في الدعاء لمن يريد فهو أمر مشروع، ولا يجوز إنكار ذلك، مستشهدة بما أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم: "أن أعمى أتى النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إني أُصِبتُ في بَصَرِي، فادعُ اللهَ لي، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «تَوَضَّأ وصَلِّ رَكعَتَين ثم قُل: اللَّهُمَّ إني أَسألُكَ وأَتَوَجَّه إليكَ بنبيكَ مُحَمَّدٍ، يا مُحَمَّدُ، إنِّي أَستَشفِعُ بكَ في رَدِّ بَصَرِي، اللهم شَفِّع النبيَّ فِيَّ، وقال: فإن كان لكَ حاجةٌ فمِثلُ ذلكَ»، فرَدَّ اللهُ تعالى بصرَه.

دعاء سورة البقرة.. يفتح الأبواب المغلقة وترى العجب في حياتكدعاء النبي عند الخوف.. ردده يكفيك الله ويدفع عنك الأذىدعاء الصباح .. ردد أفضل أدعية الرزق وفك الكرب يأتيك الخير من حيث لا تحتسبدعاء المعجزات .. يجرّ إليك الخير جرًا ردّده دائمًادعاء الصباح للبركة.. أفضل كلمات عن النبي تقولها مع بداية اليومأدعية النبي لعلاج الأرق.. كلمات من هدي السُنة تريح القلبحكم التوسل بالنبي لقضاء الحاجة

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتى الجمهورية، أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء لا حرج عليه، لافتًا إلى أن هناك فارقًا بين التوسل بمعنى الوسيلة وهى الطريقة والسبب هو أن نتخذ رسول الله بجاهه ورتبه عند الله وسيلة شفاعة لاستجابة دعائنا، وبين الشرك الذي هو تعظيم أحدًا من دون الله.

وأضاف الدكتور مجدي عاشور، أن التوسل ليس من باب الشرك قطعًا، وإن جاه النبي صلى الله عليه وسلم قبل انتقاله كجاهه بعد انتقاله لم يتغير، وورد في البخاري أن أصحاب الغار استشفعوا وتوسلوا بأعمالهم الصالحة وقبولها مظنون.

فضل الصلاة على النبي لإجابة الدعاء

فضل الصلاة على النبي

يعد الصلاة على النبي صىل الله عليه وسلم عبداة عظيمة ينال عليها المسلم فضلا كبيرا وقد عدّد العلماء فضل الصلاة على النبي في النقاط التالية:

أولًا: يؤجر المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلّم- بعشر حسنات.

ثانيًا: يرفع المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر درجات.

ثالثًا: يغفر للمصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- عشر سيئات.

رابعًا: سبب في شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له يوم القيامة.

خامسًا: يكفي الله العبد المصلي على رسول الله ما أهمّه.

سادسًا: تصلي الملائكة على العبد إذا صلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.

سابعًا: الصلاة على النبي تعتبر امتثالًا لأوامر الله تعالى.

ثامنًا: سبب من أسباب استجابة الدعاء إذا اختتمت واستفتحت به.

تاسعًا: تنقذ المسلم من صفة البخل.

عاشرًا: سبب من أسباب طرح البركة.

الحادي عشر: سبب لتثبيت قدم العبد المصلي على الصراط المستقيم يوم القيامة.

الثاني عشر: التقرّب إلى الله تعالى.الثالث عشر:نيل المراد في الدنيا والآخرة.

الرابع عشر: سبب في فتح أبواب الرحمة.

الخامس عشر:دليل صادق وقطعيّ على محبّة رسول الله - صلى الله عليه وسلّم-.

السادس عشر: سببٌ لدفع الفقر.السابع عشر:تشريف المسلم بعرض اسمه على النبي- صلى الله عليه وسلّم-.

الثامن عشر: سببٌ لإحياء قلب المسلم.

التاسع عشر: التقرّب من الرسول - صلى الله عليه وسلم- منزلةً.

العشرون: لا يقتصر فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، على هذه الفوائد فقط بل تتعدى لتصل إلى مئات الأفضال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة.

طباعة شارك حكم التوسل بالنبي النبي حكم التوسل بالنبي لقضاء الحاجة هل يجوز الدعاء والتوسل بالنبي لقضاء الحاجة قضاء الحاجة

مقالات مشابهة

  • مقدار المسح الواجب على الرأس في الوضوء ..علي جمعة يكشف الضوابط الشرعية
  • ما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز الدعاء والتوسل بالنبي لقضاء الحاجة؟.. اعرف رأي الشرع
  • هل تصح الصلاة؟.. الإفتاء: الاغتسال يغني عن الوضوء إذا اشتمل على أمرين
  • هل التدخين ينقض الوضوء؟.. أمين الإفتاء: ينصح بغسل الفم والتطيب قبل الصلاة
  • كيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟..الإفتاء تجيب
  • هل كان النبي يصلي ويسلم على نفسه أثناء التشهد في الصلاة؟..الإفتاء توضح
  • هل قئ المرأة الحامل يبطل الوضوء؟.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • طريقة التطهر من الجنابة للرجال والنساء.. اعرف الخطوات الصحيحة